مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » ميامرماراسحق ـ الجزءالثانى ـ الميمر الثانى ( كامل ) ــ الأشياء الطبيعية وغير الطبيعية.

ميامرماراسحق ـ الجزءالثانى ـ الميمر الثانى ( كامل ) ــ الأشياء الطبيعية وغير الطبيعية.

الميمر الثانى 
                  
+ كل نفـــس أذا ما أغفلت و ازدرت بالاهتمام و الهذيذ في الأمور التي تخص طبيعتها
                                                                                         ( أي الجسديات ) ،
   فهـــــــــــي لا تحتـــاج إلي جهد كبير لتجد في ذاتها الأشـواق الحكيمـة نحـو الله ،
   لان السكون ( أي الابتعاد ) عن العالم يتيـــــــح للنفـس فهــم المخــــــــــــــلوقات ،
                    و منـه ترتفـــع إلي اللــه (خالقها ) و تثبـــت فـي الدهـــــــــــــــــش 

+ إذا لم تدخــــل الميـــاه الغريبـــــة الى ينــــوع النفــــــــــــــــــــــــس ،
    فحينئـــــــــــذ تنبع الميـــــــــــــاه التـــي من  طبيعتهــا الروحانيــــة،
                      التي هي أفكـــار الدهــش بالله في كـــل وقـــــــــــت ،
   إما إذا وجدت بعيــــدة عن ذلــــك ، فهـــــــــذا بسبب فكــر غريـــــب ،
                     إذ  أن الحواس أثارت عليها اضطراب نتيجة الالتقاء بالأمور
                     ( التي تسبب الحروب ) .

  و إذا ضبطت الحواس بالسكون الدائم و الأفكار الروحانية ، فإنها ( أي الحـــواس )
  تبلي و تتحرر بالمعونة التي من الهدوءوعند ذلك تدرك طبيعة الأفكار النفسانية  ،
 و ما هي ،  و ما هو طبع النفس ، و أي كنوز مدخرة فيها .

  و الكنـــــوز هي : الأحاسـيس الروحيـة التي تأتي من ذاتها من غير جهـــد أو تعـــب ،
  حتى إن الإنسان لا يدرك إن كانت مثل هذه الأحاسيس تسري في الطبع البــــشري ،
  و من علمه ذلك ، أو كيف وجد هذا الأمــر الذي إذا راد أن يصف كينونته لرفيقه لا يعرف.
   أو مــــــــــــــــن الـــــذي أرشــــــده لهـــــذا الأمر الــــذي لم يتعلمــــــه من أخـــــر .

  أن هذه هي طبيعة النفس (كما جبلت) ، و الشهوات دخيلة عليها
  النفس من مسببات ( خارجية ) ،  لأنها بطبعـــها غـير شـــهوانية.

  و إذا سمعت الكتب تتكلم عن شــهوات جســــدية و نفســـــانية ،
                     فأفهــــــم أن هـــــذا قيــــــل عن مســـــبباتهـــــا ،
  لان النفــــس ليس في طبعها الشهوات
                    فلا الفلاسفة الخارجـــــين و لا أتبــاعهم يوافقـــون علي هـــــذا الرأي ،
 أما نحـــــــــن فنصــدق أن الله لم يضـــــع الشـــــــهوات في صورته ( أي الإنسان ) ،
  وقـــــــــــولي صــــورة الله لا أعنـــــــــي الجســــــــد بل النفـــس غير المــــــرئية ،
                   لان كــــــــــل صـــــــــــــورة يتشكل فيها نمــــــوذج ما تشـــــــبهه ، 
                و الصورة المرئية لا يستطاع أن يتصــور فيها صورة غير الرائي ( أي الله ).

 لهذا نصــــدق أن الشهوات ليست في طبع النفس كما سبق القول ،
 و إن عارضنا أحد في هــــذا فليقــل لنا : ما هـي طبيعـــة النفـــس ،
  هـــل هــــــي بغــير شــهـوة  و مملــــوءة  نــــــــــورا ،ً
 أم هــــــــــــي مظلمــة تتجـه نحـــــــــو الشـــــهوات ؟
 إنه إذا كانـــت النفــس نقيــة بقبولهـــا النـور الطوباوي ،
 فأنهـــا تكـــون قد رجعــــــت إلــــــي طبيعتها الأولـي ،
 أما إذا خضعت للشــــــهوات فهذا أمر خارج عن طبعها 
 و قـــد انجذبت أليه و هذا هو اعتقاد البيعة المقدسة .

و الآن قد ظهر إن الشهوات دخيلة على طبع النفس،و هي تتأثر بما هـو خارج عن طبعها،
و ينبغي أن نعتقد انه ليـس ثمـــة شــهوات نفسـانية  محض تتــــأثر بهـا النفـــــــــــــس.

 و عندما تتــــأثر بما هــــو خــــــــــارج عن طبعهـا فهذا لا يكـــون من غـــــير الجســـــد ، 
 فلا يظـــــن أن  هذه طبيعية فيهـــا ، و إلا فيكـون الجـوع و العطش و النوم تخص النفس ،
  لأنهـــــــــــــا مع الجسد تحزن بها و أيضاً تتنيــــــــــــح ( أي تســـــــــــــــــــــــــتريح ).

 و أيضـــــــــــاً قطع الأعــــــضاء  و الأمـــراض و مــــــــــــا إلي ذلك ...........
 لكـــــــــــــــن لأجل اشتراكهــا مع الجســد تتضـــــــــايق بهذه الأمور معه ،
                     و تتــــــــــــــأثر أيضـــــــــــاً بأفراح الجسد .

طبيعة النفس ، وما فوق طبيعتها ، وما هو خارج عن طبيعتها
+ طبيعــــة النفـــــس هي : فهــــم المخلوقات جميعها المحسوسة  و المعقولة ،
   و ما فوق طبيعتهـــــــــــــا   هـــو تحركها بالثاؤريـــــا ( أي المشاهدة ) الإلهية ،
    و ما هو خارج عن طبيعتها   هـــو تحركها بالشهوات .

+وقد قال مصباح  المسكونة القديس باسيليوس :
  " أذا ما وجدت النفس  في  وضعها الطبيعي  كانت  في العــــــــــــــلاء ،
    وإذا   كانــت خارجـا   عن  طبيعتهـــــــــــا   فهي  في  أســـفل الأرض "
    لان الشهوات ليس لها مكان في الموضع الذي يقال عنه انه بلد النفس
                                                                    ( أي أعماق النفس ).
   لكن إذا انحط الطبـــع إلي أســــــــــــفل عند ذلك يعاني من الشهوات.

  فأين إذا هي الشهوات النفسية ، إذ قد اتضح أن الشهوات ليست من طبع النفس
  إنما تتحــرك بشهوات الجســــد المرذولة مثل إنها تحزن معه بالجـــوع والعطــــش ،
  ولان هذه لا يوضع ها ناموس ينظمها فلا لوم عليها ، مثل تلك التي هي تحت اللوم ،
  بــــــــــل قــــــــــــــد يؤمــــــــر الإنســـــــان بفعل ما يكون تحت اللوم ولا يلام عليه
  بــــــــــل يأخـــذ أجراً صالحاً مثل هوشع النبي الذي شــارك زواجــاً غـــير شـــرعي ، 
 و كإيليا الذي باشر القتل لأنه غار لله و كاؤلئك الذين طعنوا بالرماح أقرباءهم بأمر موسي
                                                                                                                     (عد   5:25) 
 فإن قيل : إن الشـــهوة و الغضـــب في طبيعــــة النفـــس 
                                 و ليســـت في طبــــــع الجســــد ،  أفليست هذه ألامها ؟
 قلنـــــــا : إن شهوة النفس 
               إذا كانت ملتهبــــة بالإلهيــــات فهذه أمور طبيعيــــة بالنســـــبة لهـــــــــا ،
              وإذا كانت ملتهبـــة بالأرضيـــات و الجســدانيات فلا ( أي ليس من طبعها ).

              وإذا كانت  تغير لأجل الإلهيات فهذا غضب طبيعي للنفس.
              و إذا كان لأجل شهوة الجسد والحسد و المجــد الباطل  ،
                                  وما يشبه هذا كان هذا خارجاً عن طبعها .

أمور كثيرة يقولها الكتـاب و يضـــــع لهـــا أســــماء مستعارة ،
             و كم من مـرة ينسب للنفـس ما يخص الجســــد ،
              و يضــــــــــع عـــــلي الجسد ما يخص النفــــس دون أن يفـــرق بينهمـــا.

وذلك لئلا يطول الحديث .  الفهماء هــم الذين يفهمون ما يقرأونه و يعرفون قصد الكتب .
                                               كمثل ما يخص لاهوت ربنـــا ينسبه إلي بشريته علوا و رفعة
                                 و ما يخــــــــص بشـــــــريته ينسبه الى لاهوته ،
و كثيرون لأجل أنهم لم يفهموا قصد الكتاب عثروا عثرة لا قيام منها.
و هكـــذا تكون أمور النفس و الجسد .
 إن كانـت الفضيـــــــــــــــــــــــلة هـــــي قــوة النفــس و صحتهـــا
             فالآلام ( أي الشهوات ) هـــــي أمراضهــــــــا و أسقامها
             التي تعارض الطبــــــــع و تخرجه عن الصحة و المعـــروف.
  الآن انه مــن الطبيـــعي أن :
  تســــــــــــــــــــــــــــــــبق الصحــــة ، العـــــــوارض و الأســـــــــــقام  ،
  و إذ أن هذه هي الحقيقة   فالفضيلة بحكم الضرورة هي طبيعة النفس ،
                                                   و  العــوارض ليسـت من طبعهـــا ،
  و لا يمكن و لا يستطاع أن : يكـــــــون الأصيــل فيها هــو غير الطبيعي .

  والآلام ( الشهوات ) الجسدية هي من طبــع الجســـد وليســـت مســـــتعارة ،
  وأما النفس فبسبب الجســد فالمستعار وضع عليها ( أي نسبت لها الشهوات ).

  و لقد بان الآن و كل واحد يصدق إن النقـــاوة هـــي طبيعة النفس و الاشتهاء مستعار
  لان المــــرض يأتي بعد الصحــة  ، و لا يمكن أن يكون الطبع جيــــد و رديء  بالخلقــــة ،
  و علي كـــــل شــيء عــــارض  لا يقال انه من خصائص الطبع ،بل هو يأتي من خـارج ،
  و كل شيء مفاجئ و عــارض يلازمه الزوال و التغيير ،و أما الطبيعي فلا يتغير و لا يزول .

  الآلام       التي تخص الجسـد وضعها الله للمعونة لأجل تهذيب وتقويم الجسد ،
  وأما الآلام التي تخص النفــس ( يقصــد المحـــــاربات التي تواجــــــه النفــس )
                                            فهي لتهذيب النفس و معوناتها.

  وإذا ما غصب الجسد علي الخضوع للنفس و لا يتابع شهواته فأنه يتضـــايق ،
   كــــــــــذلك النفـس أذا تركـــــــــــــــــت ما  يخصهـــــــــــــــــــا تتضــــايق ،
 حسب قول الرسول:                                                                                             " إن الروح تشتهى ما يضر الجسد ، و الجسد يشتهى ما يضر  الــــــروح (غل   17:5) 
                                   و الاثنان يضاد بعضهما البعـــــــــــــــض بالطبيعة .

   لا يجدف أحد علي الله و يقول : انه وضــــع شــــــهوات و خطيــــة فـــي طبيعتنـــــــا ، 
                   فهــــــو خـــلق فينا الطبـــائع لكـــن وضــــع في كل منهـــا ما يضبطهـــــا ، 
                  علي أن يتوافق الواحد مع الأخر ،ويصنع ليس ما يخصه بل ما يناسب رفيقه.

    لأنه إذا كانت هذه الشـــهوات هي طبيعيـــة في النفـــــس 
    لكانت لا تتأذي أذا مارستها ، فخواص الطبيعة لا تؤذي الطبع .

  و إلا فلماذا يكون إتمـــــــــــام شهوات الجسد يربي و يقوي الجسد و يؤذي النفس ؟  
                  لأنها لو كانت هذه شـهوة للنفــس أيضــاً لمـــــــا كــــــــانت تؤذيهـــــــا.

  و لمـــــاذا الفضيــــــــلة تعـــذب الجســــد و تنعــــم النفــــس ،
  أليس هذا دليــلاً عــلي أن الشيء الذي ليس طبيعياً هو الذي يؤذي الطبيعــة ،
               أن كل الطبائع أذا قـــرب كل منهــــا لمـــا يخصــــــه يفــرح و يبتهـج .

 ما هي نقاوة الضمير
نقــاوة الضمــــير ليسـت أن الإنسـان لا يعــرف الشــر و إلا كـــــان بهيمـــــــــــــــــــــة ،
و أيضــــــــــــــــاً الذين هـــــم فـــــي مرحلة الطفـولة لا ندعوهم أنقيـــــاء الفكــــــــــر ،
وكذلك النـــــاس الذين لم يجربوا بعد ، و هي لا تطلب من البشر ( أي بقدرتهم الخاصة )
بل نقاوة الضمير : هي بالإلهيــــــــات التي تكــــون بعـــد عمـــل كثـــير في الفضـــــائل ، 
( ورغـــم هـذا )   لا نجسر علي القول بأن الإنسان لا يمتحــــــن ( يجـرب ) بالأفكــــــار ،
  و إلا كـــــان غير لابس جسد لان المعاكسات لا يتجرد منها الطبع من قبل العالم الأتي .

و توارد الأفكار : هو للامتحان وليس الان يوافقها الإنسان و يهبط معهابل هي بداية الجهاد.

و هنـــــــاك أربعة أسباب تحرك الأفكـار في القـــلب وهي التي تحرك كل أنواع الشهوات 
و لا يوجــــد إنســـــــــان في هذه الحيـــاة ينجـــــــــو من تذكـــــر ما هــــــــو ههنـــــــا ، 
                                                        و لا معفي من مبــــدأ الجهـــاد( ضـــــــدها )
و لو كــــــــان كامــــلاً مثل بولس الرسول ، لان  : 
1ـ الجســــــد بحركاته خاضع بطبعه لما في العالم من طبائع ( أي المخلوقات )
                    و هذه تؤثر عن طريق الحواس ،
2ـ والنفــــــس تتأثر بالأفكــار و الذكريــــــات ،
3ـ و قوة الرغبة ،
4ـ و الشياطين ،
                    و بتحرك هذه الأشياء الأربعة التي ذكرت يتعرض المختبر لحــرب الآلام  ،
 فأنه بمجرد أن يشعر بشيء قليل منها ، فأنه يجذب نفسه إلي الأمور الفاضلة بذهنه .

إن هذه الأمور الأربعة لا تتوقف إلا بانتهاء العالم أو الانتقال منه بالموت ،
لان الجسد لا يســــــــــــتغني عــــــــــــــــن حــــوائجــــه تمامــــــاً
لان الطبيعة تغصبه لطلب هذه الأمور الحاضرة شيئاً فشيئاً ،فهو مضطر لها بحكم الضرورة 
و لذا تتحــرك الشــــهوات في كل لابس جسد ، و هذه تحتــــــــــــاج للاحـــــــــــــتراس
                                  و قـولي الآلام ( أي الشهوات ) ، لا أعنـــي واحـداً أو أثنـــــين ، 
 بل كـــل الآلام التي يلاقيهــا كل لابـس جسـد  ،إذ يخسر الإنسان بسبب واحد منهــا  ،
      مثــــــــــل فتور الأشواق و نقص الجهاد. و هذه ليست متعبة ولا تحتاج لجهاد كثير .

الفرق بين نقاوة الفكر ونقاوة القلـب
+ نقــــاوة الفكـــــر شــــيء أخـــــــــر  غـــــير نقـــــاو ة القـــــــــــــلب ،
    والفرق بينهمـــــا كالفرق بين عضو واحد من الجسـد و الجســـــد كله ، 
    فالفكــر هــــــو : احد قــوي النفـــس ، 
   و القلب هـــــــو :  ضابــط كل الحواس الداخليــة ،هـو أصــل إحساسـها ،
                           فأن كان الأصـــــــــل مقدســاً فكــــذلك الأغصـــــــان ،
                          و هذا ليس مثل أن يكون غصناً واحداً هـو الذي تقدس .

   و الفكر بمفاوضة الكتب قليلاً أو جهاد الصوم و السكون ينسي هذيذه الأول ( العالمي )
  و يتطهر إذا ابتعد عن كل مفاوضة غريبة لأنه يتسخ ســريعاً .

   و أما القلب فإنه يتنقي بضوائق عظيمة و جهــاد و قطع كل خلطة بالعـــالم
                                       مع مــــوت كامـــــل عــــــــن كـل شــــــــيء.

وإذا تنقي فلا يتسخ صفاءه ، و لا يتزعزع نقــــاؤه من لقاءات قليلة و لا من حروب صعبة ،
لأنه أقتني معدة سليمة تهضم بسهولة كل طعام حتى الذي يعسر علي مريض البنية .

و حسب قول الأطباء :
 فإن كل طعام لحمي عسر الهضم يمنح الجسد الصحيح قوة زائدة ما دامت المعدة قوية .
كل نقاوة ننالهــا بســهولة و في زمان قصــير و بأعمال قليلة ،  فهي تتسـخ بســــهولة ، 
وكل نقاوة تقتني بضــوائق كثـــيرة و فـــــــي مــــدة طــويلة و بكــل أجـــزاء النفـــــس ،
 لا يخشي عليها من ملاقاة الأمور الحقيرة .

+ الحواس العفيفة تولد السـلام للنفس و لا تدعوهـا تأخذ خبرة عن الأمـــور الباطـــــلة  ،
   و عدم اختبارهـــا الإحساســـــــــات و الأشــــياء الباطـــــلة هي الغلبـة بلا جهـــــاد ،
   و أما إن تهاونت عن الثبات فيها ( أي في الغلبة ) حتى تدخـــــل الإحساسات الباطلة
   ثم بعد ذلك تحارب لتخرجها ، فإن الأولي تحترق أي النقاوة و الوداعة التي من الطبع .

و أكثر الناس بل العالم جميعه يسلكون بهـذا الأسلوب :
يخرجون من بلدهــــــــم ( أي حالتهـــم )التي هي البلــد الطبيعي و النقاوة الأولى
                                                       ليأخذوا معرفة الأمور الباطلة شيئاً فشيئاً ،
 و لأجل هذا فالذين أقبلوا علي العالم أكثر  فأنهم يعـودوا للنقاوة بصعوبة شــــديدة ، 
                                                        لأنهم اقتنـــوا معرفـة شروراً  كثيــــــــرة ،
 و تجد قليلين منهم من يرجع إلي بلده ( أي حالته ) الأول
                                                   و لكن علي النحو الثاني ( أي بجهاد صعب ) ،
 بينمــــــــــا الوداعـــــة و البســــــاطة أوفق كثيراً و أخــير من الوســائل الآخـــــرى . 
  
+ لنوال الغفران يلزم للطبع البشري : 
                  الخـــــــوف في كل وقت  حتى لا يتجــاوز الحـــدود إلي مخالفــة الوصيـة ، 
         و أيضاً الحــــــــب ليحـــرك فيه الاشتياق للصلاح الذي به ينجذب لعمل الصالحات .

+ اكتساب الروح للمعرفة يكون بطبيعته تاليـــاً لعمل الفضــــــــــائل ،
   و يتقــدم هذين الاثنين الحب و الخوف ، و الخـــوف يسبق الحب ،
   و كل من يتوقع و يظن انه يمكن اقتناء الأخيرات قبل حصوله الأوليات ،
                                فهو بغير شك يضع لنفسه أسـاساً للهـــلاك .

+ لا تبـــدل محبــــــة قريبـــــك بحب الأشـياء المادية ،
   لان الذي هو اشرف من الكل مخفي داخـــــــــــله .

+مثـــل  الحاجـــــــز الـــــــــــذي يوضع أمام الأعـين الجســـــــــــدية
 كــذلك  عند ممارسة الشــــــهوات يمتنـــــع النظـــر الخفــــــــــــــي ، 
و هي ( أي الشهوات )
 مثــــل  الســـحاب يحــــــول دون للثاؤريــا ( التأمل الروحي ) الطبيعية  ،
و كذلك  بالنســــبة للنقــــــــــاوة الطبيعية .

  أذا كــــــان العقل قائماً بالنقاوة الطبيعية ، فهـــــو قائــــم ثاؤريا الملائكة ،
  التي هي الثاؤريا الأولي الطبيعيــــــــــة ، و تدعي أيضــاً عقلاً صافيــــاً ،
  أمــــــــــا الثاؤريا التي من المعرفة الثانية( أي التي من تحصيل الإنسان )
                فهي مثـــل من يرضع و يغتـــذي لبنا ( أي طفــــل )
               و هي تدعي ثوباً ثانياً عـــــــوض الأول أي الطبيعي .

+ أترك الأمور الحقيرة لتجـــــد العظيمة ، 
    دع التوافــــــــــــه لتجـــــد الكريمات .
+ كن ميتــــــــــــــــاً بالحيـــــــــــــــــاة 
   و لا تعيـــــــــــــش بالمـــــــــــــــــوت .
+ دع نفســك تمـوت و أنت نشيط روحياً ، 
              و لا يعيش مديــــــــــــــــــوناً .
+ ليس الذين ماتـــوا من أجـــــــــــــــل الإيمان بالمسيح هم فقط الشــهداء ،
   بــــل الذين لأجــل حفـظ وصــــــــاياه يموتــــــــــــــون بالحـــرص والجهـــاد .


ماذا تطلب في صلاتك :
+ لا تكن جاهلاً فيمــا تسأل من الله لئلا تهينــه بقـــــلة معرفتـك .
+ كــــن حكيماً في صــلاتك لتســــــــــــــتحق الأشـياء الممجدة .

+ اطلــــب المواهـــب الكريمـــــة من الــــذي لا يمنـــــــــع 
                لتقبــــــل الكرامــــــة من عنــــــــــــــــــــــــده
                بســـــبب ما اختـارته مشيئتك الحكيمـــــــــــة .
+ أحــــــــــــــــــرص أن تصــــــــــــــلي لتســتأهل نعمـــــــــــــــــــــة ،
    فقد سأل سليمان الحكمـــــــــــــــة فأعطـــي معهــا مملكة الأرض ،
                            لأنه عرف أن يسأل الحكمــة من المــلك العظيــــم ؛
       و سأل أليشع روح معلمه مضاعفاً فأعطــــي ســــــــــــــــــــــؤاله .

+ الذي يســـأل الأمور الحقيرة من الملك يهين كرامته ؛
   طلب إسرائيل أشياء حقيرة فوقـــع عليه رجــــز الله ،
   أنه تــــرك التعجب من أعماله و الاستنارة بأفعـــــاله  وسأل شهوة بطنه،
  و كما قيل : وإذ طعامهم في أفواههــم حل بهــم رجز الله . (عد 33:11 )
  أما أنت فقدم لله طلبات تليق بمجده لكي تعظم كرامتك عنده و يفرح بك .
  كما أن الإنسان الذي يســأل من مـلك أرضي مــــلء كيــل زبـــل ، 
                      فإنــه يهـــان لأنه احتقر الملك بسبب حقارة طلبه  ،
  هكذا  الذي يطلب جســــدانيات في صـــلاته .
 هوذا الملائكة و رؤساء الملائكة الذين هم عظماء الملك ينظــرون إليــك وقــت صــلاتك ،  
ماذا تطلب من ربهم و يتعجبون منك حيث ينظرون جسدانياً ترك مزبلته وسأل السمائيات.

  لا تطــلب من الله الشـــــيء الذي يهتم أن يمنحنـــا إيـــاه دون أن نســـأله ،
                          هذا الذي يعطيه ليس فقط لخواصــــــه  ، 
                          بل وللذين هــم غرباء تماماً عن معرفته .

  لا تكونوا قلقين  :
                   كالأمميـــــــــين لان الأمور الجسدية تطلبها شـعوب الأرض  ،
                    و انتم لا تهتموا ماذا تأكلون و ماذا تشربون و ماذا تكتسون
                    لأن أبيكــــم يعــــرف أنكم تحتاجونهــــــا ( مت 6 :31 , 32 )
  فالابن لا يسأل من أبيه أبداً خبزاً  ،
                   بل يقدم سؤاله من اجل الأشياء الكريمة التي في بيت أبيه .

  إما أمــر ســـــــــيدنا أن نســال خبز يومنا بالصــلاة ،
  فهــــذا تعليم سلمه للكافة لأجل ضعف ضمائرهم ،
 أما ذو المعـــــــــــرفة و النفس الصحيحة فأمرهم أن لا يهتموا لا بقوت و لا بكسوة ،
 لأنـــه إن كـــــــــان الله يعتنـي بالطــــــير الذي ليس فيه روح ، فكم بالحري انتم :
 بـــــل اطلبــوا مـن الله ملكـــوته و بــــــره و هذه جميعها تزدادونها)مت 25 :26 ,33) .

 و إن أطال الله أناته إذ أنـــــــت ســـألته ، 
 و طلــبت منه و لم تنل سريعاً فلا تحزن ، فلست أنت احكم من الله ، فهــــــــــــذا :
 إما بسبب أن أعمالك لا توافق طلباتك ،   أو لان طرق قلبك بعيــدة عن حد صلاتك ،
أو لان قامتـــك بالنسبة لهذه الأمور الخفية هي كالطفل مقابل الأشياء العظيمــــة ،
 لأنه لا يليــــق أن تقع الأشياء السامية بسهولة في أيدينا
لئلا تهـــــــــان موهبـــة اللــــه    بسـبب سهولة وجودها  ،
 لان كل شيء يوجــــد بسرعة  ، يفقـــد بســــــــــــرعة ،
و كـــــل شيء يوجــــد بالتعب    بالحذر يثبـت و يحفــظ  .

+ اعطش من اجل يسوع لكيما تروي من حبه .
- أغمـــض عينيــتك عـــن كرامــــــــــات العــــــــــالم
 كي ما تستأهل أن تمتلك في قلبك الســلام من الله .

- صم عن الأشياء المشتهاة الزاهرة أمام الأعين لتستحق الفرح بالروح .

+ إن كانت تدابيرك لا توافق إرادة الله  فلا تطلب منه الأمور المجيدة
   لئلا تكون مثــــل رجـــل يجرب الله ،فالاستقامة هي انه حسب تدابيرك تكون سؤالاتك .

- لا يشتهي السمائيات من هو مرتبط بهواه بالأمور الجســــدانية ،
  و لا يطلب الإلهيــــــات من همــــــــــــــــه فـي الأرضيـــــــــات ،
  لان شهوة كل إنسان تعـــــــــــــــــــــــــرف من أعمــــــــــــاله ،  
و الأشــــياء التـــــــــي يعتنــي بها يطلبهــــا في صـــــــــــــلاته ،
و ما يصلي لأجلــــــــه يحــرص باجتهــــــــــاد أن يظهره أمام الله .

- المشـــتاق للعظــائم لا يلتفـــت للأمـــــور الحقــــــيرة .
- كن حراً ما دمت مرتبطاً بالجسد و أظهر الطاعة و الخضوع بحرية من اجل المسيح .
- كـــــــن فهيمــــــا بوداعتــك لئـــــــلا تســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرق .
- حب الاتضاع في كل تدابيرك لتخلــص من الفخاخ التي لا تدرك ( أي الخفية )
                                       الموجودة كل حين خارج السبل التي يسلك فيها المتضعون.
الشدائد :
+ لا تـــــــرذل الشــدائد  لأنك بها تدخل إلي المعرفة ،
  و لا تفزع من البلايــــــا  لأنك بها تجـــــــــد الكرامات ،

  لكن صل ألا تدخـــــــــــــل في التجارب النفسانية ،
  أما التي للجســد فأستعد لها بكــــــل قوتــــــــك ، 
              لأنك لا تســـــــتطيع التقـــــرب إلي الله إلا بهـــــا ،
              لان الراحـة الإلهيـــة موضوعـــــــــــــــة داخــــلها .

+ الذي يفــــــــر من البلايا والتجـــارب  
          يهــــــرب من الفضيــــــــــــلة،
          ولا اعنــــــي تجارب الشهوات
          لكــــــــــــــن تجارب الشدائد .

لا تدخلنا في تجربة :
+ كيف يقول صلوا ألا تدخلوا التجارب ، 
                             ( ورغم ذلك يقول ) أحرصوا أن تدخلوا من الباب الضيق ،
 وأيضاً لا تفزعوا من الذين يقتلون الجسد ، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها ،
  وفي كل موضع يدعونا ربنا للحرص علي البلايا ؟

    ههنا يأمرنا أن نصلي لئلا ندخل التجارب ، ( لكن ) أي صــلاح يكــون بغير بلايـــا !
     أو ما هي البلية التي تكون أشد من الهلاك الذي أوصانا أن ندخل فيه من اجله ،    
     بقوله:
" من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني   )مت 28 :10 ) ؟
   و في كل تعاليمه يحض علي الدخول إلي البلايا ،
    و قد قــــــــــال : من غير البلايا  لا تنـال ملكــوت الســماء ،  
    ثم هنا قـــــال : صــــــــلوا ألا تدخــــــــلوا التجـــــــارب ! ؟

 يا سيدنا :
    ما ألطف و أدق تعليمك  ،و الذي لا يفطن دائمــاً بإفراز إذ قـــــرأ ،
    فأنـــــــه يصير في  فهمه خارجاً عنها ( أي عن التعاليم الإلهية ) .

    لما سأله ابني زبدي و أمهما الجلوس معه في ملكـــــــــــــــوته 
    سألهمـا إن كانــــــا يستطيعان أن يقبلا بفــــرح كأس التجـــــارب بقوله :
              " أتقدران أن تشــربا الكأس التي اشـربها أنا
                            و الصبغة التي أنا بهـــا اصطبـــغ "  (مت 20 : 22 ) .
   و كيف ههنا توصي يارب : " صلوا ألا تدخلوا التجارب " ؟.

*  في تجربة الإيمـــان :
   صل ألا تدخل التجربة
                              و في فكرك شكوك شيطان التجديف و الكبرياء .

* صل ألا تدخل بـــدون معونــــة إلهيــــة في التجـــارب
                     التـــي تأتـــــــي عـــــن طريق الحواس
                    و التـي يعرف الشيطان أن يدبرها ويأتي بها عليك ــ أذا سمح الله بذلك ـــ
                    من أجل أفكارك الرديئة التي تفكـــر فيهـــــا.

* صل ألا يبتعد عنك ملاك العفة وتجرب بالتهاب الشهوة .

* صل ألا تدخل تجـــربة الإغــراء بأمــور تبعــدك عن الله .

* صل ألا تدخـــــــــــــــل التجـــــارب النفســــــــــانية
        التي تحارب النفس بالشــــكوك والإغــــــــراءات .

        أمــــــــا الـــتي للجســـــــــــــــــــــــــــــــــد
        فاســــــتعد لها من كل نفسك وبكل أعضائك  ،

        و لتكن عينـــــاك  مـــــــــلوءتين دموعـــــــــــاً
        لكي يوجد معك  حافظ في تجـــــــــــــــاربك .

ـ بدون البلايا لا يحــــس احــــــــــــد  بعــناية الله
  و لا يحصل علي دالة لديه ولا يتعلم  حكمة الروح
  و لا يتأســـــــــس حـــــــــــــب الله  في نفسه .
  
ـ قبل البلايا فالإنسان يصــلي إلي اللــــــه كغـــــــــــــــريب ،
  أمــــا إذا دخل التجارب من اجل حب الله 
  حينئــــذ يصـــــــــــــير من أهل خاصتـه ،
  و يكـــون مثل من وجـــب حقه علي الله ، 
  و صـــار من أحبائه الـذين قاتلوا أعدائــه من أجل مسـرته .

* قال صلوا لئلا تدخلوا التجـــارب الشيطانية المخفيـــة
                     التي تكــــــــون  بسبــب تكــــــــبرك ،
             و أمــا التي من اجـــل  حـــــبك للـــــــــــه 
              فهي لكي يظـهر فيك  قوتــــــــــــــــــــــه .

* صل ألا تدخل هذه التجارب التي تكون بسبب سوء أفكارك و أفعالك ،
        أما التي لتختـبر محبتــك لله فهي لكــــي تتمجد قوته بصــبرك .

علي مراحم سيدنا :
+ انه يزن و يقيس كلامه ناظراً ضعف البشرية :
   إن سيدنا ــ حسب نعمته ــ 
   اســـتعمل الرحمـــــــــــة فيما يتعــــلق بأمــــور الجســد لأجــــل ضعف الطبيعة ،
    لئـــــــــــلا بســــــــــبب ضعــف الجسد لا يستطاع الثبات مقابل صعوبة التجارب
    إذ ما حلت به ،
   و لأنه أذا غــــــــــلب مـــن الضيقــــــــات يبتعـــــــــــــــــــــد عـــن الحــــــــــــق .
     فلهــــــــــذا أمـــــــــــرنا بالصــــــــــلاة إذا مـــــا عرضـــت لنـــــا التجــــــــارب.
    إذ لا يمــــكن إرضـــــاء الله بدونهــــــــا .

+ عنــــــــــــد ممارســــــــة فضيلة عظيمة  واضطررنا إلي مواجهـةالتجارب الكثيرة ،
   فلـــــو إنهــــــــــــــــــــــا مخيفة جـــــداً ،
   لكـــــن أن لــــــــــــــــم يحتملها الإنسان فما يقـــــدر أن يتمــــــــم الفضيـــــلة
   في هـــــذه المـــــــرة ،
  و ينبغــــــــــــــــــــــي الا   نخداع أنفسنا أو أحـــــــداً من الناس 
  و من اجل الخوف نترك هذا الفعل العظيم الــــــــــــــذي فيــــــه حيـــــاة النفـس  ،
  و نتخــــــــذ الهــــــــــــــوان حاجـــــــــزاً لنـــــــــــــا  ،
  و نتحجــــــج بالقـــــــــــــول صلوا ألا تدخلوا التجارب

  و الذين هم هكذا :
   فإنهـــــــــم يحطـــــــون مــــــــــــن قدر الوصيـة خفية .
   وإذ اتفق أن يفعل الإنسان أحــــدي وصايـــــــــا اللـــه ،
   إما عفـــــــــــــــــــــــــــــــــــة ، و إما إسكيم القداسة ( أي الرهبنة ) ،
   إما اعـــتراف بالإيمــــــــــــــان ، و إما شهادة لكلام الله
   أو حفظ حدود الشريعة بحرص ،  أو   ما شــــــابه ذلك ، 

  فلا تجبن :
  لان هذا لا يمكن من دون البلايـــــــــا ، ينبغي عليك أن تكون واثقاً بالله
  ، متهيـــــــــــــــــــــــــئ بالعمـــــــل ، وتتغـــــــــــلب علي الجســـــد
   وتســـــــلم نفســــــــك للـــــــــــــه
  وتدخـــــــــــل مــــــــــن الباب الضيق باســــــم الـــــــــــرب بلا فــزع ،

  و ذاك الذي كان :
              مع يوســف  في ارض مصر وصار شاهدا للعفة ،
            و مع دانيــال  في جـــــــــــــــب الأســـــــــــود ،
            و مع حنانيا  وأصحابه ( أي الثلاثة فتية ) في أتون النار  ،
            و مع أرميـا   في جب الحمأة ونجاه ، وستره برحمته وسط عساكر الكلدانيين ،
            و مع بطرس في الحبـس وأخرجـــه من أبوباً مغلقــة ،
            و مع بولس  في مجمـــــــــــع اليهـــــــــــــــــــــــود ،

 و بالجملة نقول : الذي كــــــــــان 
  في كل دهر وزمان وحين وموضع مع عبيــــــــــــــده وأحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــائه
 واظهــــــــر فيهـــــم قوتـــــــــــــه ونجاهــم و حفظهم بعجـائب عظيمـــــة كثـــــيرة ،
 ونظـــــــــــــروا خلاصــــــــــــــــــه ظاهــــراً في جميع   بلاياهـــــــم و تجــــــاربهم ،
 هو الذي يقويــــك ويحفظـــــك في الأمواج الشديدة ، التي تحيط بك من اجل اسمه .

 اتخذ في نفسك غيرة المكابيين مقابل العدو الخفي ،
و أيضاً باقي الأنبياء القديسين  و الرســـل و الشــهداء والمتـــوحدين  ،الذين
  أقامــــــوا النواميــــــــس الإلهيـــــــــــة
 و ثبتــــــوا وصايا الــــروح في البلايـــــــا الصعبــــة و المواضـــــــع المفزعـــــة
 و طرحـــوا العالم و أجســـــادهم خلفهـــــــم  ،
 و تمسـوا بالحق و لم ينهزموا من الشدائد التي حلت بنفوسهم و أجسادهم.
             و لكنهم بالقوة الإلهية نجحوا و فازوا ،
ومن اجل ذلك أسماءهم مكتوبة في سفر الحياة  عند مجيء ربنا ،
 و سطرت إخبارهم في الكتب تشجيعاً و تعليماً لنا حســبما شـــهد الرسـول ،
             لكي بهــــا   نكــــون حكمـــــــاء
 و نتعلــم طرق الله و نضــــع ســـــــيرهم كالنمـــوذج قــدام أعين ضمـــيرنا ،
           و نسعى للتشبه بهم في تدابيرنا قياســـــاً علي ما صار القدمــــاء .

تدبير الله للقديسين :
ـ الكلام الإلهـي يلذ للنفس الحكيمة كالغـــذاء الـــــــــــذي يدســـــــــــم الجسـد .
ـ شــهية جـــداً أخبـــار القديســـين في مسـامع الودعــاء كالمـاء للغروس الجـدد.
ـ لتكن مرسومة عندك صورة تدبير الله مع القدماء كالأدوية الشافية للعين الضعيفة ،
   و أحفظ لديك ذكرهــا في كل أوقــات النهـــــار و اهــذ بها و فكر ،
   إذ منها تكون حكيمـــاً و يكـــون ذكر عظمة الله مكرماً في نفسك ،
  و تجـــــــــــد لذاتـــــك حياة للأبـــد بربنــــــــــا يســـوع المسـيح 
 المتحد من أمرين ( أي اتحاد اللاهوت بالناسوت ) ، و هو الوسيط بين الله و الناس ،
   ذاك الذي لا تستطيع الملائكة أن تقرب المجد المحيط بعرش كرامته ،
                        هذا الذي من اجلنــــا ظـــــــــهر في العـــــــــــــــــالم
                        مهانـــــاً متضع للناس لم يكن له منظر و لا جمال (أش 53 : 2)
  ذاك الذي خفيته لا تقاس و لا تدرك لحواس المخلوقين  ،
    لكن من اجل اتحاده بالجسد الذي أخذه من جنسنا كمل تدبيــره لحيـــاة الكـــل ،
    هذا الذي طهر به شعوباً كثيرة  ، و الرب حمله خطايانا جميعاً حسب قول اشعياء ،
  و  الرب شاء أن يوضعه ( من الضعة ) و يؤلمـه إذ هو لم يعـرف خطية (أش 53 )
  هذا الذي من اجل تدبيره من اجلنا ينبغي له في كل الأجيال
   المجد والكرامة و الحمد و السجود من الكل 

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac