الصفحات

الصفحات

في أنه لا يجوز أن تخجل من الإيمان بالمسيح ـ الفصل ( 7 ) من الكتاب الثاني ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل السابع
في أنه لا يجوز أن تخجل من الإيمان بالمسيح

عــــلى الوجـــــــه جبين ،
وفـــي الضمـــــير جبـين .
وغالباً ما يحمــر الجبين الخارجي ،
إذا ما صفـــــــــع الجبين البـاطني :
يحمرّ خجـــــلاً أو يصفر خــــــوفاً .


مـــــن المهــــم جداً أن تعرف علامة المسيح فيـــك :

أفـــي قلبك هي فقط أم على جبينــــك وفــــي قلبـك ؟

إن حملـــــت في قلبك تواضع المسيح ،
  فاحمــــل على جبينــــــــك تواضعه ،
علامةً أقول هذا لأن الكثيرين يؤمنون بـــه في قلبهم ،
ويخجلـــون من الاعـــــــــــــــــــتراف بـــه بشــفاهم .

ومــــــــــــا نفع الإيمــــان البــــاطني للـــبر
          إذا كان اللســــــانُ يتــــــردد فـــي التعبــير ،
                  عمــــــــــــــــــــــــــــا فـــي القــــلب .

اللــــــــــه يـــري الإيمان الباطني ،
          ولكنـــه غــــــيرُ كــــاف .

أنك تخــشي المتكبرين فتمتنــــــــع على أن تقر بتواضعك ،
وتفضــــــل المتكبرين على الـــذين لم يرضهم بســــــببك ،
وتخشى أن تعــــترف بتواضـــــــع ابن اللـــــــــــــــــــــــه :
أنــــــــــت لا تخجـــل من الاعتراف بكلمــــة الله عظيمــــاً ،
                                                           وقديــــراً ،  وحكيمـــاً ؛                                                 
بيـــــــــــد أنك تخجل من الاعتراف بــــــــــــــــه مولــــوداً ،
                                                           ومصلوباً ، ومائتـــــاً .
إن العلى المساوي للأب خـــــالق كل شـــيء ،
                       الذي خلقــــــــــــــــــــــك ،
                         و  صيرّك ما أنت عليه ،
قـــد صـــار بـــشراً و ولــــــــــــــــــــــــــد ،
                        و مـــــــات من أجــــلك .

أيهــــا المريــــض كيـــف تبرأ من مرضــك ،
                      وأنت تخجل من دوائــك ؟
أختر الوقــــــت :
                    ها هوذا الزمن قـــد حضـــــــر ،
                    لأنه ســـــــوف يأتي ممجــــــداً ،
                    من قـــــــــــــــــــــــد أحتُقـــــــر ؛  وديـــــــــــــــــــاناً من قد حُكم عليه ،
                                                               وسوف يقيم الناس من قد قُتــــــــــل ،
                                                               وسوف يؤيده الكل بعد أن رُذل .

تأمـــــــــــــل في الحــاضر والمســتقبل :
الحقيقة الآن هي موضــــوع إيمــــــان ؛
               أما بعد فستظهر وتنجـــلي ؛
اخــــــــــتر الآن النصــــــــــــــــــــــيب ،
             الذي تريده لك في المستقبل .

أتخجل من اسم المسيح ؟
ان ذاك الذي تخجــــل منه اليـوم بين النــاس ،
       سوف يخجـــــل منك عندما يأتي ممجداً .
   " ليمنح الصالحين مــا وعدهــــــــــم به  ،
      وينزل بالاشـرار مــا هددهــــــــــم به " .

وانت ، اين تكون ؟
وماذا تعمل ان تفرس فيك العلي قائلا ً:
( خجلـــــــت مــــــــن تواضــــــعي
  فلــــــــــــن تتمتــــع بمجـــــــدي ) ؟
اطــــــــــــرح عنــــــك الخجل الكاذب
وأقــــــــــــــم محــــله جرأةً خلاصية ،
ان حق لنا ان نسميها جــــــــــــــرأة .

لا تخجل باســــــم المســــــــــــــــيح :
تُهان لانك تؤمن بالمصلوب الذبيح .

انــــك لتؤمــــن حقاً بمـن نفذ فيه حكـــم المـــــوت .
و لكن لولا دمه المسفوك لبقي عليك صك خطاياك .

فضلاً عن ذلك ، أنـــت تؤمـــــــــــــن بهذا المصــــــلوب ؛
                    لكــن الذي مات فيه هـــو ما اخذه منك ،
                   وليس تــلك القـــدرة التي بها خلقــــــك .

منك اخذ صــورة العبـد ولأجــــلك أخذهــــــــــــــا ؛
فولد فيهـــــــــــــــــــــا وتـــألم وقـــــــــــــــــــــام ،
                             وصعد الي الســــــــــــماء .
لقــد قلت أربعة اشياء: ولـــــد ومــــــــــــــــــــات ،
                            وقــــام وصعد إلي السماء .

اثنان للبداية واثنان للنهاية :
الأول    والثاني  ولادة ومــــــــــــــــــــــوت ،
والثالث والرابع  قيامة وصعود إلي السماء .

فـــي البداية أظـــــهر طبيعتــــك البشــــرية ،
وفي النهاية علمــــك ما ستكون مكافأتــــك .

تعلــــمُ بأنك مولود حكـــم عليه بأن يمـوت ؛
وتجهل أنـه يجــــــــــــــب عليك أن تقـــوم ،
        مـن الموت وتصعد إلـــــــي السـماء .

لقـــــد أخـذ ما كنت تعرف وأظهر ما كنت تجهل ؛
فتحمَّل مـــا أخــــــــــــــــذ وترجّ ما أظــــــــــهر :
( أيها التابع المصلوب ، المتعبـد شراً لمـــيت ،
                               والمعجَـــبُ بمتــــألم ،
 عليــــك أن تفـــــــــاخر بإهانة توجّه إليـــــــك
                               مـــــن أجــل المســيح )

إن خجلت في مثل هذه المناسبة متّ .
تأمـــل كـــلام ذاك الذي ما غش البتة أحداً حيث قال :
                   { مــن ينكـرني قدام النـــــــــــــاس ،
                            أنكـــره  قدام ملائكـــــة الله } .
                                          " متى33:10 ".
إذا أهــــين المســـــــيحُ ، فأخر و أرفــــــــع رأســـــــك .

ومم تخشى على جبينــك الذي سلحته بعلامة الصـــليب ؟
              المســـــــيح مات لأجـــــــــــــلك يا كــــــافر .
ومع أنــــك كنت عدواً له فقـد صالحــــــك الله بموت ابنه .

ها أنت تلقــــــــــــــــــي مـــن المســيح أعظم محبة :
لقــــــد قدمّ حياته لأجلك يـــوم لم تكــــن لـــه صديقاً .
     و أسلم ذاتـه عنــك يـــوم كــــــــنت لـــه عــدواً .

فمـــا أعظــــــــــــــــــــم محبة اللـــــــــه  و تضحيته في ســــبيلك .
لقــــد أحبــــــك يا خاطئ حبــاً دفعــــــــه إلي المـوت من أجــــــلك .
أتؤمن بهـــــذا وتخجـــل مـــن الأعتراف به ؟
آمـــن    ولا تخجـــــــــل مـــن المجاهرة بإيمـــــانك حباً بخلاصك .
أسمع قول الرسول :
{ بالقلب يؤمن الإنسان للبر وبالفم يعترف للخلاص } .
                                          " رومية 10:10 ".

ما تــــــرددتَ ولا خجلتَ بإيمــانك في البـــــــــــدء ،
يوم قبــــــلت على جبينـــــــــــك ، في مقر الشرف ، علامة المسيح .

ارسم الإشارة من جــــــــــــــــــــــديد عـلى جبينــك ،
                 لئلا يُفسدَ عليك صفوك لسان غريب .

لا تخجل من عار الصــــــــــليب ،
               الذي قبله الله نفسه ، حباً بك ،
ورّددْ مع الرسول :
{ أمَّا أنا فحاشا لي أن افتخـــــــــــــــــر
 إلا بصــــــــــليب ربنا يسوع المسيح }.
                           " غلاطية14:6 "  .

 إن ذاك الذي صلبه شعب واحـــــد يملُكُ ،