الصفحات

الصفحات

في الصـلاة الربيـة ـ الفصل ( 5 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الخامس
في الصـــــلاة الربيــــــة
إن الكلمات التي علمناها سيدنا يسوع المسيح في هــــذه الصــــلاة هي صورة لمطالبينا
             بحــــــيث لا يجـــــــوز أن نطـــــلب سوى ما جاء فيها .
إن صليّت بحســـــب الأصـــــول ، أياً كــــــانت تعــابيرك الصلاتية .
            وعواطفك السابقة لها النامية معها أو اللاحقة بهــــــــا ،
            فلســـت تقـــول سوي ما جـــــاء في الصـــلاة الربيـــة .

إن كـــــــانت لك قضـية وأردتَ أن تســــــــتعطف الإمبراطور بشأنها بحثتَ عــن عالم خبير بالقانون ،
                              لـــــــــكي يدبّج لك كتــاب استرحام لئلا تسأل ما لا يجوز فيرفض طلبـــــــك ؛
                              وتعاقــــب بدلاً من أن تنال مبتغاك .
ولمَّا كان الرســــــــــــل يحاولون أن يصلوا دون أن يجدوا سبيلاً إلي ملكــــــــــــوت الله قالوا للمسيح :
علمنا يا رب أن نصلي . وهذا يعني أنــــــك أنت يا مـــــن تســـــنّ لنا الشــــــــــــــــرائع وتســــــاعدنا ،
                            أو بالأحـــــــــــــرى ، تعــــــــــــــــــاون الله ، أعدّ لنا صـــلواتنا ؛
أخـرج الربّ من كتاب الشـــــرع الســماوي صـــــــورة صـــــــلاتهم قــــائلاً لتـــلاميذه :

صـــلوا هكــــــــــــذا :
أبانا الذي في السماوات .
على كل من يتوسل أن يحصل في بدء الأمر على رضي من يسأله ثم يعرض عليه طلبه .
                            ينال الطلب الرضى عـــــــــادةً إذا كـــــــــــرَّم من يصــــلي إليــه ؛
ومن المعـــــروف أن التكـــــــــــــــــــريم يكــــــــــــــــــــون فــــــي بدايــــــــــة الطلب ؛
                           ولهـــذا لــــــــــــم يأمرك ربك بأن تقول سوى : أبانا الذي في السماوات .

وبما أنـــــك مدعـــوّ إلـــــــــــي الميراث الأبــــدي لتكون شريكاً فيه للمســـــيح
وتبلغ التبني الــــذي للـــــــبنين بنعمـــــة من الله     ودون أي  استحقاق منــك ؛
فأنك تطــــلب هذه النعمة بالذات في بداية الصلاة  حــــيث تقول : أبـــــــــــــــانا .
وبهذا الاســم تنشط المحبــــة : وهــــل أحـــــب على الأبنـــــــاء من أبيهــــــم ؟

في هذه المحبة التي تجعل البشر في صلاتهــم يدعون الله أبانا .
نوع من الحدْس بأنــــــــك سوف تنال ما تسأل قبل أن تســـــأل .
وهل يمنع شيئاً عن ابنـــــه الذي يسأله من قــــد أنعم عليه بأن يكــون له ابنـــــاً  ؟  
وأخيراً كــــــم يُعنى بالنفس ليكــــــون القــــائل " أبانـــــــــــا " جديراً بذلك الآب ؟
إنه إله وآب : إله بالقـــدوة وآب بالصــــــلاح .
ما أســـــعدك يا من وجدت ربــــك أبــــــاً لك !

آمنْ بـــــــه وعدْ نفســــــك بكل شيء من رحمته ، لأنـه قــــدير .
لا تتعلّـــــق بما في الأرض بعد أن وجــــــدت لك  أباً في السماء .

بدأت تنتـــــــــــــسب إلي دوحة كريمة :
تحت سلطة ذاك الآب تجد العبـــــــــــد والســــيد أخـــــوين ؛
كمــــــــــــــــــــــــــــا تجد الإمبراطور والجندي
                       والغـــــــــــــــــني والفقـــير أخوة أيضاً ،
لجميـــــــــــــــــــع المسيحيين المؤمنين آباء عديدون على الأرض
ومن بينهـــــــــــم الإشراف والوضعاء إنما جميعهم يدعون لهــــم في السماء أباً واحداً حقيقياً .

إن كــــــــــــــان أبـــونا هنــــــــــــــــــاك فهنـــــــاك ميراثنا .
ذاك هــو الآب الذي معه تملك كل شيء أنه يعطي الميراث ،
قبل أن يموت لأنه لا يموت بل ينتـــــظر وصولك إليــــــــه .

وطالمــــــــــــا أنـــــــــك تعـلم مــــــــــن هـــــــــــــــــــــــو ذاك الذي تسأله ،
فأعلم أيضـــــاً بما تســــــــأل ، كيلا تهين بمطلب لك غير لائق أباً لك جليلاً .

 ليتقدس اسمك
ذاك ما تقــــول ؛ لا لأنك تتمني على الله أن يتقدس بصلواتك ؛
بل لأنك ترغب في الحصـــــول منـــه على تقديس اسمه فيك .

وبمن يتقدس الله وهو عينه يقدّس ؟ وطالمــــا أنه هو عينه قال :
( كونوا قديســين كما أني أنا قدوس ) " لاويين 2:19 " .
 أطلب وأســــأل يا مــــن تقــــدست في العمــــــــــــاد لكي تستمر في الحياة التي باشرت فيها .
وكما أن قديســاً حـــــين يســــأل الله أن يصيره قديساً يســــــــأله أن يســتمر حقاً في قداسته  ،
كـــــــــــــذلك العفيــــف يســــأله أن يظــــــلّ عفيفـــاً والبــــــــار بـــــــــــاراً والتــقيّ تقيـــــاً .

وبشـــــــــأن سائر الفضائل الأخـــرى التي نؤكد عليها كهبات إلهية
يســــــــــأل القديسون الله في الصلاة بأن يحفظـــــــهم في النعــــــم التي يعلمون بأنهم قد نالوها منه .

إن حــــازوا تلك النعم حازوا ولا شك نعمة الثبات فيها ؛
وهي كبري هبات الله الحافظــــــــــة لسائر النعـــــــــم .
متى قلت هذا الكلام لله ، باركــــــك ؛ ومتى باركــــــــــك زادك قداسة وسعادة .

ومـــــتى مجّـــــدت الله زادك مجداً وشرفاً ؛ وبذلك لا يخدم مصلحته بل مصلحتك .
        وفضلاً عن ذلك فــــأنت تتــــــمنى أن يكون اسم الله مقدسـاً بين البـــــشر ،
أي أن يعرف الناس الله معرفـــــة تمنعهــــــم مـــــــــــن أن يتصوروا أقدس منه وتجعلهم يخافون من أن يهينوه .

عظــيم هـــــــو اسم الجلاله ينطق به الإنسان وفقـــــــاً للاحــــــترام الذي تمليـــه عليــه عظمة جلاله .
واسمه مقدس لدي كل من ينطق به باحترام وخــــــوفاً من إهانته .
وتطلب كـــذلك أن يكون اســــم الله مقدســـــاً لــــــــــدي جميـــــــع من لا يــــــــؤدون له ذاك التكــريم ،
بســــــــــــبب ما هــم عـــليه مــــن الكفـــر ؛ إذ لا يعتبرون مقدساً كل ما تقدس به وفيه وفي قديسيه .

وتصــــــــــلي من أجل الجنـــس البـــــشري والأرض بأسرها
                 ومن أجل الشعوب الجالســـة كل يوم تتنـــاقش بأن الله ليس عـــادلاً وبأنه لا يحكم بحق ؛
وتصــــلي لكي يصلح سلوك أولئك النـــاس فيقبــــلون إلي بـــــــــرّه بقلب مستقيم مســــــتمسكين به ،
                                                                                    متجهين إليـه ،ممتنعين عن لومه .
ولكن ، يجـب عـلى البـار أن يرضي الأبرار لأن إلـــــه إســـــــرائيل صالح لـذوي القلوب المســتقيمة .

   ليأت ملكوتك :
إن ملكوت الله آتٍ ، ســــــــــــــــــــــــــــواء ، أطلبته أم لم تطلبه .
ولِـمَ تطلبــــــــــه إن لم يكن لكي يأتي إليك كما لجميع القديســين ؟
تطلبــــه لــــكي يحصـــيك الله مع قديســـــــيه الذين يأتي ملكـوته من أجلهم .

وتطــــــــــلب هذا الملكوت الآتي في نهاية العالم الذي قيل عنه في الإنجيل المقدس :
( هلــــــــموا يا مبــــــاركي أبــــي رثـــــو الملك المعدّ لكـــــــم منذ إنشاء العــــالم ) " متى34:25 ".

ذاك هو الملك الـــــــذي تتمـــني أن يـــــــأتي قائلاً : ( ليأت ملكوتك ) .
إنك تتمــــــني أن يأتي وأن تكــــون جديــــــــــــراً به  ســـوف يـــأتي ،
ولكـــــــــــن ماذا ينفعك مجيئــــــه إن وجــــــــــــدك إلي الشــــــمال ؟
أنت تطــــلب السعادة لنفسك ههنا ؛ وتصـــــلي على هذه النيــــــــة :
أطـلب سعادة الحياة الصالحـــــــة والبلوغ أخيراً إلي ملكـــــوت الله
                الـــــذي ســـــــيكون من نصــــــــــيب جميع القديسين .

وتصلي لكي تحيـا حيــاة صــــــالحة قائـــــــــــــــــــلاً : ليأت ملكوتك .
ربّ أوصلْنا إلي ملكوتك وليأت إلينا طالــــــــــــــــــما أنه يجــــــــــب
                                           أن يأتي من أجل قديسيك وأبرارك .
وبينما نقول هــــــــــــذا الكــــــــلام ثبّتنا في الـــــبرّ الذي أعطيتناه .

لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض .     
وفي هذا أيضاً تســـأل ما هو خــير لك لأنه من الضروري أن تتـــمّ مشــــــــــــيئة اللـــــــــــــه .
                                               ومشــــيئته الله هي أن يمـــلك الأبرار ويهــلك الأشرار ؛
                                               وهــــــــــل يمكــــن ألاّ تتحـــــــــــــــقق هـــذه الإرادة ؟
وأي خــــــير تتمنى لنفسك حين تقول : لتكن مشــــــــيئتك كما في السماء كذلك على الأرض ؟

كمــــا أن الملائكــــة لا يغيظونك في السماء ،
كذلك أنا في الأرض لن أغيــــــــــــــــــظك .
وكما أن جميع البطاركة والأنبياء والرسل هم بمثابة سماء لله ،
فــــــأنت أرض بالنسبة إليهم :
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك الأرض ولتكــــن فيك كما هي فيهم .
               كنيســـــة الله كالســــــــــماء وأعـــــــــداؤها كـــــالأرض ؛
وأنت تصوغ تمنيات صالحة لأعدائهـــــا ،
كي يؤمنوا ويصــــــــــيروا مســـــيحيين ، لتكن مشيئة الله في الأرض كما في السماء .

السماء روحــــك والأرض جسمك ؛
وكمـــــا يتجـــدّد روحك بالإيمــان كذلك فليتجدد جسمك بالقيامة ،
                    ولتكن مشيئة الله على الأرض كما في الســـماء .
عقـــــــــــــلك ، الــــــــــــــذي به تُدرك الحقيقة ثم تغتبـــــط بها ، هو السماء :
( أني ارتضي نامـــــــــــوس الله بحســـــــــــب الإنسان الباطن ) " روميه22:7 ".

أيــــــن هي الأرض ؟ ( أني أري في أعضائي ناموساً آخر يحارب نامــــوس روحــــــــي ) " روميه 23:7 " .  
ومتى أنتهي العـــــراك وتمّت الألفـــــــــــــــــة بين الجسم والروح تحققت مشيئتك  يا الله
                                                         كما في الســــــــماء كذلك على الأرض .

ومتى تقدمت بهـــــذا الطـــــــــــلب تأمّـــل بهـــــذه الأشــــــــياء وأطلبها من أبيك .
ومتى صلّيت قُلْ باســـــــــــتمرار : لتكـــن مشـــــيئتك فيًّ يا رب فــــــــلن أقاومها .
               الملائكة والقديسون يعملون إرادتك فعليًّ أنا أيضاً أن أعمـــــــــــــلها .

أعطنا اليوم خبزنا اليومي .
من الواضـــح أنــــــــك تصـــلي الآن لنفســــــك .
حين تقــول : ليتقدس اســــمك يجب أن توضح بأنــــــك تصلي لنفسك وليـــــــــــس لله .
وحين تقول :  
لتكن مشيئتك عليك أن تــــدرك أنك لا تطـــــلب خير الله بـــــــــــــــــل خيرك الشخصي ،
متى طــلبت أن تتم إرادته فيك .
وحـــين تقول ليأت ملكـــــوتك ،
عليك أن تدُرك أن ملكوت الله الذي تطلبه يحـــقق سعادتك الشــــخصية .
ولكن ابتــــداء من هذا المقطع حتى نهاية الصلاة يتضـــــــــح جليــــــــاً أنك تصـــلي إلي اللــه من أجلك .
وحين تقول : أعطنـــا اليــــوم خبزنا اليــــــومي تعــــــترف بأنــــــــــــك تستعطي الله ؛
ولكن إيـــاك أن تخجــــــــــــل . مهما بلــــــــــغ غني الإنسان على الأرض فهــــــو لا يزال فقيراً إلي الله .

الفقير المستعطي ينتــــــظر أمام باب الغني .
أمّا الغني ذاتــــه فإنه ينتظر أمام باب الغني الإلهي .
الفقـــير يســـأله وهــــــــو عينــــــــه يســـــــــــأل .

لولا حاجتـــــــــه لما قرع بصلاته مسامع الله . إلي أي شيء يحتاج الغني ؟
                   أتجاسر فأقول : أنه يحتـــاج إلي ذاك الخبز اليومي بالذات .
ولولا عطيـــة الله له لما ملك كل شيء بوفــرة .
وماذا يبــــــقي له لو أن الله رفع يـــــــده عنـــه ؟
كـــــــــــــــثيرون ناموا أغنيـــاء فاستيقظوا فقراء ؛ أليس كــــــــذلك ؟
وما يتوفر للـــغني لا يتوفـــــر له بقــــــــــــــــدرته بل برحمة من الله .

ولكنك تري الله يشرق شمسه على الصالحين والطالحين
       ويمطر غيثــــــــــــــــه على الأبــــــرار والاشـــرار  ويعطي خبزه ليشبع جوع من يسبحونه ،
       ويحيي أجســـــــــادهم بل يعطيـه كـذلك للـــــــــذين يجـــــــــدفون عـــــــــــــــــــــــــــــــــليه .

إن سبحتَّ قاتك ؛ وإن جدفــــت قـــــــــاتك ، أنه ينتظر توبتك ، فإن لم تغير أهلكك .
علينا أن نفهــــم هـــذا الطــلب اليـــــــومي للخـــــــــــــــــــــبز على طـــــــريقتين :
أما عن حاجـــة للخـــــــــــــبز الجســـــدي وأما عن حاجـــــة للخبز الـــــــروحي .
القوت والكسـوة شـــــــــــيئان ضــروريان لحيــــــــــــــــــــاة الإنسان الجسدية  ؛
وبدونهمـــــــــا لا يمكــــــــن للإنســـــــان أن يعـــــــــــــيش : إنما يُدرك الكـــل بواسطة الجزء .
ومــــــــــــــــتى طــــــــــلبت الخــــــــــــبز أردت مـــن خــلاله البــــــاقي كلّـــه ؛
وأردت به أيضاً الغـــــــــــذاء الروحــــــي الذي تأخــــــــذه من مذبــــح الـــرب .
وســــــــــــيكون الخبز اليومي الضروري لهــــــــــــــــــــــــذه الحياة الحاضرة .

وهل يجب عليك أن تتناول الافخارستيا مــــــــتى جــئت إلــــي المســــــــيح وبدأت ملكك معـه ؟
الافخارســــــتيا خــــــبز لك يـــــومي ، تنــاوله حيــــاةً لنفســـك وجســـــدك وقـوةً إلي الوحـدة :
إن بلـغت جسده وصرت فيه عضـــــواً أصبحـــــــــــــت ما أنت تتنـــــــــــاول
                                               وأصــبح هـــــــو حقــــــــــــــــــــــــــاً خـــبزك اليـومي .
إن الشــــــرح الذي تعطيــــــــــــــــــه الكنيسة كل يوم والترانيم والقـــراءات التي تنـــــشدها ،
أو تصغي إليها هي أيضـــــــــــــــــــاً خــــبزك اليومي . وهي ضـــــرورية لك في ســـــــــفرك .

     وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر لمن خطئ إلينا .
من ذا الـــــــذي يعيش ها هنا بالجســــد ، ولا يثقل على ضميره شيء ؟
من هو الإنسان الــــــــذي يمكنــــــــــــه أن يحيـــــــــا بلا صــــــــــلاة ؟
يمكنه أن يتباهى إنمـــــــا لا يمكنـــــــــــه أن يـــــــدعي الـــــــــــــبرارة ؛
ويحْسُـــــــنُ به ألاّ يستكبر نظير الفريسي الذي صـــــــعد إلي الهيــــــكل فأخفي جراحه وراح يتباهى باستحقاقاته .
                   أمّا الــــذي كان يقــــــول : ارحمني يا رب أنا الخــــاطئ فقد كان يعــلَم سبب صعوده إلي الهيكــل .
وعـــــــــــــــلم الــرب يســـــــــــــــــــــوع  تلاميـــــذه قائــــــلاً لهــم بأن يصلوا هكذا :
أغفر لنا ذنوبنا . لقد وقع الله معنا عهد محبة وأوجب علينا أن نقول : ( كما نغفر لمن خطئ إلينا ) .
                   إن أردت أن يكون قولك هذا نافــــــداً فقـــــل صادقاً : ( كما نغفر لمن خطئ إلينا ) .

إن لم تقـــــل هذه الكلمات الأخـــيرة أو قلتهـــــــا دون أن تفكّر بها فقـد نطقتَ بالأولى منها بلا جدوى .
أتـــــــــــــرك مــن كــــل قلبــــــــــك ما لك على قريبك ؛ أغفر من قلبـــك حــــــيث يـــــــــري اللـــــــــه .
أغفر لمـــــن خطئوا إليك وأستفض في الصلاة مطمئناً . أغفر بكلمة . من واجبك أن تغفـــــــر لأنك إن لم تغفر هلكت .
مــــــــــــتى سألك إنسان مــدين لك أن تغـــــــفر لــــه ، فأغـــفر لـــه حــــــــــــــــــــــــــــــالاً .
أنا لا أقـول ، إنك لـــــــم تغفــــــــر ، تـــزول الصـــلاة   من قلبك بــل أنت تزول من كتاب الله .

  ولا تدخلنا في تجربة .
لا يدفع الله بأحد إلي تجربة إنما يســـــــمح بأن يدخــــــــل في تجــــــــــــربة .
كلّ كل مــن تخــــلّي عنـــه لســـــــــــــبب خفي جـــــــــــداً أو بسبب خطـاياه ،
وغالبـــــــاً ما يـــــــــــري من يتخلّى عنه جديراً بالتجربة فيتركه يدخل فيهـا .

ولكـــــــــــــــــــن ، دفعُ الإنسان إلي التجــربة شـــــــــــيء وتجربته شيء أخــــــــر .
لا يمتحن الإنسـان بلا تجربة كما لا يمكنــه أن يمتحن نفسه وفقاً لما جاء في الكتاب :
                    ( وماذا يعلم من لم يمتحن؟ ) ." بن سيراخ  11:34 " .
و لا يمتحن بواسطة الآخرين كما قال الرسول :
( وبلـــيتي التي في جســـدي لم تـــــزدروا بهـــــا )  " غلاطية  13:4  -14 "  .
وأعترف هو نفسه بثبـــــات الذين لم تفترْ محبتهم بسبب البلايا الجسدية التي مُنيَ بها .
قبل كل تجربة ، إن الله الذي يعرف كل شيء قبل أن يحدث ، يعرفك أنت أيضاً .
لا تصلّ ههــــنا دفعـــــاً لكـــــــــــل تجــــربة ؛ بل صلّ لكيلا تسقط في تجربة .
وعلى مثــــــال من حتمَّ عليه أن يجربّ بالنار فلا تصلّ كيلا تصل النــار إليـــك بل صـــــلّ كيــــــلا تحــرقك .
                                                      النار تمتحـــــن إناء الفاخــــــوري والتجربة تمتحـــن الأبـــرار .
حين تقـــــول : لا تدخلنــــا فــــي تجــــربة ، فهل تطـــــــلب شيئاً أخر ســــوي
أن مـــــــــــن يغشك ويهاجمك من الخارج يعجـــــــــز عــن الدخـــول إليــــــك والتغلب عليك بالحيلة أو بالقوة ؟

ومع ذلك مهما اســـــتعمل خصمــــــــــك من وســـــائل ضدك فإن لم يحتلّ قلبك حيث الإيمان ، يطرح خارجــــاً .
( ولكن إن لم يحــــــرس الرب المدينـــــة فباطلاً يسهر الحارس )"مزمور1:126".
لا تعتدّ بنفسك إن أردت ألاّ يدخل الشيطان من جديد إلي نفســــــك بعد أن ألقيته خارجاً .

ولكن نجنا من الشرير .
صـــــلّ ههنــــا كيلا تدخل في تجربة ؛ وصــــــــلّ كـــــــــــي تنجــــــــــو مـــن الديون التي تطـــــــــــلب ،
ســـــادســــــــــاً أن تــــــــــــترك لك ، وبخـــاصة كــــــــــــي تتحـــــــــرر مــــن الشرّ الذي فيه ســقطت .
وبعــــــــــدئــــذ  لن يبقي عليــــــــك أن تخشي تجـــــــــربة أو أي شيء آخـــر .
من الضــــروري أن تكون أبديــــــــة المطالب الثلاثة الأولى :
( ليتقدس اسمك ، ليـــأت ملكـــوتك ، لتكــــــن مشـــــــــيئتك كمــا في الســــــماء كــــذلك على الأرض ).

أما الأربعة الباقية فتختــــــــــــــــــــص بالحياة الحــــــــاضرة .
أعطنا اليـــــــــوم خـــــبزنا اليــــــــومي ، متى بلغت الكمـــــال لن يبقي عليك أن تسأل كل يوم خبزك اليومي .
أغفر لنا ذنوبنـا ، وهــــــل تنطــــــــــــق بهـــــــــــذا الكـــــلام في الملكــــوت حـــيث لن يبـقي عليـك ديــــون .
لا تدخلنـــــــــــــا في التجـــــــــــــــربة ، وهل يسعك أن تنطق بمثــــــــــــــل هــــــــذا الكـــــلام حيث لا تجربة .
نجنا من الشرير ، حــــــــــــــــــــــــــين لا تشعر بأدنى شــــرّ فهل يسعك أن تطلب النجاة منه ؟
المطالب الأربعـة  للحيــــاة الحــــاضرة والثـــــلاثة الأخــــرى للحيــــــــــــاة الأبديـــــــــــــــة .

ولكــــن ســـــــل هذا كله لتصل إليــــه ، وصـــــــــــــــــــــــلّ ههنـــــــــــــا لئــــلا تحرم منـــــــــه هنـــــــــاك .
                    يجـــــب أن تتلـــــــــــو الصـــلاة كـل يــوم :
تتـــــلي هـــــذه الصــــــــلاة الربيـــــــة كل يوم في الكنيسة على مذبح الربّ لكي يصغي المؤمنـــــون إليهـــا .
                   لا تخــــــــــــــــــــــــف من أن تنـــــــــــسي جزءاً منهــــــا
لأنــــــــــــــك إن لم تستطع أن تتذكرها  كما يجـــــــــــــــــب ســـــــــــــوف تتذكـــرها لدي سماعها كل يــوم .