صبر طوبيا فى تجربته :
إنما أذن الرب ان تعرض له هذه التجربة
لتكون لمن بعده قدوة صبره كأيوب الصديق.
فانه إذ كان لم ينفك عن تقوى الله منذ صغره
و حافظــــاً لوصـــــــاياه
لم يكن يتذمر على الله لما ناله من بلــوى العمى.
و لكنه ثبت في خوف الله شاكراً له طول أيام حياته.
و كمـــــا كان القديـــس أيـــــــــوب يعيره الملــــوك
كان انسباء هذا و ذووه يسخرون من عيشته قائلين.
أين رجاؤك الذي لأجله كنت تبذل الصدقات و تدفن الموتى.
فيزجرهــــم طوبيـــا قائــــلاً لا تتكلمــــوا كـــــذا.
فإنما نحن بنو القديسين و إنما ننتظر تلك الحياة
التي يهبها الله للذين لا يصرفون إيمانهم عنه أبداً.
و كانت حنــــة امرأتـــــه ..
اتفق إنها أخذت جديا و حملته الى البيت.
فلما سمع بعلها صــوت ثغاء الجـــدي قال :
انظروا لعله يكون مسروقاً فردوه على أربابه
إذ لا يحل لنا ان نأكل و لا نلمس شيئاً مسروقاً.
فإجابته امرأته و هي مغضبة
قد وضح بطلان رجائك و صدقاتك الآن قد عرفت
و بهذا الكلام و مثله كانت تعيره
(ص 2)