الميمر الثانى
( أي الجسديات ) ،
فهـــــــــــي لا تحتـــاج إلي جهد كبير لتجد في ذاتها الأشـواق الحكيمـة نحـو الله ،
لان السكون ( أي الابتعاد ) عن العالم يتيـــــــح للنفـس فهــم المخــــــــــــــلوقات ،
و منـه ترتفـــع إلي اللــه (خالقها ) و تثبـــت فـي الدهـــــــــــــــــش
+ إذا لم تدخــــل الميـــاه الغريبـــــة الى ينــــوع النفــــــــــــــــــــــــس ،
فحينئـــــــــــذ تنبع الميـــــــــــــاه التـــي من طبيعتهــا الروحانيــــة،
التي هي أفكـــار الدهــش بالله في كـــل وقـــــــــــت ،
إما إذا وجدت بعيــــدة عن ذلــــك ، فهـــــــــذا بسبب فكــر غريـــــب ،
إذ أن الحواس أثارت عليها اضطراب نتيجة الالتقاء بالأمور
( التي تسبب الحروب ) .
و إذا ضبطت الحواس بالسكون الدائم و الأفكار الروحانية ، فإنها ( أي الحـــواس )
تبلي و تتحرر بالمعونة التي من الهدوء. وعند ذلك تدرك طبيعة الأفكار النفسانية ،
و ما هي ، و ما هو طبع النفس ، و أي كنوز مدخرة فيها .
و الكنـــــوز هي : الأحاسـيس الروحيـة التي تأتي من ذاتها من غير جهـــد أو تعـــب ،
حتى إن الإنسان لا يدرك إن كانت مثل هذه الأحاسيس تسري في الطبع البــــشري ،
و من علمه ذلك ، أو كيف وجد هذا الأمــر الذي إذا راد أن يصف كينونته لرفيقه لا يعرف.
أو مــــــــــــــــن الـــــذي أرشــــــده لهـــــذا الأمر الــــذي لم يتعلمــــــه من أخـــــر .
أن هذه هي طبيعة النفس (كما جبلت) ، و الشهوات دخيلة عليها
النفس من مسببات ( خارجية ) ، لأنها بطبعـــها غـير شـــهوانية.
و إذا سمعت الكتب تتكلم عن شــهوات جســــدية و نفســـــانية ،
فأفهــــــم أن هـــــذا قيــــــل عن مســـــبباتهـــــا ،
لان النفــــس ليس في طبعها الشهوات
فلا الفلاسفة الخارجـــــين و لا أتبــاعهم يوافقـــون علي هـــــذا الرأي ،
أما نحـــــــــن فنصــدق أن الله لم يضـــــع الشـــــــهوات في صورته ( أي الإنسان ) ،
وقـــــــــــولي صــــورة الله لا أعنـــــــــي الجســــــــد بل النفـــس غير المــــــرئية ،
لان كــــــــــل صـــــــــــــورة يتشكل فيها نمــــــوذج ما تشـــــــبهه ،
و الصورة المرئية لا يستطاع أن يتصــور فيها صورة غير الرائي ( أي الله ).
لهذا نصــــدق أن الشهوات ليست في طبع النفس كما سبق القول ،
و إن عارضنا أحد في هــــذا فليقــل لنا : ما هـي طبيعـــة النفـــس ،
هـــل هــــــي بغــير شــهـوة و مملــــوءة نــــــــــورا ،ً
أم هــــــــــــي مظلمــة تتجـه نحـــــــــو الشـــــهوات ؟
إنه إذا كانـــت النفــس نقيــة بقبولهـــا النـور الطوباوي ،
فأنهـــا تكـــون قد رجعــــــت إلــــــي طبيعتها الأولـي ،
أما إذا خضعت للشــــــهوات فهذا أمر خارج عن طبعها
و قـــد انجذبت أليه و هذا هو اعتقاد البيعة المقدسة .
و الآن قد ظهر إن الشهوات دخيلة على طبع النفس،و هي تتأثر بما هـو خارج عن طبعها،
و ينبغي أن نعتقد انه ليـس ثمـــة شــهوات نفسـانية محض تتــــأثر بهـا النفـــــــــــــس.
و عندما تتــــأثر بما هــــو خــــــــــارج عن طبعهـا فهذا لا يكـــون من غـــــير الجســـــد ،
فلا يظـــــن أن هذه طبيعية فيهـــا ، و إلا فيكـون الجـوع و العطش و النوم تخص النفس ،
لأنهـــــــــــــا مع الجسد تحزن بها و أيضاً تتنيــــــــــــح ( أي تســـــــــــــــــــــــــتريح ).
و أيضـــــــــــاً قطع الأعــــــضاء و الأمـــراض و مــــــــــــا إلي ذلك ...........
لكـــــــــــــــن لأجل اشتراكهــا مع الجســد تتضـــــــــايق بهذه الأمور معه ،
و تتــــــــــــــأثر أيضـــــــــــاً بأفراح الجسد .
طبيعة النفس ، وما فوق طبيعتها ، وما هو خارج عن طبيعتها
+ طبيعــــة النفـــــس هي : فهــــم المخلوقات جميعها المحسوسة و المعقولة ،
و ما فوق طبيعتهـــــــــــــا هـــو تحركها بالثاؤريـــــا ( أي المشاهدة ) الإلهية ،
و ما هو خارج عن طبيعتها هـــو تحركها بالشهوات .
+وقد قال مصباح المسكونة القديس باسيليوس :
" أذا ما وجدت النفس في وضعها الطبيعي كانت في العــــــــــــــلاء ،
وإذا كانــت خارجـا عن طبيعتهـــــــــــا فهي في أســـفل الأرض "
لان الشهوات ليس لها مكان في الموضع الذي يقال عنه انه بلد النفس
( أي أعماق النفس ).
لكن إذا انحط الطبـــع إلي أســــــــــــفل عند ذلك يعاني من الشهوات.
فأين إذا هي الشهوات النفسية ، إذ قد اتضح أن الشهوات ليست من طبع النفس
إنما تتحــرك بشهوات الجســــد المرذولة مثل إنها تحزن معه بالجـــوع والعطــــش ،
ولان هذه لا يوضع ها ناموس ينظمها فلا لوم عليها ، مثل تلك التي هي تحت اللوم ،
بــــــــــل قــــــــــــــد يؤمــــــــر الإنســـــــان بفعل ما يكون تحت اللوم ولا يلام عليه
بــــــــــل يأخـــذ أجراً صالحاً مثل هوشع النبي الذي شــارك زواجــاً غـــير شـــرعي ،
و كإيليا الذي باشر القتل لأنه غار لله و كاؤلئك الذين طعنوا بالرماح أقرباءهم بأمر موسي
(عد 5:25)
فإن قيل : إن الشـــهوة و الغضـــب في طبيعــــة النفـــس
و ليســـت في طبــــــع الجســــد ، أفليست هذه ألامها ؟
قلنـــــــا : إن شهوة النفس
إذا كانت ملتهبــــة بالإلهيــــات فهذه أمور طبيعيــــة بالنســـــبة لهـــــــــا ،
وإذا كانت ملتهبـــة بالأرضيـــات و الجســدانيات فلا ( أي ليس من طبعها ).
وإذا كانت تغير لأجل الإلهيات فهذا غضب طبيعي للنفس.
و إذا كان لأجل شهوة الجسد والحسد و المجــد الباطل ،
وما يشبه هذا كان هذا خارجاً عن طبعها .
أمور كثيرة يقولها الكتـاب و يضـــــع لهـــا أســــماء مستعارة ،
و كم من مـرة ينسب للنفـس ما يخص الجســــد ،
و يضــــــــــع عـــــلي الجسد ما يخص النفــــس دون أن يفـــرق بينهمـــا.
وذلك لئلا يطول الحديث . الفهماء هــم الذين يفهمون ما يقرأونه و يعرفون قصد الكتب .
كمثل ما يخص لاهوت ربنـــا ينسبه إلي بشريته علوا و رفعة
و ما يخــــــــص بشـــــــريته ينسبه الى لاهوته ،
و كثيرون لأجل أنهم لم يفهموا قصد الكتاب عثروا عثرة لا قيام منها.
و هكـــذا تكون أمور النفس و الجسد .
إن كانـت الفضيـــــــــــــــــــــــلة هـــــي قــوة النفــس و صحتهـــا
فالآلام ( أي الشهوات ) هـــــي أمراضهــــــــا و أسقامها
التي تعارض الطبــــــــع و تخرجه عن الصحة و المعـــروف.
الآن انه مــن الطبيـــعي أن :
تســــــــــــــــــــــــــــــــبق الصحــــة ، العـــــــوارض و الأســـــــــــقام ،
و إذ أن هذه هي الحقيقة فالفضيلة بحكم الضرورة هي طبيعة النفس ،
و العــوارض ليسـت من طبعهـــا ،
و لا يمكن و لا يستطاع أن : يكـــــــون الأصيــل فيها هــو غير الطبيعي .
والآلام ( الشهوات ) الجسدية هي من طبــع الجســـد وليســـت مســـــتعارة ،
وأما النفس فبسبب الجســد فالمستعار وضع عليها ( أي نسبت لها الشهوات ).
و لقد بان الآن و كل واحد يصدق إن النقـــاوة هـــي طبيعة النفس و الاشتهاء مستعار
لان المــــرض يأتي بعد الصحــة ، و لا يمكن أن يكون الطبع جيــــد و رديء بالخلقــــة ،
و علي كـــــل شــيء عــــارض لا يقال انه من خصائص الطبع ،بل هو يأتي من خـارج ،
و كل شيء مفاجئ و عــارض يلازمه الزوال و التغيير ،و أما الطبيعي فلا يتغير و لا يزول .
الآلام التي تخص الجسـد وضعها الله للمعونة لأجل تهذيب وتقويم الجسد ،
وأما الآلام التي تخص النفــس ( يقصــد المحـــــاربات التي تواجــــــه النفــس )
فهي لتهذيب النفس و معوناتها.
وإذا ما غصب الجسد علي الخضوع للنفس و لا يتابع شهواته فأنه يتضـــايق ،
كــــــــــذلك النفـس أذا تركـــــــــــــــــت ما يخصهـــــــــــــــــــا تتضــــايق ،
حسب قول الرسول: " إن الروح تشتهى ما يضر الجسد ، و الجسد يشتهى ما يضر الــــــروح " (غل 17:5)
و الاثنان يضاد بعضهما البعـــــــــــــــض بالطبيعة .
لا يجدف أحد علي الله و يقول : انه وضــــع شــــــهوات و خطيــــة فـــي طبيعتنـــــــا ،
فهــــــو خـــلق فينا الطبـــائع لكـــن وضــــع في كل منهـــا ما يضبطهـــــا ،
علي أن يتوافق الواحد مع الأخر ،ويصنع ليس ما يخصه بل ما يناسب رفيقه.
لأنه إذا كانت هذه الشـــهوات هي طبيعيـــة في النفـــــس
لكانت لا تتأذي أذا مارستها ، فخواص الطبيعة لا تؤذي الطبع .
و إلا فلماذا يكون إتمـــــــــــام شهوات الجسد يربي و يقوي الجسد و يؤذي النفس ؟
لأنها لو كانت هذه شـهوة للنفــس أيضــاً لمـــــــا كــــــــانت تؤذيهـــــــا.
و لمـــــاذا الفضيــــــــلة تعـــذب الجســــد و تنعــــم النفــــس ،
أليس هذا دليــلاً عــلي أن الشيء الذي ليس طبيعياً هو الذي يؤذي الطبيعــة ،
أن كل الطبائع أذا قـــرب كل منهــــا لمـــا يخصــــــه يفــرح و يبتهـج .
ما هي نقاوة الضمير
نقــاوة الضمــــير ليسـت أن الإنسـان لا يعــرف الشــر و إلا كـــــان بهيمـــــــــــــــــــــة ،
و أيضــــــــــــــــاً الذين هـــــم فـــــي مرحلة الطفـولة لا ندعوهم أنقيـــــاء الفكــــــــــر ،
وكذلك النـــــاس الذين لم يجربوا بعد ، و هي لا تطلب من البشر ( أي بقدرتهم الخاصة )
بل نقاوة الضمير : هي بالإلهيــــــــات التي تكــــون بعـــد عمـــل كثـــير في الفضـــــائل ،
( ورغـــم هـذا ) لا نجسر علي القول بأن الإنسان لا يمتحــــــن ( يجـرب ) بالأفكــــــار ،
و إلا كـــــان غير لابس جسد لان المعاكسات لا يتجرد منها الطبع من قبل العالم الأتي .
و توارد الأفكار : هو للامتحان وليس الان يوافقها الإنسان و يهبط معهابل هي بداية الجهاد.
و هنـــــــاك أربعة أسباب تحرك الأفكـار في القـــلب وهي التي تحرك كل أنواع الشهوات
و لا يوجــــد إنســـــــــان في هذه الحيـــاة ينجـــــــــو من تذكـــــر ما هــــــــو ههنـــــــا ،
و لا معفي من مبــــدأ الجهـــاد( ضـــــــدها )
1ـ الجســــــد بحركاته خاضع بطبعه لما في العالم من طبائع ( أي المخلوقات )
و هذه تؤثر عن طريق الحواس ،
2ـ والنفــــــس تتأثر بالأفكــار و الذكريــــــات ،
3ـ و قوة الرغبة ،
4ـ و الشياطين ،
و بتحرك هذه الأشياء الأربعة التي ذكرت يتعرض المختبر لحــرب الآلام ،
فأنه بمجرد أن يشعر بشيء قليل منها ، فأنه يجذب نفسه إلي الأمور الفاضلة بذهنه .
إن هذه الأمور الأربعة لا تتوقف إلا بانتهاء العالم أو الانتقال منه بالموت ،
لان الجسد لا يســــــــــــتغني عــــــــــــــــن حــــوائجــــه تمامــــــاً
لان الطبيعة تغصبه لطلب هذه الأمور الحاضرة شيئاً فشيئاً ،فهو مضطر لها بحكم الضرورة
و لذا تتحــرك الشــــهوات في كل لابس جسد ، و هذه تحتــــــــــــاج للاحـــــــــــــتراس
و قـولي الآلام ( أي الشهوات ) ، لا أعنـــي واحـداً أو أثنـــــين ،
بل كـــل الآلام التي يلاقيهــا كل لابـس جسـد ،إذ يخسر الإنسان بسبب واحد منهــا ،
مثــــــــــل فتور الأشواق و نقص الجهاد. و هذه ليست متعبة ولا تحتاج لجهاد كثير .
الفرق بين نقاوة الفكر ونقاوة القلـب
+ نقــــاوة الفكـــــر شــــيء أخـــــــــر غـــــير نقـــــاو ة القـــــــــــــلب ،
والفرق بينهمـــــا كالفرق بين عضو واحد من الجسـد و الجســـــد كله ،
فالفكــر هــــــو : احد قــوي النفـــس ،
و القلب هـــــــو : ضابــط كل الحواس الداخليــة ،هـو أصــل إحساسـها ،
فأن كان الأصـــــــــل مقدســاً فكــــذلك الأغصـــــــان ،
و هذا ليس مثل أن يكون غصناً واحداً هـو الذي تقدس .
و الفكر بمفاوضة الكتب قليلاً أو جهاد الصوم و السكون ينسي هذيذه الأول ( العالمي )
و يتطهر إذا ابتعد عن كل مفاوضة غريبة لأنه يتسخ ســريعاً .
و أما القلب فإنه يتنقي بضوائق عظيمة و جهــاد و قطع كل خلطة بالعـــالم
مع مــــوت كامـــــل عــــــــن كـل شــــــــيء.
وإذا تنقي فلا يتسخ صفاءه ، و لا يتزعزع نقــــاؤه من لقاءات قليلة و لا من حروب صعبة ،
لأنه أقتني معدة سليمة تهضم بسهولة كل طعام حتى الذي يعسر علي مريض البنية .
و حسب قول الأطباء :
فإن كل طعام لحمي عسر الهضم يمنح الجسد الصحيح قوة زائدة ما دامت المعدة قوية .
كل نقاوة ننالهــا بســهولة و في زمان قصــير و بأعمال قليلة ، فهي تتسـخ بســــهولة ،
وكل نقاوة تقتني بضــوائق كثـــيرة و فـــــــي مــــدة طــويلة و بكــل أجـــزاء النفـــــس ،
لا يخشي عليها من ملاقاة الأمور الحقيرة .
+ الحواس العفيفة تولد السـلام للنفس و لا تدعوهـا تأخذ خبرة عن الأمـــور الباطـــــلة ،
و عدم اختبارهـــا الإحساســـــــــات و الأشــــياء الباطـــــلة هي الغلبـة بلا جهـــــاد ،
و أما إن تهاونت عن الثبات فيها ( أي في الغلبة ) حتى تدخـــــل الإحساسات الباطلة
ثم بعد ذلك تحارب لتخرجها ، فإن الأولي تحترق أي النقاوة و الوداعة التي من الطبع .
و أكثر الناس بل العالم جميعه يسلكون بهـذا الأسلوب :
يخرجون من بلدهــــــــم ( أي حالتهـــم )التي هي البلــد الطبيعي و النقاوة الأولى
ليأخذوا معرفة الأمور الباطلة شيئاً فشيئاً ،
و لأجل هذا فالذين أقبلوا علي العالم أكثر فأنهم يعـودوا للنقاوة بصعوبة شــــديدة ،
لأنهم اقتنـــوا معرفـة شروراً كثيــــــــرة ،
و تجد قليلين منهم من يرجع إلي بلده ( أي حالته ) الأول
و لكن علي النحو الثاني ( أي بجهاد صعب ) ،
بينمــــــــــا الوداعـــــة و البســــــاطة أوفق كثيراً و أخــير من الوســائل الآخـــــرى .
+ لنوال الغفران يلزم للطبع البشري :
الخـــــــوف في كل وقت حتى لا يتجــاوز الحـــدود إلي مخالفــة الوصيـة ،
و أيضاً الحــــــــب ليحـــرك فيه الاشتياق للصلاح الذي به ينجذب لعمل الصالحات .
+ اكتساب الروح للمعرفة يكون بطبيعته تاليـــاً لعمل الفضــــــــــائل ،
و يتقــدم هذين الاثنين الحب و الخوف ، و الخـــوف يسبق الحب ،
و كل من يتوقع و يظن انه يمكن اقتناء الأخيرات قبل حصوله الأوليات ،
فهو بغير شك يضع لنفسه أسـاساً للهـــلاك .
+ لا تبـــدل محبــــــة قريبـــــك بحب الأشـياء المادية ،
لان الذي هو اشرف من الكل مخفي داخـــــــــــله .
+مثـــل الحاجـــــــز الـــــــــــذي يوضع أمام الأعـين الجســـــــــــدية
كــذلك عند ممارسة الشــــــهوات يمتنـــــع النظـــر الخفــــــــــــــي ،
و هي ( أي الشهوات )
مثــــل الســـحاب يحــــــول دون للثاؤريــا ( التأمل الروحي ) الطبيعية ،
و كذلك بالنســــبة للنقــــــــــاوة الطبيعية .
أذا كــــــان العقل قائماً بالنقاوة الطبيعية ، فهـــــو قائــــم ثاؤريا الملائكة ،
التي هي الثاؤريا الأولي الطبيعيــــــــــة ، و تدعي أيضــاً عقلاً صافيــــاً ،
أمــــــــــا الثاؤريا التي من المعرفة الثانية( أي التي من تحصيل الإنسان )
فهي مثـــل من يرضع و يغتـــذي لبنا ( أي طفــــل )
و هي تدعي ثوباً ثانياً عـــــــوض الأول أي الطبيعي .
+ أترك الأمور الحقيرة لتجـــــد العظيمة ،
دع التوافــــــــــــه لتجـــــد الكريمات .
+ كن ميتــــــــــــــــاً بالحيـــــــــــــــــاة
و لا تعيـــــــــــــش بالمـــــــــــــــــوت .
+ دع نفســك تمـوت و أنت نشيط روحياً ،
و لا يعيش مديــــــــــــــــــوناً .
+ ليس الذين ماتـــوا من أجـــــــــــــــل الإيمان بالمسيح هم فقط الشــهداء ،
بــــل الذين لأجــل حفـظ وصــــــــاياه يموتــــــــــــــون بالحـــرص والجهـــاد .
ماذا تطلب في صلاتك :
+ لا تكن جاهلاً فيمــا تسأل من الله لئلا تهينــه بقـــــلة معرفتـك .
+ كــــن حكيماً في صــلاتك لتســــــــــــــتحق الأشـياء الممجدة .
+ اطلــــب المواهـــب الكريمـــــة من الــــذي لا يمنـــــــــع
لتقبــــــل الكرامــــــة من عنــــــــــــــــــــــــده
بســـــبب ما اختـارته مشيئتك الحكيمـــــــــــة .
+ أحــــــــــــــــــرص أن تصــــــــــــــلي لتســتأهل نعمـــــــــــــــــــــة ،
فقد سأل سليمان الحكمـــــــــــــــة فأعطـــي معهــا مملكة الأرض ،
لأنه عرف أن يسأل الحكمــة من المــلك العظيــــم ؛
و سأل أليشع روح معلمه مضاعفاً فأعطــــي ســــــــــــــــــــــؤاله .
+ الذي يســـأل الأمور الحقيرة من الملك يهين كرامته ؛
طلب إسرائيل أشياء حقيرة فوقـــع عليه رجــــز الله ،
أنه تــــرك التعجب من أعماله و الاستنارة بأفعـــــاله وسأل شهوة بطنه،
و كما قيل : وإذ طعامهم في أفواههــم حل بهــم رجز الله . (عد 33:11 )
أما أنت فقدم لله طلبات تليق بمجده لكي تعظم كرامتك عنده و يفرح بك .
كما أن الإنسان الذي يســأل من مـلك أرضي مــــلء كيــل زبـــل ،
فإنــه يهـــان لأنه احتقر الملك بسبب حقارة طلبه ،
هكذا الذي يطلب جســــدانيات في صـــلاته .
هوذا الملائكة و رؤساء الملائكة الذين هم عظماء الملك ينظــرون إليــك وقــت صــلاتك ،
ماذا تطلب من ربهم و يتعجبون منك حيث ينظرون جسدانياً ترك مزبلته وسأل السمائيات.
لا تطــلب من الله الشـــــيء الذي يهتم أن يمنحنـــا إيـــاه دون أن نســـأله ،
هذا الذي يعطيه ليس فقط لخواصــــــه ،
بل وللذين هــم غرباء تماماً عن معرفته .
لا تكونوا قلقين :
كالأمميـــــــــين لان الأمور الجسدية تطلبها شـعوب الأرض ،
و انتم لا تهتموا ماذا تأكلون و ماذا تشربون و ماذا تكتسون
لأن أبيكــــم يعــــرف أنكم تحتاجونهــــــا ( مت 6 :31 , 32 )
فالابن لا يسأل من أبيه أبداً خبزاً ،
بل يقدم سؤاله من اجل الأشياء الكريمة التي في بيت أبيه .
إما أمــر ســـــــــيدنا أن نســال خبز يومنا بالصــلاة ،
فهــــذا تعليم سلمه للكافة لأجل ضعف ضمائرهم ،
أما ذو المعـــــــــــرفة و النفس الصحيحة فأمرهم أن لا يهتموا لا بقوت و لا بكسوة ،
لأنـــه إن كـــــــــان الله يعتنـي بالطــــــير الذي ليس فيه روح ، فكم بالحري انتم :
بـــــل اطلبــوا مـن الله ملكـــوته و بــــــره و هذه جميعها تزدادونها)مت 25 :26 ,33) .
و إن أطال الله أناته إذ أنـــــــت ســـألته ،
و طلــبت منه و لم تنل سريعاً فلا تحزن ، فلست أنت احكم من الله ، فهــــــــــــذا :
إما بسبب أن أعمالك لا توافق طلباتك ، أو لان طرق قلبك بعيــدة عن حد صلاتك ،
أو لان قامتـــك بالنسبة لهذه الأمور الخفية هي كالطفل مقابل الأشياء العظيمــــة ،
لأنه لا يليــــق أن تقع الأشياء السامية بسهولة في أيدينا
لئلا تهـــــــــان موهبـــة اللــــه بسـبب سهولة وجودها ،
لان كل شيء يوجــــد بسرعة ، يفقـــد بســــــــــــرعة ،
و كـــــل شيء يوجــــد بالتعب بالحذر يثبـت و يحفــظ .
+ اعطش من اجل يسوع لكيما تروي من حبه .
- أغمـــض عينيــتك عـــن كرامــــــــــات العــــــــــالم
كي ما تستأهل أن تمتلك في قلبك الســلام من الله .
- صم عن الأشياء المشتهاة الزاهرة أمام الأعين لتستحق الفرح بالروح .
+ إن كانت تدابيرك لا توافق إرادة الله فلا تطلب منه الأمور المجيدة
لئلا تكون مثــــل رجـــل يجرب الله ،فالاستقامة هي انه حسب تدابيرك تكون سؤالاتك .
- لا يشتهي السمائيات من هو مرتبط بهواه بالأمور الجســــدانية ،
و لا يطلب الإلهيــــــات من همــــــــــــــــه فـي الأرضيـــــــــات ،
لان شهوة كل إنسان تعـــــــــــــــــــــــــرف من أعمــــــــــــاله ،
و الأشــــياء التـــــــــي يعتنــي بها يطلبهــــا في صـــــــــــــلاته ،
و ما يصلي لأجلــــــــه يحــرص باجتهــــــــــاد أن يظهره أمام الله .
- المشـــتاق للعظــائم لا يلتفـــت للأمـــــور الحقــــــيرة .
- كن حراً ما دمت مرتبطاً بالجسد و أظهر الطاعة و الخضوع بحرية من اجل المسيح .
- كـــــــن فهيمــــــا بوداعتــك لئـــــــلا تســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرق .
- حب الاتضاع في كل تدابيرك لتخلــص من الفخاخ التي لا تدرك ( أي الخفية )
الموجودة كل حين خارج السبل التي يسلك فيها المتضعون.
الشدائد :
+ لا تـــــــرذل الشــدائد لأنك بها تدخل إلي المعرفة ،
و لا تفزع من البلايــــــا لأنك بها تجـــــــــد الكرامات ،
لكن صل ألا تدخـــــــــــــل في التجارب النفسانية ،
أما التي للجســد فأستعد لها بكــــــل قوتــــــــك ،
لأنك لا تســـــــتطيع التقـــــرب إلي الله إلا بهـــــا ،
لان الراحـة الإلهيـــة موضوعـــــــــــــــة داخــــلها .
+ الذي يفــــــــر من البلايا والتجـــارب
يهــــــرب من الفضيــــــــــــلة،
ولا اعنــــــي تجارب الشهوات
لكــــــــــــــن تجارب الشدائد .
لا تدخلنا في تجربة :
+ كيف يقول صلوا ألا تدخلوا التجارب ،
( ورغم ذلك يقول ) أحرصوا أن تدخلوا من الباب الضيق ،
وأيضاً لا تفزعوا من الذين يقتلون الجسد ، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها ،
وفي كل موضع يدعونا ربنا للحرص علي البلايا ؟
ههنا يأمرنا أن نصلي لئلا ندخل التجارب ، ( لكن ) أي صــلاح يكــون بغير بلايـــا !
أو ما هي البلية التي تكون أشد من الهلاك الذي أوصانا أن ندخل فيه من اجله ،
بقوله:
" من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني " )مت 28 :10 ) ؟
و في كل تعاليمه يحض علي الدخول إلي البلايا ،
و قد قــــــــــال : من غير البلايا لا تنـال ملكــوت الســماء ،
ثم هنا قـــــال : صــــــــلوا ألا تدخــــــــلوا التجـــــــارب ! ؟
يا سيدنا :
ما ألطف و أدق تعليمك ،و الذي لا يفطن دائمــاً بإفراز إذ قـــــرأ ،
فأنـــــــه يصير في فهمه خارجاً عنها ( أي عن التعاليم الإلهية ) .
لما سأله ابني زبدي و أمهما الجلوس معه في ملكـــــــــــــــوته
سألهمـا إن كانــــــا يستطيعان أن يقبلا بفــــرح كأس التجـــــارب بقوله :
" أتقدران أن تشــربا الكأس التي اشـربها أنا
و الصبغة التي أنا بهـــا اصطبـــغ " (مت 20 : 22 ) .
و كيف ههنا توصي يارب : " صلوا ألا تدخلوا التجارب " ؟.
* في تجربة الإيمـــان :
صل ألا تدخل التجربة
و في فكرك شكوك شيطان التجديف و الكبرياء .
* صل ألا تدخل بـــدون معونــــة إلهيــــة في التجـــارب
التـــي تأتـــــــي عـــــن طريق الحواس
و التـي يعرف الشيطان أن يدبرها ويأتي بها عليك ــ أذا سمح الله بذلك ـــ
من أجل أفكارك الرديئة التي تفكـــر فيهـــــا.
* صل ألا يبتعد عنك ملاك العفة وتجرب بالتهاب الشهوة .
* صل ألا تدخل تجـــربة الإغــراء بأمــور تبعــدك عن الله .
* صل ألا تدخـــــــــــــــل التجـــــارب النفســــــــــانية
التي تحارب النفس بالشــــكوك والإغــــــــراءات .
أمــــــــا الـــتي للجســـــــــــــــــــــــــــــــــد
فاســــــتعد لها من كل نفسك وبكل أعضائك ،
و لتكن عينـــــاك مـــــــــلوءتين دموعـــــــــــاً
لكي يوجد معك حافظ في تجـــــــــــــــاربك .
ـ بدون البلايا لا يحــــس احــــــــــــد بعــناية الله
و لا يحصل علي دالة لديه ولا يتعلم حكمة الروح
و لا يتأســـــــــس حـــــــــــــب الله في نفسه .
ـ قبل البلايا فالإنسان يصــلي إلي اللــــــه كغـــــــــــــــريب ،
أمــــا إذا دخل التجارب من اجل حب الله
حينئــــذ يصـــــــــــــير من أهل خاصتـه ،
و يكـــون مثل من وجـــب حقه علي الله ،
و صـــار من أحبائه الـذين قاتلوا أعدائــه من أجل مسـرته .
* قال صلوا لئلا تدخلوا التجـــارب الشيطانية المخفيـــة
التي تكــــــــون بسبــب تكــــــــبرك ،
و أمــا التي من اجـــل حـــــبك للـــــــــــه
فهي لكي يظـهر فيك قوتــــــــــــــــــــــه .
* صل ألا تدخل هذه التجارب التي تكون بسبب سوء أفكارك و أفعالك ،
أما التي لتختـبر محبتــك لله فهي لكــــي تتمجد قوته بصــبرك .
علي مراحم سيدنا :
+ انه يزن و يقيس كلامه ناظراً ضعف البشرية :
إن سيدنا ــ حسب نعمته ــ
اســـتعمل الرحمـــــــــــة فيما يتعــــلق بأمــــور الجســد لأجــــل ضعف الطبيعة ،
لئـــــــــــلا بســــــــــبب ضعــف الجسد لا يستطاع الثبات مقابل صعوبة التجارب
إذ ما حلت به ،
و لأنه أذا غــــــــــلب مـــن الضيقــــــــات يبتعـــــــــــــــــــــد عـــن الحــــــــــــق .
فلهــــــــــذا أمـــــــــــرنا بالصــــــــــلاة إذا مـــــا عرضـــت لنـــــا التجــــــــارب.
إذ لا يمــــكن إرضـــــاء الله بدونهــــــــا .
+ عنــــــــــــد ممارســــــــة فضيلة عظيمة واضطررنا إلي مواجهـةالتجارب الكثيرة ،
فلـــــو إنهــــــــــــــــــــــا مخيفة جـــــداً ،
لكـــــن أن لــــــــــــــــم يحتملها الإنسان فما يقـــــدر أن يتمــــــــم الفضيـــــلة
في هـــــذه المـــــــرة ،
و ينبغــــــــــــــــــــــي الا نخداع أنفسنا أو أحـــــــداً من الناس
و من اجل الخوف نترك هذا الفعل العظيم الــــــــــــــذي فيــــــه حيـــــاة النفـس ،
و نتخــــــــذ الهــــــــــــــوان حاجـــــــــزاً لنـــــــــــــا ،
و نتحجــــــج بالقـــــــــــــول صلوا ألا تدخلوا التجارب
و الذين هم هكذا :
فإنهـــــــــم يحطـــــــون مــــــــــــن قدر الوصيـة خفية .
وإذ اتفق أن يفعل الإنسان أحــــدي وصايـــــــــا اللـــه ،
إما عفـــــــــــــــــــــــــــــــــــة ، و إما إسكيم القداسة ( أي الرهبنة ) ،
إما اعـــتراف بالإيمــــــــــــــان ، و إما شهادة لكلام الله
أو حفظ حدود الشريعة بحرص ، أو ما شــــــابه ذلك ،
فلا تجبن :
لان هذا لا يمكن من دون البلايـــــــــا ، ينبغي عليك أن تكون واثقاً بالله
، متهيـــــــــــــــــــــــــئ بالعمـــــــل ، وتتغـــــــــــلب علي الجســـــد
وتســـــــلم نفســــــــك للـــــــــــــه
وتدخـــــــــــل مــــــــــن الباب الضيق باســــــم الـــــــــــرب بلا فــزع ،
و ذاك الذي كان :
مع يوســف في ارض مصر وصار شاهدا للعفة ،
و مع دانيــال في جـــــــــــــــب الأســـــــــــود ،
و مع حنانيا وأصحابه ( أي الثلاثة فتية ) في أتون النار ،
و مع أرميـا في جب الحمأة ونجاه ، وستره برحمته وسط عساكر الكلدانيين ،
و مع بطرس في الحبـس وأخرجـــه من أبوباً مغلقــة ،
و مع بولس في مجمـــــــــــع اليهـــــــــــــــــــــــود ،
و بالجملة نقول : الذي كــــــــــان
في كل دهر وزمان وحين وموضع مع عبيــــــــــــــده وأحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــائه
واظهــــــــر فيهـــــم قوتـــــــــــــه ونجاهــم و حفظهم بعجـائب عظيمـــــة كثـــــيرة ،
ونظـــــــــــــروا خلاصــــــــــــــــــه ظاهــــراً في جميع بلاياهـــــــم و تجــــــاربهم ،
هو الذي يقويــــك ويحفظـــــك في الأمواج الشديدة ، التي تحيط بك من اجل اسمه .
اتخذ في نفسك غيرة المكابيين مقابل العدو الخفي ،
و أيضاً باقي الأنبياء القديسين و الرســـل و الشــهداء والمتـــوحدين ،الذين
أقامــــــوا النواميــــــــس الإلهيـــــــــــة
و ثبتــــــوا وصايا الــــروح في البلايـــــــا الصعبــــة و المواضـــــــع المفزعـــــة
و طرحـــوا العالم و أجســـــادهم خلفهـــــــم ،
و تمسـوا بالحق و لم ينهزموا من الشدائد التي حلت بنفوسهم و أجسادهم.
و لكنهم بالقوة الإلهية نجحوا و فازوا ،
ومن اجل ذلك أسماءهم مكتوبة في سفر الحياة عند مجيء ربنا ،
و سطرت إخبارهم في الكتب تشجيعاً و تعليماً لنا حســبما شـــهد الرسـول ،
لكي بهــــا نكــــون حكمـــــــاء
و نتعلــم طرق الله و نضــــع ســـــــيرهم كالنمـــوذج قــدام أعين ضمـــيرنا ،
و نسعى للتشبه بهم في تدابيرنا قياســـــاً علي ما صار القدمــــاء .
تدبير الله للقديسين :
ـ الكلام الإلهـي يلذ للنفس الحكيمة كالغـــذاء الـــــــــــذي يدســـــــــــم الجسـد .
ـ شــهية جـــداً أخبـــار القديســـين في مسـامع الودعــاء كالمـاء للغروس الجـدد.
ـ لتكن مرسومة عندك صورة تدبير الله مع القدماء كالأدوية الشافية للعين الضعيفة ،
و أحفظ لديك ذكرهــا في كل أوقــات النهـــــار و اهــذ بها و فكر ،
إذ منها تكون حكيمـــاً و يكـــون ذكر عظمة الله مكرماً في نفسك ،
و تجـــــــــــد لذاتـــــك حياة للأبـــد بربنــــــــــا يســـوع المسـيح
المتحد من أمرين ( أي اتحاد اللاهوت بالناسوت ) ، و هو الوسيط بين الله و الناس ،
ذاك الذي لا تستطيع الملائكة أن تقرب المجد المحيط بعرش كرامته ،
هذا الذي من اجلنــــا ظـــــــــهر في العـــــــــــــــــالم
مهانـــــاً متضع للناس لم يكن له منظر و لا جمال (أش 53 : 2)
ذاك الذي خفيته لا تقاس و لا تدرك لحواس المخلوقين ،
لكن من اجل اتحاده بالجسد الذي أخذه من جنسنا كمل تدبيــره لحيـــاة الكـــل ،
هذا الذي طهر به شعوباً كثيرة ، و الرب حمله خطايانا جميعاً حسب قول اشعياء ،
و الرب شاء أن يوضعه ( من الضعة ) و يؤلمـه إذ هو لم يعـرف خطية (أش 53 )
هذا الذي من اجل تدبيره من اجلنا ينبغي له في كل الأجيال
المجد والكرامة و الحمد و السجود من الكل