الصفحات

الصفحات

ميامرماراسحق ـ الجزءالثانى ـ الميمر الثالث ( كامل ) ــ كيف ومتى يثبت العقل بلا تصورات وقت الصلاة

الميمر الثالث

قياس ذوي المعرفة النفسانية الروحيات حسب الجسد ،
الســبب في عـــدم تحـــــررنا منــه ،
و كيف يمكن للعقل الارتفاع عن هذا ،
و كيف ومتى يثبت العقل بلا تصورات وقت الصلاة
المحتويات :

لا نهتم إلا بالله :

الرب بقوله المبارك ألا نهتم بشيء إلا به ،يفتح أمامنا بابا لكي نتخلى و نترك كل شيء، 
 ونصرف عقولنا إلي طلبــــــــــــــه فقط  ،و لا يكــــون ــ يا أحبـــائي ــ اهتمـــام بشـيء
 يفصل بيننا و بين الله ،
و كلما ترك الإنسان الاهتمام بعمل ما،فإنه يري و يهتم بذلك الرجاء الآتي (أي السماوي ) 
 و بقدر ترفعـه عن اهتمامات الجسد ، هكذا يلتهب و يكــــون نقيــــــــــاً فــي الصـــــلاة.

و بقـدر ما يتحـرر الجســــــد من الارتباط بالأشــــــــــياء هكــذا يتحـــــــرر الفكـر ،
و بقدر ما يتحــرر العقـــــــــل من رباطــــات الاهتمـــــام هكـــذا يتنقـــــي ،
و عندما يصفــــو يلتهــــــــــــــب ،
          و مثلمــا يلتهــــــــــــــب يرتفع عن حركات هذه الدنيا المثقلة بالماديات ،
 و يعرف العقل أن يتــأمل في الله بحاســــــــــــة إلهيــــــــــة و ليـس مثلنــــــا .

و الإنسان لا يدرك هذه الأمور إن لم يستحق أولاً الاستعلان الإلهي ،
و إن لم يصل إلي النقــــــاوة لا تصفــــو خلجــــاته ليبصــر الخفيــات ،
و إن لم يتحرر من كل شــيء يري و من اقتنـــائه ،  
فإنه لا يتحرر من الخلجـــــات التي تتـولد منـــه ، و لا تمتنع عنه الأفكار التي تظلم العقل .

و حيـــث الغشـــــاوة و تشابك الأفكار فهناك الأوجاع  ( أي الحروب )
و إن لم يتحرر الإنسان من هــذه كلها التي ذكرتهــا و من مسبباتها
لا يتمكــن العقــــــــل من التأمل في الخفيــــات (أي الإلهيـــــات ).

فمن اجل هذا أمرنا ربنا :
                               بالتجــــــــــــــــــرد و التمسك بالمسكنة أي الفقر )
                               و الابتعــــاد عــــــن ســــجس العـــــالم
                               و التحـــــلل مــــن الاهتمام بأحد من الناس ،
 هذا حســب قولـــــه من لا يكفر بأهله و بكل شيء له و يكفر بنفسه أيضاً
             لا يقدر إن يكون لي تلميـــذاً (راجع لو 14 : 26 ، 33 )
                                و هذا حتى لا يتسجــــس العقــــل من شـــيء  ،
                               لا بنظـــــر و لا بســــــــمع و لا بهم الأشياء الزائلة 
                               و لا تدبيرها ،و لا حتـــــــــى بإنســـــــــــــــــــــان
           لأنه ربط عقلنا برجائه فقط و إليه تنصرف كل أفكارنا.
                              انه ربـــــــــــط اهتمامنـا به  بالتحــــــلل من الكــل ،
                               فنشتاق إلي مناجـــــــاته بمداومـــــة اهتمامنا به .

الصـــــــلاة :
            يلزم المثابرة علي الصلاة لأنه من طول التمسك بها يصبح العقل حكيماً
            و ذلك من بعد التجــرد الذي يحــــل حركاتنـــا ( القلبية ) من الربــــاطات .

و أيضاً يلـــزم المداومـــــة زمانــــــــاً علي الصـــــلاة   حــتى يتـــــــــدرب العقـــــــــــــــــل
 و يعرف كيف يقمع أفكــاره ، و يتعلم من كثرة الخبرة   ما لا يمكنــــه أن يتعلمه من آخرين

 ترابط الفضائل :
+ كل تدبير يبني علي تدبـــــيـر أخر قبله ،
  الســــابق مطلوب حتى يوجد اللاحـــق. 
  فالصــــــلاة يســـــــــــــــبقها الخـــــلوة ، 
  والخلــــــوة تكـــون من اجـــل الصـــــلاة ،
  والصــــــلاة هي لاقتنـــــــــاء حــب الله ،
   لان منهــا نأخذ دوافــــــــــع لنحب الله .

+  و ينبغي أن نعرف يا أحبائي إن :
                                             كــــــل مناجــــــــــــــــاة تكــــون ســـــــــــراً 
                                             وكـــــل اهتمام جيـــــــد للعقــــل هو في الله ،
                                            و أن كل هذيذ بالروحانيات هو بدافع من الصلاة ، 
                                            و باسم الصلاة يوجــــــد ،

   و تحت هذا الاسم ينضوي كذلك :
                إن كانت قـــراءة تتلي بتعقـــــــل ، و أصوات الأفـــواه بتســابيح اللــــه ،
                مع الاهتمـــــام بالانسحاق لربنـا ، أو مطانيــــــــات الجســـــــــــــــد ،
                وتهليــــــــــــــل المزامـــــــــــير  ، و الأمـــــــــــــــور الآخـــــــــــــــري 
                التي منها نتعلم الصلاة الحقيقية ، و  يتولـــــد منهـــا حــــــــب اللــــه ،

            + و الحـب يوجــــــــــــــــــــــــد بالصـلاة 
                و الصلاة تكون علي انفراد أي بالخلوة ،
                و الانفراد خصيصــــاً لأجـــــــل الصلاة  ، 

   لـــــــــذا : فليكن مكاناً نتحدث فيه مع الله في وحدة .
  و أيضــــــاً : يسبق الخـــــــلوة رفـــــــــض العــــــالم ، 
 و إن لـــــم يترك الإنسان العالم أولاً و يتفرغ و يتجرد من كل ما له فلن يقدر أن يتوحد .
           
  وهكــــــذا أيضــــــــاً : ترك العالم يسبقه الاحتمال والصبر و بغض العالم .
  ويسبق بغض العالم : خوف جهنم والشوق إلي ما فوق ،
  إن لم يخف الفكر من رعب جهنم وتجـــــــــــــذبه محبة الخـــيرات
                                           فلن يتحرك فيـــه بغض هذا العالم ،
 و إن لم يبغض العالم فإنه لا يصبر علي التفكير في ترك ملــــــــذاته ،

 و إن لم يسبق وجود الصبر في العقل
         فلا يقدر أن يختار مسكنا تكتنفه الوحوش وخالي من الساكنين ،
 و إن لم يختر حياة منفردة لا يقدر أن يستمر في الصلاة ،
 و إن لم يداوم الحديث مع الله و يثبت في الخلجات الممتزجة بالصلاة و التعاليم التي  تخصها ،
  فلن يحس بالحــــب ،
  لان حــــــب اللـــــه   يكون من الحديث معه و الانشغال بالصـــــــلاة في  السكون .
 و   الســــــــــــــكون   يتولد من المسكنة ( أي الفقر ) و التجـــــرد ،
 و   المســــــــــــكنة   مـــــــــــن الصـــــــــــــــــــــبر ،
 و  الصبـــــــــــــــــــر    يقتني من بغــــض الشـــهوات ،
 و  بغــض الشـــهوات   ينتــــج من خوف جهنـــــــــم و رجاء ملكـوت السـماوات ،
 و  يبغض الشـــهوات   من عرف مرارته وما تعده له وما يفقد من خيرات بسببها .

 و هكـــــــــــــــــذا :
                            فإن كل واحدة من الفضائل مرتبطــــــــــــــــة بالتـــي قبلهــــــــا ،
                           و منهــا يتهــــــذب العقــــل ويمتد ويرتفع إلي الأخرى الأرفع منها ،
                           و إن نقــــــــــص واحدة منها فلا تثبــــت معـــــه التي بعدهــــــــا 
                           و يكون مصير الكل الانحــــلال ووووووووووووووووووووووووالعـــدم .

 والأفضل من هذا ،
                      هو زيادة الحديث علي الدوام فــــي الصـــــــــــلاة التي بلا طياشة
                     و لا تحســـــــــبها عملا باطلاً بسبب تركك المزامير ، أفضل من هذا.

                      حب المطانيات في الصــــلاة ، وإذا أعانك الله فهي تكمل لك صلاتك
                     وإذا أعطيت في خدمتــــــــك ( أي صلاتك ) موهبــة الدمــــــــــــوع

                    فلا تحسب تنعمك بها عملاً باطلاً لان كمال الصلاة هو موهبة الدموع .
تشتيت العقل :
 في الوقت الذي يكون فيه عقلك متشـــتتاً ،
               أكثر مـــن الصــــلاة و داوم علي القراءة . و ليس كل كتـاب يصلح و كما قيل :
               إكثر مـــن التعــــب ، حـــب الســـكوت ، إكــــــرم القــــراءة ــ إن أمكـــــن ــ 
               أكثر مـــن الوقــــوف ( للصـــــــــــــلاة ) لان القراءة هي ينبـوع الصلاة النقية .

                       لا تتهـــــــــــاون أبـــــــــــــــــــــــــداً 
                      و لكــــــــــــــــن تحفظ من الطياشة .

أجــــل الأعمــال تـــلاوة المزامـير  ،
 و لكن يجـــــب أن تعـــــــــرف أن :  التعب الجسدي انفع من تلاوة الألفاظ مع الطياشة  ،
                                               و حزن العقــــــل انفع من جهــــــــاد الجســــــــد .

ـ في وقت التواني أيقظ وحرك الغيرة قليلاً ،فيتنبــــه العقــل جداً وينشـط حركات النفس .
ـ مقابل الشهوة التي تكون وقت الغفلة والملل يعين الغضب الطبيعي،ويتبدد فتور النفس .

ـ من المعتاد أن يحل بنا الكسل في حالتين :
                          بالأكثر من ثقل البطن ، و من الضعف    سبب كثــرة الأعمال المتعبة ،
                           لذا فالعمــل بنظــام هو ضــوء الفكـر ، و ليس شيء مثل المعرفــة .

الصلاة ليـــلاً :
  ـ كــــل صــلاة تقربهــا في الليــل لتكــن عنـــدك أكـرم مــن عمـــــــل النهـــــــار .
 ـ لا تثقل بطنك لئلا يطيــش عقـلك ، 
                  و تدركـــــك الطيــاشة ( أي طياشـــة الذهــــــن ) إذا قمـــت ليــــــــلاً 
                  و تسـترخي مفاصـــــلك و تمتلئ بجملتك كســلاً و اســــــــــــــــترخاء
                  و ليــــــــس هذا فقط بل و تظلم نفســـــــــــــــك و تتسجس خلجاتها
                  و لا تقدر أن تجمع الألفـــــــــاظ بســـــــــبب الظلمـــــــة ، 
                  و يكــــــــون مذاق كل شـــــيء غير لذيـــــــذ عنــــــدك ،
                  فلا تحـــــلو لـــك ألفـــــــــــــــــــاظ المزامــــــــــــــــــير ،
                 لكن يـــذوق العقل معانيها بانتباهه و سموه ، و استنارته .

ـ أذا كــــان العمل ( العبادة ) في الليل متخبطــــــــــــاً ،
 فالعقل في عمل ( العبادة ) نهـــــــاراً يكون متسجساً و يسلك في الظلمة ،
                                     و لا يتنعـم بالقـــــــــــــراءة كعـــــــــــــــــــادته ،
 لأنها ( أي الظلمة تنزل مثل الغمامة علي الخلجات حتى وإن مارس الصلاة أو الهذيــذ .

التنعـــم الروحـــي الذي ينـــاله النســاك في النهـــــــار،
يفيض علي العقل الذي تزكي من ضــوء عمل الليــــــل .



أهمية السكون :
ـ كل إنسان لم يتقن خـــــبرة الســـــــكون زمــاناً طويـــــــــلاً  ،
                           لا ترجو أن تتعلم منـــه شيئاً عن الصالحات التي للمجاهدين
                           و لو كـــان حكيمــــــــاً و معلمــــــا و له جهــــادات كثــــــيرة .

جهادات الجسد :
+ أحــذر أن تضعف جســــدك جـــــداً  ، لئلا يقــــوي عليــك المـــــــــلل فتفتر نفسك
  و يكون جهادهــــــــــــــا بلا تـــذوق ،  لذا ينبغي أن يزن الإنسان تدبيره كمـا بميزان .

+ عندما تشــــــــــــــــبع    تحفظ قليلاً من الدالة مع نفســـــك ،
   و بعفـــــــة يكـــــــــون    جلوســــك وقـــــــت الحاجـــــــــــة ،
   و الاهـــــم من ذلـــــك    أن تكون عفيفاً و نقياً وقت رقــــادك ،
   ليس فقط في أفكــارك   بل في أعضـــــــــائك لتكن متحفظـاً .

+ أحـــــــــذر مـــن الكبريــــــــاء    وقـــت تبــــــــدل حالك للأفضــل ،
   و استعرض ضعفك و قلة معرفتك  وقــــت مواجهـــــــة الشكــــوك .
   و بالصـــلاة الحـــزينة تضرع لربنا  لئلا يتركك تجرب بالأمور السمجة ( أي الدنسة ) ،

   لان حـرب الزنـــا  يلي الكبريــــــــــاء  
  و نسيان ذكر الله  يلي المجد الباطل 
  و كذلك الشكوك   تلي المجد الباطل .

+ في عمل يديــــــــــك أشتغل بقــدر حاجاتك ، لكي تبقي مرتبطاً بالســــكون ،
   و لا يضعـــــف اتكـــــالك علي المهـــــتم بك . فتدابير الله عجيبة لأحبـــــــائه  ، 
    ففي برية قفرة مهجورة يعول محبيـــــــــــه و المتكلـــــــــــــــين عليــــــــــه 
                                       و رجاءهم فيـه ، و ليـــــــــــــس في أيدي الناس .

+ إذا أمــــــــدك الــــرب بالجسدانيات ( أي احتياجات الجسد )
   دون أن تشتغل بسبب اهتمامـــــك بما هو لنفســــك فقـــط ،
   و تحرك فيك ــ عندئذ ــ فكــــــــــــر في حيلة الشيطان القاتل
   بأن هذه العناية كلها هي بلا شك قد جاءت منك ( أي من أجل برك ) ،  
   فمع هذا الفكــــــــــــر تتوقف عنك عنــــــــــــاية اللــــــــــــــــــــــــه ،

   و مـــــن تـلك السـاعة تنبع عليك ربوات شـــرور و بـــــلايا و هـــ،،،،ــي :
                                 إمــــــــــا تخـلي المهتـم بـــــــــك ( أي اللـــه ) ،
                                و  إمـــــــا تجـدد أوجــــــــــــــاعك ( أي حروب ) ، 
                                أو تصيبـك أمراض في جســــــدك .

 +و اللـــه لا يتخـــــــــــلي عنــــــــــــــــك سبب  تحــرك الفكر إلا إذا داومــــت عليــــه ، 
    فالله لا يــــؤدب الإنســـان و لا يدينـــــه  علــي  حركات الفكر التـــي ليسـت بهــــواه ،
    و لا حتى إن وافقنا الفكر ساعة واحدة  إذ كان يوخزنا الحزن خلالها و تدركنا الندامة 
    و لا يعاقبنــا علي مثــل هــذه الذلـة ،
   إنما علي :
   تلك التي يقبلها العقل  و يتفرس فيها بلا تأنيب ،كأنها لائقة غير مبال إنهـــا خطيـة .
   

+ صلي دوماً للـــــرب هكذا :
 " أيها المسيح الكلي الحق ليضيء صدقك في قلوبنـا
                                                   حسب إرادتك لنعــــرف أن نسلك في طريقك " .

  أفضل كل شيء محبة السكوت .

حركــــات الفكــــــر :
إذا ما تحرك فيك فكر عن شيء رديء
                               إمــا بشـأن أمر حديـث أو بشـــــــــأن أمــــــور ســـــــــــــــابقة ،
                               و كان يظهر نفسه فيك كثيراً ( أي يتردد عليك) فأعـــلم الحقيقة :
                               أنـــه يريد أن ينصب لك فخاً . فتيقـظ تجاهه في الحــال وأطـرده .

                              أمـــا إن كــان من ناحية اليمــين أي الصـــــلاح
                             فأعلم إن الرب يريـــد أن يعطيــــك عربون الحياة  ،
                            و من أجل هذا تحرك فيك عـــلي غير المعتــــاد .

  و إذا كان فكراً غامضـــاً و أنـت متشكك فيه و لـــــــــــم تسـتطع تمــيزه
  و إن كان لنفــع خــاص أم هــــو ســـــــارق ينــــــــدس بـــــزي الصــلاح  ،
  فأستعد بالصلاة الحارة بالليل و النهــــار مع سهر دائم ، و لا تطرده عنك ،
  و أيضــاً لا توفقـــــــــه بل اجعــــــــــــــل ، صلاتك لأجله و لا تهــــــــــدأ من دعــوة ربنـــا
 و بهــذا يظهر ( الفكر ) ذاتـــــه علانيــــــة من أي ناحية  هـــــــــــــــــو .


ضبط الحواس :
+ كــــــــان محـــــبي الســــكون ،  إذا أراد أحدهــــم الخـــروج إلي العــــــــــــالم
  يضــــــــــع حجــــراً في فمـــــه   ،  أو يشـــــد حبــــــــــــلاً علي حقويـــــــــــه ،
  و ربما كان يعذب نفسه بالجـــوع  ،  لان كثيراً ما يعين الجوع علي ضبط الحواس .

  و قـــــــــد أدركـت يا إخـوتي آن      آباء  كثيرين بلغــوا الكمــــــال بضبط الحواس 
                                             الذي لا أفضـــــــــــــل منـــــه ،
                                            لان من ضبط الحــواس يتـــولد ضبط الأفكــار ،
  لان عـللا  ( أي متـاعب) كثيرة :    تلاقـي الإنسان من غير إرادته
                                            و تخرجه عن حــــدود حـــريته.

  إن لـــــم يكــــــن قــــد ســـبق    و اتخذ لنفسه حفظ الحــــواس عادة دائمـــة ،
  لأنهـــا ( أي الحواس ) تجعـــله     لا يرجـــــــــع إلي عقلــــــــــه زماناً طــــويلاً
                                           و لا يجـــــــــد الهــــــدوء الأول .

+  تربيـــــــــــة القــــــــــــــــــلب     تكــون مــــــن الحديــــث برجــــــــــــــــائه .
+  تربيــــــــــة التدبير الروحــاني     تكــون مــــــن  التحـــــلل من الكــــــــــــل .
+ذكر المــوت  هـــــــــــــــــــــو  :   ربـــاط الفضيلة  للأعضــاء الخارجـــــــــــــية ،
                                               و يســــــــــــيـر بالنفـــس إلــي الحيـــــــاة ، 
                                               و يبهــــــــــــــج القــــــلب بفرح الرجـــــــاء .
التجارب :
+ التجارب الدائمة تسقي المعرفة ،
   و من تجددهـــا كل يوم يرتــــــوي العقل داخلياً ( أي ذاتياً )

+ إن كـــــان الضجــــــــــــــــــر يأتـــــي من وقت لآخر بسبب الانفـــــــراد ،
    فهذا من التخــلي الإلهــي الــــــــــــذي يــــــــــــدبر ذلك للتربيــــــــــة ،
   و لكن لنا عزاء يفوق الكلام ، و هو الرجاء الــــــــــــذي من إيمان القلب ،
   و حسنا قال واحد من لابسي الله :
                    " تكفي محبــة الله لتكون عزاء للمؤمن عند معانات نفسه " .

+ بمـــــاذا تــــــــؤذي البــــــــلايا  من رذل و أستحقر النعيم و النياح الجسدي
                                         من أجــــــــــــــــــــــل الخيرات الآتيـــــــــــــــــة ؟

+ يا أخي :
   أوصيك أن يغــــلب فيـــــــــــك مـيزان الرحمة حتى تحس برحمـة الله علي العـالم . 
   فهـــي ( أي أعمال الرحمــة ) مـرآة لنــــــــــا 
  نبصــــر فيهـــا تــلك الأيقــونة ( أي الصـــــورة ) الحقيقيــــــة للأمــــــور الطبيعيــــــة  
                                     لتلك الأزلية المقدسة ( أي الله )،بهذه ( أي بالرحمة )
                                   و مــــا يشـــــــــــــبهها نتحـــرك بالله بعقــــــل صــــافى .

+  العقــــل الغـــاش لا يتنقـــــي أبـــــــداً 
  و الإنسان الرحــوم هــــو طبيب نفســـه ،
                         و مثل الريح العاصـف
                          يطرد سحابة الأوجاع ( أي حرب الشهوات ) من داخلة .

   الرحمـــــــــــــة مـــــن الأمور الفاضـــلة عنـــــد الله كقــــــول الإنجيـــــــل .

توقع الموت :
+ إذ أنــــــــــــــــــت دنـــــــــــوت إلي فراشــك لتنـــام قـــــــل :
                       أيهــا الفراش لعلك في هذه الليلة تكون قبراً لــــــــــــــــــــي ،
   مـــــــــــــــا أدري إن كان يأتي علي في هذه الليلة بدل رقاد العادة رقاد الأبد .

 + لان الذي أحس بخطـــــاياه ،
               فقد عرف أن الوحدة أخير له من أن ينفـــــع المسكونة كلها  بمنظــره ،
 ما دام لك رجلان اجــــري في طــلب العمــــــل
                       قبــــل أن تربط بذلك الرباط الذي لا يمكن حله .

 + لان الذي أحس بخطـــــاياه ،
               فقد عرف أن الوحدة أخير له من أن ينفـــــع المسكونة كلها  بمنظــره ،
 ما دام لك يدان فابسطهما في الصــــــــــــــــــلاة 
                       قبــــل أن يجيء الموت ويرخيهما .

+ ما دام لك عينان فأملأهمــا دموعـــــــــــــــــــــــــــاً 
                         قبــــل أنيغطيهمـــا التـــــــــراب .

+ أنت تشبه الزهر الــــــــــــذي يذبل من ريح السـموم ،
                       هكــــــــــــذا ينفخ فيك من داخلك و احد من العوامل فتموت .

  أســــــتعد بقلبك للذهـــــــاب ـ يا أخي ـ بأن تقول :
                                        هوذا الرسول قد جاء و بلغ إلي الباب ،
 ليس لي جلوس بل هو ذهاب بلا رجعــــــــــــة إلي الأبــــــــــــــــــــــد .

صفحات ذات صلة : 

الســـــــــــــكوت
(1) محبة السكوت :
+ فلنحب السكوت أفضل من كل شيء ،
           و هـــــــو يقربك إلي الثمرة التي يعجز اللسان عن تفسيرها ( أي وصفها ) .

+ قبل كل شيء نحن نجــبر أنفســـنا علي السكوت ،
   و حينئـــــذ من السكوت ( الذي نفرضه علي أنفسنا ) يولد فينا ما يقودنا إليه ،
   و ليعطيك الله ان تشعر ما الذي يتولد من السكوت .

  و إذا كنت تبـــدأ بهـــــذا التدبــــــــير ( أي السكوت )
   فأنـــــي لا أســـــــتطيع وصــــــــف
                               النــــــــــور الـــــذي يضــــيء لـــــك منـــــــــه .

  و لا تظن أيها الأخ إن ما قيــــــل عــــــــن ارســــــــانيوس العجيـــب  هـو باطـــل
                       فإنه كـــــــــان يجلس ساكتاً مع الآباء والإخوة الذين يأتون إليه ،
                       و بالســـــكوت كان يودعهـــم ،و كان يعمــل هـذا بإرادته وحده ،
                       و إن كــــــــان في البـــــداية يمــارس هــذا العمل بتكلـــــــــف ،
                      و لكن مــــــــن هــــــــــذا العمــل ينـــــــــال القلب ـ بعد زمــان ـ 
                      لذة تجـــــــــذب الجســــــد ليــــــــــدوم في الســـــــــــــــــكون ،
                      و تتـــــــــــــــولد من هـــذا التــــــــــــــــدبير دمــــــــــوع كثـــــيرة ،
                      و يحـــس القلب بمنظر شيء عجيــب عند تــــــــــلاوة المزامير ،
                      و في وقت يحزن ، و في وقت يتعجــــب ، و يتضـــــع القــــــلب
                      و يكون كالطفــل ، و إذا ما بدأ الصــــــــــــــلاة يسكب الدمـــــوع .

+ عظيم هو الإنسان الذي يضبط أعضاءه فإنه يقتنى عادات عجيبة داخل نفســـــه .

+ إذا مــــا وضعـــت كل عمل التدابير (الروحية) في ناحية واحدة  ،
            و تضــــــع الســـــــــــــــــــــــــــــكوت في ناحية أخري فالسكوت يرجع أكثر.

+اذا ما تقدم الانسان فى الســـــــــــــــــكون فهذا أفضل من ارشادات الآباء الكثيرة ،
           لأنه قد ارتفـــــــع فــــــوق هــــــــذه الإرشـادات إذا دنا الى الحـــد الأقصى ،
           و إن كـــــــــــانت إرشــــــــــــــاداتهم تعـــــين عــــلى الســــــــــــــــــــكوت .
+ إذا سكنا مع كثيرين فلن نقدر إلا أن نلتقي بإنسان
   فذاك الذي كان مثل ملاك الله  ارسانيوس ــ الذي أحب السكوت أكثر من كل أحد ــ
   قد تخلـص من لقــاء الآبــــاء و الإخــــوة الذين معه حتى عند ذهــابه إلى الكنيسة

   ـ وإذ رأى ـ ذلك الإنســـان المســــتأهل الكــــــــرامة و كل تطــــــــــــــــويب ــ
              إنه لا يستطيع الإنسان التخلص من هؤلاء ما دام ساكناً قرب الناس ،
   لهـــــــذا فالطــوباوي ارســانيوس  أبعد مســكنه أميـــــالاً كثــــيرة عن الناس
              و عن المتوحــــــــــــدين الذين في تلك المواضــــــــــــــــــــــــــــــع .

و هذا المذهب ( أي المنهج ) تعلمه من النعمة ليكــــــــــون سكـــوته دائمــــاً
و عندما كان يجبر علي فتح بابه لأناس منهم ، فمنظرة فقط كـــــــــان يعزيهم ،
 إمــــــــا الحديث والمفاوضة فكانـت مرفوضــــــــــــــــــــة
و كثيرون انتفعوا برؤيتـــــــه و صاروا متحفظين لأنفسهم
                                 إذ اخـــــــذوا في نمــــــــــــــو غنـــاهم الروحــــاني 
                                  من التعليم الذي قبلــــــــوه من منظــر الطـــوباوي .

(3) التمسك بالسكوت :
+الــذي يحب المفوضة مع المســيح يحـــــب أن يكـــون وحـــــــده ،
  و الذي يحب أن يكون دوماً مع كثيرين فهـــــــــو محب لهذا العالم .

+ إن كنت تحب التوبــــة ، فينبغي عليك أن تحـــــــــــب الســـــــكوت ،
   فبدونه لا تتم  التوبــــة ، و ان لاججك أحد في هذا فلا تلاججه أنت .

+ إن كنت تحب السكوت الذي هو أبو التوبة ،
            فلتحب بلذة الخسارة التي تلحق بالجسد و اللوم والظلم الذي يقـع عليـك ، 
           و من غير هذا لا تستطيع أن تعيش بالحرية بلا سجس ،لأنك إن تهاونت بهذه
          ( أي بالخسارة الجسدية ) فإنك تقتني السكـــوت الذي حســب  إرادة الله .

+ الذي يحب السكوت هو الذي ينتظر الموت دائماً  ،
   ومن غير هذا لا يقدر أن يدوم في الســـــــكوت .

   و أعرف يا من له تمييز :
   إننا نحن السكان في الوحــــــدة بمفـــــردنا فــي الهدوء و الحبس
   لا نعمل هذا من أجل ممارســـة التعــب الكثـير و القـــــــــــــــوانين
  فمعروف أن الخلطة مع كثيرين هي التي تدفع إلي التعب ليظل الجسد حريصــاً ،
  و لــــو كانـت الضــــرورة هي من اجــــــل هذا ( أي طــــلب التعـــب وحـــــــــده) ،
  ما كان هناك أناس صـالحين ، و آباء قديسـون تركوا الحديث و الخلطة مع النـــاس ،
  و منهم من سكنوا المقابر ، و آخرون في المغائر والجحور ،
  حيث كانوا يختارون الوحدة .
  
  هذه التي تزيد من ارتخــــــاء الجســد  و ضعف همتــه في إتمـام القـــوانين ،
  مع كــــــل ضعــف و استرخاء الجســد  و شدة الأمــــراض التي تلحقهـــــــم
  كانوا بلذة يصبرون و يدومــــــــــــــــــون  كل أيـــــــــــــــــــــــام حياتهــــــــم ،
  حتى كان فيهــم أناس :
     لا يقـدرون حتى ولا على القيام على أرجــلهم ،
   و لا يقدمون حتى الصــــــــــــــلاة المعتــــــــادة ،
   و لا يقـــوون حتى علي تســبيح الله بأفواههــم ،
   و لا مــزمور واحد مما اعتادوا أن يفعلوه بالجسد ،
 و علي ما هم فيه من هذا الضعف احكموا الســكوت و فضــلوه عن القـوانين ،
 وعلي هذا المنوال جازوا كل أيام حياتهم ، هذا الذي يظـن به انه عمل باطل ،
 أمــــا هــــــــــم فما كانوا يرغبــون ـ رغـم توقفهـــم عن الأعمال والقــــوانين ـ
 أن يسيروا خارجاً ، 
 و لا أن يذهبـــــوا إلي الكنائــــس ليتنعمــوا بالأصوات و التسابيح من الآخرين .
 + لان الذي أحس بخطـــــاياه ،
               فقد عرف أن الوحدة أخير له من أن ينفـــــع المسكونة كلها  بمنظــره ،
 + و الذي يتنهــــــــــــــــــــد ساعة واحدة على نفسه في الوحـــــــــــــــــــــدة
           لهو أفضل من الذي يقيم الموتى بصــــــلاته و هو ساكن في السجس .

   و الذي اســـــــــــتأهل أن بنظـــــــــــــــر نفســــــه
           لهو أفضل من الذي اســـــتأهل أن ينظــــــــر الملائكــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
                                الان هذا يشاهدهم بعيني الجسد و ذاك بعيني النفس .

 + و الذي بالحزن و النوح يلتصق بالمســـــــــــــــــــيح في الوحـــــــــــــــــــــــــــدة
             لهو أفضل من الذي   يمــــــــدح كل يــــــوم في المجــــــــــــــــــــــــامع .

   إما أن أتي احد بقول بولس الرسول :
" أنا أطلب أن أكون محروماً من المسيح بدل إخوتي.. .." وبقية هذا الكلام ( رو 9 : 3 ) ،
  ( نجيب ) : الذي أخذ قوة بولس ينبغي له إن يعمل أعمال بولس
                 لان بولس كان يتدبر من الإرشاد الإلهي لينفع العالم ،
                و هو يشــــــهد انه ليـــــس بهــــــواه كان يفعــل هذا ، 
   بل كانــت الضرورة موضوعــة عليـــه وكان يقـول: ويــلي إن لم أكـــرز ،( 1كو  9 : 16 ) ،
و أيضـــــــــاً :
 اختيار بولس ليس للتوبـــــة بل كان بهدف إن كرز للمسكونة و أعطى قوة عظيمة لذلك.

+ و الآن يا إخوتي : فلنحــــب الســـــــكوت
                    لكي يموت العالم من قلوبنا     و نتـذكر المــــوت عـــلي الــــــــــدوام ،
                   و بمثل هــــذا الفكـــــــــــــر      نقترب من الـــــله بقلوبنا وبكل قوتنــا ،
                   و نرذل هـــــذا العالم الباطل ،    و لتكن كل شهواتنا حقيرة في أعيننا ،
                   و نصبر بلـــذة دائمـــــــــــــاً       في السكوت بجسد مريض عاجــــــز ،
 لكي نستحق يا أخـــــــوتي النعيــــــــــم       مع الذين في المغاير و شقوق الأرض ،
  مرتجــــــــين ظهــــــــــور المسيح ربنــــا ،     منتظرينه من السمـــــــــــــــــــــــاء .
الذي له مع أبيه الصالح القدوس و روحه القدوس
المجد والكرامة و السجود
إلي الآبد وابد الآبدين
أمين .