من الميمـــرالثـــانى
فـــي الــزهــــــــــــــد
من يحــــــــــــــب الله بحـــــــــــــــــــق
أو يطـــــــــــــلب الملكــــــــــوت الآتى
أو يخـــــــــــــاف من دينونة الخطـــاة
فـــــــلا يـــهــتم
بمــــــــال ولا بــــــــــــــأهل ولا بشـهوات ولا بـفـــخر
ولكنه يرفض حــــــب الدنيـا بـل يبغضها حتى جسده ونفسه
وينتظر العــون دائمــــــــــــــاً مـــــــن المســـــــــــــيح
ولا يهتم إلا بتكميل مشيئة الــــــــذي دعـــــــــــــــاه.
† لنحــرص لئــلا نكــون في الطــــريق الضيـــــق بالاســم
ونحن في راحة و نياح ونسلك فى الطريق الرحبة الواسعة.
أما الطـــريق الضيـــــق فهـو :
† جـــــــــــــــــــــوع البــــــطــن † ووقـــــــوف الليـــــــــــل
† شرب المـــــــــاء بمعيـــــــــار † نقـــــــــــص الخــــــــــــبز
† شرب جرعات الهوان المطهرة(1) † عـدم الغضب من الازدراء
† وإحتمـــــال الإهـانة والتــــعـب † وقطع الهوى بالمـِشـــيئة
† والصبرعلى الظلم من غيرحـزن † وإتضــــــاع الفكـــــــــــر.
طوبى للذين يسلكون هذه الطريق لان لهم ملكـــوت السـموات.
† مــن يــُــمقـت الــدنيــــــــــا فقـد هــــــرب من الغم .
ومن يتعلق بشى من الاشياء التى ترى فلن ينجو بعد من الغم .
لأنه كيف يمكن ان لا يغتم على فقد ما يحبه ؟
† مــــن يظــن انـــــــه : غـير منجـذب لشـيء مــن الأشــياء
ويغـتم قلبـه عـلى فقـده إياه : فهـــــــــو مخــــــــدوع تمــــــــامــاًًًً.
† رأيت غروســاً من الفضــائل عـــديدة متـنــوعة
قد إغترسها العائشــــون في العــــــالم وكـــــــان :
يسقيها المجد الباطل ويفلحها التبــاهى ويسمّدها المديح
ولكن عندما نـــُقلت هذه الغــروس إلى ارض قــفـر لاتصـل إليها أقدام العلمـــانيين
فـذبلت سريعاً وجــفــت لانــها : لم تعـــد تــــُسقى من ميـــاة المجــد البــاطــل النتنـــــة
وذلك لان الغروس المحـبّة للماء لا تستطيع أن تثمــر فى الاراضى القاحلةالعديمة الماء
( ارض النسك الجافة المجدبة)
† من يظن انه غير منجذب لشئ من الاشياء ، ويغتم قلبه على فقده اياها ، فهو مخدوع تماماً .
† ينبغي أن يحذر الراهــب الهـــارب من خطـــاياه مـن أن تكون أواخـره شراً من أوائله
لأن المينــــاء قـــــد يكـون فيهـــــا الخـــــــــلاص
وقــد يكــون فيهـــا الهـــــــــــــلاك .
هذه يعرفها الذين سـلكوا في البحـر العقـــلي
ولاشيء أشـــد حسـرة من أناس سلموا مــــن لجة بحــــــر العـــــــــالم
وغـرقــوا فــي مينـــــــــــــاء الرهبانيـــة.
† لا يكون الإنسان كاملاً
إذا لم يترهب الـرهبـانيـة الأولى والثــانيــة والثـــالثـة.
أما الأولى فهـي : تـــــرك الدنيــــــــا وأمورها والأهل والمال وغـيره.
أما الثانية فهـي : قطــــع الــــــــهوى.
أما الثالثة فهي : تـــرك العظمـــــة التــــي تـتـبــع العبـــــــــــــــادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اى ممارسة الاعمال الحقيرة واحتمال التحقير من الغير طوعاً ام كرهاً والقصد من قبول الاهانات هو ممارسة التوبة واقتناء التواضع وطول الروح .