مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » ميامرماراسحق ـ الجزء الثانى ـ الميمر الحادى والعشرون ( كامل ) ـ الشهوة الرديئة.

ميامرماراسحق ـ الجزء الثانى ـ الميمر الحادى والعشرون ( كامل ) ـ الشهوة الرديئة.



الميمر الحادي والعشرون
الشهوة الرديئة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



                                          الطبع المخلوق الميال ( أي المتقلب )
إذا ما توقــــف و تخــــلف عن     العمــل اليمينـــــــي  ( أي الصـــالح )
لا يثبت هادئاً بل يميــــل إلي    الأمــور اليســــــــارية  ( أي الشريرة ) .

 المتوقف عـــــــن الاهتمــــام بالفضيلة و السلوك بها ،
 فانــــــه ينشـــغل بتخيــــــل الخطيــة ، حسبما قال أحد الحكماء في سيرتنا :
    " إن العقــــــل يفكـــــــــــر  (دائماً ) 
  لا يستطيع التوقف في العمل اليمينــي   حتـــى وإن بلــغ الكمــــــال 
 لأنه إذا توقــف عــن عمــــل  الصــــلاح    فلابد أن يرجــع إلي الأمـــور  اليسارية ،
و إذا ابتعــــــــــــــد عــــــــن  اليســارية   ينجـــــذب بالطبيعـــة إلــــي  اليمينية "

و قال آخر 
 " إن الذي لا يريد أن يعمــــل الــــــــــبر   يدفع لاقـــــــــــــــــــــــــتراف الإثــــم " .


إن 
بعد موضع السكنى و الابتعاد عن الأمور ( التي تؤدي إلي السقوط )
يســاعد عــلى التمســــك بالجهـــاد و تجـــــــــنب الســــقوط بالفعـــل ،
فحتى لو جــرح الحـــــــــر العفيــــف من تســــــلط الأفكار ووجد مغلوباً مهزوما في داخله
إلا أنه مـــــــن الأوفق لنا أن نمتحــن بالأمور الدنســــة بالفكـر  ( فقـــط )
إذ نحن بعيدين عـن مســـــــــــببات ممارسة الخطية ،
و لا نتدنــــس بممارســــــــــــــــتها بالجســـــــــــد .

 لأنــــه : ما دمنا بعيدين عن الفعــــــل لأجل انعدام مادته
 فانــــه : و لـــــو أن الضمــــــير يغــــــلب و يـــــــتراخـــى
 لكــــن بسهولة نتــــوب وننــــدم على فشـلنا و نحـــزن ،
 و ننتبه بحـــــــــــــرارة إلـــي ( عمــــــلنا الروحــــــــي ) .

 أمــا إن كنا بقرب الأمور( المعثرة ) ، و مداومين على اللقاء ( بالآخرين ) ،
 فهـذا خطر لأجل ما قد نرتكبــــه أو يواجهنا عرضاً ،( وفي هذه الحالة )
 فلا واحدة من هــــذه ( أي التــــــوبة و النـــــدم ) يمكـــن أن تعمـــل ،
 و لا نقــدر أن نتمســــك بالعمــــل (الطـــــاهر 
 و لا ننـدم حتــــــى على ســــــــــــقوطنـــــــا
 و لا نرجع لعملنا لكي نندب على ذواتنا و نحزن ،
 فنتجـــدد بالتوبة و نطهر الفكر بالحزن الشـديد .

منفعة الانفراد :
كم من نفـــــع و معــونة ينالهـا من يحيـا منفـرداً ،    ومـــع نفسـه وحده يسـكن ،
فلو أنه كل يوم بســـبب ضعفه يســقط بالأفكـار  ،   فإنــــه كل يوم ينهض ويقوم ،
و إذا كـــــــــان كل يــــــوم يغـــــــــــــــــــــــلب ،     فإنـــه كل يوم ينــــــــــــدم ،
و بســـــــــبب المعونـــة الكامنة في الســـكون ،    يجـــود الله عليه بقـــــــــــوة ،
ليقــــــــــــوم قبالة أفكاره ، ويبعد عنه التكاسل ،    و يطهر ذاته  بالنقاوة الإلهيـة ،

 لهــــــــــــذا :
                   فليس شيء أصــــلح من ألا تنظر امـــــــــــــــــرأة ما دمت تستطيع ،
                   وإذا اتفــــق مصادفتها عرضــــــــاً فلا تتفرس فيها
   و لا تتهــاون فتقــــف حيـــث هي موجودة ،
   لأن الـــــذي ينظـــــر بإرادته وجه امــــــرأة و شكلهــــــا
                   فقــــــــد أخضـــــــع نفســــه للألم النجـس ( أي الشهوة ) ،
                   ســـــــواء اعــــــترف أن هــذا حـــــــــــــق أو لم  يعـــترف  .

+ بكل احـــــتراس أحفظ قلبـــك فكثيرة هي حيل هلاكك .

+ تجارتــــك شريفة ، ولصوصــك ماكـــــــرون متحايلـــون
   وطريقـــك مخيفة  وطبيعتــــك رخـــــــــوة منحـــــــلة ،
  لأجل هذا يقــــوم  عليـــــــــك قتال الزنـا قاتل الرهبـان .

 لهذا تفرس في ذاتك أيها الأخ وتأمل ،
 فإن أحسســـت أنك قــــد ملـــــــــت إلي الانهــــــــزام ،
      وأدركــــــــت أن فكـرك قد ضعـف عــن الجهــــــــــاد و تــراخى
      واقــــــــترب من الخضـــــوع للعــــدو  بالســــقوط مع جسد أو السقوط بلمس اليد ،
      كحيـــــــــله لإتمام رغبـــة الشـــــهوة المتوقــــدة ،
     أو النظـــــــر بلذة إلي الصـــــــــور التي ترتســــــم في الفكــــر
     و يريــــــــــد أن يسبيــــك بمداومـتــــة مفاوضتـــها ،
و النفس الشقية سبيت بأفكار متعــددة في موضــــوعات دنســــــة
تغريهــا بأساليب وأشكال مختلفة وتسبب لها التراخـي ،
وغـــير ذلـــــــــك من أشـــــياء التي يعــــرف الشــيطان
كيــــف يلقنهــــا للنفـس المتهـاونة فقبلتهــا بلــــــــذة .

يا أخي :
         انظر نفسك إن كنت قد غلبــت من الأفكــــــار ،
         فاعلم أنــك لن تقدر أن تقوم مقابل الأفعــــــال .

وعندما تجد أنه بالغـــــصب أو بالإرادة قد دخلت الأفكــــار إلي البــــــيت ،
و بدأ الطبع يتقـــــــــد  ـ ولو قليــــــلاً ـ وحــــرك الأعضـــــــاء وألهبهــــــــا ،
 فأدرك ذاتك قبل أن يخرجك عن عقلك ، وألق بنفسك في كهف ولا تتأخر .

و أذكر القديسين القدماء 
          الذين كانـــــــــــوا لا يشفقون عــــلى أنفسهم إذا ما تعرضــوا لمثـــــل هـــذا
          فـإن وافقك الوقت عـــــــــذب جسدك بالجـــوع والعطـــــــش و قــلة النـــــوم .

ينبغـــــــي علينـــــــــا :
               أن نعيش بالضيق مع حب المسيح ،و لا نتنعم مرة و احدة بالخطية
               التـــــــــــي يلازمهـا النــــــــــــدم بل نشــــعر بـــــــه قبل فعلهــا .

ابحث عن السبب :
ابحث ما السبب إن كان بتأثير أمر عـــارض أم من التعـــــــــــود
 أو انك مرتبــط بأمر ما وبسببـــه تعذبـــك هــــذه الشــــــــهوة ،
 أم من الإهمال فـــــــي الســـــــلوك أم مـــــــن ذكرى قديمة أو من ســــماع طـــارئ
 أو من تخيــــل لحديث باطــــل من عشـــــــــرتكللمعتـــــادين على الأحاديث العالمية
أو إن اللقاءات الدائمة أثارت عليك الأمـــواج لعدم مناســــــــبة المسكن الذي أنت فيه
حيث تتوافـــر فيـــــــه باســــــــتمرار كل هــــــذه المســببات .

فإذا لم يكن شيء من هـــذه ، فاعـــلم انـــــه من تخـلي الله
و ما حـــدث لك فلأجـــــــــل فكــــــر مـــا أو مــــــن شــــكوك توســــــــوس فيــــــــك  ،
أو لكـــــــي يظهــــــــــــــر نشـــــــاطك ويخــــــتبر صــــــــبرك
 لذا ســــأل الشيطان أن يسمح له بتجربتـــــــك ، لكن بعدها ستنال راحـــــة كامـــــلة
إن كـــــنت تتجـــــلد وتثــــتبت هنا بنشـــــــاط  .

 و لتمــــــــيز ؛ فإن كان الأمر طبقاً للحالة الأولي 
                   فلتقـــــــــوم أمـــــرك وأصـــــلح حــــــــــالك و لا تهملهـا
                 و لا تهلك نفسك بسوء تدبيرك لمواجهــة هذه المســببات ،
 كل الأمــــــــور التي عندك و تسبب السقوط أقطعهـــــــا من ذاتــــــك ،
 فالعالم كــــله إلي الهلاك فهو محفوظ  (مؤقتاً و لكنه في النهايـــة ) إلي الفســـــــــاد ،
 وأما عفـــــــــة سيرة المتوحـــــــدين فــــــلا  ( يليق أن ) تتنجـــــــس ولا لبرهة قصيرة .

الحذر من السقوط :
            إن كــــان لك زمان وأنت مســــتريح    في ها العالم وتســــــــــلك بالعفـــــــة ،
           فانظـــــر : لا تثق بعملك الشـــــــاق  و لا ببلدة تصرفك فهي برية ( أي قاحلة )
          و لا تنسى ضعـــــــــــف طبيعتــــــك ،  فحتى إلي باب القــبر، ليـس لـك ثقـة ،
          و خف أيها الأخ حتى من نفســــــك .

إذا كنت بمفردك فأحذر بالأكثر ،
                                   و لا يتراجع قلبك أبـــــــــــــــداً 
                                   و لا تبعـد عنــك الندم و الحزن .

و عندما يحين و قت النوم فبالأكــــثر
                              أعد نفسك وأمــــلأ عينيك دموعـــــاً ، وحاول وأهتــم  ( بذلك )
                              حتــــى إذا غلبك النوم تكون مفعمـــاً من الصــــــــــــــــــــــلاة
                             و حينئـــذ لا تترك هذيذاً ما في قلبك ، إلا الصـــــــــــــــلاة فقط 
                             لئلا يــجوز فــــي عقلك ذكــــر رديء ،
                             أو ينبت بغتة هــــــــــذيذ دنـــــــــس  ينظر إليه القـــــلب بـــود .

كثيــرة هي حيل السقوط ،
                                  لهذا خف من الظــن بنفسك ( انـــــك قــــوي 
لأنــــــه إذا تحرك هذا ( الفكر ) فيك  مع ضعف البشرية   وحيــل العـــدو ،
فستتخلى عنك ( معونة الله ) بسماح منه ،فلن يبقى لك رجــاء و لا أمــل
فماذا تعمل بعد هذا الجهاد والاحتراس لسنين كثيرة !؟

 آه ، آه ، آه :
        إن كان بعد هذا التعب و الشقاء و العمــل و التضرع و الابتعاد عن كل أوجـه الراحة
        مع التنهد الدائم فـــــى الصلاة و التضرع المتواتر إلي الله مع الدمــوع لأجل العفة،
       بعد كل هـــــــذا السقوط ، يا للحــــزن العظيــــم ، و الويــــل لنــــا ثــــم الويـــل .

                              أيها الرب المملوء رحمة ، يا خالقنــــا الشـــفوق
                              لا تدخلنـــا فـــي مثـــــــل هــــذه التجــــــارب ،
                              أي تجربة السقوط و الموت بيــــد الشــــــيطان .

فلتأكلنا الوحوش ،
                 و يضمحل جسمنا من الصوم و الجوع ، و نسكن القبـــــور
                 و نصــــبر على التجــــــــــارب التــــي تضيـــــق علينــــا
                 و ذلـــــك لأجل الحــــــــــــق  و لا يكون سقوطنا من الله .

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac