مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » طـوبي للأنقيـاء القـلوب ـ الفصل ( 10 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

طـوبي للأنقيـاء القـلوب ـ الفصل ( 10 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل العاشر
طـــوبي للأنقيــــاء القـــــلوب

{ طوبي للأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله }
                                              " متى8:5 ".
عليك في الحياة أن تُشـــفي عين قلبـــك لكي تـــــــــــري الله :
تلك هي الغاية من الأسـرار المقدســـــة والتبشير بكلمة الله .


ولــــــــــــــذلك تتخـــــذ الكنيسة التعاليم الأخلاقية الملائمة لتقويم الآداب ،

والقضاء عـلى الشهوات اللحمية ، والكفـر بهــــذا العــالم ،

عن طـــــــــريق الكـــــــــــــــــلام وتغيير أساليب الحيـــاة .

إن كــــــــــــــل ما تقدمــــه الكـــتبُ المقدسة الإلهية ،
لا يهـــــدف إلاّ إلي تنقيــــة النظـــر البـــــــــــــاطني ،
ممّــــــــــــــــا يمنعـــــــــــه عـــــــن رؤيــــــــــة الله .

وكما أن العين خلقت لتري هذا النور الزمنيَّ  .
حـــــــــــــتى إذا دخلهــــــا جســم غــــــريب ،
                عكّر صفوها وفصـــــــلها عـــن رؤيـــــة ذلك النــور،
كـــــذلك هي عين قلبـــــك فإنهـــــــــــــــــــا : إن تعكرت وجـرحـــــت ، مالت عن نور البر ،    
                                                          وما تجاسرت أو تمكنت من النظـــر إليــــــه .

متى توصــــلت إلي مشـــــاهدة الله ،
لن تعـــــــود تبحـث عمّا تصنـــعه الآن أو عمّا تجهد نفسك ، سـعياً إليه ،
وعما يضرم فيك الحماس المـــــبرور أو عمّـا تتـــوق إليه  بــــــبراءة ؛
وماذا تطلب إن كـــــــان الله حاضـــراً .

وأي شيء يكفيك
إن لــــــــم يكفـــك الله ؟
أنـــــــــت تريـــــد أن تــــــري الله ،
                       وتتـــــوق إلي رؤيتـــــــــــه ،
                       وتتحـــــــــرق شوقاً إليـــــه ،
                       ومــــــن الذي لا يتوق إليــه ؟
ولكن أنتبه إلي ما قد قيـــــــل :
                        ( طوبي للأنقياء القلوب فإنهم يعاينون لله )
هيئ إذن ما يسمح لك بأن تراه .

إن تكلمت بحسب الجسد ، فكيف تريـــــــدُ أنـــــت أن تـــري،
                                طلوعَ الشمس بعينين مريضتين ؟

أعمل على أن تكون عيناك سليمتين فتفرح بالنـــــــــور .
أما إذا كانتــــــــــــا مريضتــــــــــين فالنور عذاب لهما .

لن يسمحَ لك بأن تـــــــري بقــــلب دنـــس ،
                ما لا يُــــري إلاّ بقلب نـــقي ؛
سوف تصد وتبعــــــــــــد ولن تـري شيئاً .
كم أحصي المســــــــــــيحُ من ســـــعداء .

وما أكثر ما تكلم عن أســـباب الســـعادة ،
كما تكلم عـــــن ذوي الأعمال والخدمات ،
        والاستحقاقات والمكافــــــــــــــــآت بيد أنه لم يقل عنهم ،
                                                    ( أنهم يعاينون الله ) .

طـــــــــوبى للمساكين                         فإنهم  يتــعزون .
طـــــــــوبي للجيــــاع والعطاش إلي البر ،فإنهم يشـبعون .
طـــــــــوبي للرحمــــاء                       فإنهم  يرحمون ..
ولم يقل أبداً .. ســـوف يعاينــــــون الله .

وإذا تكلم عن ذوي القلوب النقية وعدهم بمشاهدة الله ؛
والسبب هو إن لهم عيــــــــــوناً يشـــاهدون الله بهــا .

وما الذي يعكر صفاء عين قلبك ؟
          الشــــــهوة والبخل والإثــــــــــــــــــم واللذة العالميــة .
هذا كله يعكــــــــــــر ويغلق ويعمى عين القلب .

وكيف لا يبحث الإنســــان عن الطبيب ،
مــــتى كانـــت عينُ جسـده عكـــــــــرة ؟

وبأيـــة سـرعة ينتظر فتحها وتطهيرها لتشـــــــفي ،
وتتمكن مـــــن رؤية النـــور الخارجي من جديــــد ؟

أنت تركض ولا تتوقف ولا تتمهل ولو وقعت في عينك قشه صــغيرة ،
أكيـــــــــــد بأن الله صنع الشمس التي تريد أن تراها بعينين سليمتين .

فالخالق أكثر ضيـــاء ، وذاك النــــــوع مـــــن النـــــــــــور ،
                            ليس هو الذي يصل إلي عين النفس ،
إن النور الذي يلائمها هـــــــو الحكمـــــــــةُ الأزليــــــــــــة .
 
أيهـــا الإنســان إن الله صنــــعك على صــــــورته :
ألــــم يعطــــك ما يلزم لتري الشمس التي صنعها ،
                  حـــين صنعتـــك على صـــــورته ؟

إليك ما أعطاك : لقـــد أعطـــــــــــــاك عينين جســـديتين ،
                                             وعينين نفســــيتين ،
                   ولكنـك تغالي في حب عينيك الجسـديتين ،
                   وتهمل هذا النظــر البـاطني ،
                   الـــذي تتركه بالياً وجريحاً .

لــــــــو شــــــاء الله أن يظهر لك ،
لكان لك سبب عذاب قبل أن تعُني بعينيك وتبرأ .

حـين خـــــــــــطئ أدم في الفـــــــــردوس ، أختبأ عن وجـــه الله ؛
ويوم كان قلبه ســـليماً ، بنقاوة ضـــــميره ، ســــــــرُّ بوجود الله .
ولكن بعـــــــــــــــــــــد أن جرحـت الخطيئـة عينيــــــة الباطنيتـين ،
بــــدأ يخــــــــــــــــــاف النـــــــــــــور الإلـــــــهي ،
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac