مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في تحمل الضيقـات ـ الفصل ( 12 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في تحمل الضيقـات ـ الفصل ( 12 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الثاني عشر
في تحمــــــل الضيقـــــات

إن كنت للمسيح تلميذاً حقاً ، فأنتــــــظر الضيقات في هذا العالم ؛
      ولا تــــــرجُ ما هــــو أفضل منها وأدعي إلى الطمـــــأنينة .


لا تعد نفسك بمـــــــــــــا لـــــم يعـــــــدك بــــــــــه المســـــــيح .
الإنجيل يقول في آخر الأزمنة تكثر الشكوك والآثام والضيقات ،
ولكـــــــــن( مــــــــــــــــــــن يصــبر إلي المنتـــهي يخــــلص )
                                                             " متى13:24 ".

يحســن بك أن تنتــــــــــــــظر المســـيح الــــــــــــذي لا يغــــــــش أحــــداً ،
أنتظـــــــره لأنه وعدك بالفرح في ذاته ، وليــــــــس في العـــــــــــــــــالم ؛
وطلب منك أن ترجــــــــــــــو الملك معه إلي الأبـــــد ،
             بعــــــــــــــد زوال هـــــــــذه الأشياء كلها ،
خوفاً من أن تفقد ســـــــعادتك فــــــــوق هذه الأرض ولا تجدها في الأبدية .

إن شـــــــــــئت أن تمـــــــــــــــــــلك في هذا العـــــــالم .
أحمل صليبـــك ، وتحمَّل المشقات ، وأتبع المســـــــيح :
متى بــــــــدأت تقتـــــــــــــــــــــــفي آثار المســـــــــيح ،
متبعاً وصاياه ، ســـــالكاً ســـــــلوكه قام ضدك الكثيرون وصدوك عنها وحوّلوك ؛
وبين هـــؤلاء تجـــــــــد أناســــــــاً من تلاميذ المســــيح أنفســـــــــــــــــــــــــهم :
إن الذيـــــــن منعـــــــوا العميـــــان من أن يهتفــــوا لــه كانوا يمشــــــون معــــه .

وبالتـــــــالي إن شئت أن تتبع المســـيح فاتجه إلــــــــي الصــــليب ،
مهمـــــــــــا تهددوك ومنعوك وتملّقوك : تحمَّله   أحملْه ، ولا تقنط .

إن أبغضك العالم فاعـــــلم أنــــــه قد أبغض المسيح قبلك ؛
وليعلم هذا أيضاً جميــــع النـــاس لأنه ليس خاصاً بالعذارى دون المتزوجات ؛
                  إن عرفته الأرامل وجب على الزوجات أيضاً أن يعرفنــــــــــه .

وإن عرفه الإكليريكيون فعلي العلمانيين أيضاً أن يعرفوه على الكنيسة بأســــــــرها ،
على جســـــده كـــــــله وعلى جميع أعضــائه بما لهـــــم من مراكز خاصةً بهــــــم
                                                                     ومميزة أن يتبعوا المسيح .
لطهارة العذارى مكان فقرب المسيح كما لعفة الأرامل وحياء المتزوجين .

على هــــؤلاء الأعضـــــاء كلهم الذيـــــــــــــــــــــن يحتلون مركزهم في جســـــــــــــــــد المســيح ،
وفقاً لجنسهم وحالتهم ودرجتهم أن يتبعوا المسيح ويحملوا صليبـــــهم ويحتمــــــــــــلوا في العالم ،
                                                                 حبـــــاً بالمســـيح ، كل ما في العالم من ضيق ،
وعليهــــم أن يحبـــــــــــوا ذاك الذي وحده لا يخون ،
ووحده لا يغـــش ولا يغــــــش . عليهم أن يحبـــوه . .

لأن مواعيده صادقه ،
إنمــا عليهـــــــــــــم ألاّ يترددوا في إيمانهم به لأنه لا يلّبي طلبهم للحال .

أحتمل باستمرار وأنتظـــــــــــر ، تحمــــــل آنذاك .
لا تطلب المسيح آلاّ حيث أراد أن ينــــــــادي بـــه ،
حافظ عليـــــــــه وأحفــــــره على صفحــات قلبك .
تعليمـه ســـــــور بوجه هجمــات العدو ومكــائده .

لا تخـــــــــف لأن الشيطان لا يجرّب ألاّ متى سمح له بذلك ؛
ومن الواضح أنه لا يعمـــــل شـــيئاً إلاّ إذا أستأذن وأرسل .

أنه يرســــــــــــل ، نظير الملاك الشرير ،
ويعطي ما يطلب ، إمتحاناً للأبــــــــــرار واقتصاصاً من الأشرار .
وماذا تخشي إذن ؟
سر في الرب إلهك وكن مطمئناً فلن تقاسي ســـوي ما أراده لك .

إن ما يسمح به من عــذاب لك ، يكون بمثابة عصــــــا تــأديب ، وليس عقاب من يهــــــــــــــلك :
أو تعد للميراث ثم تحتقر الَجلَد ؟ هَبْ أن ولداً رفض ضربات أبيه وصــــــفعاته فكم يكون متكبراً ؟

كم يكــــــــون غير قابل للإصلاح ومحتقراً تأديب أبيه ؟
ولِمَ يعلـــــــــمّ الوالــد إبنـــــــاً له وهو إنســـــان مثله ؟
أنه يعلمــــــــه لئلا يضيـــــــــــع الخيــــــور الزمنيــــة التي ربحها وجمعها له ،
وعليــــــــــــه أن يتركها يوماً ما طالما أن الاحتفاظ بها إلي الأبــــد غير ممكن .

انه لا يعلم أبنه لكي يملك معــــــه بل لكـــي يمــــــــــــــلك بعــــــــــــده .
إن كــــان الأب يعلّــــــم الابــــــــن الــــــذي ســـــــــوف يخــــــــــــلفه
ويمـــــــــــــــرّ في جميع الحالات التي مَـــرَّ هـــــو عينـــه فيهــــــــــا ،
أفلا يعلمك أبوك الذي لن تخـــلُفَه إنمــــــــا تذهــــب إليه لتقيـــم معــــه
                   في المــــــــيراث الــــــــذي لا يفني ولا يزول إلي الأبد ؟
وهذا الميراث هو الأب بالــــذات : أتملكــــه في المســـــــــــــــــــــــتقبل
                                         وتأبي أن تعرفه الآن ؟
                                         أحفظ إذن تعليم أبيك .

أتبع المســيح على طـــريق العذابات والإهانات والإفتراآت الكاذبة والصليب والموت .
من الضروري أن تتحمـــل الإهــانات وســــخرية من يأبـــــون أن يعيشوا في تقوي ،
                هؤلاء الذين وضــــعوا ســـعادتهم كلهــا في الأرض.

أن الله يدّربك بواسطتهم ويعلمك من خلال ملاحقـــــاتهم لـــك ،
 لأن خـــــبث الشـــــرير يجــــلد البــــــار والعبد يؤدبّ الابن .
الله يستخدم ههنا الخاطئ لكي يجربك كما أستخدم الشــيطان ،
   لكي يجــــــرب أيـوب ويهــــــوذا لكــي يســـلّم المســــيح .

الكافر يغضب عـــــــــــــــليك إمتحــــاناً لـــــــــبرّك ،
ومتى انقضي زمن امتحانك وزلت أنت أيها الممتحن ،
                                  يزول معك من هذا العالم منْ كانوا يمتحنونك .

أبحث الآن عن دور الخاطئ تجـــــــــــــــــــــــــــــــده .
صنع الله من الخاطئ عصا ومنحه الكرامة والسلطان .

بهـــــــذا يقوم أحيـــــــــاناً فيمنح الخاطئ القدرة على مقاومة مشاريع الناس وعلى تــــأديب الأتقيــــــاء .
يُعطــــــي الخـــــاطئ ما له . لكن اللــــــه يستخدم لخير البار وهلاك الكـــافر . أبحث عن مكانه فلن تجده .

ولمـــــــــاذا يفـــــرح الكـــــــافر ؟ الأن الله اتخذه عصـــــا تـــأديب ؟
لخدمتــــــك أتخــــــذه ، وعلّمـــه ، من أجـــــــــل الميراث الأبــــدي .
لا تنظر إلي ما يسمح به للأشرار بل أنظر إلي ما يحتفظ به للأبرار .

كثـــــــــــــــــــيراً ما يعمل الله عملك :
حـــــــــين تغضب تتناول عن الأرض عصا أو غصناً من كرمـــة ،
فتضرب به ابنك ثم ترميه في النار وتحتفظ لابنـــــك بمـــيراثك .

وعلى هذا النحو فإن الله يعلم الصالحين بواسطة الأشرار .
وبالقوة الفانية للذين أعدَّهــم للهــــلاك يدّرب على الطاعة أولئك الذين أعدهًّم للحرية .

التبن شيء والحنـطة شــــيء أخــر،
ومـــع ذلك فالنورج يمرّ فوق كليهما ليســحق التبــــــن ،
                                           وينـــــقي القمـــــح .

 أيًّ خير لم يتـــــح لك اللــــــه على يــــــــــــــد يهــــــــــوذا الخــــائن الشــــــرير ؟
وكم خير جنت الشعوب المؤمنة من قســـــــــاوة اليهــــــــود أنفســـــــــــــــــــــهم ؟
لقـــد مــــات لكـــــي تتــــــأمله ، مصلوباًَ ، أنت ، يا من كان عليك أن تقتلك الحية !

أنه يعرف خاصته ، إن كانت حبات الحنطة مطمورة في التبن ،
                       فــــــــإن عيني المغربل لا تنخـــــــــدعان .

لا تخفْ من أن يجرفك التيار مع التبن .
             ومــــع أن التيار قــــــوي ، فأنه لا يحمــــل حبة واحــــــدة لجهة الـتبن ،
                                                لأن مـــــــــــن يمــــيزّ الحنطة عــن الــتبن ،
             ليـــــــس مزارعاً عاديــاً    بل الله الثالوث وهــــــــــــــــــو يكون حَكَماً .

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac