مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في أن الصلاة واجب وضرورة ملحة ـ الفصل ( 1 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في أن الصلاة واجب وضرورة ملحة ـ الفصل ( 1 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس



الفصل الأول
في أن الصلاة واجب وضرورة ملحة

لم يكن باستطاعة الله أن يقدّم للناس عطيةً أعظم من هـــــــــــــــــذه وهــــــــــي :
                         أن يجعل كلمتـــــــــــه ، الذي به خلق كل شيء  ، رأساً لهم ،
             ويؤهلهم لأن يكونوا له أعضاء ، فيكــون ابــن الإنسان مع الآب إلهــــــــاً واحداً
                                                                                ومع البشر ، إنساناً واحداً ،
                                                     حـــــتى إذا توســــلنا إلي الله لم نفصـــــل عنــه ابنـه ،


وإذا صلّي جسم الإنسان فـــــــــــلا ينفصـــــــــــل عن رأسه ،

ويــــكون بالتـــــــــــالي ســــــــيدنا يسوع المسيح ، ابن الله  ،
الـــــــذي يصـــلي فينا ومـــــــــــــن أجــــــــــــــــــــــــــــلنا ؛
والـــــذي إليه نصــلي هو عينـــــــه المخلص الوحيد لجسمه .
يصــلي فينا كرأس  ، وعنّا ككاهن ، فنصلي إليه كـــــــــــإله .

فيـــــه نعرف أصواتنا ، وفينــــــــا نــــــــــعرف كلمــــــــاته .
إليــــه نصلي كــــــإله ، وفينـــــــا يصــــــــلي بصورة العبد .

هنـاك خــــــــــــــالق  ؛ وهنــــــــا مخلوق ؛  ثم يأخذ ، ولا يتغير ،
طبيعة متغـيّرة ،
جاعلاً ، منّا ومنـــه ، كائناً واحداً ، رأســـــــــــــاً وجســـــــــــــــــــماً .

وبالتالي ،
فأننـــــــــا نصـــــــــلي إليه وبه وفيـــــه ، ومعــــــــــه نتحــــــــــــدث ،
فــــــــلا تقــــــــــــلْ شيئاً بدونه  ؛
         ولا يقـــــــلْ شيئاً بدونك .

إن من يســــــتجيب مع أبيـــــــه
قــــد تنـــــــــــــازل وصــــــــلي إلي أبيــــه مـــن أجــــــــــــــلك .

وهــل أضــــــــــمن لســــــعادتك من صلاة يرفعها باسمك معلّمك ،
                       الذي يمنـــح ما يطــــــــــــــــــــــــــــــــــــلب ؟

لقـــد رأيته يصلي ، فتعـــــلَّم منه الصــــــــــلاة ،
لأنه صـــــــــــــلَّي لكي يعلّمك أن تصــــــــــلي ،
وتـــــــــــــــــــألم لكي يعلّمك أن تتـــــــــــــألم
وقام من الموت  لكي يعلّمك أن ترجو القيامة .

يطلب الرب منك أن تصلي ، ولهذا يقــول :
( ســـــــــــلو تعطوا أطلبـــــــــــوا تجدوا أقرعــــــــوا يفتح لكم  ،
لأن من يسأل يأخذ  ، ومن يطلب يجـــد ، ومن يقــرع يفتح له .

ومن منكـــــم يسأله ابنه خبزاً فيقــــــدم له حجراً
            أو يسأله ســــــمكه فيقـــــدم له حية ؟
إن كنتـــم أنتــــــم الأشـــــــرار تعرفون أن تعطو بنيكم الصالحات
فكم أحرى بأبيكــــــم السماوي أن يعطيها مــــن يســــــــــــــــأله ) ؟

يا للغرابة ، أنــت شرير وأبوك صالح ؟
ومع أنك شــــــــــــرير وأبوك صالح ،
فإيــــاك أن تبقـــــــــــــي شـــــريراً .

إن شــــئت بـــراً ،
فأطــــــلب من الله الذي يحثك في أنجيله
عــــــــــــــــلى أن تطلب وتسأل وتقـــرع .

أنه يعـــــــــــــرف من يستعطيه وهو أبو العائلة ، الغني ، الكـــــــــبير ،
المـــــــــــــــــــالك الثروات الروحية والأبديـــــة ،
القائل إليك بإلحـــاح :
اطلب وسل وأقرع لأن
                      من يطلب يأخذ ومن يسأل يجد ومن يقرع يفتح له .

هــــو يحثك على أن تطلب ،
فهــل يرفـــــض لك طلبــاً ؟
تأمــل كيــف يحثنا السيد على الصــــلاة
فيشبه نفسه بنقيضــــه قاضي الظــــــــلم قائلاً :

( كان في مدينـــة قــــــاض لا يخاف اللـــه ولا يستحى مــن الناس
و
كانت في المدينة عينهــــا أرملة جــــاءته يومـــــــــاً قائلة لــــه :
                   ( أنتقم لي من خصمي )
                               " لوقا2:18 ".

فلم يستجب لها وألحَّـــت عليه بالسؤال فملَّ منهـــــــــــا ،
وصنـــــــع لها عن ضجر ما لم يصنعه عن طيبة خاطر .

أنه يحثك ، مستعملاً الضد ، لكي تسأل .
ورجـــــل ما جاءه بغتة ضيف فأتي إلــي صديقة يقـــول لــه :

جـــــاءني غـــــريب فأقرضني ثلاثة أرغفة فأجابة صديقة
( أني في ســــريري وأولادي معـــــــــــــي ) " لوقا 5:11 " .


ويلحّ الطارق المزعج ويقرع باب صــــديقة .

وماذا يصنع الآخــــــــــــر ؟
يقوم فيقضي حاجة صديقة ، لا بدافـــــع من الصـداقة ،
بل عــــن سبيل اللجاجـــــــة ،
                                  لأن الطارق ظلّ يقرع الباب برغم أنه قد اصطدم برفض .
إن ذاك الذي رفــــــض أولاً مطــــــــــلب صــــــــــــديقة قد لــبيَّ أخيراً لجــــــــاجته .

وما أكـــثر ما يعطيك من هــو الصلاح بالذات ،

الذي يحثك على أن تطـــــلب ولا يرضي عنــك إذا طــــــــــــلبت

وإن تأخــر في العطاء فلــــن يرفــض لك طلبــاً بل يزيدك عطاء .


إن الشــيء الذي نطلبه طـــــــــــــويلاً ، ثم نحصل عليــــــه
أطيب بكثير مما نحصل عليه بسهوله ، ولا نقدره حق قدره .

ســــــــلْ وأطلب بإلحــاح ، ولا تمــــلّ ، تضـــــــمنْ الاستجابة :

اللـــــــه يحفــــــــــــظ لك ما يرفــض أن يعطيكــــه فـــــــــوراً
ويـــــريد أن تنمـــي فيــك شوقاً كبيراً إلي الخيرات العظــــمي  :

( لهذا يجـــــــــب عليـك دومـــــــــاً إن تصلي  بلا مــــــــلل )
                                                                   " لوقا1:18 ".

  ــــــــــــــــــــــــــــــ

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac