مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في المستمعين إلي كلمة الله ـ الفصل ( 4 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في المستمعين إلي كلمة الله ـ الفصل ( 4 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الرابع

في المستمعين إلي كلمة الله
أني أقـــــرع بابك يـــــا ربّ فافتــــــــــــح لي ،
و أكشــــــــف لي عما شئت من لجّة أسرارك .

أعطني أن اقبل الحقيقة الجلية و أرعاها بتقوى ،
لتتضـــــــــح أمــــــام ناظري الحقيقة الغامضة .
وكيـــف أدرك حقائقك الخفية إن رذلــــــــــــــت ما هو مكشوف لي منها ؟

أني أؤمــــــن بما تناولــــــت و قلتــــــــــــــــه لي وقد شئت أن أدركـــــــــــــه .
إذا لم أتمكـن مــــــــــن ذلـــك فأرجــــــــــــوك أن تعطـــيني الفهم الذي أسألك ،
يا مـــــــن أعطيتني الكلمـــة التي لم أسألك إياها .

لقد نزلت إلينا يا من كـــــــنت تحدثنـــا في الماضي كـــإله .
أنت يا مـــــن بـــدأت تتحــــدث إلينــــا نظـــــــير الإنســان .
و مـــــع ذلك فـــأنت إنســــــان و إله . إله صرت إنســـاناً .
و صــــــــرت ما لم تكن دون أن تخسر شيئاً مما كـــــنت .

أنضمًّت إليك الطبيعة البشرية لكــي تصـــير ، أنـــــــــت الإله ، إنســـاناً ،
                                  لا لكي تصبــــح  إنساناً و تبطل أن تكون إلهاً .

أنا الذي كنت أســـــــمع لك ، كمــا لخــالقي ، سوف أســـمع لك أيضـــــــاً ،
كما لأخـــــي أنت خالق لأنك الكلمة الأزلي و أنت أخ لأنــــــــك مولــــــــود من العذراء مريم .

خـــالقُّ أنت قبل أن يكون إبراهيم وأدم
             وقبل أن تكون الأرض والسماء ،
سابق أنت لكل الكائنـــات الجسدية والروحية وأبُّ لذّرية إبراهيم ولسبط يهوذا ولعذراء إسرائيل .
                                                        إن أعترفت بأنك يا محـــدثي إله وإنســـــــــــــــان .

سوف أفهم كلام الله والإنسان  ، لأنك تقول لي أحيـــــــــــــاناً ما يليق بالعظمـــة
                                                        وأحياناً أخري ما يناسب التواضع .
فيمـــــــا لعمق كلماتك الغريب ! إلـــــــهي أنه لعمـــــــــــق غــــريب وعــجيب .

أني أتأمل به مضـــــــــطرباً اضـــــطراب من يحترم و يحب .
أنــــــــــــي أبغــــــــــــــض بشـــــــــــده من يقـــــــاومونه .
يا ليتـــــــك تبيدهم بسيف لك ذي حدين فلا يبقي له أعــداء .
              أودّ لو تميتهم عن أنفسهم و تحييهــــــــــم لك .

صوت المسيح

 إن ســرت في النهـــــــــــــــار،
فلست تعثر أنا نــــــور العـــالم .
أتبعنـــــــي إن لم تشأ أن تسقط .

 لا تحـــاول أن تكــــــــــــون لي مشــــــــــــيراً ،
يا مـــــــــن وجب عليك أن تأخذ منى مشورتك .

إن سرت نحوي فلست تضيع :
لأني :
     الحقيقـــــــــة التي إليها تسرع ،
   و الطــــــــريق الذي فيه تعـــــدو .

إن فكــرت بالقديســـات فأنا هو  قــــــــــــدس الأقــــداس ،
وإن فكرت بالقطيـــــــع فأنا هو  راعــــــــــــــي الرعـــاة ،
وإن فكرت بالبنـــــــــاء فأنا هو  أس الأســاسات كلهـــــا .

إن درست بتقـــوى و حكمــة ، العظة التي ألقيتهـا على الجبـل ،
و جـــــدتَ المثال الكامل للحياة المســـيحية في أحسن الأخـــلاق .

و أني كنت أقول الأشياء التالية :
تعريفاً بالوصايا اللازمة لتكوين الحياة المسيحية ،
سوف أشبه من يســـمع كلامي و  يعمل بموجبـه .

بالرجل الحكيم الذي بني بيتــه على الصخــــرة :
فلما ســــــــــــقط المــــــــــــــطر،    و فاضـــــــــت الأنهـــــــــــــار ،
   و عصفـــــــت الريـــــــــــــاح ،  و ضــــــــــربت ذلك البيــــــــت ،  لم يســـــقط ،
                                             لأنــــــــــــــــــه مبنــــــــــــــــي على الصخـرة ،

ومن يسمع كلامي ولا يعمل به
أشبهه برجل أحمق بني بيته على الرمــــل :
فلما ســــــــــــقط المــــــــــــــطر،    و فاضـــــــــت الأنهـــــــــــــار ،
   و عصفـــــــت الريـــــــــــــاح ،  و ضــــــــــربت ذلك البيــــــــت ،  ســـــقط ،
                                            و كـــــــــــــــان ســـــــــــــقوطه  عظيمـــاً .

أنا لم اقل :
        مــــــــــن يسمع كــلامي بــل من يســــــمع كــــلامي الآن ،
       و هـــــــذا الكـــلام يشــير إلي أن ما قلتـــــه على الجبـــــل ،
        يجــــــب أن يكــــــــــون موضــــــــــــــوع تعليـــم كامـل ،
        للذيــــــن يريـــــــــــدون أن يحيــــــــــــــوا بالطـــاعة له ،
        حــــــــتى أني شــبهتهم بحق بالذين يبنون على الصخور .

إن شـــئت أن تبني على الصخر فليكن الكلام حقيقة واقعيـة .
و لا تكتف بالإصــــــــــغاء إليــه لئـــلا تخــــدع نفســـــــــك .

إذا كــــــــان ســـماع كــــــــلامي شـيئاً جميـلاً ،
              أليس بموجبه أفضل ؟
إن لم تسمع تهمل الكلمة ولا تبني شــــــــيئاً .
وإن ســمعت ولم تعمــــل تبنـــــي للخــــراب .
الســــــــماع والعمـل به بناء على الصخرة !

لأن السماع هـــــو البنــــــــــــاء بالــــــذات ،
ومن يسمع كلمتي ولا يعمل بها يبني سامعاً ، ولكنـــــــــه يبنــي على أساس من الــرمل .
فلمــــــــــا ســــــــــــقط المــــــــــــــطر،    و فاضـــــــــت الأنهـــــــــــــار ،
           و عصفـــــــت الريـــــــــــــاح ،   و ضــــــــــربت ذلك البيــــــــت ،  ســـــــــقط ،
                                                    و كـــــــــــــــان ســـــــــــــقوطه  عظيمـــــــــاً ،
                                                     يا لــــــــــــــه من منظـــــــــــــر  مؤســــــــف .

صوت النفس

رب ،
هــــــل أنا بحاجة إلي أن اسمع ما لا أعمـــل به ؟
لأنـــي حين أسمع و لا أعمــــل أبني للخــــراب .
أليس مــــــــــــــن الأضمن لي ألاّ أســـــــــــمع ؟

صوت المسيح

يا بني أن المطـــــر و الرياح و الأنهـــــــار ،
لا تهدأ في هذا العالم ألا تبني على الصخر .

حتى إذا ما أقبلت هذه لا تقلبك رأساً على عقب ؟
طالما أنك لا تســـمع فلن تثبــــــــت تحت سقف .

و هل تكون أكـــــــثر اطمئنــــاناً مــــــــتى هطل المطر وفاض النهر وجرفك عـــرياناً ؟
تأمـــــــل في الحظ الذي تختاره  لــن تكون مطمئنــــــاً كمـــــا تظــن لأنـــك لا تســـمع .

ولا مفر لك إذا كـــــــنت عريــاناً ، وبـــــــــلا مــأوي ،
             من الانقـــــــــــــلاب والانجراف والغرق .

إن كـــــــان البنيان على الرمـل ســـــــــــــــــــــيئاً ،
                                       فأســــــــوأ منـــــه هو عدم البناء ،

وبقـــــي عليك أن تســـــــــــمع وتعمــــل .
لا تقل : أود أن اعـرف إذا كــان من يتكلّم
                 يعمل كل ما يقوله للآخرين .

إنْ عمـــــــل بما يقــــول فاقتـــــــــــــــد به ،
                كما هـــــو يقتـــــــــــــدي بي .
إن احترمتـه فامدحـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
وإن أحتقرته ولو شكوته فلا تعذر نفســــك .

إن سمعت نصـــــــائح حســـنة وعملت شـــــراً ،
           ارتويت بمطر خفيف وأنبتت شـــــوكاً .
لا تكن بلا ثمـار صالحة ، مخـــــــافة أن تتذوق القساوة ،  بسبب عقمك .
الواعظون موجودون ، يعظــــــــونك  ، بكلمـة الحـــــق ، ويفسرون لك ، ما هو غامــــــــــــض ،
                                                                         لكــــــــــــي  ، يرتفع قلبـــــك إلــــــي .
تأمــــــــــــــــــــــــــــل في إيمـانك وســـــــــــــــــــلوكك . القـــــــــــاضي يـــأتي بعد الواعــــــظ  ،
                                                                       وصـــــــــــانع السـوء بعد صانع الخير .
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac