مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » طوبى للمسـاكين بالـروح ـ الفصل ( 5 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

طوبى للمسـاكين بالـروح ـ الفصل ( 5 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الخامس
طوبى للمســــاكين بالـــــروح

من المستحيل أن نجد إنساناً يــــأبي أن يكون ســعيداً ،

و لكــــــــــن ، ليـت البشر يرتضـــــون العمـل المثـاب ،

بنفـــــــــــس الحماس الذي به يتوقون إلي الثـــــواب .

و من ذا الذي لا يركض متى قيل له :

ستكون سعيداً ؟
فليصغ أيضـــاً بطيبــة خــــــاطر إلي القـول التالي :
إن عملت هذا فلا ترفض الجهــاد إن طلبت الجزاء ،
وأشعل نفسك صانعاً عملك بسـرعة تقدير للمكافأة .

إن مــــا تريــده و تشـــتهيه وتطلبـــــه  يــــــأتي بعدئـــــــذ ،
و لكنهم أمروك بما يجب أن تعمله الآن في سبيل ما سيكون .
باشـــــرْ بتـذكر كـلام المسـيح أو على الأقـل أحـصْ تعاليمـه .

( طوبي للمساكين بالروح فإن لهـــم ملكـــــوت السماوات )
                                                                   ( متى  5/3 )
ســيأتي ملكوت الســــــماوات ،
أما الآن فكــنْ مسكيناً بروحك .

أتريد أن تحوز ملكوت الله في المســــتقبل ؟
أنظر الآن من أنتَ ، و كن مسكيناً بالروح .

المسكين بالروح :  وديــــــــــــــع يخاف كلمــــة الله ،
                       و يعـــــــــترف بخطـــــــــــــــاياه ؛
                       و لايغـــــــتربا ستحقاقاته وبره  .                                                                                                      المسكين بالروح : هو من يسبح الله  حين يأتي عملاً صالحاً ،
                      و يشـكو نفســـه ، حين يأتي ســــــــــوءاً .

المسكين بالـروح : هو من لا يرجو ســــــــوي الله ،
                      لأن الرجاء فيه وحده لا يخــيب .

المسكين بالروح :
يتخـــــــلّى عـــــــــن كـــــل مـــــــــــاله ، و يتبـــــــع المســــــــــــــــــــــــــــــــــيح ،
و يـــــوزع على الفقـــراء كل ما يمـــلك ،  لكــــــــــي يطيــــــــع المســـــــــــــــــيح ،
و لا يعوقه شـــــــــيء عــــــــــــــــالمي ، و إذ يتحررّ من كلّ حمل أرضي يطير إليه
                                                    كمـــــــــا على أجنحـــــــــــــــــــــــــــــة .
و مع ذلك فكثيرون يظهرون بمظهر الأغنياء بحســــب العــــــــالم ،
                      بينما هم يعتــــــــــــــبرون مســـاكين بالـــروح .

لأنهــــم يرون أنفســـــهم في خـــــــطر في هذه الحياة  ، فيعملون فيها كمسـافرين ،
يميلــون عـن ثــــــرواتهم الطــــــائله نظــير المســافر ، الذي يمــــــــر على فنـدق ،
                                                                      ولا يمكـــــــث فيــــــــــه .

أولئك هم أصغر الناس وأحقرهم ،
لأنهــــــــم متواضعــــون وليسوا متكــــــبرين ومتشامخين .
إن زنتهـم وجـــــــــــدتهم مــــــن ذوي الـوزن الثقيــــــــــل .

وإن أردت بالمساكين الودعاء ، ظهر الأغنيـــاء أمامــــك متكــــبرين .
وإن كنتَ تشـــــتهي كل شيئ  وتســـــــــــتكبر ، وأنت لا تملك شــيئاً ،
                                      أحصــــــيت مع الأغنياء والمنبوذين .

أنتبه إلي هذا الأمر ، كيلا تلوم الأغنياء هنا وهناك ،
                         ثم تغتر بفقــــــرك ومسـكنتك .
ومــــاذا ينفعك فقرك إلي الخيرات ،
إذا كنت تتحــــــرق شــــــــــــهوةً ؟

إن اللـــــــــــه يسأل القـــــــــــــــــلب ولا يسأل الصـندوق ،
والبيــــــــــت حــين يريد أن يميز بين الغــــني والفقـــير .
أما المتكبر : الـــذي ليـــــــــــــــــــس فقــــــيراً بالروح :
                فهـــو الذي لا يتـــــوب ، معترفاً بخطــاياه ،
                لكــي يشـــــــــــــــــــفي بواسـطة التواضع .

المتكـــــبر  : هـــو مــــن يغــــــزو نفــــســـــــــه بالمـال الضئيـل ،
                الذي قد يكـــون له و يخـرجه عـــن رحمـــــــــة الله .

المتكـــــبر : هـــو  من يشتم من لا يعملون الخير ويستكبر عليهم ،
               وإن رد إلي اللــــه الخـــــير الضئيل الـــــذي يعمـــله .

ولم تتباهي أمامي بفقرك ، وقــد أقنعتك بوجــــود شـــــــتي الأطمــاع فيك ؟
أتقــــــول أنــــــك فقــــير ؟ أحــــــــــــذر لئلا تكون ما تقول بسبب كبريائك .

هوذا أحدهم يتوب ، ويتخلّى عن غــــرفة أبيه الوضيعــة ،
                       ( وليس فيها أكثر من سرير وخزانه )

أنه يتوب ويبــحث عــــن الخيــــــــــــــــــور الروحيـــــــة .
ذاك أمـــر حسن بل ممتاز لا تشتمه ولا تقل لم يترك شيئاً .
لا تستكبر إن كـــنت قــــد تركـــــت الكثير .

أنت تعلم إن  : بطرس كان صياداً و ماذا ترك من أجل المســــيح ؟
                 أخــوة أنـدراوس و يعقـــوب و يوحنـــا أبنا زبدي ،
                 كانـــوا صيــــادين ومــع ذلــــك مــــــاذا قــــــالوا ؟
                 ها قـــد تركنـــــــــــا كل شــــيء وتبعنـــــــــــــاك ؟
                                                                         ( متى19/27 )

لم يقـــل المسيح لبطرس : نسيت فقـــــــــرك ،
ومـــاذا تركــت من أجــل العــالم كـــــــــــله ؟
لقــــــد تـــــرك كثيراً ذاك الذي لم يترك فقط  ،
                 مـاله بـل كل ما كان يتوق إليه .

وبكلمة واحدة أن بطرس قد ترك بالوقت ذاته العـــالم ،
وأخــــــــــــذه كمن ليس له شيء وهو يملك كل شيء .

هــــذا هو شأن الرهبان إن من يملكون القليل ويدخلون الـــــدير ،
ليصبحوا عصافير نافعة يتركـــــون كل شيء ليربحوا كل شيء .

وقـــــــد يظهرون بمظهر الناقصين لأن ليس لهم سمو المجد العالمي ،
ويبنون أعشاشهم في الأديــرة كعصـافير الـــدوري في أرز لبنــــــان .

إن إشراف هذا العــالم وأغنياءه وعظمـائه ،
إذا كانــوا مســــــاكين بالـــــــــــــــــروح ،
يقيمـــون ثرواتهـم وممتلكـــاتهم وخيورهم الزائـــــده ،
وكل مـــا يجعلهم قبلة الأنظار ويقدمونها إلي خدام الله ،
إنهــــــم يهبــــون حقــولهم وبســـاتينهم ويشـــــــيدون كنـائس وأديــــــرة ،
و         يســـــتقبلون عصـــافير الدوري لكي يبنــــــوا أعشاشهم في الأديار ،
كمـــــــا في أرز لبنـــــان إن مســــــــــكنه الـــــــــــروح مفيـــدة للجميــــــع ،
          للغــــــــــــــني و للفقــــير ،
           للغني بإرادتـه و أعمـــاله ،
        و للفقير بإرادته و حدهـــــا .

وبالتـــالي ،
            سواء أملكـت شـــــيئاً من حطام هذا العالم أم لا ، كن فقــيراً ،
            وإن لم يكن لك شــيء فــلا تحتقـــــر الغنـــــــــي المتواضع .

أيها الفقير ، كــن فقــــــيراً حقــــــــــــــاً أي متواضـــــــــــــــع .
إن كـــــان الفقير قد تواضع فأحر بالفقير أن يكون أكثر تواضعاً .  
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac