مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » طوبي لفاعلي السلامة ـ الفصل ( 11 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

طوبي لفاعلي السلامة ـ الفصل ( 11 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الحادي عشر
طوبي لفاعلي السلامة


{ طوبي لفاعلي السلامة فإنهم أبناء الله يدعون }

                                          " متى 9:5 ".
الكمال في السلام حيثُ كل شــــيء مقبـــــــول ،
ولــــــــذا فـــــإن فاعـــــــلي الســــــــــلامة هم أبنــــــــاء الله ،
إذ لا شـــــــــــيء يخالف الله وعلى الأولاد أن يتشبهوا بأبيهم .

فاعلو السلامة في نفوسهم هم  :
الذين يسيطرون على جميع ميولهم النفسـية ،
ويخضعونهـــــا للعقـــل أي للفكـــر والـروح .

وقــد كبحوا جماح شهواتهم اللحمية وصاروا ملكوت الله ،
حيث أنتظم كل شــيء وراح ما هـــو ســـام في الإنســان .

ورفيـــع يأمر ما دونه المشترك بين الإنسان والحيوان ؛
ثــــــم إن ما ســـما في الإنســان أي للفكــــر والـــروح  ،
هو عينه خاضع للأسمى منه أي لله .

وفي الواقع
يستحيل عليك أن تحكــــــــــم مـــن هــم دونـك ، إن لم تخضـع لمـن هو أعــــلي منــــــــــك ،
وذاك هـــــــــو الســــــــــــلام الذي يهبـــــــه الله في الأرض لـــــــــذوي الإرادة الصالحة ،
وهــــذه هــــي حيــاة الإنسان الحكيم الأصيل الكامل .
أتريد السلام ؛ اعمـل بـــــــراً يكن لك الســــــــــلام "
                                    { السلام والبر تعانقا }
                                                 " مزمور11:134 " .

إن لم تحــبَّ البر فلن يكون لك سلام  ،لأن الـــــــبر والســــلام يتحابان ويتعـــــانقان ،
                                               حتى أنك إذا أتممت البر وجدت السلام يعانقه .

سل الناس أجمعين : أتريدون السلام ؟  
يجيبـــك الجنــس البشــــري بأســـره ،
وبفم واحد : أتوق إليه وأريده وأحبه .

واحبَّ العدل أيضــــــــــــاً لأن العدلَ والسلامَ صديقان يتعانقان ،
إن لم تحب صديق السلام فلا يحبك السلامُ عينهُ ولا يأتي إليك .

وأين العظمـــــــة  ، في أن يشتهي الإنسان السلام ؟
كل شرير يشتهيه ، لأن الســــــلام شــــيء حسن .

ولكن أعمل الــبر ، لأن البر والسلام يتعانقان ولا يتخاصمان .

ولمَ تخاصم البر؟  هوذا البر يقول لك :
                      لا تعمل سوءاً وأنت لا تسمع له .
                     هوذا البر يقول لك :
                     لا تعمل للغــــــــير ما لا تريـد لنفسـك ،
                     ولا تقل ما لا تريد أن يقـــــــــــال لك ،
                                      ولا أن تســــــــــــــمعه .

عدو أنت لصديـــقي يقـــول لك الســـــــلام فلم تبحث عنى ؟
أنا صديقُ البر وكل من كان عدواً لصديقي فلن آتي إليــه .

وعليه ، إن شئت أن تأتي إلي السلام ، فأعمل الـبر :
          أبتعــــد عن الشـــــر
         وأعمـــل الخــــــــــير هذا هــــو حب الـــبر ،
         وحــين تبتعـــد عــــن الشــر وتعمل الخير ،
         فأطلب الســـــــــــــــــــــــلام وأتبعـــــــــه .

أحــــبَّ أخــــاك إن أحببــــت الســـلام ،
لأن من يحـــب أخــاه يتحمـــل أخـــاه ؛
ويتحمل كل شيء في سبيل الوحـــدة ؛
ليكن حبّك لأخيك بأن تبذل نفسك عنه .

ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً إنما هـــــــــو برّ وسلام وفرح بالروح القـدس ؛
                                 إن أكرمت الله بهذا أرضيته ورضي الناس عنك .

أتبع ما هو للسلام ترضي قريبــــك في الـخــــــــير من أجـــل البنــــاء ،
وإن كنت قويــــاً ، عليك أن تتحمل ضعف الضعفاء لا أن ترضي نفسك .

أحـــــذر الغــــش في أعمــــالك واجتنب الكذب والخبث والثرثرة ،
ولا تنقل إلي الغير كلام السوء إن ســـــــمعت أحــــــداً يغتــــــابه .

وإن سمعت كلاماً ممّن هو غضبان أو مضطرب أو حزين فخلّه في ســرك ،
وما الفائدة من نشــــره وإعــــلانه ؟ لن يؤذيــــــك إن بقـــــــي في باطنك .

أحـــبًّ الســـــــلامَ ،
عانقْه وتشوًّق إليه في بيتك و في عملك ومع زوجتك وبنيـــــــك ،
                       وخدَّامك و أصدقائك وأحبه أيضـاً في أعدائك .

الســــلام لا يحكم على كما ليس أكيـــداً ،
         ولا يثبــــــــت ما ليس معروفاً ؛
إنما هو ميًّــال جــــــداً إلـــــــي أن يظنّ بالإنسان خيراً لا ســـــوءاً .
إنــــــه لا يكتئب كثيراً حين يغلط ويظن بمـــــــن هـــو شـــــــــرير؛
بـــــــل يحـــــــــــــزن حــــــــــين يظن سوءاً عن جهل بمن هو بـار .

ليكـــن الســــــــــلام حبيبــــاً لك وصديقاً ،
وأجعل قلبــــــــــــك مضجعــاً له نقيـــــــاً ،

ولتكن لك معه راحــــــــــــــــة مطمئنـة بــدون مـــرارة ،
                  وعناق عذب ، وصداقة لا تنفصم عراها .

امتداحُ السلام أصـعبُ من الحصـول عليـــــــه .


إن شــــــــئتَ امتداحــــــــه طلــبت القـــــــوة ،
                                والمعاني والألفاظ ؛
أمًّا إن شئتَ الحصول عليه كان لك بلا تعــب .


علينــــــــا أن نمتدح محـــــبي الســـــــلام ،

                أمــــــا مبغضـــــــــــــــــــوه ،
فمن الأفضل تهدئتهم بالصمـت والتثقيـف ،
 دون أن   تثيرهم بتوجيـــه اللــوم إليهـم .

صــــــــديق السلام الحقيقي ،
هو من كان صديقاً لأعدائه .

إن أحببت السلام حقاً ، فأرحم من لا يُحب مالا تحب ؛
                          أي هذا الذي ليــــس له ما لك .

يقضي عليك الحبُ بــــــــأن
                       لا تحســــد شريكك في الحب ، له السلام معك ؛
                     ولا تقتــــصر ملكيتــه عليــــــك دون ســــــواك .
إن أحببــــــــــــت ما هو أرضي يصعب عليــــــك الا تحســد مالكه .

أحبَّ السلام واسـتول عليـــــــــــــــــــــه ؛
              وأجعلــه ملكــــــــــــــاً لـــــك ،
أجذب إليك كل مــــن أستطعت إليهم سبيلاً ،
            لكـــــــــي يحــوزوا الســـــــلام :
            يتســـــــع مــــــدي الســــــلام ،
           باتســـــاع عـــــــدد مالكيـــــــه .

لا يستوعب المســــــــــكن الأرضي عـــدداً كبــيراً من الســكان ؛
أمــــــــــــــا امتلاك السلام فأنه ينمو بنمو الساكنين تحت رايته .
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac