مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في ثمار التوبة ـ الفصل ( 13 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في ثمار التوبة ـ الفصل ( 13 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الثالث عشر
في ثمار التوبة
عليك في هذه الحياة إن تميت بالـروح ، كلًّ يـــــــوم ،                      
تصــرفات الجســــد ، ضبـــــــــــــــطاً ، وقهـــــــــراً ،  وإفنـاءً ؛
ذاك مـــا يجـــــــب أن تهتـــــــــــم به ، وتسعي إليه ؛
يتطلــع الله إليـــــك في جهــــــدك هذا ،
فأطلب مساعدته حين تتـــــــــــــألم .


وإن لـــــــــم يســـاعدك فلســـتُ أقول أنــــــــك تنتصـــــــــــــــــر ،

                                              بل لــــن تستطيع أن تجاهد .

إن كنت حقاً للمسيح تلميذاً فأصلب جسدك مع شهواته وميــوله .
في الواقع .
              عليك أن تظــــلّ فوق هذا الصليب حيــــــــــــــاتك كلهـــــــــا ،
لأنه لا مجال لنزع المسامير في هذه الحيـــــاة التي قيل عنها في المزمور ،
( اللـــــــــهم ثبت جســــدي بالمســــــــــــامير في مخـــــــــــــــــــــافتك )
                                                                            " مزمور130:118 ".

للجسد ميول لحمية والمسامير وصايا عدلك ،
      ومخافة الرب التي رفعتك على الصليب وجعلتك قرباناً مقبولاً لديــــــه ،
      قــــــــــــــــد ثبَّتت الجسد بالمســــامير . أصــــــــــلب الإنسان العتيق :
                  (  لا بالقصوف والســـــــكر والمضــــــــاجع والعهــــــــــــر والخصام والحسد ،
                     بل البــــــس الرب يسوع ولا تهتم بجســدك لقضـــــــــــاء شـــــــــــــــهواته )
                                                                                                                    " رومية 13:13-14 " .

وعلى هذا النحو عــــــــشْ دوماً ههنــا ؛
وإن لم تـــرد أن تغوص في وحل الأرض فلا تنزل عن الصــليب .

أراك أحياناً تقــــــــرع صدرك . فـــــأطرد منه الخطيئـــــــــــــة ،
             لأن من قرع صدره وارتكب الخطيئة عينهــــــــــــــا ،
عَملَ حتماً على ترســــــــــــيخ الخطيئة الخفية بضــربة ظاهرة .

أصنع ندامة ،
أي ثُرْ على ذاتك بسبب خطاياك الماضية ،
وكفّ عن ارتكــــــــــاب خطايا جديــــــدة .

           أصنعْ ندامة ، أي ثر على ذاتـــك طـــالما أنـــــــت معافى ،
لأنك إن صنعت ندامة حقيقة وحلَّ الأجل ، فسوف تتصالح سريعاً .

إن فعلت هكـــــــــــــذا كــــــنت بلا خوف .
وتطمئن لأنك ندمـــت في زمن كان يسعك أن تخطأ فيــــه .

أما إذا شئت أن تصنع ندامــة حين يستحيل عليك أن تخطأ
فلستَ أنـــت بالمتخــــــــــلي عن الخطيئة ،
بــــل هــي التي تتخلي عنك .

أنتـــــــــظر ساعة المــــــوت للمصالحة ؟
لقــد خبرنا أن الكــــــــثيرين ماتــــــــوا وهم يترقبون ساعة المصالحة .

التوبة عن خطــــــاياك تصيرك أفضل مما كنت فيــــــه حقــــــــــــــاً ،
ولكن لا فائدة من توبة إلاّ إذا    قمت بأعمال رحمــــة . أصـــــــــــــغ :
( يا أولاد الأفاعي من علَّمكــــم أن تهربوا من الغضب الآتــــــــــــــي ،
                       إلا أثمـــــروا ثمــــــــــــــــــــــــــــراً جديراً بالتوبة ،
فكل شجرة لا تثمـــــر ثمراً طيباً تقطـــــــــع وتلقـــــــي في النـــــــار )
                                                                     " لوقا9،7:3 ".

إذا لم تثمر تلك الثمـــار الطيبة ،
    فباطلاً تفكّر بالحصول على مغفرة خطاياك بتوبة عقيمة .

مــــــا هي تلك الثمـــار ؟  إسمع يوحنا :
( ومن كان لديه ثوبـــان
 فليقسمهما بينه وبـــين من لا ثوب له .
 ومن كان لديه طعـــــام فليعمــــل كذلك ) .
 
هل تريد كلاماً أكثر وضوحاً وصراحة وتأكيداً من هذا الكلام ؟
وهــــــل هو مخالف لما قال آنفاً :
( فكل شجرة لا تثمر ثمراً طيباً تقطع وتلقي في النار )
وهل هو مخالف لقضائه على الذين هم عن الشمال :
( اذهبوا إلي نار الأبد ، لأني جعت ولم تطعموني )
                                                   " متى35:25 " : .
قليل على الإنسان
أن يبتعد عن الخطيئة
إذا أهمل الخطايا السالفة .

وفقاً لما كتب :
يا بني إن خطئت فلا تزد على خطاياك  ،
ولا تظنن نفسك في حمى من الخطيئة  ،
متى اتخذت هذا الموقف والنبي يقــول :
( استغفر عمّا سلف من الخطأ ليترك لك )
                          " بن سيراخ 1:21 ".

وأيَّ نفـع لك من الاســــــتغفار إذا لــــم تستعد ،
لأن يُستجاب لك بفضل ثمارك الجديرة بالتوبة ،
 إن كنـــــــــــت نظــــــــــــير شــجرة عقيمـــة قطعـــــــــــــتَ وألقيتَ في النار ؟
وإن شــــــــــئت أن تستجاب صـــــــــــــــلاتك فاغفر يغفر لك وأعــــــط تعــطَ .
إنك تطــــــــــالع فـــــــــــي الكتب المقدسة إن :
 ( المــــــــــــاء يطـــــــفئ النار الملتهبــــــة والصــــــــــدقة تكّفر الخطايا )
                                                                   " ابن سيرخ 33:3 "
وتطـالع أيضـــــــــاً :
(خبّئ الصدقة في قــــلب الفقـــير ،
وهي تتوسل إلي الرب من أجلك )
كما وأنك تقرأ أيضاً :
( أيها الملك فلتحسن مشورتي لديــــــــك
             وافتــد خطــــــــاياك بالصدقة )
                                 " دانيال24:4 "  .

وهنــاك دروس أخــــــري كثيرة في كـــــــــــــلام الـــــرب ،
تبين لنا قـــــــــدرة الصـــــــدقة على إطفاء الآثام ومحوها ،
وبالتالي فإنه تعالي يرسل الناس إلي الهـــــــلاك أو المجد ،
بنســبة ما يكونــــــــــــــــــــــون قد تصــدقوا به أم لا ،
وكأني به يقول لهؤلاء :
إنه لمن الصعب علىَّ إن أنا امتحنكم ومحصتكـم ،
                          وتفحصت ملياً أعمـــــالكم ،
                         إن لا أجد فيكم ما أدينكم به .

لكــــــن ، اذهبوا إلي ملكـــــــوتي  ، لأني جعـــــــــت وأطعمتمـــــــوني ،
           أنكم تذهبون إلي ملكوتي  ، لا لأنكم لم تخطـــــــــــــــــــــــــأوا ،
                                              بل لأنكم افتديتم خطاياكم بصدقاتكم .

ثم يتوجه إلي الآخرين قائلاً لهم :
( اذهبوا إلي نار الأبد المعــــــدّة للشيطان وملائكته ) .

وإذ يعرفـــــون أنفســــــهم خطـــــاة ، يرتعــــــــــــــدون ،
متأمــــــــــلين في خطـــــاياهم ، لكن ، بعد فــوات الأوان .

وهل يجرؤون أن يقــــولوا إنـــــهم يدانـــــون ظلمـــاً ،
حين يسمعون الحكم الصادر عليهم من فم ديان عادل ؟

وحــــين يشعرون بوخـــز ضمائرهم ،
ويـــــــــــــــــرون كل ما في نفوســهم من جـــــــــــــراح ،
أيجــــــــــــــرؤون أن يقــــــــــــولوا : لقد حوكمنا ظلماً ؟

سوف يدركــــون ، ولا ريــــــــــب ،
إنهم شُجبوا بعدل بسبب ذنوبـــــهم وآثـــــــــــــامهم ،
بيد أن القاضي سوف يقول لهم ،
(كلا . كلا لا تظنوا إنكم تدانــــون على هذه الخطايا ،
بل لأنــــي جعتُ ولم تطعموني ) .

لو ملتم عن خطـاياكم وتبتــــم إليّ
                         وافتديتــــــــم جميع آثامكم بالصدقات ،
لكنتم تحــررتم بهـا ونجــــــــــوتم بواســــــــــــــــــــــطتها ،
                        من تهمـــــــــة خطــــاياكم الفظيعــــــة ،
لأنـــــه قيــــــــــل : ( طوبى للرحماء فإنهم يرحمـــــــــــون )
                                                   " متى 7:5 "  .
( والآن اذهبــــوا إلي نار الأبــد ،
 لأن الدينــــونـة بـــــــلا رحــة
 تكون على من لا يصنع رحمة )
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac