مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » الفضائل سلاح المسيحي في جهادهـ الفصل ( 8 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

الفضائل سلاح المسيحي في جهادهـ الفصل ( 8 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الثامن
الفضائل سلاح المسيحي في جهاده

إن الله لا يعلمك نشيداً سوي نشيد
                                        الإيمان والرجاء والمحبة :
ليكن إيمانك به قوياً :
طالما أنك لا تـــــراه وتفـرح حين تـــــراه ،
          ثم تـــــرى نـــــوره بعـد الإيمان ؛


إذ لا يقال لك آمــــنْ بمـــا لا ترى ،
   بــــــــل ( أفــرح بمـــا تــرى ) .

              قـــــوّ رجـــاءك فيــه فـــلا يــتزعزع ،
                                          ولا يــــــتردد ،
                                          ولا يتأرجـــح ،
                                          ولا يضــطرب ،
كما أن الله الذي بنيتَ عليه رجاءك لا يتــــزعزع .

     الصبر ، الآن ضروري حتى تتحقق الوعود ؛
وفي الرجاء لا يحتـــــاج أحــــــد إلــــي الصـــبر .

أمّــا حــــين يطلَب منك أن تصبر ،
     حينذاك تكون في ضيـــــــق .

متى قيل لك :
                 أصـــبر تحمَّـل ، وأنتــــظر ، لأنــك خاضـــع لتجربة ،
يريدك الله فيها شــــــــــجاعاً ، صبـــوراً ، سـخياً وطــويل الأنـــاة .
الطبيـــــــــــب الذي يريـــــك  الحــــــديد
                 الذي يعالجك به يقــول لك :
                 أصــــــــــــــبر وتحمــــــلّ
                                    يفــــــرض عليك الصبر في الآلام ،
                                    ويعـــــدك بالصحـــــــــة بعدهــــا .

إن تحملَّت الآلام التي تســـببت لك مـــن مبضع الطبيب ،
                     خائفاً ، مضطرباً   و  مفكرّاً بالشـفاء ،
                     الــــــــــــــــــذي لـــم تحصل عليــــه ،
                     خـــارت قــواك تحت وطــــــــــــأتها .

كثيرة هي آلام هذا الدهر في الداخــــــــل ،
                               والخـــــــــارج وهي مســـتمرة :
                                الشكوك كثيرة ولا من يدركهـا ،
خلا من يسير في طريق الله .

وها هي الصفحات الإلهية تدعوك إلي تحمّل الحاضر وترجيّ المستقبل ،
        ومحبة ما لا يري ، وصولاً إلي معانقــــــــــــة ما يــــــــــــــري .

إن المحبــة التي تتصـل ثالثاً بالإيمان والرجاء هـــي أعــــلي منهمــــــــــا ،
لأن الإيمان يختص بما لا يري ويصبح حقيقــةً مـــا لم يكن يري حين يري ،
الرجــــــاء انتظــار خير للإنســان لم يبلغــه ؛ ومتى حــازه بطــل الرجـــاء .

            وإذ يحـــوز الخــير لن يبقي للإنتظار معـني .
أمّا المحبة فلا تعرف غروبـــاً بل تنمو باســــــــتمرار .

إن أحببتَ من لا تراه  ، فكيف تحبه حين تراه ؟ أجلْ ،
أرغــبْ فيـــه تتقـــدم . لا تَعـدِ الآن بالســــلام نفسك ،
لأنك إن حققت السلام اجتاحــــك العــدو، وأنــــت تظــن نفسك في ســـــــــلام .
إنــك كمــــن يســــافر عـــــلى بحـــــيرة ، عرضه للريـــــــــح والعــــواصـف ،
      في ســـــــــفينة تكــــــاد تكـــــــــون  مليئــة بتجــــــــارب العالم اليومية .

إن آمنـــــت كان المسيح فيــــــــــك ،
لأنه بالإيمــــان يســـــكن قلوبنــــــا .

وبما أنك تؤمـــــــــن ،
فالمسيح في قلبــــك .

بينما كان المسيح نائماً في الســـــــــــــفينة ،
خـــــــاف تلاميـــــــذه واضطــــــــــــــربوا ،
       إذ عصـــــــــــفت ريح صرصــــــــر فعــلت الأمـواج ،
        وأشرفت السفينة على الغـــــــــرق ويسوع نـــــائم .

كذلك يضطرب قلبك الشبيه بســــفينتك ،
لدي هبوب العاصفة في هــذا العـــــالم :  
     تضطــــــــــرب ســـــــــــــــفينتك ،
     لأن المســـــيح نــــــــــــائم فيــك .

تهـــــــــبّ عواصف هـــــذه البحــــــــــــيرة ،
حين تري الأشرار ينعمـون بالخـــــــــيرات ،
            والأبرار يرزحـون تحت المصائب :
أنهــــــــا التجربة والمـــــــوج العـــــــــالي .

ثــــم تقــــــــول في نفســــــك :
ربّ أهــــــذا هو عــــــدلك ؟
     أن يســـعدَ الأشـــــرار
      ويشـــقي الأبــــرار ؟
فيجيبك الله :
أهــذا هـــــو إيمــــــــــــانك ؟
هـــل وعدتك بهذه الأشـياء ؟
وهـل صـــرت مســـــــيحياً ،
لكي تتنعـم في هـذا العــالم ؟
وهل تتعــــــذب الآن
لأن الأشــرار الذين سوف يتعذبون مع الشيطان ،
                                يتنعمون الآن ؟

ومن أيـــن لك هـــــــذا الكـــــــــلام ؟
ولمَ تخاف أمواج البحر والعاصفة ؟
لأن يسوع نائم ،
والإيمان الذي يأتيك من يسوع نائم ،
هـــــــــو أيضــــــــاً في قلبـــــــــــك .

أيْقظْ يسوع وقل له :
أيهـــــا المعلّـــــم ، أني أهـــــــلك ،
فالأمواج المضطربة تتلاعب بي :
أني أهلك .

ويستيقظ يسوع ويعود الإيمان إليك  ،
وتدرك به أن كسب الأشرار ، لزمـن ،
ولـــــــــن يـــــــدوم بدوامهـــــــــم .

في هـــذا العـــــــــــالم ســـوف تنزع منهم خيراتهم ،
وســوف يتخلَّـــــــون عنهـــــا حــــــين يمــــوتون .
أما ما وعدت به أنت فســـوف يبقي إلي الأبــــــد .

وإن ما قد أعطوه إلي زمن سوف ينزع منهم للحـــــــــــــال ؛
لأن هـــــــــــذا الخـــــــــير قــــد أزهـــــــــر كزهـر العشـب .

أعرض عمّا يزول ،
وأتجه شــــــــــطر ما يبــــــــقي ؛
فلــن تهزّ منذ الآن قلبك عاصفة   لأنك مـــع المســـــــــــــــــــيح ،
ولــن تمــــلأ الميــــاه ســـــفينتك   لأن الإيمان يأمر الريح والبحر ،
                                                          فـــــــيزول الخطر .

فكّــر بالمسيح متى تعرضـتَ لصعـوبة ؛
أنت تتعـــــذب غــالب الأحيـــــــــــــان ولا تصــــــــــــبر ،
                 لأن ما تحمله المســـيح لا يخطر لك ببال .

 إن نســــيت آلام المسيح نام المسيح فيك ،
وإن ذكرتهــــــــــــــــــــــا اســـــــــــــتيقظ .
ولكن متى تأمــلت مــــــن كل قلبك بآلامـه ،
                            ألا تتـــألم بكليتــك ؟
وقــد تغتبط حين تري فيـــك ،
       ما يشـــبه آلام مليكك .

متى فكـــرت بهــــذا متأمـــلاً تعزّيت واغتبــــطت ،
لان المسيح قام وأمر الرياح فحدث هــدوء عظيم .

هل تغضب حــــين تسمع إهـانة ؟
           الإهـــانة ريــــــــــــح ،
          والغضــب مـــــــــوج .

أنت في خطــــــــــــــــر ،
تســـتعد للجــــــــــواب ،
ولــــردّ اللعنــة بلعنـــة ؛
إذا ذاك تشرف سفينتك
        عـــلى الغـــرق .

أيقظ المسيح النائم فيـــك ليقـول لك :
ولمـــــــاذا ؟ هـل أنتقمـت لنفـــسي ؟
ومــــتى قال لك الإيمـــان هذا القول
حينـــذاك :
يأمـــــــــر الإيمان الرياح والعاصفة ،
فيحـــــــدث هــــدوء عظيـــــــــــــــم .

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac