مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في فائدة التجارب ـ الفصل ( 10 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في فائدة التجارب ـ الفصل ( 10 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس



الفصل العاشر
في فائدة التجارب

كـــــل تجــــــــربة امتحان ،

ولكـل امتحــــــــان ثمـــرة .

في أغلب الأحيان  : تجهل نفسك
                        تجهل قدرتك
                      أو عدم قدرتك على العمل  .

وفي أغلب الأحيان : تخطئ ظاناً بأنك قادر على تحمّــــــل هــــذا الامتحـــــــان ،
              وأحياناً : نراك تيأس من قدرتك على النهوض بعبء يمكنك حمــله .

التجربة تدنـــو منـــك لتســأل ، وأنت أيهـــــا الجاهل لنفســك
                                              تكتشف نفســك بنفسك .

التجربة مزدوجة :
الأولي تجـــــــــــربة خــــــــــــــــداع ،
والثانية لا يدركهـــا من تنصبّ عليه ،
بـــــــل يدركهـــــــا الشــــــــــــيطان ،
واللـــه يســمح بهــا لكي يمتحننــــــا .

لا يمتحنك اللـــــه توصــــــــــــلاً إلي معرفـة ما يجهل ،
بــــل لكي يظهر بواسطة السؤال مــا قد خفي فيــــــك .

في الواقع أنـك لتنطوي على أمــور تخفي عنـــــــك ،
لا تظهـــر ولا تـــــــري ولا تنكشف إلاّ في التجارب .

لـــــــــولا تجارب الله لا نقطــــــــع المعــــــلّم عن التعليــم .
أقول هذا لأنـــــــــــك تجهل نفسك ولا تدركها إلا بالتجربة .
         ولكـــــــــــن متى عرفتها فلا تستهن بها .

إن أحتقرت نفسك يوم كنت تجهلهـــا ،
فلا تحتقـــــرهــا الآن وقد عرفتهــا .

الشيطان مقيد فلا يسعه أن يعمل مــــــــــــــا أراد ،
          وكـــل ما يسعه أن يعمل بيد أنه حرّ هو  :
بـــــــأن يجرب ســـــاعة يــــري
        التجربة نافعـــــة لمـــــن يحرزون تقدماً .

لا يفيــــــــــــــــــــــدك أن : تعيش بعيداً عن كل تجربة .
لا تســــأل الله ألا يجــربك ، بل ألا تســـــقط في تجـربة .

أنـــــــك تطالع في الإنجيــل تجربة الشيطان للســيد المسـيح في الصحراء .
        تجربت في المسيح ، لأنه أخذ منك جسده ومنه أخـــذ لك الخلاص ،

منـــك أخذ لنفسه الموت ،
ومنه أخذ لــــــك الحياة .

لقـــــد أخذ منك الإهانات ليعطيك الأمجاد
      وأخــــــــذ التجربة ليعطيك النصر.

فيـــــــــــــــــه تتجــــــــــــــــــــــرَّب ،
وبــــــــــــــــه تنتصر على الشيطان .

أنت تسأل عن ســـــبب تجــــربة المســــــيح ،
ففكّـــــــــــــر بالسبب الذي من أجله أنتصر .

أعرف ذاتك ، فيــــــــــــــــــه مجربـــــــــــاً  ،
               وبـــــــــــــــــــه منتصــــــــــراً .

كــــــــــــان بوسعه أن يمنــــــع الشــــــــــــــــيطان من الاقتراب .
و لكن لولا تجربته لما جعل لك سبيلاً إلي الإنتصار على التجربة .

عـــــــــــلى المسيح بنيـــــــــــــت ،
            والمسيح هو الصخـــرة ،
فأنـظر إلي القـــــوة التي أراد أن يجعلها لك أساساً .

وقــــد تأتيك ساعة رهيبة فتخير إذ ذاك بين ارتكــــاب الإثـــــــــــــــم ،
                                                      وتذليل ما فيك من شهوة .
                                                      فتضطــــــرب نفســـــــك .

تطـــــلّع إلي معلمـــــك :
علَّمـــــــــــــــــــــــــــك مــــا يجب أن تفكّـــــر فيه وتعلمــــــــــــــــــه ؛
كما دلًّك على الشخص الذي يجب أن تدعــــــــوه وتضع فيه رجاءك .
           
لمّــــا تنــــــازل فتجرب ،
أجاب الشيطان بما يجب عليك أن تجيبه ساعة تجرّب .

لقــــــــــــــــد تجرب حقاً ،
ولكـــــــــــن بـــلا خطر .

لقد تجـــــرب ليعلّمك ما تجيــب به المجـــــــــــــــــــــــرب ،
حـــــــــــــين تتعرض للتجربة  فلا تسير وراء المجـــــرّب ،
                                       بل تنجو من خطر التجربة .

قــد تجاهد بقوة ضـــــد التجــــارب ،
                   حــــين تحيـــــــــــا في مواعيد الله التي هي نعمة عظمي ،
وقد تضطـــرب حــــين تـري مــــــا في العـــــــــــــــــالم من شـــــــــكوك .
ولا تســــتطيع الشكوك شيئاً ضدك لأن الــــــــــــــــــرب قد وضع لها حداً .

التجـــارب والضيقــات ، وإن كـــــــــــــــــثرت ،
ســبيل لك إلي الكمــال ، وليست سبباً للهــلاك .

عالمنـــــا شبيه ببحر لا تســـتطيع أمواجـــــه ،
                          أن تتجـــاوز الشــــاطئ ،
                         الذي وضعه الله حداً لها .

تأمــــــل  : إن كانت هذه التجارب مفيدة لك أم لا ،
            أصــــــغ إلي الرسول القائل :
( إن الله هو أمـــين لا يسمح بأن تجربوا فـــــــوق طاقتكم ؛
                     إنما يضع للتجـربة حداً لتطيقوا احتمالها )
                                                                  "1كور13:10 ".

أنه لم يقـل : لن يســـمح الله بتجربتكم
لأنكـــــــم  : إن رفضتـم التجـــــــــربة
                   رفضتم التقـــــــــــدم .

ستجــــــــدد قواك ،  
وإن جـددت قـــواك كنــــــــــــــــــت بين يـــدي فنـــــان ،
                       ينزع عنك شــيئاً  و يصلح شيئاً آخر ،
                       فيصقـــــــــــــــل و  ينــــــــــــــــقي ،
                      ويعمل فيك آلاته التي هي بمنزلة الشكوك في العالم ،
فعليــــــــــــــــك أن لا تســـــــــــــــــقط من بيـــــــن يـــدي الفنـــــان .

ليس في التجربة ما يفوق طاقتـك .
                   بهذا يسمح الله ، لمصلحتك ،
                   ولكي يمكنـــك من التقــــدم .

الإنسان والشيطان ،
كـــــــــل شـــيطان ، يعطيان القـدرة على الإيــــــــــــــــــــذاء .
                       إنمـــــــــا يؤذيان من يصلحون نفوسهم .

الشــيطان مقيــد ،
                       وفي الواقع لو استطاع أن يؤذي بحسـب هواه .
                       لما بقـــــــــي بــــــــار ولا مؤمن على الأرض .

الشـيطان يجرّب ، ولكن وفقـــــــــــــــــــاً لما سمح له به ،
                     الرب يعضـــــــــــــــدك لئلا تســـــــقط ،

لأن مــــــــــــــن أعطي الشــــــــــــيطان أن يجــــــــرّب ،
هو عينـــــــــــه يعطي الرحمـــــــــــــة لمن يجــــــــرَّب .

لا تخـــــــــــــف من أن يسمح للشيطان بأن يعمل شـــــــيئاً .
                   لأن لك مخلصاً رحيمــــاً لا يسمح بتجربتك ،
                   ألاّ بقدر ما هي التجربة تمرين لـــــــــــــــك
                  وامتحان تدرك به نفسك بعد أن كنت تجهلها .

العنقـــــــــــود مدلي في الكرمه ،
وحبة الزيتون على أمهــــــــــا .

وطالما همــــــا عــــــــــلى أمهمــا ،
فأنهما يتمتعان بالهــــواء الطـــلق .
         فـــــلا العنقــــــــود يصـــير خمراً ،
        ولا     حبة الزيتون تصــــير زيتاً .
ما لـم يمـــــر فوقهما حجر المعصرة .

تلك هي حال البــــشر الذين دعــــــاهم اللــــــــه قبـــل الأجيــــال ،
                                  ليجعلهـــم شبيهين بإبنـــــــــــــــــه  ،
الذي ظهـــر ،بنوع خاص ، في آلامه ، وكأنه كرمــــة ثمينــــــة .
إن كنت منهم قبل أن تباشر خدمة الله فسوف تتمتع بحرية لذيذة في العالم نظير العنب والزيتون المدليّ على الشجرة ، ولكن ، بما أنه قيل :
( يا بني إن أقبــــــلت لخدمــــــة الــــرب الإلـــه
فاثبت على البرّ والتقوى وإعداد نفسك للتجربة )
                                        "  بن سيراخ  1:2 ".

أعـلم أنك إذ تقبـــــــل عـــــــــــــلى خدمة الرب الإله :
تقبــــــل إلي المعصـــــــــــــــــرة ،
لتفـــــرك وتســـــحق وتضغـــــــط ،
لا لكــــي تهــــــــــــــــــــــــــــــلك ،
بـــل لكي توضع في اقبيـه اللـــــه ،
وكمــــــا ينزع عن العنب قشــــره ،
هكــــــذا ينزع ، عنــــك أيضـــــــاً ،
          معطف الشهوات اللحمية .
التي قال بشأنها الرسول :
( أخلعوا عنكم الإنسان العتيــق
 وألبســــــوا الإنسان الجـديد )
               " كولوسى 9:3 ".

وهـــــذا كـــــــــــــــله لا يتـــــــــم  
ألاّ تحت ضغــــــــــط الألــــــــــــم .

حين تدخل المعصرة   تسحق
                         ويسحق فيك الميل إلي المسرات العالميـــــــــــة ،
                                   الزمنيـــــة الهــــــاربة ، والزائــــــــــلة ،   
وبـعد أن تتحمل بسببها في هذه الحيــاة العذابــــات ، والتجــــــــارب ،
                                               والضيقــات ، والبلايا الكثيرة .                                
تشرع تبحــــــث عن الراحــة ،
الــتي ليست في هذه الحيـــاة ،
 ولا من هــــــــــــذه الأرض  .



Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac