مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في أن عذابَ ضمير الخاطئ هو شرُّ عذاب ـ الفصل ( 9 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في أن عذابَ ضمير الخاطئ هو شرُّ عذاب ـ الفصل ( 9 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل التاسع
في أن عذابَ ضمير الخاطئ هو شرُّ عذاب
كثيرة هي ضيقـــــاتي ، وفي كل منهـــا ، أفزع إلي اللــــه :
إن حــــــــــــــــــــزنت لأمــــــــــــــــــور عائلية أو صحية ،
أو لخـــــــــــــــــــــطر يتعرض لهـــــــا إنســـان تحبّـــــه ،
أو لمـــــــا هــــــــــو ضروري لقيام هذه الحياة الحاضرة ،
فلا يجوز أن تلجأ إلاّ إلي مخلّصك وإلهك فتجد قوة لديه ،
على أنه لا شــــــــرًّ من عـذاب الخطيئة ،
في كل ما يحـــــــل بالإنسان من عذبات في هذه الدنيـــا .


مهمــــــــــا يكـــــــن عذابك ،
فـــإن سلمت من كل جــــرح في ضميرك ،
وكـــــــــــان باطنك ســـليماً يمكنـــــــك أن تفزع إليه فتجد الله .

أمّـــــــــا إذا لم تجد فيه راحةً  لغياب الله عنه ،
ولـــــــوفرة الآثـــــــــام فيـه ، فماذا تصـــنع ؟
وأيـــــــــــن تهــــــــرب من  العذاب والضيق ؟

سوف تهرب من الريــــــــــــــف إلي المدينة ،
               ومن الساحة العامة إلي بيتــــك ،
               ومن عتبــة البـــاب إلي مخدعك ،
               ويظّل الضـــــــيق تابعــاً لــــــك .
وهل تهرب من مخدعــــــــــك إلاّ إلي سريك ؟

وإذا كـــــــان سريرك قلقــــــاً عابقاً بدخان الشر مضطرماً إثماً ،
               فلا يمكنـــــــــــك أن تفــــــزع إليه ، بل تُطرد عنه ثم تطُرد عن ذاتك .

وها إنــــــك تجد عــــــــدوك في المكـــــــــــــان الذي فزعــــت منـــــــه إليــــــــه ،
وأين تهرب من ذاتـــــــــك ؟
أني تهرب تجّـــــر ذاتـــــك
وأنـــــــــيّ تجّـــــر ذاتـــــك  تعذَّب ذاتك بذاتك .

وتجــــــــد الضيقات عينها ،
وهـــــــــي ليست أقســــي مـــــــن ذي قبــــــــــل ولا يسعها ذلك ،
                                لأنها ليست باطنية أكثر من ســـــواها .

حـــــــــــين يختار العمّال الخشب أو ينبــــــــــــــــذونه ؛
يبـــــــــــدو غالب الحيــــــــــــان مخدشاً عفنــــــــــــــاً ،
بيـــــــد أن نظرة العـــامل إليــه لا تتوقف على خارجــه ،
بـــــــــــــل تلــج إلي داخـــــــله حتى إذا وجده ســــليماً ، أبقــاه في البنــــاء ،
ولم يقلقه منظــــــره الخــارجي طــــــــــــــــــــــــالما أن  الباطن منه صحيح .
وبالعكس ، إن لم يكــــــــــــــن الضـــــــمير البــــــــاطني ســــــــــــــــــــليماً ،
فما نفــع الخــــــارج الســليم ، والعمود الفقريّ للضمير نخــــــــــــــــــــــــر.

ضـــــــــميرك هو بيتك الداخـــلي ،
إن كــــــــــان شـــــــــــــــــــــريراً طردك منه إلي الخارج ؛
ولا يسعك أن تســـــــــكن فيــــــه بحريتــــــــــــــــــــــــك .

وتخرج منـه ذاتــــــك بإرادتـــــك وتحاول أن تجد اللــــذة في المــــــــادة حـــــــــولك ،
وتسعي إلي أن تســــــــــــــتريح في الترهّات والمسارح والدعارة وكل ما هو عاطل .
وتحاول أن تجـد ذاتـــك مرتاحاً .
خارجاً عن ذاتـــــــــــــــــــــــك إذ ليس لك ملجــــأ باطني تجد فيه نفسك مرتاحاً في ضميرك .

وماذا تصنع أيهــــا الشـــــرير متى حلّت بك التجـــــــــــربة ؟
لـــــــــــــن تجـــــد تعزيــــــةً لا في الداخل ولا في الخــارج ،
ولـــــــــــن تســــــــــــــتطيع أن تخـــــرج إلي مكـــــــــــــان .
وكل مكــان قــــاس عـــــليك ولن تجــــــد مكاناً تدخــل إليــه . وكل مكان شـــر .

تعزيتــــك ليست في الخارج ، ولا في الداخــــل ؛
ليست في الخـــــــــــــــارج ، حيث الضـــــــيق
وليست في البـــــــــــــــاطن لأنه شــــــــــــــــر ،
ولا يمكــن للإنســـــــــــــان أن يرتاح إلي الشر .
ومــن كان شــــــــــــــريراً كان شريراً مع نفسه ،
ولا مقّر له من العـــــــذاب ، لأنه هو ذاتـــــــــه لذاته عـــذاب .
ومــــــــن عــــذّبه ضميره  كان عذابـــــــــــــاً على نفســــــه .

إذا كــان العـــــــــــــائدون إلي بيوتهــــــــــــم يَشْقَوْنَ خـــــــــــــــوفاً ،
مـــن أن ينقلب عليهــــــــم ذووهم ويخــونوهم ،
فمـــــــا أشــقي الذيـــــــــن يأبـــون الرجــــــوع إلي ضـــــــــــميرهم ،
مخافـــة أن تطـــــــــــردهم منهــــا معــــــــارك ،
آثامهـــم تقـــــدسّ تمامــــاً بخـــــــــــــوف الله ، تقدس جسداً وروحاً ،
إن كــان برّ الجسد والروح ناقصـــــــــــــــــــاً   كان العمـــل ناقصـــاً .

هناك من يتنزهــــــون عن أعمـــــال الســــوء ، ولا يتجنبـــــــــــــون أفكار الشر ،
                                                            يطهّرون الجســــــد دون الروح .

وأي نفع لك من طهارة الجسد إذا كان الســــاكن في الجسد فاســــــــــــــداً ؟
            إن عشت حياة شر، ولو صمت اللسان جدفّت على الرب بحياتك  :
           ( ولا سلام للمنافقين يقـــــول الــــرب ) " أشعيا 22:48 "
وماذا ينفعك الترنيم بلســــانك إذا كان الإثــــــــم  يفــــــوح من حيــــــــاتك ؟

بارك الرب بحيــاتك ولســـــــانك ،
             وقلبـــك وفمــــــــــك ،
            وكلامك وأخــــــــلاقك ،
وســـــبحه تسبيحاً خاليـــــــــــــاً مـــن كل تنـــــاقض .
وعليك أن توفـــق بين اللســــان والحياة والشـــفاه ، والضمير ،
لئــــــــــلا يكـــون الكلام الصالح شاهداً على أخــلاق عــاطلة .

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac