مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » فـي محبة الله ـ الفصل ( 16 ) من الكتاب الثاني ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

فـي محبة الله ـ الفصل ( 16 ) من الكتاب الثاني ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل السادس عشر
فــــــي محبـــــــــــــة اللــــــه
المحبـــة كلمة عذبة وأعذب منها هو العمــــل بهـــا .
لا يسعك التحدث عنها لكــــــــثرة أشغالك المتنوعة ،التي تتجاذبك مــــــن كــــــــل جهــــــة ،
                                        وتمنعـــــــــــــــــك عـــــــــــــــن الرجوع اليها في الحديث ،
وان يكن موضوعها افضل المواضيع .
بيــــد انك تستطيع ان تحيـــــــــــــــــا ،
في مـــــن لا يســـعك التحـــــدث عنه .


اتســــــــــــــــــبّح الله دومـــــــــــــاً فـــــــــــــي ترانيمـــــك ؟

إنـــــــــــك تسبّح الله طـــــــوال ساعة عـــــــــــلى الأكــــــــثر ثم تتفــــــــــرغ إلي شيء أخر ،
ولكـــــــن إن كــــنت لا تقـــــــــدر أن تسبّح الله دوماً بكلامك فســـــــــــــــبحّه بسلوكك الخلقي ،
إن أعمـــــــــــــــــال الرحمة والمحبة وقداســـة النفـــــــوس وصفاء الطهارة واعتدال القناعة ،
لأمــــــــــــــــــــــور يجــــدر بــك أن تتمـــــرَّس بهــــــــــا .

وفي الواقـــــــــــــع أنيّ كـــــــنت : في الخارج أم في بيتـــــك ؛
                                           أمام الناس أم في مخدعك
                                          أنطــــــــقت أم ســـــــكتت
                                          أعمـــــــلت أم لم تعمـــــل
فمن الواجب عليك أن تمـــــارس هذه الفضائل التي سّميتها لأنها باطنية .

رسّخ المحبة في قلبك :
لكـــل محبة طاقتهـــــا التي تعمل في النفس حتماً فتسّيرها .

وكمــــا ان الحـــــــب العــاطل يضرم النفـــــــــس ويدفعها إلي طلب الملذات الأرضيــة الفانيــة ،
                                                           التي تــــــــــــــــؤدي بهــــا إلي الهلاك فاللجة ؛
هكــذا فإن الحـــــب المقــدس يسمو إلي الأعالي إلي ما هــــــــــــــــو خـــالد إلي ما لا يــــزول ،
ويرفعها من أعماق الأرض إلي الســـــــــــــماء .

أتريــــــــد أن تعــــــــــرف نوع الحب الذي فيك ؟ أنظر أين يقودُك .
لستُ أحثّك عـــــــــــــــــلى ألا تحـــــــب شــيئاً ،
إنمــا أحثُك على عـــــــــــدم التعـــــــلّق بالعالم ،
لكي تظـــل حراً في حبك الله خــــــــــالق العالم .

لقـــــــــــد أظهر محبتــــه لك يوم كنت خاطئـــاً فمــــــات لأجــــــــــلك ،
                                                        ومات البار عن الخاطئ .  
حــــــــــين أخــــــــــــــذ الجســــــــــــــــد ،
             أخـــــــــــــــذ ما فيك من قبــح ،
             أخـــــــــــــــذ مـــــــــــــــوتك ،
لـــــــــكي يســـــــــاويك ويســـــــــالمك ،
            ويهـــــيب بك إلي أن تحـــب الجمال الباطني .

لقــــــــد رأيتـــه معلَّقـــاً على الصليب .
         لا منظــــــــر له ولا جمــــــال .
تــــــرك منظره وجماله ليعطيكهمــــا .

البهــــــاء والجمال هما موضوع المحبة : عليك أن تعدُوا محباً وتحبّ عادياً .
ها قد صرت جميلاً انما لا تنـــــــــــــــظر الـــــــى نفســــــــــــك لئلا تخـــــسر مــــــا لك
                            بل انــــــــــــــــظر الى من صيرك جميلاً .
كن جميلاً لكي يحبك الله . باختصـــــــــار ،
اللــــــــــه يقدّم لك ذاتــه فأحبـــــــــــــه لكي تحصــل عليه ،
           لأنـك تسـتطيع أن تحبــــــــــه إذا لم تحصل عليه .

ولكـــــــن لست تري الله ، فأحبه لكي تراه ،
          لا تبحــــــــــــث ألا عـــــــــن الله .

أطـــلبه وحــده فيســـتجيبك وقبل أن تنهي حديثك ســـــــيقول لـــك : ها أنذا حاضر .
ماذا تريــــــد ؟ وماذا تطلب ؟ لا تطلب سوي الله ، لأن كل ما يعطيكه هو دونه قدراً .
                                    خُــــــــــــــــــذ الله واستمســـك بـــــه .

ومع أنك لا تســــــــتطيع ، منـــذ الآن أن تحصل عليه بكليتــــــــــــــه ،
          فتقـــــــــرّب إليه عــــــــــــن طريق الإيمان لتتحـــــــــــد به ؛
إذ ذاك يريحك من أثقالك ويؤهــــــــلك لأن تكـــــون بكليتــــــــــــك له ،
فيتحول هذا المائت إلـي ما لا يمــــوت وتكــــــــون مساوياً لملائكتـــه
وتشاهد دائماً وجهــــه وتفرح فرحــــاً لا يقــــــدر أن ينتزعه منك أحد
         لأنــــــــــــــــك طلبته فأستجابك ومـــــن ضيــــقاتك نجّـــــاك .

 إن أحـــــــــــببتَ الله            فأحبّه مجاناً ؛
وإن أحــــــــــــببتَ الله حقـــــاً فليكـــــــن لك الجزاء المنشود ،
وإن وجدتَ أفضل منه فأطلبه .

أحـــــــــــبًّ الله من أجل الله وأحــــــــــــــــب نفســـــك فيـــــــه من اجــــــــــــــــــله ،
وإن أحببتَ الله أحببتَ نفسك حبــــاً حقيقيـــاً ؛ أمّا لأنه فيـــــــك وأمّا لكي يكون فيك .
ارتفــع إلي الله بالمحبـــــة : كلمــــــــــــــــــا ذدت لـــه حبــــــاً
                                                      زدت معه ارتفاعاً .
تبحـــــث عن الطـــريق ؟
تعـــــلَّق بمن نزل وصعد فجعل نفسه طريقاً .
أتـــــريد أن تصـــــعد ؟
الله ذاته طـــــــــــريق فتمسًّك به صـــــعداً .

إن أردت    أن تصعـــــــــد مطمئنــــــــــــــــــــــــــــاً ،
فـــــــــــالله الذي تعبـــــــده يكون مكافأةً لك أكيـــــدة :
وجــــزاؤك أن تـــــــــــــراه كمــــــــــــا هــــــــــــــو ،
             وحســـــــبك الله جـــــــــــــــــــــــــــــــزاءً .
             وحســـــــبك الله جــــــــــــــــــــــــــــــزاءً .
            أياً كــــــــــــــان بخـــــــــــــــــــــــــــــــلك :
في الواقع تسـتطيع بطمعك أن تحوز الأرض بأسرها ،
                                 وزدُ إليهــــــــــا الســـماء .
لكن الـــذي صنـــــــــــــــــع الســـــــــــــماء والأرض ،
              هـــــــــــــــــــو أعــــــــــــــــظم منهـــــا .
أحـــــب الله حبــــــــــــــــــاً ينســـــــــــــيك نفســـــك .

ما أكثر الذيـــــن يبحثـون عن الله حبــــــاً بنجـاح زمني !
وما اقلّ الذيــــن يطلبــون يســـوع حبــــاً بيســــــــــوع !
ســــألتك الدرجة التي ســـــــلكتها فـــــي المحبــــــــــــة ،
                     مقياسـاً للتقـــــدم الـــذي أحــــــــرزته ،
أنَّ الله جــــــــــاء وتحدث إليـــــــك بصوته الشـــــخصي قائلاً :
( أتريد أن تخطأ ؟ أخطــــــــــــــــأ وأصنع ما طــــاب لك .
 ليكــــــــــــــن لك فــــوق الأرض كل ما تبتــــــــــــــغي
وليضمحـــــــــل مــــــن أمــــامك كل ما يزعجـــــــــك .

وإن شــئت فأسلب وأقتل وأشجب وأســـــــتعبد لك  من تريـــده مُلْكـــاً ،
              فـــــلا يقاومك أحــــد ولا يقول لك أحد : ماذا تفعــل هنـــا ؟
             ولا يمنعـــــــك أحــــد عن شـــــــــــــيء ولا يطالبك بشيء .
ولتكــن لك كل تـــلك الخـــــيرات التي تشــتهيهـــا ،
فـــــــــــلا تســـتمتع بهـــــــــــــا إلي زمـــــــــــــــن بــــل إلي الأبـــــد .
                                       ومع ذلـــــــــــــــك فلن تري وجـــهي .

وإذا اضــطربت لــــــــدي سماعك الكــــــــلام :
لن تري وجهي وبكــيـت وانتحبـتَ وقــلت لله :
بحقّـــك عـــرنّي من كــــل هـــــذه الأمـــــــور ودعني أرَ وجهك ،
واحدةً ســــألتك وهــــي أن أقيم في بيتــــــــك حيــــاتي كلهــــــا .
أجل إن اضطربتَ لذلك كله فــــــأنت تحــــــب .
                        وإن   اضطـرب قلبـــــــك ،
                        لأنك  لن تـــري وجه الله ،
واعتبرته قصاصـــاً لــك صـــــــــــــــــــــارماً فأنت تحب مجاناً .

إن كان في قلبك شــــرر من ذلك الحب المجاني ،
فغـــــــــــــــــذّه وأنشد التواضـــع بالصــــــــــــــلاة والتــــــــوبة المـــرة ،
وحــــب الـــبر والأعمال الصالحة وصادق الزفرات وخــــــــالص الأمــانة التي تزيده اضطراماً .
أنفخ فيــــــــه من الحب الــــنزيه وغـــــــــــــــــــذّه حتى ينمــــو ويرســل لهيبـــــاً منبســــــطاً ،
                 وأكـــــــــــــــــــولاً فيحــــــــــــــــرق تبن الشهوات اللحمية بأســـــــــــــــــــرها .


Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac