مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في غبطة الضمير الصالح ـ الفصل ( 14 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في غبطة الضمير الصالح ـ الفصل ( 14 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس



الفصل الرابع عشر

في غبطة الضمير الصالح
إن كنـــت حقـــــــاً تقيـــــــــــاً  ،  
فاللـــــــه يساعدك من الداخل  ،
          حــــيث لا يـرى أحـد .

وكما أن الضمير هو عذاب كبــير للأشرار ،
هكــــــذا هو عينة ،  فرح عظيم للأبـــرار .

ولـــم تسعي إذن وراء خيور هذا العـــــالم ،
الـــتي تخدع العيـــــون البشرية واللحمية ؟

اختـــر ما يجب أن يكون في قلبـــــــــــــك ؛
كـــن مليئـــــــاً بالخــــير من الداخـــــــــل ؛
حيث يــــــــــرى اللـــــه ، ولا يرى الإنسان .

أصغ إلي الرب :
( إياك أن تعمل برّك بمرأى من الناس لكي ينظروا إليك  )
                                                          " متى1:6 " .
وفــــــــــي أعمالك الصالحة العلنية لا تبحث عن مجــــدك ،
                                            بـــــــل عن مجد الله .

اقنــــــــع  بمن يرى ما في البـــاطن ،
وأعمــــل عــلى أن يكــــون محبـــاً  ، ومحبوباً من الباطن ،
ذاك الذي صنـــــــع إنسانك الباطني ، وما فيه من جمــال .

المسيح يرى ضميرك فيحبــــك فيـــــه .
وفيـــــه يتحدث إليك ويعاقبك ويكافئك .

إن خلوت من الجمال الباطني ،
فأي نفع لك من كلّ ما سواه ؟

كــن تقيـاً  ،
يكـــن لك  ،  في قلبــــك أمان وسلام ،
شـرط أن  ،  يظلّ إيمانك يقظـــــــــــاً ،
لأنـــه إن  ،  نــــــــــــام هلكــــــــــت .

ضـــــربت الأمـــــــواج الســــفينة  ، وكـــــــــان يســـوع نائمـــــــــاً ،
لمّا قـــــام انتهر الأمواج والعاصفة ،  فزال الخطر وحدث هدوء عظم .
على قلبـك أن يظـــــلّ هادئــــــــــــاً ، طــــالما أن المســـــيح ســاهراً ،
فتصـــــــل أنت أيضاً إلي المينـــاء ، إن مــــــــن هيـــــــــأ الســـفينة لا ينسى الميناء .

هنيئاً لك فرحُك حـــــين تدخل إلي قلبــــــك ولا تجد شراً .
نـــــــق فـؤادك لتتمـــــــكـــن من الدخــــول إليه مرتاحـاً :
      ( طـوبي للأنقيـاء القلوب فإنهـــــــم يعاينـــون الله )
                                                         " متى8:5 ".

أنـــــــــزع منه أوســـــاخ الشــــــهوات ،
              و   آفــــــــــة البخــــــــــــل ،
              و   طـــــاعون الخـــــرافات ،
وأنــــــزع منـه ما به انتهكت الأقــداس ،
ونقّــــــــه مــن الأفكــــــار الشــــــريرة ،
            و    البغضــــــــــــــــــــــــاء .
أرفــــــع هـــذه كلهــــــــــــــــــا منـــــه ،
وأدخــله تجــــد فيـــــــه غبطتـــــــــــك .
ومــــتى بـــدأت تفـــــــــرح فيـــــــــــه ،
تبتهـــج بنقاوة قلبــــــــــــــــــــــــــــك ،
وتندفـع إلــــي الصـــــــــــــــــــــــــلاة .

إذا جئت إلي مكان راحة وهـــدوء ، وارتفعت في أجوائه ربمـــــا تقول : لنصلّ ههنا .
    لأن شروط هذا المكان تروقك ، فيحمـــــــلك إيمــانك على الاعتقاد ،
                                            بــــــأن الله ســــوف يســــــتجيبك .

إن كنت تســر بتآلف الأجــــــواء في مكـان مـــا ،
         فــــلمَ لا تغتـاظ من فسـاد ما في قلبـــــك ؟
         أدخـل إلي قلبـــــــــــــــك ونقّــــــــــــــــه ،
         وأرفع لحـــــاظك إلي الله يستجيب لــــك .

ولكـــــن ، متى بــــــدأ ضمــــيرك  أن يكون صـــــالحاً على هـــــذه الأرض ،
فلــــــــن تتخلــــص من التجارب : قبـــــل أن يبتـــــــــــــــلع الموت بالغلبة ،
                                          ويلبس هذا الجسد المائت ما لا يمــــوت ،
                                         لأن شيئاً من الضـــــــــعف لا يزال قائمـــاً .

ولا مفــر لك من بعض التجــــــــارب والآلام ،
 ســــــــوف يطهـــرّ الله كل شــيء فيـــــــــك ،
              وينجيــك من كل تجربة فاسعَ إليه .

           يســتطيع النمّام أن يعطّــل صيتك ،
ولكنــه لا يستطيع أن يفســد ضميراً نقيـــاً .

إن كآبــــــــــــــــة المظلوم ،
لأفضل من غبطة الظــــالم .

لا تحتقرْ نفســــك  كإن كنت :  فقــــيراً فـــي بيتــــــك ،
                                    وغنيـــــاً فـــي ضـميرك ،
فالغنـــــــي في ضمــــــــــيره يرتـــــاح فـــي نومـــــــه على الحضيض ،
                                    أكثر من الغني النائــــــــم على أرجوانه .
والقـــلب الجــــريح بالإثــم  : لا يتــألم مـــن الاضطراب الخبيــــــــث .

أحفـــظ في قلبـــــك الثروة التي حملها إليك فقــــر الرب إلهــك ،
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac