مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في أن الشدائد مفيدة ـ الفصل ( 14 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في أن الشدائد مفيدة ـ الفصل ( 14 ) من الكتاب الرابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الرابع عشر
في أن الشدائد مفيدة

كم تكـــــون التجربة أحيـــــاناً حــــــلوة وضرورية !

إن كنــــــت معذباً فاعتزل هذه الضوضاء الخارجيـة ،

             وأذهـب إلي خلوات فكــــرك البـــــاطنية ،
ثم أدع الله وأغلق باب مخدعك بوجـــه المشـــــاكل ،
             الـــتي تطــــــــــرق بابـك مـن الخــارج .

وأضـــــعْ نفســـك معترفاً بخطيتك ،
وسبح الله وعظّمه على تأديبـه لك .

وبكلمــــة ، حافظْ على هذا التخشــــــع  صدقني ،
لقـــــــــــد خـــــبرتُ ذلك بنفــــــــسي :
حصلتْ لي تجـــــارب فصلّيت ونجحت .
رجوت الله فلــــــــــم أخــــــــــــــــــذل ،
            أفكــــــاري وســـكن خوفي .

لا تظــــــــنن نفسك وحيـــداً ،
مــــــتى كان المسيح حاضراً فــي قلبك بالإيمـــــــــــــان .
تفكـر غالباً بأنك وحـــــــدك لأنه لا يخلصك ساعة تشاء .

خلص من الأتون الأولاد الثــــلاثة ،
وهل تخـــــــــلي عن المكــــابيين ؟
لقــــد خلـــــص هؤلاء وأولئــك ؛
بشكل منظـــور ســــــــــــــــــــاعد الأولاد الثلاثة .

وســــــــراً ساعد المكابيين فمنح الأولــين الحياة الزمنية ،
ليخـــــــزي الكفــــــــــــــرة ومجًّد الآخرين سراً ليشـــجب المضطهد الأثيم .

أعــــــــلم أن شـــــــــــــقاء الجنس البشري الذي تبكيه هو :
عذاب علاج ، وليـــــــــس حكمــــاً عقابياً .

ساعة كان داود الصديق يحتمـــــــــــل عـدوه ويخافه ،
وهو يلاحقه فيهرب منه هنا وهناك لئلا يقع بين يديــه .

لم يشته امرأة غريبة .
ولا قتــل الرجــــــــــــل ولا ارتكـــب الفحشاء .
وبقــــدر ما كان واعياً لسلوك الله تجاهه زاد شعوراً بعجزه .
بيد أنــــــك تقـــول : أني أتــــألم كـــثيراً .
إن الله يؤدب بشده لأن المكــــــــــــــافأة التي يجب أن تأخذها قيمه جــــــداً .

فمن أين تتألم إذن ؟ أنت مولـــــــــــــود ، لذلك فكّـــــر بـــأنه يجب عليــــك .
طــــــوال حيـــاتك ، حتى تشيخ وتموت ، أن تحتمــــل مــــا أحتمـل أيــوب .

وما أحتمله أيوب فــــي أيام معـــــــــــــدودة ،
     يحتمله آخــر منــــذ أيام طفــولته بالذات .
مــا تحتمله الآن يـــزول و  ينتـــــــــــــــهي .
وأمّا مـــــا سوف تناله فلن يــــــــــــــــزول .

لا أريد منك أن :
تقارن ، منـــــذ الآن ، بين الثواب والعقاب :
قارن ، إن أستطعت ، بين الزمان والأبدية .

ما هـــــــــــــو مليون سنة من العمل ،
قل لي بحقك ؟ مليون سنة ينتـــــهي .

أما مـــــــا سوف يعطيكه الله فلا نهــاية لـــــه .
ما أعــــظم رحمة الله الــــذي لا يقـــــول لــــك :
أعمـــــــــل مليون ســــــنة أو خمسـمائة سـنة ،
بل أعمــل طـــــوال هـــــــذه السـنوات القليـلة .
            من حياتك تسـترح إلـــي الأبــــــــــد .
   ـــــــــــــــــــــــــ

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac