مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » طـوبي للرحمـاء ـ الفصل ( 9 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

طـوبي للرحمـاء ـ الفصل ( 9 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل التاسع
طــــــوبي للرحمـــاء

{ طوبي للرحماء فإن الله يرحمهم }
                           " متى5-17 "
أعمل فيكـــــــــون ؛
أعملْ لآخـــــــــــر ليكــــــــــون لك ،
                      كمـا عمــــلت له .
أنت فــــــــــــــي بحبوحــــــــــــــة ،
     وفــــــــــــي وفاقــــــــة معــــاً ،
أنت مكتـــــــــــظ بالخيرات الزمنية ،
    ومحتاج إلي الخيرات الأبديـــة ؛
     تســــــــمع الفقـــــــــــــــــــير يســـــتعطيك ،
                  وأنت ذاتــــــــــــــك تســتعطي الله .


تُسأل وتَسأل :

إن الله يعاملك
كمـــــا تعامل من يستغيث بك .

أنك ملئ وفارغ معاً :
أملأ ممّا يفيض عنك من ليس له شيء ،
لكي يمتـلئ فراغـــك من مــــــــلء الله .

إن ما تقوم به هنا هو نافع لك بنوع خاص :
( تعطي الفقير الذي يمــــــرّ ويســـــأل ،
 ثم تبحـــــث عن البــــــــار فتعطيــه ؛
وبواســــطته تلج المخادع الأبديــــــة ،
لأن من يقبل صديقـــاً بإسم صــــديق ،
 يأخـــــــــــذ أجـــــــــر صـــــــديق  )
                       " متى" 41:10 ".

أعمال الرحمة بذار الحصاد الآتي : ـ
إن مــــن  يـــــزرع بالشح فبالشح يحصد أيضاً ،
 ومــــن  يــــــزرع بكثرة فبكثرة يحصد أيضـاً ،
ومـــن  لا يــــزرع شـــــيئاً لا يســــــتغلّ شيئاً .

أزرع الآن تحصـــد في المســــــــتقبل ،
أزرع ههنا تحصـــد فــــــــــــــــــــوق ؛
الحصــاد لا يقطــع في الصيف ويزول ،
إنمـــــــــا  يؤكــــل بفــــــرح يبـــــقي .

ولـــــــــــمَ تطـــلب ما تتواني عن أعطــائه ؟
أنـــــــــت تريــــــد شــــــــيئاً وتمـــلك آخر :
أعـــــــــــــــــــــط مـــــــا لـــــــــك ،
لتستحق أن تأخذ مـــــــا ليـس لك .

تأمل عمل المرابي :
أكيد أنــــــه يريــد أن يعــطي ،
              أقل ممّــا يأخـــذ .
أعمل مثله ، أعــــــط قليـــلاً ،
               وخـــــذ كثيــراً .

أنظر كيف يزداد ربُحك : أعط ما هو زمنــــي ، وخذ ما هو  أبــــدي ،
                              أعـــــــــــط الأرض  ، وخذ الســـــــــــماء .

الله نفسهُ يذهــــب لملاقـــاة من يتوســل إليــــه ،
انه يأمرك بأن تقتدي به مخافة الإحجام عنـــــه .

ليس الله بحاجة إليك :
إنما لك أخ يحتــــــــــــاج إليك ،
فأعطه ما يسألك يأخذ الله منك .

ليس للفقير شيء يعطيكه مقابل ما تعطيه ،
            وإذ يريـــــــــد أن يكافئـــــــــك ،
فـــــــــــلا يجــــد لديــــه ســـــــــــــــــوي الإرادة الصـالحة ،
                              للصــــــــــــــلاة مـــــــن أجـــــلك .

وكأني بالفقير يقول لله في صلاته من أجلك :
رب : لقـــــد اسـتدنتُ فكــــــــن لي كفيـــلاً .

أنت   لا  تلزم المدين بإعادة دينك ، إنمــا لك عليـــــــــه ضمـــــــــانة .
أعط ولا تخــــــــــــــــــــــــــــــف ، إن   الله يفيـــــــــــــــــــــــــــــــك .

أقبل الغرباء ،
أو لست تعلم انك متى قبلت واحداً منهم ،
                            قبلت المســـــيح .

أليس هو القائل :  كنت غريباً وقبلتموني ؟
وإذ يجيبــــــونه : رب متى رأيناك هكـــذا ؟
يقول :
( كل ما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء فبي فعلتموه )
                                       " متى 35:25 ".

حـــــين تســـــــتقبل ضيفــــــــــــــــــاً  ،  
فأنــــت عضـــــــــو يخدم عضواً أخـر ،
واللـــه الــــــذي هو الــرأس يبتهـــج ،
ويعتبر صنيعك هذا مع أحد أعضــائه ،
        موجَّهــــــاً إليـــــــــــــــــــــــه .
وعليه :
         أطعم ههنا المسيحَ الجائع :

إن عطشَ  فأسقه من شـــرابك ،
   وإن كان عريـــــــــاناً فاكســــه .
   أو مســــــــــــــــــافراً فاقبــــلْه ،
   أو مريضـــــــــــــــــاً فعُــــــــه .
عشْ ، عــــــلى هـــــذا النحــــو ،
        طــــوال ســـــــــــــــفرك ،
        حيــــث المسيح في فاقـه .


أنظر أيهـــــــــــا المقرض البخيـل :
لأنك إن لـم تعـط هـــــذه الخيرات ،
     فســـــــدت عـلى الأرض .

ومـــــاذا تصبــــــــح لو لــم تعـــط تلك الخـيرات ؟
مــا كان معُداً للهلاك فوق الأرض يحفظ للسماء .

ســــــتنال ما حفظ لك : الاســتحقاق محفوظ ،
واستحقاقك كــــــنزك هنالك عملُ رحمة أخر :
أتريد أن يعطيك الله ؟ أعـــط أيضــــــــــــاً .

نطالع في الإنجيل :
( أغفروا يغفر لكم ، أعطوا تُعطَوا )
                     " لوقا 37:6 "..
لك شــــــيء عليــــــك ولك شيء على الغـــير : أغفر يغفر لك الله .
أنك تسأل الله شـــــــيئاً ، وآخر يسألك أيضــــــاً : أعط يعطــــك الله .
ألا تعتبر أعمال الرحمة ذات قيمـــــــــــــــــــة ؟
أنتبــــه لهــــــذا القول : ( من لا يرحم يدُان بلا رحمة )
                                             " يعقوب13:2 ".

إن من لم يرحم قبــــل دينونتــــه يـــــدان بلا رحمـــــــــــة ،
إن الرحمة تسمو على الدينونة وتفضّـــــل عليهــــــــــــــا ،
وكــــــــــل من قام بعمل رحمة ،
وإن كانت عليه خطيئة تستوجب العقـــاب، في يوم الدين ،
فســــوف يري نار خطيئتـه تنطفئ تحــت ماء الرحمــة .

ومـــــــاذا ؟
هــــــــــــل يعتـــبر الله ظالمــــــاً ، حــــــين يدافــــــــع عن أولئـــك ، ويغفر لهم ؟
الله عــادل في موقفــــه هـــــــذا ؟ الرحمــــة لا تسلب منه العــــدل ،
                                          والعـــــدل لا يسلب منه الرحمـة .

أنظر إذا كان الله ظالماً : أغــــــــفر يغفر لك ، وأعطه يعطك ....
أنظر إذا كان الله ظالماً : بالكيل الذي به تكيل  يكــــال لــــك .

أنظـــــر رحمتـه :
أغفــــر يُغفــــــــر لـــــــك .  
فيــــــك  قيــــاس  للغفران ،
وفي الله  قيــــاس  لقبـوله .

فيـــــــك قيــــاس لأعطـــاء مــــــــــــــالك ،
وفي الله قيــــاس لقبــــــول ما ليس لــك ،
وهــــــل أنصـف من أن يحبس الله عنك رحمته ،
إذا أنـت لم تشــأ أن ترحم قبــل مجــيء ديـانك ؟

أمـــــــا إذا  صنعـــــــت رحمــــــــةً ،
              فسوف تدان برحمــــة ،
              ذلك هـــــــو العـــــــدل ،
وبالنتيجة ، أغفر إذا أسـيء إليــــــــــك ،
              وأعط مما يكــثر بين يديـك .

ومـــــــن أيــن لــك          أن تعطي ،
إذا لــــــم يكن لــك من الله ما تعطي ؟

إن أعطـــــــيت مما هو منــــــك فـــذلك لعمري سخاء ،
ولكن بمـا أنك تعطي مما يأتيك من الله فذاك وفـــــــاء ،
وأي شيء لك ولم تأخذه ؟ ( 1كور17:4 ) .

إن الرحمة ، والتواضـــع ، والاعتراف ، والمحبة ، والســلام ،
               هي القرابـين الأكــــــثر قبـــــــــــــولاً عنــــد الله .
ومع ذلك ، لا تفكّــر فقـط بمـــن كان فقـــــــــــــيراً إلي المــال .

لاحظْ نوعية فقر كل واحد :
قد تكـــــون غنيــــــاً بما ينقصه وبوسعك أن تغيثــــــه .
إن أقرضت أعضاءك ، فإنك تقرضهـــــم مالاً وحسـب .

وإن كان محتاجاً إلي مشورة ، فأنـــــــت ذوي حكمة ،
    أم    فقـــيراً إلي نصيحة ، فأنــــــــت غنى بهــــا .

إذ ذاك أنت لا تشتغل ولا تخــــسر شـــيئاً :
تعطي مشــــــــورة فتوفــر لــــه صـــدقة .

أحبـــب على هذا النحو قريبــــــك ،
ولا تهتم بنفســــــــــك وحســــــب ،
بل أنظر حواليــك إلي المحتاجــين ،
          تـــــــــزرع بالدمـــــــوع ،
       وتحصـــــــــد بالفـــــــــرح .

ولكـن ألــــــــــــــــــــزم الفطنـــــــــــــة ،
لأن    الصدقة الحقيقية تأتي من القلب :

إن بسـطت يدك ،
   وكـان قلبـك خاليــــــــــاً مــن الشــفقة ،
                  فلســــــــت تعمل شـــــيئاً ؟

إمــــــــــا إن عمر قلبــــك بالشـــــــفقة ،
وإن لم يكن لك ما تعطيه بيد مبسوطة ،
              فاللــه يقبــل صــــــــدقتك .

تصــــدّق بفرح لأن الله يحب المعــطي الفــرحان ،
                                          ( 1كور 7:9 ) .
حينــــــــــذاك تعمــــل خيراً ، وحســـــنـاً تعمله .
إمــــا إن كنت تصــــــــدقت وأنـــت كئـــــــــــيب ،
فالصـــدقـــة هي منــــــك ، ولست تعملها جيـداً ،
فلتكــــن فيك المحبـــــــــة عـــلى رحبهـــــــــــا :
وســــعّ قلبك لئلا تكـــــون تحت النير مع الكفرة .
رحابة المحبة وحـدها تعمـــــــل بإتقـــــــــان ، أجعلها فيـك ،
                   لئــــلا يضيع شيء من الخـير الذي تعمـــله .

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac