مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في الإقرار الوضيع بالخطايا ـ الفصل ( 16 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في الإقرار الوضيع بالخطايا ـ الفصل ( 16 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل السادس عشر
في الإقرار الوضيع بالخطايا
تفهمُ الكتب الاعتراف على نوعين : اعتراف المادح ، واعتراف الباكي .

              فاعتراف المــــــــــــادح يناسب كــــــرامة الممدوح
             واعـتراف البــــــــــــاكي يناسب توبـــــــــة من يشكو ذاته .

حين تمدح الله تعترف به ، وتعترف به أيضاً حين تشكو نفسك ،
ولا يمكــــــــن للســــــان أن ينطـــــــق بأكــــــرم مـــن ذلـــــك .
                ولا شـــيء أنبل من هذين الفعلين ،
                ولا ألـــزم للعقل والفهـــم منهمــا .

أشكر الله وأشْك ذاتك لأنه يغفر خطـــاياك برحمة منه ،
إذ لو أراد أن يعاملك بحسب استحقاقاتك لما وجد فيـك سوي ما يستحق اللوم .

ابتعد عن الإثم ، والله لن يحاسبك على ما فات  ،
بل يحــــــــرق صكوك خطـــــاياك ويفتــــح لك حساباً جديداً .

أتق وجــــهه قبــــــــل مجيئــــه ، وأعـــــترف بما عليــــــك ،
كيلا يجد فيك سوي ما يســتحق  الثـــــــــواب لا العقــــــاب .

ألا يليــــــــــق بمجـــــد الله أن تعترف بخطاياك ؟
بالعكــــــــس ، أنه ليناسب بنـــــــــوع خــــــاص تســــــــبيحه .

بقــــــــــــــدر ما تســــــوء حــــــالة المريــــض يُمدح الطبيب .
أعـــــــترف أكثر بخطاياك إن راودك اليــــــــأس بسبب آثامك .

وكلما كثرت الخـــطايا المعترف بهـــــا  كلمــا عظُـــــــــــــــم مجـــــــد الغافر ؛
وطالما أنـــــــــــــــك لم تعترف بخطاياك فستظلّ نوعاَ ما على خلاف مع الله .
وكيف لا تكون هذه حالك إن كنت تشكر ثم تعمل ما لا يرضيه ؟

هــــــو يعاقب الســـــــــــــــــــارق وأنت تســـــــــرق ،
وهــــو يعاقب المدمن على السكر وأنت تمتدح السكر .

إن اعترفت بخطاياك وشكوتها تبدأ مصالحتك مع الله الذي يتهم خطاياك ،
إن شــــــــــــــــــــــــــــكوتها من تلقــــــاء نفســــك انضــــممت إلي الله .

وكأنك أمام اثنين : الإنســـــان و الخاطئ .
هــــــو صنـــــــــع ما ارتضــــيته كإنســــان ،
وأنــت صنــــــــعتَ ما ارتضــــيته كخــــاطئ .

أنقضْ ما صنــــعتَ ليخـــــلص الله ما صـــنع ،
عليك أن تكره فيك ما صنعته أنت ، وأن تحب ما صنعه الله

وحين يبدأ عملك أن يزعجــــك ينبثـق عـــن اتهـــــام ،
       الأعمـــــال الشـــــــــريرة مبدأ الأعمال الصالحة .

إن الإقرار بالأعمال الشـــــريرة بداية الأعمال الصالحة .
لا تكــــن لطيفــــاً مــــع نفســك ولا تداعبهـــــــــــــــــا ،
                                       ولا تغــــــــــــــــــــــترّ قائلاً في باطنك : أني بار .
         إذا أحببت النور والحق ، فعليـــــــــــــــــــــــك أن تشكو فيــــك آثــــامك .

لا توفرّ نفسك ، ولا ترحمهـا  يرحمك الله .
بل أعـــــــترفْ بما تــريد أن  يغــفره لك .

إن لم تعترفْ بإثمك فبأي لسان يسَعُك أن تقــول له . أصرف وجهك عن خطاياي
                                    لأني عارف بخطيئتي وأثمي أمامي في كل حـــــين  " مزمور2:50 " .

أتخذ إثمك قاضياً عليك ،
ولا تتخذه محامياً عنك .

أجلسْ أنت على منبر ضميرك وأمثل في قفص الاتهـــــــام .
          لا تتخذْ مكانــــــاً لك وراء ذاتك فيضعك الله أمامه .
إثمـــك ، سوف ينال عقابه ، أما منــــك وأمّـــــا من اللـــه .
إن صدر عنك كان بدونــــك . وإن صدر عن الله كان بحضورك .
كـــــــــن أنت للخطيئة معاقباً  حــتى يكــــــون الله لك محـــــامياً .

لا تطــــــــــلب لخطيئتك معــــــذرةً إن كنت قد شــــــئتها أو حملك إليها آخــر .
لا تتهم أحــــداً مخافة أن يتهمـــك من لا تستطيع الدفــــاع عن نفســك أمامه .
يغتبط الشيطان حــــين تتهمـــــه ، وهذا جلّ ما يتمناه حقاً .

أنه يريــد أن ترشـــقه بأنـــواع التهم شرط أن يفقد اعترافك ما له من اســتحقاق .
             ومع أنــك تريـــــــد أن تتهم نفسك فإن من يشـــــــكوك ينتصر عليـك .

أتهم نفسك ليكون لك الله محامياً .
ســــــــوف يشفي أمراضك كلها ، ولكـن إذا شـــــــئت .
لأنـــــــــــه لو شفي كلَّ مريــض لما شفاه رغماً  عنه .

لن تنــــــال بــــــــــرّ الله إذا كــــــــــــــــنت لا تشتهيه ،
 ولن تناله إلاّ إذا شئته . والبرّ ليس سوي بــــــرّ الله .

برّ الله يبقي ، وإن لم تشأ ولكنه يحيا فيك إلاّ إذا أنت شئت .

إن من خلقـــك بدونك ،
لن يخلصـــــك بدونك .
لا يرتضي الله بتضحية نعجة ذبيح بل بقلب منكسر .

وأضعْ قلبـــك واسحقه ، وأمتهُ لتتنقَّى بالرحمــــة .

أنت لا تــــــــــــبرر إذا ثرت على نفسك .
لكنـــك تتبرر جزئياً إذا أصــلحت نفســك وإن كنت لا تزال خاطئاً .
                       إذا يجـــــــب عليـــك أن تصـــــــــــــلح ذاتك .

إن قسوت على نفسك دخل الله وسيطاً بينك وبينها وكفَّ عن شجبك .
                          إرتفــــــــــع إلي الله ، ولا تســـــــــتكبر عليه .

إن ســـــــجدت أمام الله رفعك ،
وإن استكبرت عليـــــه خذلك .

إن تكبرت ، ظــــــــاهراً ،
جففـــــــتَ  بـــــــــــاطناً . أنا لا أقول لك :
كُــــــــــــنْ أقلّ مما أنت ، بل أعرف ذاتك وأعترف بضعفك وخطيئتك ،
ثم أعــترف بـــــــأن الله هـــو الذي يــبررّ وأنــك أنـــــــــت وســـــخ .
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac