مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في الفريسي والعشار ـ الفصل ( 18 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في الفريسي والعشار ـ الفصل ( 18 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس



الفصل الثامن عشر
في الفريسي والعشار
المدخل عـــــــلى الأبــواب : باشــــــــــــــــــر بالاعــتراف .

أجعــل خـــيرك في اللــــه ، الذي ابتعدت عنه فجنيتَ شــراً .

إن كنت نعجة الرب إلهك ، فأدخـل من الباب ،  
                             ولا تمكث في الخارج مع الذئـاب .

أعترف بخطاياك  ، وإن كان فيك صلاح فاعترف بمصدره ؛
                      أو كــــان فيك شــــرّ فاعترف كـــــــذلك ، ليجعلك الاعتراف صالحاً .

إن كنت صالحاً فبفضل من الله صلاحك ؛
أو كنت شريراً فمنــــــــــــــــــــــــــــك .

أهــرب   من ذاتـــــــــك وهــــــلَّم إلي الله خالقـــك ،
لأنـــك ، إن تهـــــــرب من ذاتــــــــك تتبـــع ذاتك ؛
          وإذ تتبع ذاتك تستمسك بالله الذي صنعك .

هل تخشي الاعتراف : لأنك تخاف أن يشجبك الله باعترافك ؟
لا تخـــــــــــــــــــف : اعترافك هذا لا يؤدي بك إلي العـذاب .
                          يا من يســعك أن تنجـــو بالاعــتراف ،
                         سوف تهــــلك إن لزمـــت الصمــــــت .

يفـــــرض اللـــــه الاعــــتراف لكي يخلـــص المتواضـــع ،
ويقضي على من لا يشكو ذاته لكي يعــــاقب المتكـــــــبر .

أكتئب قبل الاعتراف ثم اغتبط بعـــــده لأنك نلـــــــــت الشفاء .
أنظــــــــــــر إلـــي هذا القضاء العادل بين الفريسي والعشـار .
ماذا قيــــــــــل عن الفريسي ؟ سـقط .
ماذا قيــــــــــل عن العشـــار ؟ أرتفع .
ســــــقط الأول لأنــــــــــــــه   ارتفع ،
وارتفع الثاني لأنــــــــــــــه   أتضع .

ولكي يضع الله من يرتفع فإنه يثقـــل عليه بيده ،
لقـــد رفــــض أن يتضـــــــع ويعترف بخطيئته ،
       فاتضع تحــــــــــــــــت وطأة يـــــــد الله .

ثقيلة هــــي يـــــــــــــد من يضــع ،
كمـــا هــــي خفيـــة يد من يرفــع .
وأنها لقوية فـــــــــــي هـذا وذاك ،
      قويـة لتثقـــــــــــــــــــــــل ،
     وقوية لترفــــــــــــــــــــــع .

كان الفريسي :
يعترف بفقره وحاجتــــه دون أن يتجــــــــاسر على رفع عينية إلي السما ء .
أعترف بأنه إنسان خاطئ فـــــلم يعـــد يؤمـــن بحقه في التطــلع إلي فـــوق .
كان يتطلـــــع إلي عدمه ويعترف بكمال الرب ،
ويــــدرك بأنه قد جــــاء إلي الينبـــوع ظمآن .

ويدلّ إلي حنكه ويقرع باب  الغـــني الإلهي ليبّرد حــلقه ،
ويقــــول قارعــاً صــــدره ، مطأطئ الرأس إلي الأرض :
أغفر لي أنا الخاطئ :
من بعيد كان يصــلي مع أنه كــــــــان قريباً جــــداً من الله .
أدرك خطــــــــــــاياه فابتعــد عن الله واتقــاه فتقــرَّب إليه .

هو توقف بعيـــداً لكن السـيد نظر إليـه عــن كثــــب ؛
إن يقـف بعيـــــداً ، ولا يتجــــــاسر أن يرفــع عينـه ،
فهذا أمر بســـيط ؛ لكنــــه لم ينظــــره لئــــلا يُـــري .

ما تجاسر أن يتطلع إلي فوق ،
الضــــــمير يضـــــــــــغط عليـــــه والرجاء يرفعه .
وكـــــــــان يقرع صدره ويطــــالب لنفسه بالعقاب ،
وأشـــــفق السيد عليه لأنه كـــان يشكو نفســـــه .
وكان يقرع صدره قــــــائلاً :
رب أغـــــــفر لي لأني لســــــــت ســـوي خاطئ .

هوذا الاعتراف يصيره غنياً ، وإن كــــــــــــــــان فقــــــيراً جــداً :
فكيـــــــــــــف تمكــــــــــــن من اســتخراج تلك الجواهر الكريمة من اعترافه ذاك ؟
                  ونــــــــــــزل من الهيكل مبرراً ، أســـعد وأغــني من ذي قبــــــــل .

الفريــــــسي الصاعد إلي الهيكل للصلاة لـــم يطـــــــلب شيئاً .
بعض الناس يظنون أنفســــــهم أغنيـاء وهم لا يملكون شيئاً .
قال الفريسي :
" شكراً لك يا ســــيدي لأني لستُ كباقي الناس الظالمين والسارقين والفجّـــار ولا كهذا العشار"
لو أنه قال على الأقـــل كالكــــثير مـــــن الناس ، وما معني سـوى جميع الناس ما عـــــــــــداه ؟
                                                            باقي النـــاس وســائر الناس ؛
 لقد قال :
" أنا بــار وسـائر النــاس خطــــاة ... ولستُ مثلكم ظالماً وسارقاً وفاجراً " .

وأنها لمناسبة للتكبر في جوار العشار حين قال ، كهذا العشــــــار :
" وأنا وحدي فاضل ، أما هـــــــــــــذا فإنه مـن مصاف الآخـرين ،
لست مثله بســـــبب أعمالي الصالحة الـــــــتي تجعلني بــــــاراً .
إني أصــــــــــــــــوم في الســـــــــــبّة يومـــين وأعشـر كل مالي "

أبحــــث في كلامــــه عمـــــــــــا ســأل الله فلن تجـد شــيئاً ،
أنه صـــعد ليصــــلي ولم يشأ أن يمدح الله إنما مدح نفسه .

قليــــل بالنسبة إليــه ألاّ يصلّي إلي الله ويمـــــدح نفســــه ؛
ومــن واجبـــه أيضاً أن يجــدّف عـــلى مـــــــــن يصـــلّي .

لقـــد ســمعت النقاش حـــــــــــول الفريسي والعشار ،
      أصـــــغ الآن إلي الحـــــكم ؛
      لقـــد سمعت المدعي المتكبر
                     والمدعي عليه المتهَّــــــــم ،
                       فأصــغ الآن إلي القاضي .

الحقَّ أقول لكم : ( هي الحقيقة ، هو اللـــــــــه الذي يتكلم ) :
الحقَّ أقول لكم      لقد خـــــــرج هذا العشــــار من الهيكل أكثر بــــــراً من الفريسي .

ربّ ، قل لي السبب ، ها أنـــــــي أرى العشار نازلاً من الهيكل   مبرراً أكثر من الفريسي ،
                                                                             وأني لأبحث عـن السـبب .
أتبحــــث عــن الســــــــــــــــبب ؟ من ارتفـع أتضـــــــــــع ،
                                        ومن أتضع ارتفـــــــــــع .                    
لقـــد ســـمعت الحكـــــــــــــــــم ، أحـــــــذر السبب السيئ ،
وبكلمة أخري لقد سمعت الحكم فاحـــــــذر الكــــــــــبرياء .

هل تعتدّ بقواك ؟
أنت شـــرّ من الفريســـــي وأكثر كراهية منــه .
في الواقع أدعّي الفريســي البرارة بكـــــــــبر ،
ولكنــــــــه شكر الله قائلاً :
أشــــكرك يا ســــــــــــيدي لأني لســـــــــــت كباقي الناس .

الشكر لك يا الله : يشكر الله لأنه ليـــــــــــس كباقي الناس ،
ومع ذلـــــــــــك فبـــــالرب يلومه على كبريائه وتشامخه  ، لا  ، لأنه يشكر الله ،
بــــــل لأنــــــــه يظن بأنه لا يرغـــــب في أن يــــــزيد شـــــــيئاً على فضيــلته .

هــــــــل تعتــــدّ بقــــــــــــــواك ؟
لا تطـــلب شـيئاً لأنك كامل وبار ؛
وبالتــــــــــــالي فالحياة البشرية عــــــــــلى وجـــــــــــه الأرض ليســت تجربة ،
وعليـــــــــــــه فقــــــد أصبحت في بحبوحة ولا حاجة لأن تطلب مغفرة الخطايا .

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac