مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في أن من تعوَّد ارتكاب الخطيئة استخف خطرها ـ الفصل ( 7 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في أن من تعوَّد ارتكاب الخطيئة استخف خطرها ـ الفصل ( 7 ) من الكتاب الثالث ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل السابع
في أن من تعوَّد ارتكاب الخطيئة استخف خطرها
متى صارت الخطيئة عادةً :
بــــــدتْ خفيفـــة غـــير مؤذيـة ؛ وإن تكن جسيمة وثقيــــــــــلة ،
حتى أن الإنسان لا يعود ينفيها ، بــل يُعلنهـــــــــا ويتبـاهى بها .


لم تعــــرف الرذيلة عقاباً لدي سكان سدوم وعمورة بــــل كانت الشريعة تُرَحّـــبُ بهــا .

وكـــــــــان الصادوميون يثورون عندما يوجّه إليهم اللوم على الفحشاء التي يرتكبون ،
وكانـــــــوا يقولـــــــــون إنسـان صديق يوبّخهم على ميل فيهم قبيـــــح :
( أنت جئت لتسكن بيننا لا لتسن لنــــــا شــــــــرائع )
                                       " تكوين  19:19 ".

لفقد إعتادوا هنــــــــــاك ارتكاب الفحشاء التي لا أقبــــح منهـــا ،
حتى غدا البرّ عندهم إثماً ، ولاموا مقاوم الشرّ أكثر من صانعة .

وأنــــــت إن علْقتَ في شرك العادة الشــــريرة ،
منعـــــــك التمـــرّس بالشــــرّ من أن تتبيَّنـــــه ،
وأصبحت تـــــــدافع عــــــن أعمالك الشــريرة .

اياك أن تهمـــــــل الخطـــايا التي صارت فيك عادة ،
لأنك إن تعــــوَّدت خطيئــــــة اسـتخَففتَ خطــــرها ،
ومـــــا عددتها شـــــــــــيئاً فتتصلَّب في موقفــــك وتفقد الندامة .

كـــلَّ شيء يتناهى في الفســـــــــــاد ، لا عـذاب لــــــه ؛
وكلّ جرح يـــــؤلم ، يكــــــون سليماً أو قــــابلاً للشـفاء .
إنمـــــــــا لا يجوز أن تعتبر ، سليماً ، جرحاً لا يـــــؤلم ،
بـــــــــل بالأحرى يجــــب أن تعتــبره ميتــــــــــــــــــــاً .

وإذا لمستَ الجـــــــرح و وخزته وشددتَ بــــــــــــــه ،
                            ولم تشعر منــــــه بوجـــــــــع ،  
فيجب أن تعتبره ميتاً ، وبالتالي تستأصله من جسـمك .

أصلحْ نفسك إن كنتَ قد استسلمت إلي عـــادة ســـــــــــيئة ،
إذ بإمكـــانك أن تعـود عنهـــــــــــــــــا بعادة أخري صالحة .

إيّاك أن تعمـــــل عــــــلى هواهــــــــــــــــا ،
   وأن تـــــروي غليلها باستسلامك إليهـا ،
بل أقــــــــــــض عليهــا بمقـــــــــــاومتها .

وطالمــــا هي قائمـــــــة فإنهـــــــــــا تخاصمك ؛
فــــــــــــــــإن لـم تصغ إلي اقتراحاتها ضعُفت ،
وأخــــــــــذتْ قوتهـــــا تتلاشى يوماً بعد يوم ،
لأنَّ قوَّتهـــــا تكمــــــنُ في خضوعك لهــــــا ،
فــــــــــــإن أسلســـــتَ لهــــــــــــا القيـــــاد ،
            أعطيتهـــــا قـــــــــــوي جديــــدة .

العادة الشريرة الملجومــة مكبـــــــوتة ؛
                   المكبوتــة تمـــــــرض ،
                  والمريضة تمـــــــــوت ،
                    لتخلفها عادة صالحة .
عن خبرة أتكلم :
في الغد ، يزداد الإنسان كسلاً أمام عمـــل اليـــــــــــــوم .
وإذ لــــم يتبع  الإنسان في الغـــــد ميـــــله الشـــــــــرير ،
سَهُلَ عليــــه الانتبــاه لأن عـــادة اليوم السابق تساعده  .

إنمــا عليك أن تكافح ،
لأنك أوجدتَ لنفسك عـــدواً شرســــاً ،
                 فــــي عادتك الشــريرة .
أنت لـــــــــم تشتغل لتحيـــــــــــــــــا ؛
بــــــــــــــــل أشتغل لكي تتغلَّب عليه ؛
وإذا كنــــت أضعف منــــــــــــــــــــه ،
فصـــــــــــلّ إلــــي اللــــــــــــــــــــه .
أصـــــــــلح ذاتـــك الآن ، يا بنـــــيّ .
أصــــــــلح ذاتـــك حــــــــــــــــــــالاً .
ومـــــــــن يمنعك عـــــــــــــن ذلك ؟

الربّ :
صـــــبـور ، غفور ، طويل الأنــاة ؛
أنـــــــــت تعــــــود إلي الخطيئــة ،
وهـــــــــو يغفر لك من جديـــــــد ؛
             ثم تعود إلي الإثــــــم  ،
وحتى م َ يظــــــــــــــل صــــابراً ؟
أنــــــــك لتجـــربّ  إلهاً عـــــادلاً .

أضطـــــرب لأنـــــــــــــــــــي أخــــــــــــاف .
عـــلّمني أن لا أخـــــــــــــاف فلا أضطــرب .
ســــأقول لك عــــن الـشــــيء الذي أخشــاه .
وما أســــرع وصــــول كلمتك إلي نفــسي ،
وبأية عاطفة تفــــرض عـــلىّ إتمام إرادتك :
               أني أري كل ذلك .

لقـد أرتــــــــــوت الأرض جيــــــــــــــداً ،  
فما عليها سوى أن تنبت حنطة لا شوكاً .

الأهراء مستعدة لاســـتقبال الحنطــــــة ؛
والنار مســتعدة لاســـتقبال الشــــــــوك .
أنـــت تعـــــرف ما تصنع بحقـــــــــلك ؛
والله  لا يعــــرف ما يصنع بعبــــــــــده ؟

عذبُّ هو المطر الذي يجعل الحقل خصبــاً .
وهل يلام المطر إذا أنبـــتَ الحقل شــوكاً ؟

ألا يشهد المطر يوم الدينونة قائــــــــلاً :
( عــلى الجميع ســــــــــكبت طراوتي ) .

أنـــــظر إلي ما تحمل من ثمر ،
لتعـــــلَم أيَّ مصير ينتظـــرك .

إن حملت حنطـــــــــــــــــــــــــةً فإلي الأهراء ،
        أو شــــــــــــــــــــــــــوكاً فإلي النــــار ،
لكـــــنَّ زمن الأهراء والنار لـــم يأت بعـــــــد ،
عليـــك أن تســـــــــــــــتعد لئــلا تخـــــــــاف .
باســـم المســـيح الذي فيه أحيا وأتكـــــــــــم ،
والــذي فيـــــــه يحيــــــــا مـــن أتكلّم معـــه ،

ألم يَحنْ الزمــــــان والمكـــــــــان
للتحوّل بفطنه ، من حياة شـــــــريرة ،
                   إلي حياة صـــــــالحة ؟
ألا يمكنك ،إذا شــئت أن تتحوّل اليـوم ؟
ألا يسعك ، إذا شئت إن تقوم به فوراً ؟
بينما أتكلّم ،
حولْ قلبــــــك ليتـــــــــــــــــــمّ ما يدعونا الله إليه ، أغلب الاحيان ،
هــــــذا الذي إذا أهملنــــــــــاه ، جَرَّ علينا العقــاب .

ضــــــــــــعْ هَّمــــــــــــــــــــك في التنزه عن الخطأ ؛
وإذا مـــــــا فاجأتك الخطيئـــة لضـــعف في حيـــاتك فأنبـــــــــذها حـــالاً واشجبها ،
ثم هيّــــــــــا مطمئنــــــــــــــــاً إلــــــي القــــــاضي تجـــــــــــــــدْ محامياً عنــــــك ؛
ولا تخَفْ من أن تخـــــــــــــسر قضيتـــــــــــــــــك ،
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac