مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في محبة الأعـداء الفصل ( 14 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في محبة الأعـداء الفصل ( 14 ) من الكتاب الخامس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الرابع عشر
في محبـــــة الأعــــــداء
أعلمـــــــــك أن تقتـــــــــــدي بالمســـــيح .
إن أحببــــت المسيح فأحبب جميعَ النـاس ،
أحـــــــــــبَّ أصــــــــــدقائك،
وأحــــــــبًّ أعــــــــــــدائك ،
إن المسيح المعلق على الصـــــليب قال :
( أغفر لهم يا أبت لأنهم لا يدرون ما يصنعون )
                                           " لوقا 23/34 " .


لـــك أرســـل هذه الكلمــــــة لكي يسمعها الكل .

كان بوسعه أن يصلّي عن صالبيه بصـــــــمت ؛

إنمــــــــــا كنــــــــــت حرمت مــن المثـــــــال .
بكلام قليل علّمــــــــك ما يستطيع أي إنسان أحمق أن يقوله ،
           وعــــــــــلى ذلك الكـــــــــلام أسّـــــــــس قضيتــك .

وعلّمـــك المعـــــلم الســـــــماوي أن تصلي ،
علمــــك أن تصلي وفرض عليك الصــــلاة ،
          لأنـــــــــك كنــــــــــــــت مجــــرماً .
أفــــرح لأن محاميـــك في الوقت الحـاضر ،
            سيكون لك ديَّانـــــاً في المستقبل .
أنت مدين لمن لا يغش ولك أنت أيضاً مدين .

أنت مدين لله ومدينــــك هــــــــــو قريبـــــك ،
ويصنع الله بمدينة ما أنت صانعه بمدينـــك .
وإنّ     ما تسـامح به مدينك تقدّمه هديةً لله .

أنت تطلب من الله رحمــــــــــــةً ،
فلا تتهـــــاون في رحمة القريب .
إن الله يريد رحمةً لا ذبيحــــــــة .

  لا  تقربّ قرباناً بلا رحمة ،
إذ لا  تغفــر لـــك خطــــاياك ،
إلا إذا  قرّبت قربانك برحمـة .

ولا يكفيــــــــــــك أن تسامح ،
    عليـــــــــــــك أن تحـــب ،
تمنَّ على عــدوك أن يكــــون شــريكاً لك في الحياة الأبدية
                    وأن يكـــون لك أخاً  

إن كنت تتمـــنَّي في محبتــك لعدوك أن يكون لك أخــــاً ،
                                    فمتي أحببته أحببت أخـــاً .
إياك أن تحب فيه ما هو عليه بل ما تريـــــده أن يكون .
إن الله يحــــــــب الخطــــــاة ، ولكنه لا يحبهـــم خطــاة لكي يظلوا خطاة .

عندما صـــــــلّي المســـــيح على الصليب عن الخطـــاة ،
                                 أراد أن يغيروا ما بنفوسهم .

ورفعهم من مصاف الأعداء إلي مصــــاف الأخــــــــوة
                                 ولقد حقّــــــــق ذلك فعليــــاً .

أقتـــــــــد بالمســـــــــــيح ، أيغضب عليك الإنسان ؟
إن غضب فصـــــــــــــــــلّ . وإن ابغــــض فارحم  .

انــــــــه يبغضـــــــــــــــك بنفـــــس محمــــــــومة
ولكنـــه ســــــــــــــــــوف يشــــفي ويشــــكر لك .

إن أبغضك عدّوك ظلماً سوف يعلم أن  :
                           جشع العالم الذي هو فيــه يبغضــــك
                                         وذاك هو سبب بغضه لك .

إن أبغضته أنت أيضاً رددت له الشر شراً .

كنــــــتُ أبكي مريضــاً أبغضك  ، أما وقد أبغضته أنتَ أيضاً .
فصرتُ أبكي مريضين .

إن أضطهــد قضيتـــك حرمك ممّا كنت تتمتـع به على الأرض ،
                           فابغضته لأنه ضيّق عليك فوق الأرض .

لا تتوقف عند هـــــذه الأحـــــــزان ،
بل أرتفع إلــي فــوق إلي الســـماء
وقلبــــك يكون حيث المدى الرحب ،
ولســـت تشــــــكو ضيـــــــــــــــقاً ،
عندمــــا ترجـــــــو الحياة الأبديـــة .

تأمــــــل بما يأخذ منك ؛ إذ ، لو لم يســــــــمح له بــــــــذلك الله
                                 الـــذي يجلد الابن الذي يرضي عنه ،
                                  لمــــا أنتزع منـــك مــا انـــــــــتزع .

عدوك هـــــو بمثــــــــــــــــابة مبضع الله الذي يشــــــــــــــــــفيك ،
إن رأي مفيداً انتزاع شيء منك سمح له بــــأن يهاجمك ويضربك ،
انه وســــيلة للاعتناء بــــــــك ، فأطــــلب لــه أيضــــــاً الشــــفاء .

إن أحببت عــدوك أقام الله فيك وكملت محبته لك .  
باشــــــر بالمحبة تصــــــــــبح كـــــــــــــــــاملاً .

إن باشرت بالمحبة بـــــــــدأ الله يسـكن فيــــــك ،
أحــــــــــــــــــــــبّ ذاك الذي بدأ يسكن فيـــــــك ،
                      لكي يصتيرك كامــــــــــــــلاً ،
                      بسكناه فيك على وجه أكمـل .

   قال المســـــيح وهــو عــــــــلى الصليب :
( أغفر لهم يا أبت لأنهم لا يدرون ما يفعلون )

أقتد بمعلمك ، بربــــك وإلهــك ؛ وهل كثير عليك أن تقتدي بــــه ؟
                 لقد قدّم لك مثالاً ، لكي تعمــــــــــــــل أنـت مثـــــله ،
ولكـــــــــــن إن ظننت أنــــــــه كثير عليـــــــــك أن تقتدي بسيدك ،
               فتأمل اسطفانوس .

كثير عليــــك أن تتطلع إلي الشمـــــــــــــس ،
لأن عينيــــك مريضتان ؛ فأنظر إلي القنديل .
قال المســــيح من على صليبه :
" أبتاه بين يديك استودع روحي"
                           " لوقا23/46 " .

قال هذا كإنسان ، مصلوب ،
مولــــــود من امــــــرأة ،  ولابـــــس هذا الجســد ،
وكمن سوف يموت عنك ،  ويصـــــير إلي القـــــبر ،
ويقــــوم ثــــالث يــــوم  ، ثم يصعـــد إلي الســماء .

والآن أصغ إلي اسطفانوس يقول :
( يا سيدي يسوع أقبل روحي )
                " أعمال  7/58 ".
وكانت صلاته هذه عنك ،
إنما خطر ببــاله شـــــــــيء أخـــــــــر ،
وهـــــــــــــــــــو أن يكون مثالاً يحُتذي .
واقفـــــــــاً صلّي لنفســــــــــــــــه ،
وراكعـــــاً صلّي من أجل راجميه .

كان عالماً بأنه يصـــــــــــــــلي من أجـــل مجــــرمين ،
وبقـــــدر ما كانــــــــــــــــــــوا أشــــــــــــــــــــــراراً ،
بقــدر ذلك كان من الصعب عليه أن يســــــــــــــتجاب .
            قــــــال المســـــــــيح المعـــلق على الصليب :
           ( أغفر لهم يا أبت ) .

          وقال اسطفانوس وهو راكع تحت وابل من الحجارة ،
                                ( ربّ لا تحسب لهم إثمهم هذا ) .

كــــــــان اســطفانوس أول من ســـــــــفك دمه فـــي ســبيل المسـيح ،
وكـــــأن إكليـــــــــــلاً انحدر من السماء مكافأة لمن

ويقتدون بفضيــــــــلة رائـــــــــدهم فـــــي الجهـــاد .
          وإذ بعدد كبير من الشهداء يملأون الأرض .

وكل الذيـــــن سفكوا دمـــــهم اعترافاً بالمســـــــــيح ،
وصنعـــــــوا ذلك الإكليـــــــــل على رؤوسهم بلا عيب  ، لمن سيقتفون أثرهم .
وها هــــــــو الآن ينزلُ الإكليـل ، فإن رغبـــت فيــــــه فطـــر إليــــــه عاجــــلاً ،
وإن اشتهيته فاقتــــــــــــــــــــــد باســـــــــــــطفانوس .

 ــــــــــــــــــــ
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac