مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في الخــــــــــــداع ـ الفصل ( 8 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في الخــــــــــــداع ـ الفصل ( 8 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الثامن

في الخــــــــــــداع

{ فاطرحـــــــوا كل خبث و كل مكر و الرياء و الحسد و كل مذمـــــــــة ،
 وكأطفــــــــال مولودين ألان اشتهوا اللبن العقـــــــلي العديـــم الغش ،
 لكي تنموا به  إن كنتـــم قد ذقتـــــــم أن الرب صالح }
                                                       "1بطرس2/1 ".
و أعمل نظــــير الطفـــولة المقدســــة ،
وأطرح عنــــك الخبث والمكر والرياء .
حافـــــــظ على تـــــلك الــــــــــــبرارة ،
ولا تتخل عنها متى كـــــــــــــــــــبرت .

الخبـــث هــــو حـــــــب الإيــــــــــذاء ،
والخداع هــــو أن يعمل الإنسان شيئاً ويخفي آخــر .
والمكــر هــــو الإغـــــــــــــــــــــــــراء بمدح كاذب .

الخبـــــث : يفـــــرح بـــــــالأذى اللاحق بالغير ،
والريـــاء : يجعـــــل القـــــــــلب قلبــــــــــين ؛
أما المكر : فـــــــأنه يجعل اللسان لســــــانين .

أهرب من المكـــــــر: كن وديعـــاً كالحمــــــــــــــامة
                          وحكيمـــــــاً كالحيــــــــــــــــة ،                  
لا رغبةً في الإيـــــذاء بل ســـــعياً إلي تجنب المؤذي .

أهرب من المكر: حـــــــيث يفرح الإنسان بأن يعمــــــــــل ،
                     ليس فقط ما لا يخـــشى عليه لومة لائم ؛
                     بـــــــــــل ما يمكن الثناء به عليـــــــــه .

لا تهنئ الرجل الذي ينجح في طريقـــــــه ويحتاج إلي من يثأر لخطاياه
                              ثم له من يمدحه . ذاك هو غضب الرب العظيم .
ليقــــرعـــني الصــــديق وليوبخــــــــــني إنما ذلك رحمة .
                                                                         " 140/5 ".
يجب عليك أن تطلب التأديب برحمـــــة ولا الثنــــــــاء الكاذب .
إن كـــــان صــــديقك بـــــــاراً ورحيماً  ، فأنه يؤدبك برحمــة متى رآك في خطــأ .
تنـــــــازل الــــــربّ وكلّمك في شخص مؤدبك لئلا تصدّ عنـــك شخص من يؤدّب .

منُ وبُخ كان محبــاً : وهـــــو يوبّخ لأنه لا يبغض .
أســــمع الكتــــــاب :  ( وبّخ الحكيم فيحبُّـــــــــك )                 
                                                  " الأمثال 9/8 ".

لن يطيب زيــــت الخاطئ رأس الحكيــم ،
       لأن الثنـــاء الكاذب خــــــــــــــداع ،
 وثنـــــاء الخداع الكاذب زيت الخــاطئ .

ولـذلك حــين يســـخر الناس من واحــد ،
ويثنون عليه ثنـــــاء كاذبــاً يقولون فيه
             ( لقد دهنا رأسه ) .

أحــــبّ إذاً توبيــــــخ البـــار برحمــة ،
ولا تهــــــوَ مديح الخـــاطئ بسخرية .

المضطهدون نوعان : الناقـــــــدون والمادحــون .
لســــــــــــان الماكـر أشدّ مطــــاردة من يد القاتل . لسان الماكر أتون
( بالنار يمتحــــــــن الذهب والفضة وكذا الإنسان مع فــــــــم مادحه )
                                                                            " أمثال27/21 ".


الاضطهاد نار والمكر نار ؛ وعليك أن تنجــــــــــو منهما بسلام ،
من وبّخــــك حطّمــــــــــــك كمــــــا الإناء الخزفي في الأتـــون .

كوّنتك الكلمة ثم جــــاءت تجـــــــــربة الامتــــــحان :
فمـــــــن كان مكوّنـــــــاً ، عليـــه أن يصبــح قاسياً .
إن كان تكوينه حســــــناً جاءت النار وصيّرته قوياً .

نار الامتحان وعــــــــــــــــــــــــذابه يقويان الشـهداء .
إن مدحـــــك الخادعون الماكــــرون وقبـــــــــــــــــلت
كنـــــــــــــت كالعذارى الخمــــــس الجـــــــــــاهلات ؛

أشتريت زيتاً ولــــــم تأخـــــذه معـــك . ألمُ كــسُرك فمُ مادحيـــــــك .
و عليــــه فإن مدحك أحــــــد النـــــاس قــــــــل له : لمَ تمدحــــني ؟
أمــــــدح الله ، ومن أنا حتى تمدحني؟ أو مـــــــــاذا عمــــــــــلت ؟
أي شيء لي ولم آخــــــــذه .
              وإن كنتُ أخذتهُ فلماذا أفاخر وكأني لم أخذه ؟

ولكنـــك تقـــول أني أحتمـــل الخداعين وها هم لا يكفـــون عن الضجيـج ،
يمدحــــــــــوني بما لا أريـــــــــــــــــــد
                   وبما لا أبـــــــه لــــــه
أما ما هــــــــــو عزيـــــــــــز عــــــــلىّ فأنهـــم يشـــــــــــــــــــــــجبونه ،
يا لهــــــــــــــم من ماكـــــــــــــــــــرين خداعين كــــــــــــــــــــــــــذابين .

هم لا يكفون عن الخــــداع ؟
خداعهــــم لا يطـــــيب لي ،
أنــــــــــــه زيت الخاطئ إن لم يكن طيباً فلن يعطر رأسك .

لا تفــــــــرح بأمثــــــــــــــال تلك المدائح ،
                ولا تقبل بها ، ولا تــــرضَ ،
ولا تــــــهنئ نفســـك بها ؛
حــــــتى إذا قـــــــــــــدم لك أحدهم زيـــــــــت الخــــداع
ظــــــــــــلّ رأسك ســـالماً ، فمـــــا أنتفــــــــخ ولا تورم ،

لأنــــــــه أن أنتفخ وتورم ثقل عليك وقذفك إلي الهاوية .

أنا لنجد أناســــــاً آخرين يقبلون صامتين ،
عن مكـر أقـــــــــــــــوالاً شــــــــــــــريرة ،
مع أنهم يعرفونهـــــــــا شــــــــــــــــريرة ولا يوبخون قائليها ،
لئــــــلا يهينــــــــــــــوا من ســـــــــمعوها منهـــــــــــــــــــــــم .

أنــــــه لشيء بســــيط ألا يقـــــــــــــولوا :
عملت ســــــــــــــوءاً ، ولكنهم يقولـــون :
حسناً صنــــــــــــــعت لقد ادركوا أنه شر ،
بيد أن الخبـــــــــــــث ملء أفواهمـــــــــم ولسانهم يلاثم الخداع .

الخداع هو بعــــــــض الغش في الكــــــــــلام ،
ويقــــــوم بأن يقول الإنسان بخلاف ما يبطن .

أهـــــــرب من الخـــــــــداع إن كنت خداعـــاً ،
فلســـــــت تعمل الشــــــــــرّ وتسـر به وحسب
            لأنك تمـــدح علناً وتسخر ســــــــراً .

أنك تهوّر إنساناً يعــــــــــلن عن عيوبه لحماقة ولا يدري إن كانت أم لا ؛
أما أنت  فأنــــك تعـــــــرف العيب ولا تقول له ، أين تلقــــــي بنفســــك ؟

لو رأيته يمشي بــــــــــــلا وعي فـــــــــــي الظــــــــــــــــلام ؛
حــــــيث تعلــم بوجــــــــــود بئر فهـــــــــل تســــــــــــــكت ؟
         ومــــن تكــــــــــــــــــون   إذ ذاك ؟
ألســـت تقـــدم ذاتــــــــــــــــــــك عدواً لنفســـــــــــــــــــــك ؟
       ومع ذلك إن سقط في البئر فلن يخسر نفسه بل جسده .

هـــــــــــو يلقي بنفســــه في رذائــــــله ،
وأنـــــــت تعرفها شريرة ثم تمدحـــــــه وتســخر منه في ســــــــــــــــــرّك ؟
آه لـــــــــو يتّجـــــــه يوماً إلي اللـــــــــه منْ تسخر منه وترفض أن تصلحه ،
ليقول له :( أخز اللهــــــمّ القـــــائلين لي : نعمّـــــــــــــاً نعمّــــــــــــــــــــــــا )
                                                                                  ( مزمور 39/16 ).


                                  عواطف وصلوات
 فـــــي الخــــــــــــــــــــــــداع


Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac