مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في ضرورة تناول الإفخارستيا عن جدارة ـ الفصل ( 15 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في ضرورة تناول الإفخارستيا عن جدارة ـ الفصل ( 15 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الخامس عشر
في ضرورة تناول الإفخارستيا عن جدارة


 أصغ إلي صوت ربك :
( أنا هو خــــــــبز الحيـــــــــاة
آباؤكم أكلوا المن في البرية و مــــــــــاتوا ،
هذا هو الخـــبز النـــــــــازل من الســـماء ،
لكي يأكل منه الإنســــــــــان و لا يمــوت .
أنا هــــــــو الخــــبز الحــي الذي نزل من السماء ،
إن أكل احـد من هذا الخـــــبز يحيــــــا إلى الأبـد ،
و الخــــبز الذي أنا أعــــطي هـــــــو جســـــدي
الذي ابذله من اجـــــــــــــــل حيـــاة العـــــــالم .

فخاصــــم اليهـــــــــــــــــود بعضهـــم بعضاً قائــــلين :
كيـــــــــف يقــدر هـــــــــذا أن يعطينا جســده لنأكـــل ؟

فقال لهم يسوع : الحـــــق الحــق أقــــــــول لكــم  :
إن لم تأكلــــــوا جسد ابن الإنسان و تشربوا دمه ،
فليس لكـــــــــم حيـــاة فيكــــــم .

من يـــــأكل جســـــــدي و يشـــــــرب دمــــــــــي ،
فلــــــــــــه حياة أبدية و أنا أقيمه في اليوم الأخير .
لان جسدي مأكل حق و دمي مشــــــرب حـــــــق .

( من يأكل جســـــدي و يشــــــــــــــرب دمي يثبــــــــــــت في و أنا فيـــــــــــه .
كما أرسلني الآب الحي و أنا حـــــــــي بالأب فمــــن يأكلني فهــــــو يحيــــا بي .
هذا هـــــــو الخـــــــبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل إباؤكم المن و ماتوا
من يأكل هذا الخــــبز فانه يحيا إلى الأبــد )
                                    " يو48:6/59 " .

المسيح هو الخبز الذي نـــزل من الســـــماء ،
لكنه الخبز الــذي يحــــــيي ولا ينفـــــــــــذ ،
إنه الخبز الــذي  يقبـــــل دون أن يسـتهلك ،
المن عينه كـــان لهذا الخبز رمزاً ولهذا قيل :
( خــــبز السماء أعطـــــــاهم
وخـــبز الملائكة أكل الإنسان ) " مزمور 77/24 ".

المسيح خبز الســـماء :
صار رب الملائكة إنساناً لكي يـــــأكل الإنســــان خـــبز الملائكـــــة :
لو لم يبصـــر إنســـــــاناً لما حصلت على جسده وأكلت خبز المذبح .

أسرع إلي المـــــــيراث الذي به نــــــلت عربــــــــــــوناً عظيمـــــــــاً ،
وأطلب حياة المســـيح لأن موت المسيح عربـــــــــــــون بيــــــــــدك .

من يـأكل ذاك الطعــــــــام ،
و يتناول ذاك الشــــــراب ،  يثبت في المسيح ،
                        و مــــن يثبت في المسيح ، يحصل عـــــــليه .

إن لم تثبــــت في المســـــــــيح ؛ و لم تـأكل روحياً جســــده ،   
                                         و تشرب دمــــــــــــــــــــه ،
تضع سر جســــــــده و دمـــــه ، بشـــــــكل منظــــــــــــــور ،
                                         و مـــادي تحــت أســــنانك ،
و لكنك تأكــــــــــل و تشــــرب ذلك السر العظيــم لدينونتــــك ،
لأنـــك تجسر أن تتنـــــــــــاول أسرار المسيح وأنت غير نقي .

إن شئت ألاّ تأكل و تشرب لدينونتك ،
          فعــــش حيـــــاة صـــالحة .

لا تحــث الآخـرين بالكـــــــــــــــلام ،
بـــــــل بالمسيرة على اقتفاء أثرك ،
لئــــــلا يهلكـــوا إذا حذوا حــذوك .

إن كنت متزوجــــــــــاً فكـن وفياً لزوجتك ، و أعطهــــا حقهـــا .
أما إن نذرت نفسَك لله فاضبــط جســـدك ، و أكبح شــــــهوته ،
ولا تســــــتســـلم إلي كل ما يجـــــــــــــوز أن تعمــــــــــــــــله ؛
بــل عليــــــك أن تعرض عن المنكـــــــر و ترذل ما هو مقبول .

أذكر أنــــــــــــــه يجب عليك أن تحيا على الأرض حياة ملائكية :
فالملائكـــــــــــــة لا يتزوجــــــــــــون ولا يتخـذون لهم زوجـات :
تلك حالك في القيامة .
كم يحسن بك أن تكــــــــــون ، اليوم في حيــــاتك ،
ما ســـــــوف يصيرُ إليه الناس بعد القيامــــــــــة .

حافــــــــــظ على مقامـــــــــك تحُفظ لك كرامتــــك .
قيامة الموتى شـــــــــــــبيهة بالكواكب في السماء :

كما أن كلَّ كوكب يختلف شرفاً عن أخيــه ،
هكــــذا هـــــــي قيــــــــامة الأمـــــــــوات ،
هنــــــا يضيء التبتـــــــــــــــل بشـــــــكل ،
وهناك         العفة الزوجية بشكل آخـــــر .
و هنالك       قداسة الترّمل ،
و كـــل يضيء بشكل يختلف عن ســـواه ،

و لكنهـــــــا جميعـــــــاً في الســـــــــــماء :
الســـــــماء واحده للكل أما النور فمختلف .

وبينمــــــا أنت تفكــــــر بمرتبتك حافظاً عهدك ،
أقبــــلْ إلي جسد الرب و هـــــلمّ إلــــي دمــــه .

لا تقــترب مـــــن جسد الرب ،
إن عرفت نفسك غـــير أمين .

ما أكثر الذين يقتربون من الهيكل ،
و لكنهم يموتون و هم يتناولـــون .
لم يكن جسد الرب سمُاً ليهوذا و مع ذلك فقد تناوله و لما تناوله دخل فيــــه العـــــدو .
لا لأنه تنــــاول شــــــــــــــراً ، بل لأنه شـــــــــرير و قد تنـــاول الخـير بروح شـرير .

أنتبــــه ، وكُل الخبز السماويَ روحيـــــــاً ؛ وأحمـل إلي الهيكل بـرارتك .
و برغم أن خطــــاياك يوميـــة فأحـــذر من أن تحمل لك معها المــوت .
وقبل أن تدنو من المذبح أنتبه لما تقـــــول :
      ( أغفر لنا ذنوبنــــــــــا كما نحن نغفر لمـــــــن خـــــطئ إلينــــا )
                                                                                  ( متى 6/12 ) .

إن غفرت غفر لك :
تقدم باطمئنان ، إنه خبز وليس سماً ، لكن أنتبه إن كنت قد غفرت ،
و إن لم تغــــفر تكن كــــــــــــــــذاباً و تغش من لا يمكنك أن تغشه .

يمكنــــــــــــك أن تكـذب عـــلى الله
إنما لا يسعك أن تغـــــــــــــش الله .

هو عالم بما تعمل : من الداخل يراك و يســـــتقصي بواطنـــــــــــــــك ،
                         يري قلبــــــــك و يحكم عليه بالشجب أو بالمكافأة .

أقترب من المسيح بفرح :
إن ذهبت إليه متواضعــــــــاً فلـــــــن يطــــــــرحك خـــــــــــــــارجاً .
لقــــــــــــــد نزل من السماء لا ليعمل مشــيئته بل مشــيئة من أرسله .

متواضـــــــــعـاً ، جـــــــــــــاء ، لكي يعـــلم التواضــع ،
إن ذهـــــبت إليه عمـــــلت معه جسداً واحداً  متواضعاً .
و إن اتحـدت به صـــــــــــــــرت متواضـــــــــــــــــعــاً ،
إذ إنــــــــــــــك لا تعمل مشيئتك بل مشـــــــــــــيئة الله .

و لذلك لــــــن تطـــــرح خــــــارجاً .
لو كنت متكبراً لكانوا ألقوك خارجاً .

إن استكبرت ، ابتعـــــــدت عن هذا الخبز السماوي ؛
                  وما عاد يمكنك أن تجــوع إليــــــــه .
المتكـــــــبر ، مريض بقلبه ،
               وأصـــمَّ بأذنيه ، مع أنهما مفتوحتان ،
              و أعمي بعينيـة ، مع انه يري بهمــا .

هـــــــــــــو لا يعـرف الخبز الســـماوي ،
             ولا يشعر بجوع إلي بـر الله ،
لأنـــــــــــه يشـــــبع من بر نفســــــــه .

المتواضع لا يغــتر بقــــــــــــــــــواه ،
لذلــــــــك تعضــده النعمـــــــــــــــــة ،
           و تفيض المحبـــة في قلبه ،
           بواسطة الـــروح القــدس :
           مؤمــن هو وجائع فليأكـل .

إن المولود بشــــكل غير منظــور ،
ينمــــــــو بشــــكل غير منظـــور ،
وله ولــــد يتجــــدد باطنيــــــــــاً  ،
            و يشـبع باطنيــــــــــــاً  .

للمتواضع في باطنه ما ليــس للمتكـــبر ؛
            فلا يحزن ولا ينهك ولا يخطأ .

ذهــــبُ المتكبر في صندوقه ،
واللــه في قلب المتواضــع :
قارن بين الذهب والله بين الصندوق  :
للأول ما يفنــــــــــي و يفنيـــــــــــه .
و للثاني  الله ، الذي يبقي إلي الأبد .

                   كلُ أيها الآكل و اشرب أيها الشارب ،
جع وأعطش : كلُ الحيـــــــاة و أشرب الحيــــــــــاة .

إن أكــــــــــله الحيــــــــاة ،
إنما أكــــــله لا يفنيـــــــه ،
بل يحــــــيي مــن يــأكله .
و ما شربه سوي الحيـاة .

كل الحياة و أشرب الحياة ،

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac