مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في أن الكبرياء هي أصل كل خطيئة ـ الفصل ( 3 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في أن الكبرياء هي أصل كل خطيئة ـ الفصل ( 3 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الثالث  
في أن الكبرياء هي أصل كل خطيئة
الكبريــــــاء : هي أن يحب الإنسان في ذاته ما يمتاز به عن سواه .

إن الكبرياء ، بنظري ، لخطيئة كبــــيرة ،
                                      كبـــــيرة هي لأنها أســـــــقطت المــــــلاك ،
                                    و كبــــيرة هي لانها صيرت الملاك شــيطانا ،
                                   و أوصدت بوجهه إلي الأبد ملكوت السموات .

انها لاثم فظيع و أوصل الاثام كلها لانه مكتوب :
(( الكبريــــاء اصــــــــــــــــــــــــل كل خطيئة )) . ( ابن سيراح 10/15 )

و لئلا تتهاون فيهــــــا قال ايضـــــــــــــاَ :" في موضع أخر :
(( اول كبرياء الانسان ارتداده عن الله )) ( ابن سيراخ 10/14 ) .

الارتداد عن الله من صنع هذه الرذيله :
تســير النفــس في الظلام و تسيء استخدام حريتها ،
فترتكــــــــــــب خطــــايا اخـــــــــري ، و تحيـــا بالبــذخ  فتبــدد ما لها مــع الزانيات ،
و يصبـــــــــح من كان للملائكة نديما ، راعياُ  للخنازير بسبب ما حل به من بــــــؤس .

جاء اللــــه  "متواضعاً " بسبب تلك الرذيلـــة خطيئــــــة الكبريــــــــــاء الفظيعــــــــــــــة
ذاك هـــــو الســــــبب و تلك هي الخطيئـــــــة و ذاك هو المرض التقوي الخــــــــــــــطير
الذي دفع الطبيب القوي مـــن الســـــــــــماء لأن يأخذ صـــورة العبـــــد ويتحمل الاهانات
ويعلـــــق علي الخشبة ويشفي بدوائه الناجع ذاك الــــــــــــــــــــــــــورم .
لا تنخدع بما تأتيه الكبرياء من أعمال عظيمــة ،
صمــمّ ، في قلبـــــــــــــك على أن تعمل مثلهــا ، إنما عن محبـــــــــــة .

المحبة : تطعـــم الجـــــائع و الكــبرياء أيضـــــــــــــاً ،
و لكن المحبـــــــــــــــــــــة تقوم بذلك تمجيــــداً للـــه ،
      و الكبريـــــــــــــــــاء ، تمجيـــــــــــــــداً لذاتهــا .

المحبة :  تكسو العـــريان و الكبرياء أيضـاً ،
المحبة : تصـــــــــــــــوم و الكبرياء أيضاً
         و كلتاهما تقومان بدفـــــن الموتى .

المحبــــــــة : تعمــــــــــــل جميع الأعمال الصالحة التي تريدها ،
و الكبرياء : تقاومهــــــــا و كأنهــــــــــا تقــــــود خيلهــــــــــا .

بيــــــد أن المحبة باطنية : إنهــــا تحـذف مكــان الكبريــــــــــاء ،
الـــــــتي قد تكون لهــــا أعمال خارجية جيدة و لكن بدافع شرير .

الويل لك : إن اتخـــــــــــــــذت من الكبريــاء حوذياً لعربتــــك ،
             إذ ذاك يتحتّم عليك أن تسقط منها رأساً على عقب .

و كيف لك أن تعــــــــــــــرف إن كانت الكبرياء هي التي تدفعك إلي الأعمال الصالحة ؟
من يـري ؟ وأيـــــــــــــــــن ؟ تفحص أعمالك .

الرحمةُ : تطعـــــــــــــــــمُ و الكبرياء أيضاً ،
الرحمة : تسـتقبل الغرباء و الكبرياء أيضاً ،
الرحمة : ترأف بالمسكين و الكبرياء أيضاً .

المحبة تموت :  أي أن الإنسان الحاصل على المحبـــــة يعــــترف باسم المســـــيح ،
و يـــــــــــروح إلي الاستشهاد و الكبرياء تعترف أيضاً و تقـــــود إلي الاستشـــهاد .
                                       هـــذا فيـه محبــــــة ، و ذاك كلا .

و لكن فليســـــــمع من ليست فيه محبة كــــــلام الرســــــــــول :
إن وزعــــــت مالي على الفقـــــــــراء و سلمت جسدي ليحرق
ولم تكن فيّ المحبة فلا شيء ينفعني من ذلك كله ( 1كور 13/3 )

يصدك الكتاب الإلهي .
عن اظـــــــــهار هذا الوجه للخارج و عن هذا المجال ،
الذي يعرض فيه أمام النـــــــــــاس يردك إلي الداخــل .

عد إلي ضميرك و سله ، و لا تنظر إلي ما يزهو في الخــــــارج ،
                                بــل انظر إلي الجذع الذي في الأرض .

 إن كانت الكبرياء  متأصـــــــــلة تستطيع الأعمال الحسنة أن تظهر بمظهر الصــــــــلاح ،
                                        إنمــا لا يســـــــعها أن تكــــــــون أعمــالاً صالحــــــــــة .
و إن كانت المحبة متأصلة فيــك فاطمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــئن اذ لا يصدر عنها اي شر .

المتكبر يلاطف و المحبة تقسو : هو يستر العيوب ارضـــاء للنــاس  
                                        هي تؤدب لتصـلح بواسطة النظـام .
                      جرحُ المحبــة مقبــــول أكثر من صـــدقة المتكـبر .

عدُ إلي نفسك و في كل ما تعمـــل اتخــذ اللـــه لك شــــــــــاهداً .
                 أنظر إن كان هـــو ينظر إلي النية .التي بها تعمل

إذ لم يشكك قلبك لكونك تعمــــل ، حباً بالتظـاهر ، فكن مطمئنــاً .

  لا تخـــف ، حـــين تعمـــــل خــــيراً ، مـــــن أن يـــراك أحـــد ،
خــــــــــــف من  أن تعمـــــل لكـــــــي يمدحــــــك النــــــــــاس .
            لأنه من الضروري أن يراك الناس لكــي يمجدوا الله .

أما إن احتجبت عن أعين الناس فلا يقتدون بك ،
      و حرمت الله مــــــــــــــن هذا المجـــــــــد .

أنــــك تتصـــــــدق عــــــــــــلى بائســـــــــــــــــــــــين جائعـــــــــــــــــين ،
                      أحدهمـــــــا جائــــــــع إلي الخــــــبز و الآخـر إلي الــبر .
                      و بين هذين البائســــــين أنت هـــــو الصانع الصــــالح :
إن أحببت الواحد أحببتهما معاً و مددت يد المســــاعدة إلي كل منهمــــــــا ،
                     أما الأخــــــر فأنه يبحث عما يقتدي به .

أنـــــــــــك تقدم الطعام الواحـــــــد فقـــــدم نفســــك للأخـــر :
             تصدقت على كل منهما فاعترف الواحد بفضــلك ،
لأن جوعه قد أشـــــــبع و أتبع الأخـر المثال الـذي قدمته له .

لا تخــــف : إن كانت للمتكـــــــــــبرين مــــــآدبهم ،
                          فللمتواضـــــعين أيضاً مأدب .
إن تنــــاول المتواضع للبر طعاماً له ،
            و الأثيــــــم كبريــــــــاءه ،
فلا عجب إذا لــــــــم يشـــــــــــــبع قلب المتكــبر .

يريد المتكبرون أيضاً    أن يخدموا الإنجيـــل ، و لكنهم يخدمون نفوسهم ؛
و لأنـم لا يطلبــــــون   ما هـــو للمســــــــيح  بل ما هو لهم ( فيلبي2/21 )                
                           فالويل لمن يخدم ذاته .

    و إن    صنعـت عجـائب فـــــــلا تفــــــــــــــرح ، بـــــــذلك ،
بل أفـــــرح لأن اســـــــمك مكتـــــــــــــــــــــــــــوب في السماء .
و بالعكس فالـــــــــــــــويل إن لم يكن اسمك مكتوباً في السماء .

و هل ينادي عليك بالويل و الثبور لأنك لم تقـــمّ المـــــــوتى ،
                                             و لم تطرد الشـــياطين .
                                             و لم تمش على البحر ؟

إذا كنت قد أخذت نعمة القيام بذلك فاستعملها بتواضع بعيـــداً عـــن كل كــــــبريــاء ،
إذ أن الرب قد قـــال عن بعض الأنبياء الكذبة إنهـــم سوف يعملون آيات و عجائب  .



Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac