مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في الطريق إلي معرفة الله الروحية ـ الفصل ( 1 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في الطريق إلي معرفة الله الروحية ـ الفصل ( 1 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الكتاب السابع
الفصل الأول
في الطريق إلي معرفة الله الروحية

تمتّعنـــــــــا باللـــه تعــــالي ، هــو مقيــــــــــــاس ســــــــــعادتنا :

مهما تقدمنا في هذه الحيــاة ، نري باللغز ما نراه و كأنه في مرآة .

النفس  تري إنما تحتاج إلي ثلاثة لتري :

تحتـــاج إلي عينين صالحتين للاسـتعمال والنظـر والرؤية .

العين السليمة هي النقية من كل عيب جســــــــدي .
المنقّــــــــــاة من كل ملذات الفانية البعيـدة عنهـــا .

إن الإيمان وحده قادر على أن يبت بهذا الأمر .
و هذا شيء
            لا يمكن إظهاره للنفــس الأثيمة و المريضـة ،
إن أبـــت أن تغـــــــــــير أســـــــــــــلوب رؤيتهــــــــــا ،
          لأن العين الســليمة وحدها  تستطيع أن تـري ،
في حين أن المريضـــــــــــة لا تعني بصحتهـــــــــــــا ،

أما إن ظنت بأن : رؤيتها غيرُ صافية ،                      
و أدركت بأنها   إن شـــــــــــــــــفيت ،
                        فســــوف تــري ،
فلمـــــــــــــاذا تيـــأس من الشـــفاء ؟
أليــــــــــــس رفضها إرشادات الطبيب ،
اهمـــــــــــالاً و احتقــــاراً لذاتهـــــــــا ؟

تلك هي حال بعض النفوس التي
                                     لا تدرك ضـــــــــرورة الوصايا ،
                                    إلا متي شعرت بوطأة المـــرض .
و عليــــــه ،
              يجب أن تربط الإيمان بالرجاء حتى إذا ظنت إنها نالت كل شيء . تمنت الشفاء .

و لكــــــن ،
      ليس لها أن تحــب النور و تتوق إليه بعد أن وعـــدت بـه ،
   و ليس لها أن تتخــذ كفافهـــا مـن هـــذه الحيــاة المظلمــــة ،
                     بحيث يصبح ظلامها بحكم العادة شيئاً مقبولاً ،
                فلا ترفــــض أبداً مشــــــورة الطبـــــــــــــــــيب  .

و أخــــــيراً المحبة ضرورية أكثر من أي شيء آخر .
بدون تلك الفضائل الثلاث :   الرجــــاء و الإيمـــــان و المحبـــــــــة
لا تشفي نفس من مرضها    لتتمكن من مشاهدة الله أي من إدراكه .

و ماذا يلزمها بعــــــــــــد أن تســــــلم عينـــــاها ؟ أن تنظــــــر .
العقــــــــــــل هو نظر النفس و طالما أن من ينظر لا يري حتماً ،
فـــــــــــــإن النظر الصحيح التام الذي تعقبه الرؤية هو الفضيلة
                                                                 و الفضيلة هي الإدراك الصحيح التام .

بيــــــــــــد أن هـــــذا النظــــر بالــــذات ،
لا يستطيع أن يوجّه العينين إلي النـــور ،
إلاّ إذا حضرت تلك الثلاث :
الإيمــــان : الذي بــه نري الخير الذي يتوق إليه النظر ،
              وبــــــــه يصبـــــــــح ســـــــــــــــــعيداً ؛
و الرجـاء : الذي بــه نتأكــــــــــد من نظــــــــــــرنا ،
               متــــــى كان نظــرنا مطـــابقاً للأصول ،
و المحبـة : التي بها نــــــــــــري ونتمتع بالـــرؤية .

و من الآن و صاعداً تتحقـــــــــق مشـــــــاهدة الله التي هــــي غايـــــة النــــظر ،
لا لكــــــــي يتوقف النظـر عن كل جهد و نشـاط بل لئلا يسعى في أثر شيء أخر .

إن كمال الفضيلة التام  : هو في أن يصـــــل العقــل إلي غايتــــــــــــــــــه ،
                                        و يحصـــــــــــــل على الســـعادة الحقــة .

و الرؤيــــــــــــــــــة :
هي لهذا الإدراك في النفـــــــس الذي يتم في الجميع بين المدرك و المدرك ،
حتى يتبـــــــين من خـــلال ذلك انّــا بعــــين النفـــس نــــري ما يقــــــــــال .

و إن توقفنا عن استــــــخدام عين النفـس ،
اســـــــتحال على الإنسان أن يري شـــيئاً .

و بالنتيجة ، متى أدركت النفسُ الله رأتــه ؛
فلنر الآن :
إن كان بقاء تلك الفضائل ضرورياً لها أم لا .

و كيف يبقـي الإيمــــــان ضرورياً لمن يري ؟  
أم كيف يبقي الرجـــــــاء ضرورياً لمن حصل على ما كان يرجـــو ؟
أمــــــــــــــــا المحبـــــة فلم يسلخ عنها شيء بل زيد عليها أشياء .

متى رأت النفس ذاك الجمــال الرائع ازادت له حبــاً .

إذ لم يكن نظرها موجهاً إليه دون سواه بفعـــــــــل ،
                    محبة فائقة و مال عنه إلي آخــــر ،
فلن يســــــعه أن يتمتــــــع بتلك المشاهدة السعيدة .

و النفـــــــس الــــــتي لا تزال متحــــدة بالجســـد ،
و إن أدركت اللـــــــه و كانت رؤيتهـــا له تامــــــة ،
               تستخدم الجسد قياماً بأعمالها الخاصة .

وهـب إنهـا لم تخـــدع فمـــع ذلــــك لا يسـعها أن
                          تـنفي عنهــــا كل شـك و ريـب .

و بالتــالي ،
فالإنسان يؤمن بما هو ثابت و حقيقي إيماناً و لا ريب فيه .

و مع أن النفـس التي تـــــــدرك الله في هـذه الحيـــــــاة  تســعـد ،
فإنهـــــــــــــــا لا تزال في جسدها عرضــــةً لضيقـــات كثــــيرة ،
و لهـــــــــــــذا ، عليها أن
                   ترجـــــــــو زوال تلك العذابات عنها بعــد الموت .

و بالنتيجة ،
فإن النفــس في حياتها ههنا لا تزال بحاجة إلي الرجـــــــاء ،
إنما بعـد أن تجتمع بكليتهـا في الله بعــــــــــد المـــــــــــوت ،
تحفظهــــا المحبـــــــــــــة في ذلك الإتحاد الورع و تبقي لها .

و لا يجـــــوز أن نقول : أن الأشياء تكون حقيقية  
                             إذا لم يتعرض الإيمــــان لأي تشويش من قبل الكذبة والمضللين .
كما لا يجوز أن نقول :  أن لا مجال للرجــــــــاء متى حازت النفس باطمئنـان كل شيء .

و عليه ثلاثة للنفس ضرورية : الصفـاء و النـظر و الإدراك .
و الثــــــلاث الأخرى هـــــــي : بالإيمان و الرجاء و المحبة .

الأولي و الثانيـــة ضروريتان في هــــذه الحيـاة ؛
أم بالأحـــــــــرى ، الثــــلاث ضـــــــــروريات .
أما بعد هذه الحياة ، فالمحبة وحدها ضرورية .

خذ الآن :
فكرة بواسطة المحسوسات في هذا الزمن الحاضر عن الله ،
و دعني أحدثك بهذا الخصوص :
ندرك في الله كما في الشمس ثلاثة أشياء :
و جودها و لمعانها و نورها .

و في هذا الإله العجيب
الذي تسعي إلي أن تدركه تري ثلاثة أيضاً :
من هو و كيف هو
ثم الشـــخص الــذي يســــعنا أن نــــــــــــــدركه ،
عندمــــــــا لا تعود تفـــــــرح بمــــا في الأرض ،
تـــــــــدرك في تلك الهنيهة بالذات ما تتـوق إليه .

إن الله يعرف :
متى يظهر ذاته لأنه طـــبيب يعرف كيف يميزّ بين الأصحــــاء و المـــرضي .

آمن به و اثقــاً و استسلم إليه و لا تحتفظ بنفسك لنفسك ، مســتقلاً عن الكل ؛
                 أو بالأحــــرى أعلم إنك خــادمُ ســـــيدك الـــرؤوف الجـــــوّاد .

و هكــــــــذا فإنه يساعدك باستمرار ، ويقـــــدم لك مـا ينفــــــع ،
                                              وإن لم تدرك الآن منفعته .
أنـــت الآن مقّيـــــــــــــــــــد بنظـــــــــــــــــــــــــــام ،
أما بعــــدئذ  فاستعمل كل ما يأمرُك به متى شــاهدته .


Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac