عواطف و صلوات
رب ،
أني أركض إلي الينبوع وأطلب ينبوع المياه :
فيك ماء الحيــاة والينبــــوع الــذي لا ينضـــــــب ،
وفي نــــــــورك النـــــــور الــذي لا يخبــــــــــــو .
أني أتوق إلي ذاك النور ،
إلي الينبـــــــوع الـــــــذي عرفتــــــه عينــــــــــاي ،
تســــتعد عيني الباطنيـــة ، لأن تري ذاك النــــور ،
وعطشي الباطني يتحرق للاستقاء من ذاك الينبوع .
إلي الماء أركض ، وإليه أتوق ،
بيد أني لا أركض ركضاً عاديــاً كحيوان عادي ،
إنما اركض كالأيــــل ولا أتبـــاطأ في ركضـــي .
أني أركض بسرعة وأتوق إلي الماء بحرارة ،
" نفسي عطشي إليك أيها الإله الحيّ ،
وكما يشتاق الإبل إلي ينابيــــع المياه ،
كذلك تشتاق نفسي إليك يا الله "
( مزمور91-2 ) .
متى آتي وأظهر أمام وجهك ؟
لأني إلي هـــــذا عطشــــــان .
في منفــــاي أنا عطشــــان ،
وفي سفري عطشــــــــــان ،
لدي وصولي ســوف أشبع ؛ ومـــــــــتى آتـــــــــي ؟
ما هــــــــو ســـــــــــــــريع بالنســــــبة إليــــــــــك ،
بطــــــــــــــيء بالنســـــــبة إلي شوقي .
واحدة سألتك أن أسكن في بيتك لأتأمل في خــيراتك .
ولكــــــــــن ، طوال ذلك الوقت ، وبينا أتأمل وأركض وأسير في الطريق ،
وقبـــــل أن آتي وأظـــــــــــــهر فــــدموعي لي خـــبز ، نهــاراً وليـــلاً .
دموعي هذه عذبة علىّ ، أنا المحترق شــــوقاً إلي ينبوعـك ،
وبمــــا إني لا أستطيع أن أشرب منه ألتهم بشراهة دموعي .
وبمــــا إني لا أستطيع أن أشرب منه ألتهم بشراهة دموعي .
و بدون ريب حــــين التهـــــم دمــــوعي ،
فهـــــــــــــل أرتوي منها أكثر من مائك ؟
أفيض دموعي شوقاً في عسري ، وحمــاسي لا يـــــــزال مضطــــــرباً ،
ومع أني ناجح في هذا العــــالم ، فسوف أجد نفسي فيه ، دوماً ، شقياً ،
طالمـــــــــــــــا ، أنــــي لــــــم أظهـــــــر أمــام وجهـك .