طــــــوبي للرحمـــاء
{ طوبي للرحماء فإن الله يرحمهم }
++ عواطف وصلوات ++
رب ،
إنك تبحث عني ، لا عــــــــــن أمــــــــــوالي ،
بيد أن ذبيحتي ، هي الرحمــة تجاه المسكين .
وبهـــــــــــــــــا تغفــــــر الخطـــــــــايا ،
أمـــــــا إذا لــم تغفــــــر الخطــــــــــايا ،
فمــــــاذا يبـقي منـــــــا ســوي المتهم ؟
تقول لي :
أغفر يغفر لك أعــــــــط تُعـــــطَ .
حين تقـــــــل أعـــــــــط تُعــــطَ ،
فأني أنتبه إلي من توجه كلامك .
أنـــت يا اللــــــــه تتحـدث إلي الإنســان ؛
الــذي لا يمــــوت يتحدث إلي من يموت ؛
وأنت رب العائلة يتحدث إلي المستعطي .
لا يجوز لك أن تأخـــــذ مــــا أعطـــــــيت ،
لقـــــــــد وجدت الربح الذي أجنيـــه ،
وهـــــــو أن أعــــطي لكـــي أســترجع مــع ربيّ ،
ولكــــــــــن لا أعطي الإنســـــــــــــــــــان :
بــــــــــــــل أعطيـــك أنــــــــــــــــــــــــت ،
أيهــــــا العائش في بحبوحة ؛
أعطيـــــــك يا مــــن أعطيتنـــــــــــــــــي ،
ما أنــــا أعطيـــــــــــــــــــــه .
وعوضاً عمّا لا قيمة لها ، وعمّا هو تافـــــــــــــــــه وزهيــــــــد ،
و زائـــــــــــــــــل وأرضــــــي ،
وآيــــــــــــــــــل إلي فســـــــاد ،
آخذ ما هو أبدي لا يفســد ولا يــــــزول .
وهـــــــــــــــــــــــــل ، أزيـــد على هـــــذا القــــول ؟
يا مـــــــــــن تعـــــد ، أنــــــــــــت تعـــــد بذاتـــــك ،
أيها المَسْكن السـعيد ، والوطـــــن الآمــــــــــــــــن .
فيه أعيـــــش آمنـاً ، ولـــــن أتخـــــلي عنــــــــه ،
لأنــــــــــــــــــــــي ، لن أجد ملجـــــــأ آمـــن منه .
إن كــــــــــــــــــــــل ما أبحث عنه فوق الأرض ،
لا يمنحــــــــــــــني ســـــــــــوي الخــــــــوف ،
ولا ألقـــــــــــي فيه أدنـــــــــــــي طمأنينــــــة .
وطالمـــا أنا مقيم في هذا المكان الشرير ، أي عـلى هذه الأرض ،
فسأختار لنفــــسي مكانــاً أنتقـــل إليـــه ، من مكاني هذا الشرير .
ولكنـــــــــــــــــــي ، لن أستطيع الانتقال من هذا المكان الشرير ،
إلي المكان الصالح ،إن لم أعمــل خــيراً في هذا المكان الشرير .
إن شـــئت أن اسكن في هذا المكـــــــان المختـــار ،
حيـــــــــــــــث لا أحــــــــــــد يجـــــوع ،
وجب علىّ في هـــــــــــــــذا المكــــــــان الموحش ،
أن أكسر خبزي بينــــي وبين الجــــائع .
في ذلك المكان السعيد ليس من غريب ،
الكـــــــــــــــل يعيشـــــون في وطنهــم ،
إن شـــئت أن أصير إلي حيث لا أجــــــد غريبــــاً ،
وجب علىّ أن اســـــــــــــتقبل الغريـــب في بــيتي .
وجب علىّ أن اســـــــــــــتقبل الغريـــب في بــيتي .
ســــــوف أضيــف الغربـــاء في دنيـــا الآلام هـذه .
وصــــولاً إلي مكـــــــــــــان الســــــــــــــــــــعادة ،
حـــــــيث لا يمكنــــــــني أن أكـــــــــون غريبـــــاً .
هنـــــــاك لا يحتاج أحد إلي كساء ، حيث لا برد ولا حر ؛
وما حاجتي إلي الســقف ، والكســــــــــــــــــاء ؟
سأقدم في مكاني هذا الموحش ،
سـقفاً لمن ليس له ســــــــقف .
بغيـــــة الوصول يومــاً إلي مقــــرّ الأفـــراح ؛
حيــــــث يكـــــــــــــــون لي ســـقف أمـــــين ،
فــــــــــلا أهتم بترميمه إذ لا يسقط عليه مطر .
ساعدني عـــــــــلى أن أعمــــــــل صـــــلاحاً ،
في مكــــــــان التجـــارب هــــــــــذا ،
فآتي إليـــــــك في مقـــام الثــــواب .
صعدت لتعدهّ فأصل إليه مطمئناً واجده معداً ،
لقـــــد أعــــددته وأريــــد أن امكـــث فيــــك .
{ طوبي للأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله }
