مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في الرعاة ـ الفصل ( 11 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في الرعاة ـ الفصل ( 11 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الحادي عشر
في الرعـــــــــــــــــــــــــاة

تضــــــــــــــرب الأنــــــــواء الكنيســـــــــة ،

                     فيخــــــاف الربـــــــــــــان .
يفـــــــــــــــرح الربــان بكل تكريــــــــــــــم ؛
و لكـــــــــــــــن كلما ازداد تكريمـــــــــــــــه ،
                   كلَّما تفاقـــم الخطــــر عليه .

و هــــــــــــــل أعمــــق من قلــــوب الناس ؟
غالبـــــــــــــــاً ما تهـــــب بعليهـا الريـــــاح ،
                  و تتلاعب الأهواء بالسـفينة ،
                  فتتقاذفهــا من كل جهـــــــة .

الجالســــــون ، إلي الدفــــــــــــــــــــــــــة ،
المخلصـــون ، في حبهـم للســـــــــــــفينة ؛
يشـــــعرون ، بمــــــــا أقــــــــــــــــــــول .
و في الواقع ، تظــــهر حكمتهــــم مــــتى ،
                 تكلَّموا و قــرأوا و عملـــوا .
ولكــــــــــــن ، يا ويلهـــم من العاصــــفة .

و أحياناً كثيرة يسقط كل مشروع بشــري :
أن اتجهــوا تزمجـــــــــر الأمــــــــــــواج ،
              و تصفــــــــر العاصفـــــــــــة ،
              و تتعـــــــب الأيــــــــــــــــدي ،
و لا يعـود الرؤساء يرون السفينة تتقدم ،
بل يشعرون بـأن جانبهـــــــا ينكشـــــــف ،
و لا يدرون كيــــــف يخلصــــــــــــــونها ،
              من التحطــم على الصخـــور .
فعليكم إذن أن تصـــــــــلوا باســـــتمرار ،
من أجـــــل المقيّمــين على حراســــــتها :
أو لســـــت جالســـــــــــاً إلي دفتهــــــــا ؟
أو لســـــت مسافراً في تلك السفينة ذاتها ؟

أتعتقد بأن الواقفين في المقدمـــــة لا يفاجــــــــــــــأون بحـــركة تعكـــــر النظام ؟
بــــــــلى ، فكــــــــرّ بما يلقــــــون من محن وتجارب في حياتهم لأنهم بشر أيضاً ،
و هــــل رئيسك يختلف جبلة عنك ؟

له جسم و إلي الموت يصير:
أنه يأكل و ينام و يقوم و يولد ثم يمــوت ؟
إن فكرت في جوهــــره وجـــدته إنســاناً ؛

و إن أكرمته كمــــــلاك أخفيت ما فيه من ضعف .
و مع أنـــــه إنســـــــان عليك أنت أن تصغي إلي المسيح القائل :
                            ( مـن احتقركم فقـــــــــد احتقــــــرني ) .

إن قال للرســـــل وحدهـــــم :
( من أحتقركــم فقد أحتقــــــــــرني )
فيمكنكــــــــــم أن تحتقروا مدبريكم ،
أمـــا أنــــــــــا كانت كلمة المســــيح ،
قد بلغت إليكـم فدعـــــــــاكم و أقامهـــــــم مقــــام الرســـل ،
فإياكــــــــم أن تحتقروهم لئلا يصل احتقاركم إلي المســيح .

إن كنتـــــم لا تخــــافون ممنّ يتدبرون شؤونكم ،
              فخافـــــــوا أقــــله من القـــــــــائل :
           ( من احتقركم فقــــــــد احتقـــــرني ) .

وماذا أقول لكم :
أنا لا أريــد أن تحتقــــــــــــــروني لكي أسر بأخلاقكــم الحسـنة ؟
فلتكـــــــــن أعمالكم الصالحــــــــة عزاءً لي مـــن فـي المخـاطر .
أنـــــــــــــا لســــت ســـــــــــــــوى خادم لكم بيسـوع المســـيح .
خادم أنــــا ولهــــذا فإني أخدمكـــم و لســت أكـــــــــبر منكـــم :
أنا أكبر إن كنت أكثر اتضــــــــاعاً و ذاك هو كلام الرب بالذات :
                                       ( الكبير فيكم فليكن لكم خادماً ) .

إلي الرؤساء أوجه كلامي :
لا تكتفـوا بضمـيركم دون ســـــــــــــــــــــــــــــــواه ،
لأنكـــــم تتبـــــوأون مراكز لا تكتفون فيها به وحده .

إن لـــم يشــــجبوكم ، خدامـــــــــــاً للـــــــه ،
وبقـــي فيكم بصيص من تلك الشـــــــرارة  ،
التـــي بواســــطتها لا تطلب المحبةُ ما لها ؛
وجب عليكم آنذاك أن تستدركوا الخـــــــير .

ليـــس أمــــام الله وحســــــــــــــــب ؛ بل أمـــــــــــــام النــاس أيضاً  ،
لئـــلا تقنعوا بأنكم عاملون بحــــق  ، حين تشــــــربون مياهاً صافية  ،
                                           و تشرب نعاج الرب مياهاً عكرة .

إن الناس أمثالكــــــــــــــم عاجــــــزون عـــن :
الدخــــول إلي ضـــمائركم الـــتي يعرفهــــا الله ،أمـام اللـــــه
                                 و كلامكـــــــــــــــــم أمـام أخوتكـم ؛
إن ظـــــــــن فيكم هــــؤلاء سوءاً اســـــــتولي القلق عليهم ،
و تأثروا بكم ثم يعمــــلون ما يظنونكم تعملـون .

و ما الفائدة إن شرب حشاكم الضميري الماء الصافي و شربوا هم  .
                بســـبب اســــــــــتهتاركم في الحـــديث ، الماء العكر ؟

في العالم حكام مستبدون ســيئو النيـــة نمــــامون ، نقـــــادون ،
يتخيلـون عكس ما يرون و يتبجحون بأنهم يعرفون ما يجهلون .

و ما نفع شهادة الضمير ضدهم ؟ اســـــــــــــعوا لخلاصهم .
إن سرتم في طريق الخـــــــــــير فلا يضلون متى أتبعوكــم .

حينــــــــــــــذاك لســتم تطــلبون منفعتكــــم متى طلبتــــــــم إرضـاء النــــــــــــاس ،
بل تفرحــــــون بالخــــــــــــــير الذي يرضيهم حباً بمنفعتهم وليس حباً بكرامتكــم .
ارضوا الجميع في كل شــــــيء كما أرضي الرسول الجميع في كل شيء :
كلوا و اشــربوا و لا تدوســـوا المرعي بأقدامكـــم ولا تعكــروا الماـــــء .

اسمعوا الرب يسوع الذي علم الرسل قائلاً لهم :
( فلتضيء أعمالكم الصــالحة أمـــام النــــاس
 ليروها ويمجدوا أباكم الذي في الســـماوات ) .

إن كنت صالحــــين تمجّد بكم من جعلكم صالحين ،
      و ما تمجدتم بأنفســـكم أيهــا الأشـــــــــرار .

لا تصنعوا الخير أمام الناس ليروكم و حسـب ،
بل كونــــــــــــوا لدي الله و تمجـــــدوا بــــــه .

إن كانت شهادة ضميركم مجــــداً لكم ، فــــــــذلك ، لأنكـــــــــــم تجدون الله في ضميركم .
و إن كان مجدكــــــــــــــم يقوم بأن ترضوا نفوسكم كنتم كالأحمق الذي يرضي نفســــــه .

خـــــــذوا على عاتقكم أن تحيـــــــــــوا حيـــــــاة صــالحة  ،
           و بخاصــــة أن تبنوا النــاس بمثلكـــم الصـــالح .
لا يكتفــــــــــي الإنســـــــــــــان بالضمير الصالح ،
و احذروا مـــن أن تعلموا شـيئاً ، ما يشكك أخاً لكـــم ضعيفـــاً .

  إن قام مجدكـــــــــــــــــــم على إرضاء نفوسكم فأرضوها ؛
و اعلموا أن من أرضي نفسه كان كالإنســـــــان الأحمــــــق .

  لا تعنـوا بأن تحيـــــــــــوا حيــــــاة صالحة فحســب ، بل ابنوا الناس بمثلكم الصالح ،
و لا تعنوا بأن يكــــــــــون ضميركم صالحاً و حسب ؛ بل ابتعدوا عن كل ما يحمل أخاً لكم مريضاً على لاشك ،
و ذلك بقدر ما يســـمح لكم الضــــعف البــــــــــــشري و ســرعة الزلل .

لا تأكـــــــلوا العشــــب النظيـــف ،
و لا تشربوا المــــــاء الصــــافي .
و لا تدوسوا بأرجلكم مراعي الله ،
 لتــــــــأكل النعــــاج المريضــة ،
              عشــــــباً دســـتموه ،
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac