مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في أن الكبرياء هي أكبر عائق في سبيل الكمال المسيحي ـ الفصل ( 4 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في أن الكبرياء هي أكبر عائق في سبيل الكمال المسيحي ـ الفصل ( 4 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الرابع
في أن الكبرياء
هي أكبر عائق في سبيل الكمال المسيحي
 لا تسمح لك الكبرياء بأن تكون كاملاً ،

و لا شـــــيء مثلهـــا يعـــــوق الكمال .

كثيراً ما سمعت الرب يقول في الإنجيـــــــــــل :
( دعوا الأطفال يأتون إلي و لا تمنعــــــــــوهم
          لان   لمثل هؤلاء ملكوت السماوات )
                                  ( مت  19 :   14 )
( ثم يعود فيقول  :
من لم يأخذ نظير طفل ، ملكــــــــــوت الله ،
فلا يســـــــــتطيع أن يدخلــــــــــــــــــــه )
                        ( مرقس10/14-  15 ) .

و في نصوص أخري كثيرة ،
يشجب ربنُا بما قدّم من مثل رائع في التواضــع ، تشــــبهاً بسن الطفـــولة ،
كـــــــــبرياء الإنسان العتيق ، الــذي يعمل على أن يجدد حياته بشكل حقير .

تعتد بكــــــبرياء عظمتك الفارغــة ،
التي لا تسمح لك بـــــــــــــــــــأن :
تسير في ســـبيل كثير الوعــــورة ،
ولا أن تدخل في باب ضيـــــــــق .  

أما الطفـــــل فيدخــــــــل بســــهولة مــــن الباب الضيق ؛
وعليـــــــه ،
فـلا أحــــــد يدخل ملكوت السماوات إن لم يكن كالطفل .

أنتبه ، أنتبه و قدّر :
الكمال المسيحي لا يقوم بأن تعمل إرادتــــــــــــــك ،
                                  بـــــل إرادة من خلقك .

و بمــــــا أن المسيح قد علمك الكمال قــــــــــــــال :
(  أنا لم آت لأعمل مشـــــــــــــيئتي
              بل مشيئة من أرسلني )
                                           ( يوحنا6/38 ) .

المتكـــــــبر يعمـــل إرادتـــه ،
و المتواضع يعمــل إرادة الله .

داو الكبرياء تشـفَ من كـــــل إثـم :
لقد نـــــزل ابن الله و اتضــــــــــع ،
لكي يـشفي مـــــن علة العلل كلها ،
            التي هي الكــــــــــبرياء .

و لــــــــــماذا تســــــتكبر أيهـــــــــا الإنسان ؟ لقــــد تواضع الله   مـن أجــلك ،
إن كنت تخجل من الإقتداء بتواضع الإنسان ،  فاقتـــــد ، أقـــــلّه ، بتواضع الله .

لقد جاء ابن الله إنساناً و صـــار متواضعـاً :
يطــــلب إليــــــــــــــك أن تكون متواضعـــاً ،
لا أن تنتقل من حــالة إنسان إلي حــــيوان :
الله صـــــار إنســـاناً ، و يقــــوم تواضــعك على أن تعرف ذاتك .                   
إن كنت ، حتى الآن ، قـــد وجدت الســبيل الســــــــــــــــــــوي ،
                          فخف من أن تخسره بكـــــــــــــــــبريائك .

إن بدأت تســــــير في الطريق السوي :  فاعبـــد الــــــــــرب ،  بالخوف لئلا تضل الطـــــريق ،
                                                  و أحذر الكبريـــــاء . لأنك حيث تتكبر تفقد ما أخذت .

أتجاسر فأقول : أنه لنافع للمتكبرين أن يسقطوا في خطأ واضح و صريح ،
                                             لكي يشــــــمئزوا مـــن نفوســــــهم ،
                 بعـــــد أن ســــــقطوا و هم راضــــــــون عـن ذواتهـــــــم .

بكي بطرس فأحـــــس باشـــــمئزاز خلاصـــــــي في نفســــه ،
               لم يعرف مثيــــــــــــلاً له ساعة كان معتداً بقواه .

و أتجاسر فأقول : أنه لنافع للمتكبرين الضابطين لنفوسهم أن يعثروا .
                      لكي ينســــــــــحقوا من جراء هذا الأمر الذي بـــــه يزهون و يفاخرون .

و في الحقيقة : أي نفع لـــــك من ضبط النفس إن كنت للكبريـــاء عبداً ؟
نبذت أصــــلك الذي منه ولدت و تشتهي لك ما تسبب بسقوط الشيطان ؟

أحتقرت الأعراس فحســـناً صنعـــــــــــــت ،
و أخترت الأفضـــل و لكن ، إياك و الكبرياء.

ولـــــــد الإنسان في الأعـــــــراس ،
و سقط الملائكة من جراء كبريائهم .

قداسة المتبتلين أفضـل مــــن طهارة المتزوجين .
وإذ قارنــــــــا بـــــين هــذين الشـــــــيئين معـــاً :
هل هــــــــــذا أفضل من ذلك ؟ فمن ذا يشــــــك ؟
أقارن بــــــين خــــــــــــيرين ، و لست أقارن بين الخير و الشر ،
إنما أمـــــــيّز الصـــــــــــــالح ممّــــــــــــــــــا هو أصـــلح منــه .

و لكن حين أضع للمقارنة الكبرياء و التواضـــع فهل يسعني أن أقول :
طيبــــــة هي الكبريــــــــاء و لكن التواضــــــــع أطـــــيب منهــــــــا ؟
الكبرياء شر و التواضع خير إذا كان أحدهما شراً و الآخـــــر خـــــيراً ،

أضــــف الشر إلي خيرك الأكــــــبر يصبـــــــــــــــــــــح كلـــه شـــــــراً ،
و أضف الخير إلي ما هو أقل خيراً في المتزوجة يصبح خيراً كـــــــبيراً .

للمتزوجــــة مكان أحقر ، في ملكوت السماوات ، من مكان العـــــذراء ،
للعــــذراء مكان أسمي و للمتزوجــــــــــــــــــة مكــــان أحـــــــــــــــقر ،
و مع ذلك فكلتاهما فيه ، نظــير نجمة نـــــيّرة
                                     و نجمة مظلمة ، برغم أنهما في السماء .

لو كانت المتزوجـــــة متواضعة و العـــــــــــــــــــذراء متكـــــــبرة ،
         لنالت الأولي مكانهـــــا و بقــــــــيت الثــــانية بلا مكــــــان ،
و هـــل يجد محــــــــــلاً آخـــــر من لن يكون له محل في الســــماء ،
                                      ألا مـع من سـقط منها طـــــــــــرداً ؟

سقط الشيطان حيث طـــــرد الإنســــــــــــان واقفـــــــــــــــــــاً ؛
بيد أن المسيح نـــــــــــــزل فأنهض من كان ملقي على الأرض .

ملكــــــــك متواضـــــع و أنت متكـــــبر .
أيكون الرأس متواضعاً و العضو متكبراً ؟ حاشا .

من أحب الكبرياء أبي أن ينتسب إلي جسم الرأس المتواضع ،
                    و إن لم يكن في الجسم فلينـــظر أين يكــون .

أني لا أريد أن أنطق بهذا الكلام مخافة أن أبدو أمامك مخيفاً .
             و مع ذلـــــــــــــــك ليتني أخيفـك و أنفعك بشيء .

ليــــــــتَ من كـــان هكذا أو كانت هذه حاله ، لا يتجاوز الحد .

ليتنــــي أحفــــــــــر هـــذه الكلمـــات على قــــــــــلبي ،
          فلا تضيـع ، كل رجائنـــا في رحــمة اللــــــه ،
لأن الذي يخيـــــف يحزن و مـــــــــن يحــزن يغـــري ،
                      و من كان حزينــاً صــــار صــالحاً .



Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac