مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في أن الكبرياء عظمة كاذبة ـ الفصل ( 5 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في أن الكبرياء عظمة كاذبة ـ الفصل ( 5 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل الخامس
في أن الكبرياء عظمة كاذبة
ليســـــــــــت الكبريــــاء عظمــــــــــــــــة ،
                بـــــــــــل ورمــــــــــــــــــــاً .
تســــــــــعي إلي الدخول من الباب الضيق ،
               فيمنعــــــك مـــا بك من ورم ،
و بقـــــــدر مــا تحــاول الدخـــول بحــيلة ،
بقــدر ذلك يجعــل الورم دخولك مستحيلاً .


الضيق يشد علي الورم و يزيدك  " ورما " كلما ضغط عليه و متي تدخل ؟

ازل الورم الذي فيك و اتخذ  "التواضع " علاجاً اشرب من كأس التواضع .

و لم تضيق علي نفسك ؟
حجمك الذي ليس كبيراً " بل متورماً " يمنعك للكبر ضخامته اما اليوم فانتفاخ .

لا تظنن نفسك كبــــــــــيراً لانــــــك " متورم "
ازل الــــــورم الذي فيك تكن كبيراً " قويـــاً " و " صـــــــلباً ".

ولم تريـــــــــد ان تنتفخ ؟ حسبك ان تمتليء وحذار من الانتفاخ .
                                 المليء غـــــــني والمنتفــخ فــــارغ .

لو نظرت الي وطــــــــبين احداهمـــا مـــــــــــــــــــــــــــــلآن
                                والآخـــر منفــــــــــــــــــــــــــــوخ
لوجدت الضخامة عينها في كليهما دون ان يكون الملء ذاته .

 ان تأملتهما خدعــــت
وان وزنتهما وجدت ان المـــــــــلآن يصعب تحريكه
                           اما الفـــــارغ فيسهل حمــله .

   اهـــــــــــرب من الـــــــــــــورم والزم الكبر الحقيقي ،
لأن ملكوت السموات للمتواضعين    اي للاطفال بالروح .

إيـــــــاك ان تحتـــــــــــقر هذا الصـــغر وترذلــه انه لصغر من هم حقا " عظماء " .
اما الكبرياء فهــــــــــــي عظمة الضعفاء الكاذبة التي تســـــــيطر علي العــــــقل .
المتواضع لا يستطيع ان يـــــــــــــــــــــــــــؤذي
والمتكــبر لا يستطيع ان يكــــــــــــون بريئــــاً .

بم تتباهي يـــــــا دودة " تموت غدا " ؟
ايهـــــــا المائت المتكـــــبر اخجـــــــــل من الشـيطان لانه وان يكن " متكبراً "  فمع ذلك لا يمـــــــــــــوت :
هو روح وان  " شريرا ". ويوم العقاب محفوظ له والي الآخرة بيد انه لا يموت كما نحن نموت وننقضي .

انت ســــــمعت ( موتــــاً تمـــوت ) ( التكوين17،11 )
اســـــــــــــتعمل جيداً عقــــــابك ولا تـــذهــــــب الي الكبرياء حيث تعاقب
بل اعـــــلم انك صائر الي الموت واخفض كبرياءك .

لقد سمعت ما قيـــل : وكيف تســــــتكبر ايهــــــــــــــــا الـــــتراب والرمـــــــاد ؟
وبرغم ان الشيطان يســــــــــــــــــــتكبر فليـــــــس هو تربــــــا " ورمـــــــاداً "
انت لا تــــــــــــدرك انـــــك صــــــــــائر الي المـــــــوت فتســــتكبر نظير الشيطان .
وبالنتيجـــــــــــــــة استعمل جيداً عقابك :
                       استعمل جيداً اثمـــك لتفيد من خيرك

لا تستكبر اذا شئت الدخــــول الي رواق الـــــــــــــــرب
ولكـــــــــــــــــــن ماذا يجب عليــــــك ان تأخـــذ معــــك الي اروقته ؟؟

ادخـــــــل ولكن ايـــــــاك ان تدخـــــل فارغ اليـدين :
ادخـــــــل بقلب متواضع اذ ذاك تدخل ومعك قربان .
امــــــا ان اســـــــتكبرت فانك تدخـــل فارغ اليدين لولا فراغــك لما تكبرت .
ولو كنت " مــــــــلآنا " لما تكـــبرت وانتفخــت .

وكيــــف تبحث عن مكان اسمي بدافع مـــــــن حب الارتفاع ،
          اذا كنـــت تســــــتطيع الوصـــول اليه متواضعـــاً ؟

ان شـــــــئت ان تجـــــد ذاتــــك افضــــــــــل ،
فاسأل نفسك إن كانــت متورمــــــــــــــــــــة  ، حــــــيث الورم فهنـاك الفراغ .
               وحـــــــيث يجد الشيطان فراغاً  ، يحـــــاول أن يبنـــــي عشـــه .

ومن ذا الذي يحتــــاج إلي الرحمة أكثر من البــــــــــــائس ؟
ومن ذا الذي ليس جـديراً بالرحمة أكثر من المتكبر البائس .

تكــثر الأموال لديـــــك فتستكبر وتكثر الأمجاد فتستكبر .
وتظن أنك موفور البر فتستكبر وهـــذا شـــرّ من ذاك .

يا مسكين ، يكـثر الإثــم والخـــبث لديــك ،
وبقـــــــدر ما يكــــــــثر الاثـــــــــم لديك ،
بقــدر ذلك  تبـــــــــــدو مليئــــاً بالــــــبر،
إنــــــــــــك تعاقب على ما صنــــعت فيك من خير ،
          وتكافـــــأ على ما صنع هو فيك من خير .

قــــــل لي ، لولا  ، إتكـــالك على نعمــة الله ،  فـــأين تكـــــــــــــون ؟
             ولولا  ، امتلاؤك مـن نعمــة الله ، أما جثوت أمام باعال ؟

أحذر ، احذر الكبرياء .
بوســـــــــــــــــــعك أن تقتدي بالقديســـــــين ولكن رُدًّ ذلك دوماً إلي مفعول النعمة ؛
لأن نعمة الله فيــك هي التي تجعلك مسـتحقاً ليبقــــــــــــي بعــــــــض الشـــــــــــيء .

وبالنتيجة ،
لا تعتمــــد عـــــلى قلبك حين تتكـــــــلم ولا تتكل على قواك في تجربة ،
لأن الكـلام الفطن العاقل الصـــادر عنك ، هـــــــــــــــــــــــو من الــــله ،
وصـــــــبرك على الآلام بشــــــــــجاعة هـــو أيضــــــاً من الــــــــــــله .

 

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac