مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » عواطف وصلوات ـ ( 2 ) في أسلوب الصلاة ـ القديس اوغسطينوس

عواطف وصلوات ـ ( 2 ) في أسلوب الصلاة ـ القديس اوغسطينوس




الفصل الثاني
في أسلوب الصلاة

++ عواطف وصلوات ++

اللهـــــــم :

عينــــــــــاك تحدقان إليَّ ،
وأذنـــــــــاك تصغيـــــان إلي صـــــــــلاتي ،
وهـــــــــــل يسعني أن أطلب أكثر من ذلك .
أني أتـــألم كثــيراً ههنــــا أنت تســـــمعني ،
في ضيقي أصرخ ســــوف أحفــــظ ســـبلك ،
                     إنما تعال إليًّ في وقت التجـــــربة ،
أنت الطبيـــــــــب وأنا جاهل ما أنا عليه مــن الفساد .

أنا أصرخ وأنت تقطــــــع :
           ولست ترفع يدك إلاّ بعد أن تنتزع ما يبدو لك لازماً :

إن الطبيب الذي يصغي إلي المريض فيهمل الجــــــــــــــرح ،
             وما فيــــــه من فســــــاد هـــــو طبيـــــب قــاس .

رب وإلهي أنـــت بكليتـــــــــــك محبـــــــــــــــــة .
بيد أنـــك لا تستجيب سؤلاً من يتضرعون إليك ،
لكـــــــــي تشفيهم وتـوفر لهم الحيــاة الأبديـــة ،
ســاعدني على أن أعمل ما تأمر به .
إن لــــم تحررني من قيــود المــادة ،
        حـــررتني بالـــــــــــــــروح .

أســــــتخف الأولاد الثلاثة النيران ،
              وصــــرخوا إليــــــك من داخــــــــــل الأتــــــــــــون وهم يســــبحونك .
ولم تستطع النــــــيران أن تمس خدامك وتؤذي الأطهار الأبـرار الذي يســبحونك .
             فنجيهــــــم من اللهـــــــــــــــــــيب .

أيهــــــــــا الرافــــــــع الأطفال الثلاثـة من الأتون ،
هل نجيت أيضــــــــــاً المكابين مــــن اللهــــيب ؟
                         ألم يرنموا وسط النـــــــار ؟
                         ألم يموتوا في اللهـــــــيب ؟

لقد خلصت الأوائــــــــــــــل دون الاخــــــــــــرين  
              أو بالاحـــــــرى
لقد خلصت هــــــــــــــــــــؤلاء مع أولئــــــــــك ،
بيــــد أنـــك عضــــــــــــدت الأطفال الثـــــــــلاثة
               ليخـــــــــــــزى الناس الشهوانيون .

و ان كنت قد منعت خلاصك عن المكابين بنفس الطريقة
فلكـــــــي يتعـــــذب أكــــــثر أولئك الذين ظنوا نفوسهم ،
           بأنهـــــــــــــــــــم قد نكلــــــــوا بشـــــــهدائك .

لقد خلصت بطرس حين جاء المــــلاك إليـــــه فــي السجن قائلاً له : ( قم وأخرج )
فســـقطت للحــــال وثاقاته وسار وراء المـلاك الذي أخرجـــه مـــــن الســــــــــجن .

وهل أضـــــــــاع   بطرس كل بر حين علّق على الصليب ،
فما خلصته منه ،  وقد كنت أخرجته سابقاً من ســـــجنه ؟            

زدت لــــــه اســـــــــتجابة حين خلصته من ضيقــاته :
كم تحمــــل من ضيـــــــق بعـــد خلاصــــــــة الأول ؟
أثم أرسلته أخيراً إلي حيث لـــن يقاسى أدني شــــر ؟

كانت المــرأة الكنعانيــة تصــــــــــرخ طالبــه منــك نعمةً ملحة بجرأة قويـة ،
                             وأنت الظــاهر بالابتعـــــــــــــــــــاد عنهـــــــــــــــــا ،
                            لا لكــــــــــــي تحـــــــبس عنهـــــا رحمتـــــــــــــــك ،
                            بـــل لكـــــــي تذكـــــــي فيهــــــــا نار الشــــــــــوق ،
                            وتعــــــــــطي صـــلاتها مثـــــــالاً في التواضــــــــع ،
                            وكانــــــــــت تصـــــرخ كـــــــأنك لا تســــــمع لهــا ،
                            مع أنـــــــــك كنت تعدُ في الصمت ما تنوي القيام به .

إن كان إنسان وحسب ، ينهــــــــــض مــن ســـــــــــريرة ،
                            ويعـــــــــــطي لكي يتخـــــــــــلص ،
                            وليــــــــــــس على سبيل الصداقة ،
فكـــم تعطي أنت الإلـــه بسخاء وفرح
                           الذين يسألونك ؟
لكنك تريد أن يسألوك لكي يصبحـــــوا جديرين بعطـــاياك .

رجوتك أنا : الواقــــف ببابــك ،
               أن تفتـــح لــــــي ،
وألا لمـــــا دفعتـــني إلي ذلك .

أحمــــــــدك على العظـــــيم الذي أعطيتنيــــــه بيـــد أني لا أزال مريضـــاً .
ها أني أصلي وها هي شفتاي تتحركان للصلاة وفكـــــري يحلّق في الجـوّ .

فكــــــــــــري يتخذ موقفــــــــاً ثابتــــاً للصـــــــلاة ،
ونفـــــــــسي مشتتة هنا وهناك غافلة عمّا حولها .

ولمَ أصلي إليك بلا نشاط وخشــــــوع ؟
إن الجســـــــــــــــــــــــم الذي يفســـد يُصبح ثقيـــلاً على النفــس ،
والبيـــــــت الأرضــــــــي يثقــــــــــل على الحس الذي يفكرّ كثيراً .
أنزع عني جســــــــــدي الذي يثقـــل علىّ فأســـــــــــــــــــــــبحك .
أنزع هذا البيت الأرضي الذي يحـــطّ من شــــــــــأن المفكـــــــــر ،
                             حتى أخلص من أفكــــــــــار كثــــــــــيرة ،
                            واحـــــــــــدة وأســــــبحك في حيـــــــاتي .

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac