مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في الطاعة ـ الفصل ( 9 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اغسطينوس

في الطاعة ـ الفصل ( 9 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس اغسطينوس


الفصل التاسع  

في  الطــــــــــــــــــاعة

الطاعة ، التي اعنيهــا هنـا، هي الخضـــــوع للوصـــــــــــايا .
الطاعة ، في الخليقة العاقلة هي أم الفضــــائل و حــارس لها .

و كل من قارن بين الطاعة    و     العفة ،
        وجـــــــــد الطاعة خيراً من العفة .

ما حرمتّ الكتب المقدسة الزواج قــــط ، و لكنهــــا شــــجبت العصيــــــــان ؛
لـــــــذلك تقوم الطـــــاعة بلا تبتــــــــل ، لأن التبتل مشورة و ليـس وصية ،
أما إن وجدت الطاعة للوصية بلا تبتل ، فلا وجـــــــود لهـــــا بلا عفـــــــة :

العفــــة تحــــــرم الدعــارة و الزنـــــــــــــــــي ،
فكل من خالف و صـــايا الله و خرج عن فضيلة .

و بخـــــلاف ذلك فـــــإن :
التبتل يقوم بلا طـــــاعة : تتمكـــن امـــــــــــــرأة رضيت بالتبتل مشـورة ،
                              و حافظت على بكارتها ، من أن تهمل الوصــايا ،
كما فعلت عذارى كثيرات عرفـــــن بثرثرتهــــن ، و فضــــــــــــــــولهن ،
                              و إدمانهن على الخمــر ، و بخلهن و كبريائهـن .

و هذه كلها نقائص تضــاد الوصــايا و تقتلهـــا ،
كما جــري لحواء بالذات يوم عصت أمر الـرب .

و لــــذلك علينــــا أن نؤثر منَ أطاعَ على من عصا ،
بـــــــــل الزوج المطواع على العذراء غير المطواع .

لا شــــــيء كالطاعة يليق بالنفــــــس البشــــــــــــرية :
إن أطـــــاع الخادم معلمه و الابن أباه و المرأة زوجها .
فأحـــــــــــر بالإنســــــــان أن يطيــــــــــع اللـــــــــــه .

لقد كــــــان من الواجــــب عـــلى الإنســـــــــــان الخـــــــاضع لله ،
أن يكـــــون أدني منــــــــه لتكون الطاعة فضيلة تقّربه من معلمه .
يسعني أن أقول في تلك الفضيلة :
إنها الفضيلة الوحيــــــــدة الصالحة لخليقة عاقلة تعمل تحت أمرة الله ،
كمـــــــا و ان أولي الرذائل و شرها هي أن تطيع ولا يســـعها إلا أن :
                  تستخدم تلك الرذيلة لهلاكهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .

قد لا يكون للإنسان سبيل إلي التفكير بالرب ،
ما لم يكن مأمـوراً بــــــــــــــــــــــــــــــــذلك .

و قد لا يكون بوســـــعه أن يظهر بوضوح أفضل ، أن المعصية شر كبير ،
ما لم يخطـــأ ضـــد الله بفعــل يجــره إلي الإثــــم ،  لـولا تحـــريم الله له .

و لمـــاذا تحـــرم عليـــه أن يمــــسّ ما ليـــس مؤذيـــاً ،
ثـــــــــــم يمنعه عن آخر لو رغبته في إظهار الطاعة ،
                              خــــــيراً والمعصــــية شـــراً .

و بالتالي فالإنسان الخاضــــع للناموس ،
يســــمع من الرب الإله الكلمة التاليــــة :
( لا تمــــــــسّ )  مــــاذا ؟
هذه الشـــــــجرة و ما هي هذه الشـــــــــجرة ؟
إن كانت خــــيراً فلــــــــم ، لا أمســــــــــــها ؟
و إن شــــــــراً ، فلـــــــم هي في الفــردوس ؟

وجودهـــا في الفـــــــردوس خير لكنني لا اســـمح لك بأن تمســــــــها .
ولـــــــــمَ لا يجوز لي أن أمسها ؟ لأني أريد أن تطيــع وألاّ تخالف قولي .

أطعْ أيها الخـــادم ، و لا تكــــــن شـــــريراً .
أطعْ أوامر المعلم ، لكي تتعلم منه المشورة .

   إن الشــجرة صــــالحة ؛
و لكني لا أريد أن يمســها .
لمـــاذا ؟
لأنــــــي أنا الســـــــــيد و أنت العبـــــــــــــــــــــــــــــد ،
و هــــذا هو السبب كله إن كان الســبب تافهـــاً جــــداً ،
فهــــــل تأنــــــف مــن أن تكـــــــــون عبـــــــــــــــداً ؟
و هـــل يليـــق بــــــــك إلاّ أن تكـون تحت أمـرة الرب ؟
و كيف تكون خاضعاً له إن لم تكن عاملاً بوصيتـــه ؟

إن الله يظهر ما للطـاعة من قيمــــــــــــــة حين يبعد الإنسـان عمّا ليس شـر :
هنـــا الطاعة وحــــدها تحمل غار النصر و المعصية وحدها تلـــــقي العقــاب .

هذا خير إنما لا أريد أن تمسه : ماذا ينقصـــــــــك ؟
لا أريــد أن تمســـــــــــــــــــه ولا أن تأكــــــل منه .

أنه خــير لك الطـــــــــــــــاعة خـــــــــــــــير منــــــــــــه .
و هــــــــــــل الشجرة شريرة إلي حد تميتك إذا مسستها ؟

صــيرتك المعصيــــــــــة خاضعاً للمـــوت ،
لأنــــــــك مسســــــــــــــت ما هو حـــــــرام :
و مـــاذا كان ينقصـــــــــك حتى مسستها ؟
شـــئت أن تستعمل قدرتك فاغتبطت بتجاوزك الوصية ؛
و شئت أن تكــــون كالله خارجــــاً عن كــــل ســـــــطة ،
                             لأن لا ســـــــلطان عـــــلى الله .

أيها الـــــــدوار المغرور الشرير ،
ســـــــــتموت موتـــــــــــــــــــاً ،
إن ابتعــــدت عن طريق الـــبر .

خرقــــت الوصيــــة و كسرت النظام بحماستك .
أين هي الـــــروادع التي كانت تقــــــــــــــودك ؟

إن أردت أن تكون حكيمــاًَ فأحفــــــظ الوصـــــــــايا ،
                               و تأمل بما أمـــرك الله به .
إلـــــــــزم الطـــــــــــــاعة بلوغـــــــاً إلي الحكمـــة ،
                              و إذا نلتهـا فأبق مطيعـــــاً .
أحفــــظ وصيــــة أبيــــك حفظـك لوصية الرب إلهك .

إن لم يأمـــرك الرب بما يأمرك به أبــوك ،
فإنـه يوصي البنين بالطــــاعة لوالديهم .

إن أمــــــرك أبوك بمــــا يضــــــادّ، شــــــريعة الله ،
                     فــــــــــــــــــــــلا تطعـــــــــــــــه .
و لكن متى أمرك بمــــا لا يضــــاد اللــــــــــــــــــه ،
                     فأطعـــــــــــــــه كما تُطيـــــع الله ،
                     الذي أمــــــــرنا بالطاعة لوالدينا .

إن التعليم الرسولي يحـــــــــض العبد لسيده مختاراً ،
                      لا قســــــــراً ، ليجعل باطنه حراً .

إذا حضك النظام عينه بهذا الشكل فلمَ يجـــب عليــــــك أن :
تخضـــع بإرادة تامة وحـــرة لله الذي يري إرادتك بالذات .

و هل من ظلم أشد من أن  : يفرض إنسان الطاعة على مرؤوسيه ،
                                 ثــم يــــــــــأبى الخضــوع لرؤســـــائه ؟

لا تبحث عن بــــــــراعة منَ يتكلمــون ،
بـــــــــل أخضع لسلطان من يــــــــأمر .

يحســـــن بالمــــرؤوس أن يطيـــــــــــــع رئيســــــــــه ،
لكـــــــــي يخضع هــذا الأخير بدوره لمن هو أعلي منه .

تعلّم نظام الأشياء : عليـــــــــــــــــــــــــك أن تخضع لإلهـــــــــــــــــــــــــــك .
                    و على نزواتك الجسدية أن تخضع لعقــــــــــــــــــــــــــــلك ،
                                                       تخضع لمن هو أعلي منــــــك ،
                                                                وعلى من هو دونك أن ،
                                                       يخضع لـــــــــــــــــــــــــــــــك .

كن خادمــــاً لخالقـــــــــك فيكــون خــادماً لك من قد خــلق لأجـلك .
أما إن أبيت أن تطيع الله فلا يسـعك أن تأمــر جسدك بالطــاعة لك .
                              يا من لا تطيع ربَّه سوف يقهرك خادمك .

صلاة واحدة يرفعهــــــا إنســــان مطيع تحظى قبولاً لـدي الله .
أكثر مــــــن عشــرة آلاف صلاة ، يتلوهـــــا إنســــان متمرد .
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac