طوبي للمضطهدين على البر
{ طوبي للمضطهدين على البر فإن لهم ملكوت السماوات }
++ عواطف و صلوات ++
لقد صرت لي ، يارب ،
ملجأ وعوناً لرجائي .
إنــــــك تجازي الأثمة بحسب أعمالهم ، وبحسب شرهم تبدد شـــــملهم .
أنــــــك تدربـــــــــني ولا شـــــــــــــك ، وتجلدني بواســــطة الأشــرار ،
وبــذلك تعلمنـــــــي سبيل الإرث الأبدي وتفضلني على الناس الأشرار ،
الذيــن تتخـــــــذهم لتــــــــــــــــــدربني وتكمـــــل محــــــــــــــــــــبتي ،
التـــي تريــــد منى أن أشــــــــعل بهـــا أعــــدائي أنفســـــــــــــــــــهم .
لن تكون محبتــــي كامــلة إلاّ إذا عملتُ خيراً ، مع من أبغضـــوني ،
وصلّيت لمن يضطهدونني هناك يهزم الشيطان وأحوز إكليل النصر .
وأنــــك تجعلني أفيد من الناس الأشرار ،
فتؤجرهم بحســــــب شـــــرهم ،
وليــس وفقاً لما جعلتني أفيد أنا منهــم .
وأي خـــــــــــــير جعلتنـــــــــــــــا ؟
نجنّي من جريمة الخائن يوضاس .
لقــــــــد ســـــــــلمك إلي العــــــــــــذاب ،
وبعذابك هذا أفتديت الأمم كلها للخلاص ،
ولـــــم تعـــط يوضاس حقه حباً بخـــلاص البــــشر ،
ولـــــم تعـــط يوضاس حقه حباً بخـــلاص البــــشر ،
بــــــل جازيته بالعقاب المفروض بسبب خبثه وشره .
أنه لم يســــلّمك عنّا ، بل عن الفضة التي باعك بها ؛
مع أن تسليمك كان استقبالاً لنا وبيعتــــك خلاصـــاً .
وعلى هـــــــــــــذا النحــــــــو ، فإن الذين اضطهدوا قديســيك ،
كانوا يلاحقونهم على الأرض ، فيرســــــلونهم إلي الســــماء .
وإذ كانوا عارفــين بأنهــــــــــــم ، يؤذونهم في حياتهم الحاضرة ،
كانـــــــوا يجهلون أنهم يكسبونهم ، من جراء ذلك الحياة الأخرى .
وكما أن صـــــلاح الأبــــــرار يــــؤذي الأشرار ،
كــــذلك فإن إثم الكفرة يمكن أن يكون نافعاً لي .
سلاحي ، الــــذي إلي الشـــــــــــــمال .
هـــــــو حيـــــث الأشـــــــرار ، وسلاحي ، الذي إلي اليمين ،
هــــــــو مجدك والصيت الحسن والحق وسائر الفضــــــــائل .
وبالتالي فإنك لا تجازي الأشرار بحسب الفائدة التي جنيتهـا منهــــــــــــــــــــم ،
بـــــــل تجازيـــــــــــــــــــــهم ، بحسب آثامهم التي أحبوها فأبغضوا نفوسهم .
ولست تكرمهم عن الخـــــير الذي حققتـــه لي بواستطهم ،