مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في الرياء ـ الفصل ( 7 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

في الرياء ـ الفصل ( 7 ) من الكتاب السادس ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس



الفصل السابع
في الرياء
لا تحـــــــاول أن تخـــدع كالمرائين .

المـــــــراؤون خداعون ؛ وهكـــــذا ،
فكل من أراد أن يظـــهر بخــــــلاف ما هو فهو مراء .

المـــــــــرائي يتظــــــــــــاهر بالاســـــــــتقامة ؛
ولا يظهر أن يضع كل ربحه في مديح الناس له ؛ وهذا ما يكسبه المراؤون .

حــــــــــــين يخدعــــــون الناس بمظهرهم الصالح   لكي يثُنــــــــــــــــــوا عليهـــــم .
لكن المرائين لا ينالون من الله ، فاحص القــــــلوب ، سوي العذاب عقاباً على غشهم ؛
لأنه قـــــال : ( لقد أخـــــــذوا من الناس أجــــرهم ) ويقول لهم بحق :
( ابعدوا عني يا فعلة الإثــــــم يا مـــــن أخذتم اسمي وتركتم أعمالي ) " متى23:7 ".

والذين لم يعملوا الصدقات وأعمال البرّ إلاّ لكــي يمجـــــدهم الناس
                                                 قد أخذوا بالنتيجة أجرهم ؛
لا  لأن الناس قد مجدوهم ؛ بل لأنهـــــم عملوا كي يمجدهم النــاس .

على مـــن يعمل خــــــــيراً ، أن لا يتوق إلـــــــــــــــي أن يمجــــــــده النـــاس ؛
لكــــــــــن تمجيد النـــــاس  يتبع حتمـــاً عمـــــــــل الخير لكي يتمكن من يمجّد
                                                                       من أن يحذو حذوه ؛
فلا يعتقد مــــــن كـــــــان موضوع ثناء بأن هـــذا المجد مفيد له ونــــــــافع .

لا يجوز لك أن تعمــــــــــــل ما هــــــــو مشجوب في المـــــــــــــــــــرائين .
            هـــم يُلامـــــــون لأنهــــــــم يعملـــون لكي يمجـــدهم النــــــاس .
إن شــئت أن تظــــــــــــــل في الطريق المستقيم ، فاحفظ وصايا الربّ إلهك ،
           وأصغ إلي المعلّم يعظُك على الجبــــل .
صوت المعلم

لا تعمل صدقتك أمــــام النـــاس لـــــــــــــــــــــــــيروك ؛
وإلا فليس لك أجرّ عند أبيـــك الذي في الســـــــــماوات.
مـــــــــــــــــتى صنـعت صدقة فلا تضرب أمامك بالبوق
كما يصنـــــع المــــــــــــراؤون في المجامع والطرقات لكي يمجدهم الناس .
                                     الحــــق أقــول لك أنهـــم قبـــــــــلوا أجرهم .

أما أنــــــت فإذ صنعت صدقة فلا تعلم شمالك ما تصنع يمينك لتظل صدقتك خفية
                                  وأبـــــوك الذي يري في الخفـــاء يجـــــــــــــــــازيك .
{ متى صليت فلا تكن كالمرائين
فإنهم يحبون أن يصـــــــــــلوا قائمين في المجامع و في زوايا الساحات ليراهم الناس .
                                      الحــــــــــق أقــــــــول لكــــــــم إنهــــــــم قبلوا أجرهم .
وأما أنـــــــت فمتى صــــــليت فادخل إلى مخدعك و أغــــلق بـــــــــــــــــــــــــابك
و صــــــــــــل لأبيــــك ســــراً الذي في الخفــــاء وأبـــوك الذي يرى السر يجازيك } .

{ و متى صمت فلا تكـــــن عابســـــاً كالمرائين الذين ينكرون وجوههم ليرى النــــــــاس صيــــــــامهم :
الحق أقول لك إنهم قد اخذواأجرهم و أما أنـت فمـــــــــــتى صــــــــمت فادهن راسك و اغسل وجهك  }
                                                                                                      " مت 6 : 6-10 " .

وعليـــــــــــه فإن صنعت عملاً صالحاً فاحذر من أن يداخله حب الظهور أو رغبة في المجد البشري
                                                الذي يضاعف قلبك ولا يخلّيه نقياً صـــــــافياً لكي يفهمــــني .

وجّه نيتك إلي الأفراح الباطنية
لئلا تبحث عن الأجر في الخارج فتتكيف بهذا العالم ،
                                       وتنسي وعدي لك .

ليـــــــــس الغـــرور في التعــــــلق في مظهر الأمور الجسدية وزخارفها وحده
إنما هو أيضـــــــــاً في تلك الأمور الخسيسة المؤلمة نفسها
التي  يزداد خطرها لكونها تخدع تحـــــــــــت ستار خــدمتي .

إن غالـيت في الاعتناء بجسدك وقلبك وما إليهما من الأمور الأخــــرى ،
سهل عليك الاقتناع بأنك من المعجبين بتلك الأبهات العالمية وزخارفها ،
             وما أستطعت أن تخدع أحداً بمظــــــــــهر قـــــــــــــــــداسة .

إياك أن تتخذ التقوى مظـــــــــهراً ثم تكفر بها كفضيلة .
                        البراءة الكاذبة ليست بــــــــــــراءة ؛
                        والعدل الكاذب ليـــــــــس عـــــــدلاً ؛
                        بل جورُّ مزدوج أنه جور وكـــــذب .

لا تعتقـــــد بالمـــرائين لأنــــهم مؤمنون كاذبون ؛
يتظاهرون بالإيمـــان فـــــــي اعتراضــــــــهم ولكنهم كفرة في حياتـــهم السيئة ،
                                                         ويتكلمـــون بخلاف ما يعتقـــــدون ؛
ولهذا فهم منبوذون برغـــــم أن ما قلـــــــــــت معلمــــــاً هو مفيــد لهم ونــــــافع ،
( أسمعوا أقوالهــــم ولا تعملوا أعمالهم لأنهــــم يقـــولون ولا يعمـــــــــــــــــــلون)
                                                                                 " متى  3:23 "
كم أرسلت من تهـــــديدات للجــــــدران المبيضـــــة بالكــــلس ؟
ها هـــــي شهادات الأنبيــاء لا تعـــــــد ولا تحــــــــــــــــــصي
            وفيهـــــــــــــــــا لعنت الجدار المبيَّـــــض بالكلـــس .
ما هـــــو الجـــــدار المبيَّض بالكلـــس إن لم يكن ذلك المرائي .
            لمعان في الخارج ووحـــل في الداخــــــــــــــــــــــل .

إن فتحت باباً في جدار مكلس مســـــــتقل عن ســـواه من الجدران
         وغير مرتبط بهـــــــا ودخل منه شخص يدخل إلي الخارج .

هكذا هي حال من يبني حـــائطاً ويكلســـــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
ولا يربطـــه بغيره من الجدران وأي نفع له من باب فتحه فيه ؟

إن دخـــلت وجـــــدت نفسك خارجاً
لأنك لست تدخـــــــل من البــــــاب
ولأن هذا لا يؤدي بك إلي الداخل .

أمــــــا أنا فأقــــــــــول : أنا هو الباب ، وبي الدخول .
وكل من يطلبون مجدي من هذا الباب يدخــــــــــلون .

المــــــراؤون لا يطـــــــــــــــلبون مجـــدي بل مجــــــــــــــدهم .
وحـــــــــدثت بسبب المــــــرائين انشقاقات كـــــــــــــــــــثيرة :
بين الأشرار اضطراب المراؤون خـــــــوفاً إذ كانوا شراً منهم
              وأبوا أن يكونـــــوا صالحـــون بين الأشـــــــرار .

آه لو كانوا حنــــطة حتى زمن التذرية ،
لصبروا على التبن على البيــــــــــدر .

ولكن بما أنهم تــــبن فقد هبت الريح واختطفت التبن عن البيدر
                   قبـــل التـــــــــــذرية وألقتـــه بين الأشـــــــواك .
أيّا كان اتجاهك فــــي الإيمــــــــــــان فأعد نفسك لتحمّــل الكذبة ،
وإلاّ لقيـــــــــت ما لم تتوقعـــــــــــه ؛ قتســـقط أو تضـــــــطرب .
وديانتي نفسها تضم صــــــــــالحين وتـــــــــضم كــــــــــــاذبين ؛
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac