الفصل الخامس
++ عواطف و صلوات ++
رب ،
أنـــــــــا لم احمل معي شـــيئاً إلي هــذا العـالم ، ولن أحمل منه شـيئاً ، حسبي القوت والكســوة .
لو شئت أن أصبح غنياً ، لسقطت في التجربة ، وفي شهوات مختلفة ، حمقـــــــــــاء وخطـــرة ،
ترسل الناس إلي الهـــلاك والمــوت .
أصل الشرور كلها البخل :
كم من أناس اضطرمت شهواتهم ، فمالوا عن الإيمــان ، وغاصـوا في عذابات كثيرة ؟
سوف ألقاك أيها الفقير الحقيقي ، يا من جعلت نفسك فقيراً من أجلي ، مع أنــك غنيّ .
من ذا الذي يتأمل في خيراتك على حقيقتها ؟
ومن ذا الذي يتصوّر ما أنت عليه من الفقر .
يا فقر سيدي !
يا فقراً حبُلَ به في حشا إمــــــرأة عــذراء
واحتـــــواه حشا أم ـ يا له من فقــر ! .
لقـــــد و لـــــد في ملجــــــــــأ ضيـــق ،
و وضع في مـــــــــــــــــــــــذود ،
و لفّ بأقمطـــــــــــــــه الطفولة ،
ثم راح معلم السماوات والأرض .
خـــالق الملائكــــة وصـــــــانع الأشــــياء المرئيــــــــــــــــــة ،
و واضــــع أسسها ، يرضــع ثــــدي أمــه ويصرخ في المهـد ،
ويغتــــذي وينمــو ويتحمّل تقلبات الطقس و يخفــــي جلالـــه ؛
وأخــــــــــــــــيراً :
قبضـوا عليــــه ، واحتقـــــــــــــــــروه ، وجـــــــــــــــــلدوه ،
وشــــــــــــتموه ، وبصـــــــــقوا عليــه ، وصـــــــــــــــفعوه ،
وكللوه بالشـوك ، وعلّقوه على الخشبة ، وطعنـــوه بالحــربة .
يا له من فقـر .
رب ،
إن تأمـلت في فقـــــــــــــرك ،
وجدت كل شــــــيء حقيراً أمـامي .
إنـــي أحب ما ليس لي حتى الآن ،
فـــإن حصلت عليـه أحتقرتـــــــة ،
أي خــــير يشـــــــــــــــبعني ؟
ومتى أرتوي مــن الخـــــــيرات ؟
لـــن اشبع من :
الأشياء المائته والزمنية ،
هبني وأعطني ما هــــو أزلـي .
هبني حكمتــــــــــــــــــــــــــك ؛
هبني كلمتــك ، إلهــاً من إلــه ،
هبني ذاتـــك يــا اللـــــه الأب ،
وهبني الابن والــروح القـدس .
أني أبسط يــدي إليك ، لأن نفسي بالنسبة إليك هي كأرض لا ماء فيها .
أني أرفع نفسي إليك ، وليس ضدك أني أرفعهـــــا كالإنـاء إلي الينبــوع .
فامـــلأني .
ها قـــــــد شــــــــعرت ، بعذوبــــــــة الوطـــــــن ،
ومــــــــرارة الســـــــفر .
خارجاً عنك :
ومــــن كـــل ما هو حاضـر لي .
لا شــــــــيء يحــــــلو لـــــــي .
لا أريد شيئاً من كلما أعطيتني ،
إن لــــــــــم تعـــــط نفســــــك ،
يا مــــــــــن أعطيت كل شيء .
لــــــترن صلاتي دوماً في أذنيك واستمع دائماً إليها ،
هــــــــــا قد صـرت منذ الآن مســــــكيناً بالـــــروح ،
فأجعـلني ســــعيداً في ملكـــــــــوت الســـــــماوات .
طوبى للمســـــاكين بالـروح