الفصل السادس
++ عواطف و صلوات ++
يا يسوع الصالح يا مـــــن اســــــتملت من الأب كل شــــــــــــــــــــــيء ،
ويا مــــن لا يعرفك سوي الآب أنت وحدك تعرف الآب
ولا تقول : تعلموا منى أن تكوّنوا العالم وأن تقيموا الموتي
بــــــــل ، اني وديــــــــــــــــــــــــــــــع ومتواضع القـــلب .
يا للتعليم الخلاصي ويا رب الأموات ومعلمــــهم لقد قــــرّب المــــوت في كأس الكــــــبرياء .
أنت لم تشأ أن تعلّم سوى ما أنت ولم تأمر بما لم تفعل .
أني أراك يا يسوع الصالح بناظري ومعلمهم
لقــــــــد قرّب المـــــــــوت إلي كأس الكبرياء .
أنت لم تشأ أن تعلّم سوي ما أنت
ولم تأمر بما لم تفعـــــــــــــــــل .
أني أراك يا يسوع الصـالح بناظري الإيمان اللذين فتحتهما لي
وكأنــــك كنت تهتف وتقول في مجموعة الجنس البــــــشري ،
تعالوا إليّ وتعلّمـــوا مــــــــــــني .
ولمَ أصغي إليــــــك أنت يــــا إبن اللـــــه ،
يا من صنعت كل شيء وصـرتَ أنت ذاتك ابن الإنسان ؟
في وســط هذه الأشــــياء كلهــا
ماذا يجب علىّ أن أتعـــلم منك ؟
علىّ أن أكون وديعاً ومتواضع القــلب .
ألا يشّرف الإنسان أن يكون حقيراً بهذا المقدار ،
حـــــــتى يتعــــلم منك أنت العظــــــيم ؟ أجــل .
ومــــــــن دون هــذا الســـــــــــــــــــبيل ،
لا راحة للنفس التي تظنّ ذاتهـا عظيمـــة حـــين تثقلها الكبرياء
وتنفخهــــا فتصـــبح أمامك مريضـــــــــــة .
أجعلهـــــــــــــم يصغون إليك ويقبلـــــون إليــــــك ويتعلمــون منك ،
كيـــــــــــــــــف يصبحـــــون ودعــــــــــــــــــــــاء ومتواضــــــعين .
هؤلاء الذين يبحثـــون عن رحمتـك وحقيقتك فيحيون لك وليس لنفوسهم .
أجعل المتألم والمعذب الرازح تحت حمــله ، الذي لا يتجاسر أن يرفع عينيه إلي الســـماء ،
يفهــــــم كــــــلامك ؛
أجعل الخــــــــــــاطئ القارع صــــــــدره ، الذي لا يدنو إلا من بعيد ، يفهــــــم كــــــلامك .
فليفهمه قائـــــــــــد المئــــــه الذي قال أنه غير مستحق لقبــــــــولك تحـــت ســـــــــــقفه .
فليفهمه زكّا رئيس العشّارين الذي يعوض على القريب أضـــــــعاف ما الحق به من ضرر .
فلتسمعه المرأة الخاطئـــــــة في المدينة وقد بكت بكاءً مراً على قدميك لأنها لم تتبع خـــــــطاك .
فليفهمه العشارون والزانيات اللواتي يســـــــبقن الكتبـــــة والفريسـين إلــي ملكوت السماوات .
وليفهمه جميع المرضــــــــي الــــــــــــــذين جابهــــــــوك في وليمـة سـمعان ، وكأنها جريمــــــــة ،
يقينـــــــــــــــــــــــاً بأن من كانوا يدعون السلامة لم يبحثــــــــــــــوا عــــــن الطــــــــــبيب ،
وإن لم تكـــــــــــــن قد جئت لتدعو الصـــــــديقين بل الخطـــــــــــــاة إلــــــي التــــــــــــــوبة .
هؤلاء جميعهــــــــــــــــــم سوف يتواضعون بســهوله ؛ وينسحقون في حضرتك ،
حين يرتدون إليـــــــــــك ؛ وسيذكرون حياتهم الشريرة ورحمتك الســـــــــمحاء ،
لأنــــــــــــــــــــــه " حيثما كثرت الخطيئـــــــــــة و فُرتْ النعمـــــــــــــــة "
