الفصل الثاني
++ عواطف و صلوات ++
ربّ ،
سألتك أن لا تكــــل إليّ تأنيــــب الآخـــــرين عــــلى خطــــاياهم ،
الا متى فحصتُ ضميري بأفكاري الباطنية . و أجابني بوضــوح ،
كلي أمـــامك أني أقــــوم بهـــــذه المهمــــة عن محبـــة .
إن كانت إهانات من أونبه و تهديداته و اضطهاداته تمزّق نفسي ،
و بدا لي أيضـاً شــفاؤه ممكنــاً فلن أنطـق بشيء قبل أن أشـــفيه ،
لئــــــلا أسيء إليه بتـــــــأثير من عاطـــــــفتي الجســـــــــــدية ،
فاستعمل لســــــاني ســــــلاح إثم للخطيئــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
مقابــــلاً الشــــــر بالشـــــــــر و اللعنـــــــــــة باللعنـــــــــــــــة .
لأن ما أقوله بقلب مقــروح سيكون بمثابة هجوم من قبل من يتوخىّ المعاقبة ؛
و ليـــس عن محبـــــة من قبل من يريـــد الإصلاح .
هبني المحبة : فأحب قريبي و أقول ما أريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد .
إن السامع كلام اللعنة لن يكون من جراء ذلك ملعوناً .
بيد أني سوف أذكر رغبتي في أن :
أحرر الإنسان من نقائصه بسيف كلمتك .
و إذا ما أخذت على عاتقي القيام بهذه المهمّة و أتممتهـــا بطيبــــــة خـــاطر .
ثم لقيـــــــت مقــــــــاومة من قــلب الخــاطئ الــذي أقنعني بطــريقة الخفيـة ،
بـــــــــــأن أكـــف عــن ملاحقة عيــــــــــــــــــوبه ،
حتى يقــــــــع فريســـــة لهـــــا .
فإني بعــــــــــــــــد أن أغســـل إهمالي هذا بدموعي ، أذكر ، لخــــــــــــــيري ،
بأنه لا يجــــوز لي أن استكبر على خطايا الآخــــرين حين أخطأ في توبيخهم .
مستسلماً بسهولة إلي الغضــــــــــب من جــــراء مقـــاومة الخــاطئ لي ،
بــــــــــــــــــــــدل أن أتسلح الشفقة على بؤســــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .