الفصل الحادي العشر
صوت المسيح
أن سرت في الطريق المستقيم ، فــــــــــلا تنسبه لنفسك ،
مخافة أن تحيــد عنــــه .
و لذلك فاني أعلمك التواضع من الكتاب قائلاً :
( اعمل لخلاصك بخوف ورعدة )
" فليبي 2: 13 ".
وبما أني قلت :
( اعمل ) فـــــــلا تســـــــتنتج من خلال ذلك
انك تقدر أن تعمـــل من نفســــــك
بل أكمل حيث يقول :
( أنا هو)
(أي الله) الــــذي اعمل فيكــــم الإرادة ،
والعمــل علي حسب مرضاته ،
( أنا أنا الذي اعمل فيك… )
" فيلبي 2 :13 ".
اقبل الغيث بخوف ورعدة ، الوديان العميقة تمتــــــــــــلئ ،
والمرتفعــــــــــات تجـــــــــــــف .
الغيــــــــــــــــــث نعمـــــــــــة .
ولم تعجب مني أنا الذي أقاوم المتكــــبرين ،
وأعطي المتواضعين نعمتي ؟
( لا تســتكبر بل خــــف )
" رومية 2:11 "،
خـــــــــــف لكي تمتلئ ؛
ولا تستكبر لئلا تجف .
الزهــــــو بالقدرة الشخصية اضعف الكثــــــــــيرين،
لا يقــوي احــــــــــــــــــد بي إلا إذا اعترف بضعفه .
لست انظر إلي ما تستحق بل إلي نعمتي ورحمتي انظر .
إذا ضعــــــــــــــــفت عضـــــدتك ،
وان اعترفت بضعفك قويتـــــــــك .
لا تغـــــــتر بنفســك مخافة ،
أن تفقـــــد بغـــــــــــرورك ،
ما اكتسبته بضعفـــــــــــك .
كثـــيرون اغتروا بنفوسهم وقواهم فوقعوا في اليأس .
وكثيرون تركـــــــوا ما لهم وتبعـــــــــــــــــــــــــــوني ،
فوعدوا نفوسهم بالجلوس معي للحكــــــــــــــــــــــــم ؛
بيد إنهم يعتدون بنفوســـهم وعندهــــــــــم شـــــــيء من التيــــــــــــــــــه ،
والعجـــــــــــــــــــــــــرفة لا يعرفه أحد سواي .
لا تعتمد على قواك لأن ما تظنه لك باطــل .
إن أردت أن تعتمد على قــــواك ســـقطت .
تأملّ بطرس :
اغتر في البدء بنفسه واعتمد عليها فسقط في الجبن والكفر
وأكدّ لي بأنه مستعد أن يمــــوت عني ،
يوم كــــــان عــــلى أن أمــــــوت عنه ، فقلت له :
( أأنت تبذل نفسك عني ؟ ) .
" يو38:13 "
و تقوم من اجلي بما لم اقـــــم بـــه حتى الان من اجلك ؟
أتظن نفسك قادراً على أن تسبقني ،
وأنت عاجز عن الســــــير ورائي ؟
ولـــمَ تدعيّ لنفســك هذه القدرة ؟
ما هو رأيك بنفسك ؟ ومن أنت ؟
( الحق الحق أقول لك
قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات )
" يو38:13 ".
كان بطرس يحسّ بما في قلبه من رغبات ؛
أمــــــــــــا قـــــواه فما كان ليدرك حقيقتها .
كان يفتخـــــــــــر مريضاً بعزمـــــــــــــــــــــه ،
أما أنا طبيبه فكنت أنظــــر إلي ضعفــــــــــــــه ؛
وهو يعد وأنا أدرك مـــــــا سيكون من وعوده .
وهـــو يؤكــد ما يجهــــــــــل ،
وأنـــا أدرك ما سوف يصير ،
وانبئه عنه .
ولــــم يحدث ما توقعـــه المريـض ،
بــــــل تمّ ما أنبـــأه عنه الطـــبيب .
وقالت الخــادمة البوابة لبـــطرس :
( أما أنت من تلاميذ هذا الرجل ؟ فقال ما أنا منهم )
" يوحنا17:18 ".
وهـــوذا أقوي عمــــــــــود يرتجّ بأسره لأول هبًّة ريح .
أيـــــــن ذلك الوعد الجرئ وتلك الثقة بالنفــــــس ؟
كـــــــم مـن شــــــــــــيوخ وشبان من الجنســـين ،
قـــد عملــــــــــوا ، فيمــــــــا بعــــــــــــد ،
مــا لــــــــــــــــم يســـــــتطعه بطـــــــرس ،
وليّ مفاتيـــــــح الملكـــــــــــــــــــــــــوت !
إن الذي أغتر بنفسه فأكد لي بأنــه يمــــــوت عني ،
أنكرني ، ثلاثاً ، أنا حيـــــــاته .
هكــذا تنكشف ذاتك يا من تتكلم بتأكيـــد ،
إن كنت جاهلاً عجزك .
لا تغتر بنفسك بل ضع رجاءك كله فيّ ؛
لأن قواك بأســـــرها فيّ ؛
يا من انتصــــــــرت بي ،
لا بغـــــــــــــــــــــرورك .
إن إعترفت الآن بضعفـــــــك ،
فأفـــــــزع من الحـــــــــــدأة ،
إلي جناحي أمك ،
فرخاً ضعيفــــــاً .
الحــــــــداء قوات جويـــــة ؛ وهي إبليــــــس وملائكتــــــــــــــــــــــــه ،
الذين يريدون أن يخطفوك أيها الضعيف .
أفزع إلي جناحي أمك الحكمة ؛
فأنا الحكمة اللامخلوقة صرت ضعيفاً من أجلك .
وكما أن الدجاجة تســـتضعف نفســــــــها مع فراخها لتحضنها تحت جناحيها ،
هكـــــــذا فــــإني وإن كنت ذا طبيعة إلهية فلم اعتد مســـــــاواتي لله اختلاســاً ،
لأصــير صغــــــــــيراً معـــــــك ،
أحميــك تحــــــــــــت جنـــــاحيّ ،
فأخليت ذاتــــــي آخــــذاً صــورة عبـــد ،
صــــائراً في شــــــبه البــــشر ،
وموجوداً كبـــــشر في الهيـــئة :
( فيلبي6:2 ).