الفصل الخامس عشر
شـــــــئت أم أبــــــيت ، أنت خاضع لإله واحد وربّ واحــــد ،
ومدرك لهذه الحقيقة ، حتى أنك تطيع إلهـــك من كل إرادتك .
البــــــــار يخـــــدم خدمة حــــــــــــــــــرّ ،
و الشرير يخــــدم خدمة عبــــــــــــــــــد ،
و مع ذلك فكلاهما يطيعان العناية الإلهية .
إنما طاعة ذاك طاعة ابن يشــــاركها في كل عمل صالح ،
وطاعة هذا طاعة عبد وهي تعمل فيه ما تراه مناسباً .
الأبــــــرار يخدمون الله أحراراً ؛
والأشرار يخدمونه قســــــــراً ؛
مع أنـــــه لا أحد يفلتُ من شريعة القدير .
أن يعمــــــل الإنســـــان ، حراً .
مــــا تأمر به الشريعة ، شيء .
وأن يتحملَّها ، قهـــراً ، شيء أخر .
ولذلك فإن الأبرار يعملون وفقاً لوصايا ،
والأشرار بموجبها يتألمـــــون .
من الأفضل أن تخــــــــدم بطيبـــــة خاطــــــــــر ،
لأنـــــــــك إن رفضــــت الطــــاعة للمســـــــيح ،
رفضــــت خدمــــــة معلّــم صالح ،
دون أن تقـــــــوي على الهرب من طاعته .
إن رفضــــت الطــــاعة للمحبــــــة ،
ســــقطت حتماً في عبودية الإثــم .
إن صـــلحت وأطعــــتَ كنت حـــــراً ،
أمـــــــا إن أثمـــــــت وسُــــدتَ كنت عبــــداً ،
لا لإنسان بل و هذا هو المؤســــف .
لكـــــل ما فيـــــــك من رذائـــــــــــــــــــــل .
إن ســعيتَ إلي إتمام وصــــــايا الله بإتقّائها ،
تعبت ، بيد أن :
( المحبة الكاملة تطرد الخوف خارجاً )
" 1 يو18:4 ".
وليست تخفف من ثقل الوصية وحسب ،
إنمـــــا تسمو بها كأن لهـــــــا أجنحـــة .
إن بَدَتْ لك وصايا الله شاقةً فثقْ بــــــــــــــــــــــــأنك لا تزال ضعيفــاً ،
وليســــــت لك القــــــــــوة التي تكشف لك وصايا الله على حقيقتهــا ،
خفيفة ، عذبة . فصـــلِّ بقلب باك لتنــــــال نعمة السهولة .
أنت تريـــــــد أن تركض إلي المسيح بما عليـــــك من أحمال ثقيـــلة ،
فـــــــــــلن تســـتطيع ، أصغ إلي صوت الربّ إلهــــك .
صوت المسيح .
تعال أيها المتــــألم والثقيل الحمل وأنـــــا أريحـــك .
أنــــــــــــــــي أغفــــر لــــك خطـاياك السالفة ،
وأرفع البرقع الــــــــــــــذي يغــشي عينيــــك ،
وأشـــــــــفي منكبيــــــــك المتـــــــــــــعبين .
سأرفع عنك الأحمال حقــــــاً ، إنما لن أتركـك بــــدون حمـــل .
سوف أرفع الأحمال الشريرة وأضــــع عليـك الأحمال المفيدة .
الشـــــهوة كَدَنَتْــــــــــكَ تحت نيرها الشـــــرير .
أما المحبة فسوف تضعك تحت نيرها الخلاصى .
ولم تتردد في قبول حمـــــــــــــــــلي ؟
هـــــــــل التواضع والتقــــــــــــــوى هما حمل ثقيل عليــك ؟
هـــــــــل الإيمــان والرجاء والمحبة أحمـــــال لا تطـــــــــــاق ،
لكونها تجـــــــــعل الإنســــــــــــــان وديعـــــاً ومتواضعــــــاً ؟
أنظْـــــر ، إن أصغيت إليّ فــــــلن يثقل عليك الحمل
( لأن نـــــــــيري طـــيب وحمـلي خـــفيف ) " متى19:11 ".
لا يقاس حملي بثقل الأحمال بل هو جناحـــــــــــــان لمن يجب عليه أن يطير .
للطـــــــــــــــــــــيور أن تحمـــل أجنحتهــا :
هي تحمل أجنحتها ، وأجنحتهـــا تحملهــا :
عـــــــــلى الأرض تحمل الطيور أجنحتها ،
وفي الســـــــــماء ، أجنحتهـــــا تحمـــلها .
إذا أشــــــــفقت على العصـــــــفور ولا سيما في الصيف وقلت :
( يثقل الجناحان على هذا العصفور المســــــــــــــــكين )
ثم نزعت عنه حمْــــــلَهُ هــــــذا ،
سمرت على الأرض هذا العصفور الذي شئت أن تريحه .
وبالنتيجة عليك أن تحمـــــــــــــــل أجنحة السلام وتقبل أجنحة المحبة .