الفصل التاسع عشر
هوذا الله يهدد بالنار الأبدية :
( اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته )
" مت41:25 ".
إن كنـــــت حتى الآن لا تحـــــب الحيـــــاة الأبديـــة ،
فاخــــــش النـــــــــــــــــــــار .
كمــا أننــا لا نجد ههنا فرحاً شبيهاً بفرح الحياة الأبدية المحفوظ للقديسين ،
هكذا فأننا لا نجــــد أبــــداً شــــــبهاً بــين الألم الزمني و الآلام الأبديـــــــة .
تجنب بإيمـان راســــخ و أخلاق عاليــة تلك العذابات حيث :
لا ينقص الجلادون و لا يموت المعذّبـــــــــــــــــــون ،
حيث يدوم المــوت و لا يموت أحد تحت وطأة الآلام .
لكـــــــــن المرذولين يقاسون عذابــــات أشد حين يقومون .
إذا قارنَّــا بينهمـــا وبــــــــين عذابــــات هذه الدنيـــــــــــا ،
كانت هذه بالنســبة إليهـــــــا أضغاث أحــــــلام .
ولابد من أن يكون العـــــذاب أشـــــــــدّ على من يتحمــله ساهراً .
أنك تخاف من أن تلــــــــــقي في السجن إذا وشـي بــــــك أحــــد ،
ولا تخاف من أن تحــــــترق في النــــــار من جراء حياتك الرديئة
التي لا تخدم لك مصلحة .
أتخـــــشى الســــــــجن
ولا تخشي عذاب النار؟
أسمع قول المسيح :
( لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد
و لا يستطيعون أن يقتلوا النفــس )
"مت 10 : 28".
أنت تخشى العــــــــذاب الزمـــــــــني ، ولا تخشى عـــــــــذاب النار الأبدية ؟
أنت تخشى المــــــــوت إلي زمـــــــن ، ولا تخشى المــــــــوت إلي الأبـــــد ؟
وبالتــالي لم يبق لك طالما أن الموت معك سوي أن :
تنــــــــير حيــاتك و تصــلح ما فســـد من أعمــالك .
القاضي يتوعَّدك بمجيئه كيلا يجـــــــدك ،
مــتى جـــــــاء جديراً بعقابه .
لو أراد القاضي أن يحكم على إنسان لزم الصمت ،
إذا لا أحد يريد أن يضرب ثم يقول ( انتبــــــــه ) .
إن الضيقات التي تتحملهــــا ، في حياتـك ههــــــــنا ،
بمثـــــــــــابة عصـا تـــــأديب مــــــــــــن اللــــــــــه ،
يضرب بهــا من يحبهــــــــم كيلا يرذلوا إلي الأبــد .
أصلح نفســـك الآن لئلا تعجز عن القيام به متى أردته بعد فوات الأوان ،
لأن الموت يفاجئك فلا يترك مجالاً للإصلاح بل يرســــــلك إلي جهنــــم .
فائدتك أعمـــــــال تصنعهـــــــا ههنـــــا ؛ لأن أعمال الإنسان عــون له أو عليــــه .
إن لــم يجدك اليومُ الأخير ظافراً فاسعَ اقله حتى يجدك مجاهداً ، لا أسيراً و لا مديناً .
أنـــت عضو للمسيح فـــــــارجُ ميراثــــــــــــــــــه ،
وإن زال هــــذا كلـــــــــــــه ،
يبقي لك ما لا يـــــــــــــزول ؛
لأن المسيح لم يَعِدْ خاصته بمكافآت فانية ،
ولا هدد الكفرة بعـــذاب زمني .
وكما أنه وعد القديسين بالحياة والسعادة والملكوت ،
مـــــــيراثاً أبديــــــــــاً لا نهــاية لــــــــــه ،
هكـــــــذا نراه يهـــــــدد الكفــــرة بالنـــار الأبديــــة .
إن لم تحــــــب مــــا وعـد به ،
فخف على الأقل مما هـــدّد به.