الفصل الرابع عشر
إن كنـــت حقـــــــاً تقيـــــــــــاً ،
فاللـــــــه يساعدك من الداخل ،
حــــيث لا يـرى أحـد .
وكما أن الضمير هو عذاب كبــير للأشرار ،
هكــــــذا هو عينة ، فرح عظيم للأبـــرار .
ولـــم تسعي إذن وراء خيور هذا العـــــالم ،
الـــتي تخدع العيـــــون البشرية واللحمية ؟
اختـــر ما يجب أن يكون في قلبـــــــــــــك ؛
كـــن مليئـــــــاً بالخــــير من الداخـــــــــل ؛
حيث يــــــــــرى اللـــــه ، ولا يرى الإنسان .
أصغ إلي الرب :
( إياك أن تعمل برّك بمرأى من الناس لكي ينظروا إليك )
" متى1:6 " .
وفــــــــــي أعمالك الصالحة العلنية لا تبحث عن مجــــدك ،
بـــــــل عن مجد الله .
اقنــــــــع بمن يرى ما في البـــاطن ،
وأعمــــل عــلى أن يكــــون محبـــاً ، ومحبوباً من الباطن ،
ذاك الذي صنـــــــع إنسانك الباطني ، وما فيه من جمــال .
المسيح يرى ضميرك فيحبــــك فيـــــه .
وفيـــــه يتحدث إليك ويعاقبك ويكافئك .
إن خلوت من الجمال الباطني ،
فأي نفع لك من كلّ ما سواه ؟
كــن تقيـاً ،
يكـــن لك ، في قلبــــك أمان وسلام ،
شـرط أن ، يظلّ إيمانك يقظـــــــــــاً ،
لأنـــه إن ، نــــــــــــام هلكــــــــــت .
ضـــــربت الأمـــــــواج الســــفينة ، وكـــــــــان يســـوع نائمـــــــــاً ،
لمّا قـــــام انتهر الأمواج والعاصفة ، فزال الخطر وحدث هدوء عظم .
على قلبـك أن يظـــــلّ هادئــــــــــــاً ، طــــالما أن المســـــيح ســاهراً ،
فتصـــــــل أنت أيضاً إلي المينـــاء ، إن مــــــــن هيـــــــــأ الســـفينة لا ينسى الميناء .
هنيئاً لك فرحُك حـــــين تدخل إلي قلبــــــك ولا تجد شراً .
نـــــــق فـؤادك لتتمـــــــكـــن من الدخــــول إليه مرتاحـاً :
( طـوبي للأنقيـاء القلوب فإنهـــــــم يعاينـــون الله )
" متى8:5 ".
أنـــــــــزع منه أوســـــاخ الشــــــهوات ،
و آفــــــــــة البخــــــــــــل ،
و طـــــاعون الخـــــرافات ،
وأنــــــزع منـه ما به انتهكت الأقــداس ،
ونقّــــــــه مــن الأفكــــــار الشــــــريرة ،
و البغضــــــــــــــــــــــــاء .
أرفــــــع هـــذه كلهــــــــــــــــــا منـــــه ،
وأدخــله تجــــد فيـــــــه غبطتـــــــــــك .
ومــــتى بـــدأت تفـــــــــرح فيـــــــــــه ،
تبتهـــج بنقاوة قلبــــــــــــــــــــــــــــك ،
وتندفـع إلــــي الصـــــــــــــــــــــــــلاة .
إذا جئت إلي مكان راحة وهـــدوء ، وارتفعت في أجوائه ربمـــــا تقول : لنصلّ ههنا .
لأن شروط هذا المكان تروقك ، فيحمـــــــلك إيمــانك على الاعتقاد ،
بــــــأن الله ســــوف يســــــتجيبك .
إن كنت تســر بتآلف الأجــــــواء في مكـان مـــا ،
فــــلمَ لا تغتـاظ من فسـاد ما في قلبـــــك ؟
أدخـل إلي قلبـــــــــــــــك ونقّــــــــــــــــه ،
وأرفع لحـــــاظك إلي الله يستجيب لــــك .
ولكـــــن ، متى بــــــدأ ضمــــيرك أن يكون صـــــالحاً على هـــــذه الأرض ،
فلــــــــن تتخلــــص من التجارب : قبـــــل أن يبتـــــــــــــــلع الموت بالغلبة ،
ويلبس هذا الجسد المائت ما لا يمــــوت ،
لأن شيئاً من الضـــــــــعف لا يزال قائمـــاً .
ولا مفــر لك من بعض التجــــــــارب والآلام ،
ســــــــوف يطهـــرّ الله كل شــيء فيـــــــــك ،
وينجيــك من كل تجربة فاسعَ إليه .
يســتطيع النمّام أن يعطّــل صيتك ،
ولكنــه لا يستطيع أن يفســد ضميراً نقيـــاً .
إن كآبــــــــــــــــة المظلوم ،
لأفضل من غبطة الظــــالم .
لا تحتقرْ نفســــك كإن كنت : فقــــيراً فـــي بيتــــــك ،
وغنيـــــاً فـــي ضـميرك ،
فالغنـــــــي في ضمــــــــــيره يرتـــــاح فـــي نومـــــــه على الحضيض ،
أكثر من الغني النائــــــــم على أرجوانه .
والقـــلب الجــــريح بالإثــم : لا يتــألم مـــن الاضطراب الخبيــــــــث .
أحفـــظ في قلبـــــك الثروة التي حملها إليك فقــــر الرب إلهــك ،
وأجعله حارساً لها لئــــلا تَهَلك عطَّيته لك ، وأقمه عليها أميناً .