الفصل الرابع
أني أقـــــرع بابك يـــــا ربّ فافتــــــــــــح لي ،
و أكشــــــــف لي عما شئت من لجّة أسرارك .
أعطني أن اقبل الحقيقة الجلية و أرعاها بتقوى ،
لتتضـــــــــح أمــــــام ناظري الحقيقة الغامضة .
وكيـــف أدرك حقائقك الخفية إن رذلــــــــــــــت ما هو مكشوف لي منها ؟
أني أؤمــــــن بما تناولــــــت و قلتــــــــــــــــه لي وقد شئت أن أدركـــــــــــــه .
إذا لم أتمكـن مــــــــــن ذلـــك فأرجــــــــــــوك أن تعطـــيني الفهم الذي أسألك ،
يا مـــــــن أعطيتني الكلمـــة التي لم أسألك إياها .
لقد نزلت إلينا يا من كـــــــنت تحدثنـــا في الماضي كـــإله .
أنت يا مـــــن بـــدأت تتحــــدث إلينــــا نظـــــــير الإنســان .
و مـــــع ذلك فـــأنت إنســــــان و إله . إله صرت إنســـاناً .
و صــــــــرت ما لم تكن دون أن تخسر شيئاً مما كـــــنت .
أنضمًّت إليك الطبيعة البشرية لكــي تصـــير ، أنـــــــــت الإله ، إنســـاناً ،
لا لكي تصبــــح إنساناً و تبطل أن تكون إلهاً .
أنا الذي كنت أســـــــمع لك ، كمــا لخــالقي ، سوف أســـمع لك أيضـــــــاً ،
كما لأخـــــي أنت خالق لأنك الكلمة الأزلي و أنت أخ لأنــــــــك مولــــــــود من العذراء مريم .
خـــالقُّ أنت قبل أن يكون إبراهيم وأدم
وقبل أن تكون الأرض والسماء ،
سابق أنت لكل الكائنـــات الجسدية والروحية وأبُّ لذّرية إبراهيم ولسبط يهوذا ولعذراء إسرائيل .
إن أعترفت بأنك يا محـــدثي إله وإنســـــــــــــــان .
سوف أفهم كلام الله والإنسان ، لأنك تقول لي أحيـــــــــــــاناً ما يليق بالعظمـــة
وأحياناً أخري ما يناسب التواضع .
فيمـــــــا لعمق كلماتك الغريب ! إلـــــــهي أنه لعمـــــــــــق غــــريب وعــجيب .
أني أتأمل به مضـــــــــطرباً اضـــــطراب من يحترم و يحب .
أنــــــــــــي أبغــــــــــــــض بشـــــــــــده من يقـــــــاومونه .
يا ليتـــــــك تبيدهم بسيف لك ذي حدين فلا يبقي له أعــداء .
أودّ لو تميتهم عن أنفسهم و تحييهــــــــــم لك .
صوت المسيح
إن ســرت في النهـــــــــــــــار،
فلست تعثر أنا نــــــور العـــالم .
أتبعنـــــــي إن لم تشأ أن تسقط .
لا تحـــاول أن تكــــــــــــون لي مشــــــــــــيراً ،
يا مـــــــــن وجب عليك أن تأخذ منى مشورتك .
إن سرت نحوي فلست تضيع :
لأني :
الحقيقـــــــــة التي إليها تسرع ،
و الطــــــــريق الذي فيه تعـــــدو .
إن فكــرت بالقديســـات فأنا هو قــــــــــــدس الأقــــداس ،
وإن فكرت بالقطيـــــــع فأنا هو راعــــــــــــــي الرعـــاة ،
وإن فكرت بالبنـــــــــاء فأنا هو أس الأســاسات كلهـــــا .
إن درست بتقـــوى و حكمــة ، العظة التي ألقيتهـا على الجبـل ،
و جـــــدتَ المثال الكامل للحياة المســـيحية في أحسن الأخـــلاق .
و أني كنت أقول الأشياء التالية :
تعريفاً بالوصايا اللازمة لتكوين الحياة المسيحية ،
سوف أشبه من يســـمع كلامي و يعمل بموجبـه .
بالرجل الحكيم الذي بني بيتــه على الصخــــرة :
فلما ســــــــــــقط المــــــــــــــطر، و فاضـــــــــت الأنهـــــــــــــار ،
و عصفـــــــت الريـــــــــــــاح ، و ضــــــــــربت ذلك البيــــــــت ، لم يســـــقط ،
لأنــــــــــــــــــه مبنــــــــــــــــي على الصخـرة ،
ومن يسمع كلامي ولا يعمل به
أشبهه برجل أحمق بني بيته على الرمــــل :
فلما ســــــــــــقط المــــــــــــــطر، و فاضـــــــــت الأنهـــــــــــــار ،
و عصفـــــــت الريـــــــــــــاح ، و ضــــــــــربت ذلك البيــــــــت ، ســـــقط ،
و كـــــــــــــــان ســـــــــــــقوطه عظيمـــاً .
أنا لم اقل :
مــــــــــن يسمع كــلامي بــل من يســــــمع كــــلامي الآن ،
و هـــــــذا الكـــلام يشــير إلي أن ما قلتـــــه على الجبـــــل ،
يجــــــب أن يكــــــــــون موضــــــــــــــوع تعليـــم كامـل ،
للذيــــــن يريـــــــــــدون أن يحيــــــــــــــوا بالطـــاعة له ،
حــــــــتى أني شــبهتهم بحق بالذين يبنون على الصخور .
إن شـــئت أن تبني على الصخر فليكن الكلام حقيقة واقعيـة .
و لا تكتف بالإصــــــــــغاء إليــه لئـــلا تخــــدع نفســـــــــك .
إذا كــــــــان ســـماع كــــــــلامي شـيئاً جميـلاً ،
أليس بموجبه أفضل ؟
إن لم تسمع تهمل الكلمة ولا تبني شــــــــيئاً .
وإن ســمعت ولم تعمــــل تبنـــــي للخــــراب .
الســــــــماع والعمـل به بناء على الصخرة !
لأن السماع هـــــو البنــــــــــــاء بالــــــذات ،
ومن يسمع كلمتي ولا يعمل بها يبني سامعاً ، ولكنـــــــــه يبنــي على أساس من الــرمل .
فلمــــــــــا ســــــــــــقط المــــــــــــــطر، و فاضـــــــــت الأنهـــــــــــــار ،
و عصفـــــــت الريـــــــــــــاح ، و ضــــــــــربت ذلك البيــــــــت ، ســـــــــقط ،
و كـــــــــــــــان ســـــــــــــقوطه عظيمـــــــــاً ،
يا لــــــــــــــه من منظـــــــــــــر مؤســــــــف .
صوت النفس
رب ،
هــــــل أنا بحاجة إلي أن اسمع ما لا أعمـــل به ؟
لأنـــي حين أسمع و لا أعمــــل أبني للخــــراب .
أليس مــــــــــــــن الأضمن لي ألاّ أســـــــــــمع ؟
صوت المسيح
يا بني أن المطـــــر و الرياح و الأنهـــــــار ،
لا تهدأ في هذا العالم ألا تبني على الصخر .
حتى إذا ما أقبلت هذه لا تقلبك رأساً على عقب ؟
طالما أنك لا تســـمع فلن تثبــــــــت تحت سقف .
و هل تكون أكـــــــثر اطمئنــــاناً مــــــــتى هطل المطر وفاض النهر وجرفك عـــرياناً ؟
تأمـــــــل في الحظ الذي تختاره لــن تكون مطمئنــــــاً كمـــــا تظــن لأنـــك لا تســـمع .
ولا مفر لك إذا كـــــــنت عريــاناً ، وبـــــــــلا مــأوي ،
من الانقـــــــــــــلاب والانجراف والغرق .
إن كـــــــان البنيان على الرمـل ســـــــــــــــــــــيئاً ،
فأســــــــوأ منـــــه هو عدم البناء ،
وبقـــــي عليك أن تســـــــــــمع وتعمــــل .
لا تقل : أود أن اعـرف إذا كــان من يتكلّم
يعمل كل ما يقوله للآخرين .
إنْ عمـــــــل بما يقــــول فاقتـــــــــــــــد به ،
كما هـــــو يقتـــــــــــــدي بي .
إن احترمتـه فامدحـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
وإن أحتقرته ولو شكوته فلا تعذر نفســــك .
إن سمعت نصـــــــائح حســـنة وعملت شـــــراً ،
ارتويت بمطر خفيف وأنبتت شـــــوكاً .
لا تكن بلا ثمـار صالحة ، مخـــــــافة أن تتذوق القساوة ، بسبب عقمك .
الواعظون موجودون ، يعظــــــــونك ، بكلمـة الحـــــق ، ويفسرون لك ، ما هو غامــــــــــــض ،
لكــــــــــــي ، يرتفع قلبـــــك إلــــــي .
تأمــــــــــــــــــــــــــــل في إيمـانك وســـــــــــــــــــلوكك . القـــــــــــاضي يـــأتي بعد الواعــــــظ ،
وصـــــــــــانع السـوء بعد صانع الخير .