الفصل الرابع عشر
في استدراك حكم الله بحياة مسيحية
أوصـــــــاك الــــــــــرب باليـــوم الأخـير ،
وشــــاء أن ترقُبَ مجيئه بفطنــةٍ وحــذر ،
بمثَلَه خوّفـك لئــــــــــــــلا يشجبك قضاؤه .
حذرك الرب ، لا لكي تعــرف نهاية الأزمنة ؛
بل لكي تستمر فـــي يقظــــة ،
وتعمل خيراً ،
يا من تجهـــل أخر الزمـــان .
ولم ينبهـــــك لكـــــي تعــــــرف ما رسـمه ، يا مـــن تجهل ساعة مجيئه ؛
بــــــــــــــل لكـــــي تقتـــدي بالقديســـين ، بقــــلب مســـــــــــــــــتعـد .
أســـــــــتعد طـــالما هــــــــــــــــــو آت ،
ومــــــا لك وللساعة التي فيهــا يجيء ؟
خفّف من فضولك واتق الله وعشْ كأنه ، اليــوم ، آت ؛
فلــــن تخـــــاف في يـــوم مجيئــه .
أناة الرب ورحمتــه فـرح لــــــــك .
ولكــن ، برغــــم فرحــــــــك برحمته ،
اخــــــــــش قضـاءه .
أصــــــغ إلي تحــــــذيره لتفيد منــه ساعة يلفظ حكمه .
في ســـــــــكوته يرحـــم إنمـــــــــــا سـكوته إلي حـين .
تدبرَّ الآن أمرك وقم به قبـــــــــــــل أن يصدر حكم الله .
الشـــــاهد عـــــلى أعمــــالك هـــو عينه يشهد على تلك النـــداآت ؛
فــــــــــلا تدعها تذهب سدى؛ بـــل حولهــــــــا إلي بكـــــــــــــــــاء .
لقـــــــــد حـــــان الوقــــــــت لكي تســــــــرع إلي مصالحة خصمك .
بقــــــــــدر ما يتحمـــــل الله الإثـم ، صـــــابراً ، ولا يعــــاقب عليـــه ،
بقــــــــــدر ذلك نراه يسارع إلي الاقتصـــــاص منه يـــــــوم الـــدين .
تعودّ الناسُ أن يروا طـــويلاً مـــــا هـــو في عيني اللـــــه قصـير
ولكـــــــــن أي شيء يعوض عمــا يبدو ، بنظــــر الناس ، طويلاً في هذا العالم ؟
إن كانت نهـــاية العالم بعيــــــــــدة ،
فهل من أجـــلك أيضـاً بعيـــــــــــد ؟
القضـــــــــاء آت قريبـــــاً
وأنا أقول لك بأن تفــــرح
لأن الـــــرب سيدين الأرض بعدله ،
والشعوب باســـتقامته .
أنه لمن الشر أن تخشي مجيء من تحبّـــــــــــه
وتتضـــــــرع اليه قائـلاً : " ليـــأت ملكــــوتك "
ثم تخشــــى أن يستجاب لـــــــــــــــــــــــــــك .
ولماذا تخاف ؟ الآن الديـــــــــان آت ؟
هـــــل هــــو ظالم تخشى منه شراً على نفسك ؟
أتظنـــــــــه يســـــــتفسر عن قضيتـــــــــــــــك ،
لدي شــخص غريب .
لا عـــــــــلم لــه بهــــــــــــــــــــا ؟
هل يغشــك أم يحتـــــاج إلي الفصــــــــــــــاحة ،
فلا يجــــد الكلام اللازم
لإظهــــار براءتـــــــك أمام الجميـــــــــــــــــع ؟
لا تخف من هـــذا كله .
إن كنت تحـــب المسيح فافرح واطمئن :
سوف ينير لك و لـــــــن يخـــــــــــــذلك ،
ان كنت بــــــــار فافرح ؛
أو شـــــــــريراً فارتعد ؛
لأن الرب
يدين المسكونة كلها بعــــــــدله ،
والشـــــــــــــــــعوب باستقامته .
بوسعك أن تنتظـــــر مجـــــيء المســـيح كما تشــــــــــاء ؛
ولكن انتبه كيلا يرذلك ساعة يأتي متى تأخر مجيئه .
حتى الآن لم يأت : هــــــــو فـــــي الســماء ،
وأنـــــت عــــلى الأرض .
هـــــــــو يرجئ قدومــه ،
أما أنــت فـــــلا تتباطــأ ،
فـــي أن تكـــون فطنـــاً .
مجيئـــــــــــــــــــه قـــــــاس على القســــاة ،
وعـــــذب على الأتقيــــاء ،
فتأمَّـــــــــــل في من تكون :
إن كنـــــــــــــت قاســــــياً فباستطاعتك أن تلين ،
أو تقيـــــاً فاغتبط بمجيئـــــــــه .
استدركْ نظرة باعـتـراف منــــك إليه ؛ لئلا يستدركك ،
ولا مجـــال للانتقــــــــام بعد الاعتراف ،
إذا لــــــم تعد من جديد إلي الإثـــــــــم .
استدرك قبـــــــــل فوات الأوان :
إن كنت اليوم قلقاً فاقـــــــــض على قلقك معترفاً إليه ،
ليصبح يومُـــــــك يوم هــــدوء وغفــــــــــــــــــــران ،
وخـــــــــــــــــــلاص .
لا تتباطـــــأ في اتخــــــاذ العــــــلاج ،
يا من تشعر في نفسك بألم يعـــــذبك ،
و يقض عليك مضجعك .
وإن وجـــدت في بيتك حجراً يزعج ناظريك ،
أمرت برفعة من البيــــــــــــــــــــــــــــــــت ـ
وبخــــــاصة إذا كنت تنتظـــر ضيفاً كبـيراً .
وحين تتوســـــل إلي اللــــه تدعــــــــــــــــوه إلــي نفســــــك ،
فكيف يأتي إليك إن لــــــم تنظــــف المكـــان المعد لاستقباله ؟
أما إن كنــــــت عاجزاً عن أن تنزع من قلبك مـــا وضعت فيه ،
فـــــــأدعه لكي يدخـــل هـو إلـــي قلبك لينقيه .
أعمل حالاً ما يجب عليك أن تعمل ،
طالمــــــا أنه يحــــــدثك منبهـــــاً ،
ويقاضيــــــك ســــاكتاً .