الفصل السابع
في أنه لا يجوز أن تخجل من الإيمان بالمسيح
عــــلى الوجـــــــه جبين ،
وفـــي الضمـــــير جبـين .
وغالباً ما يحمــر الجبين الخارجي ،
إذا ما صفـــــــــع الجبين البـاطني :
يحمرّ خجـــــلاً أو يصفر خــــــوفاً .
مـــــن المهــــم جداً أن تعرف علامة المسيح فيـــك :
أفـــي قلبك هي فقط أم على جبينــــك وفــــي قلبـك ؟
إن حملـــــت في قلبك تواضع المسيح ،
فاحمــــل على جبينــــــــك تواضعه ،
علامةً أقول هذا لأن الكثيرين يؤمنون بـــه في قلبهم ،
ويخجلـــون من الاعـــــــــــــــــــتراف بـــه بشــفاهم .
ومــــــــــــا نفع الإيمــــان البــــاطني للـــبر
إذا كان اللســــــانُ يتــــــردد فـــي التعبــير ،
عمــــــــــــــــــــــــــــا فـــي القــــلب .
اللــــــــــه يـــري الإيمان الباطني ،
ولكنـــه غــــــيرُ كــــاف .
أنك تخــشي المتكبرين فتمتنــــــــع على أن تقر بتواضعك ،
وتفضــــــل المتكبرين على الـــذين لم يرضهم بســــــببك ،
وتخشى أن تعــــترف بتواضـــــــع ابن اللـــــــــــــــــــــــه :
أنــــــــــت لا تخجـــل من الاعتراف بكلمــــة الله عظيمــــاً ،
وقديــــراً ، وحكيمـــاً ؛
بيـــــــــــد أنك تخجل من الاعتراف بــــــــــــــــه مولــــوداً ،
ومصلوباً ، ومائتـــــاً .
إن العلى المساوي للأب خـــــالق كل شـــيء ،
الذي خلقــــــــــــــــــــــك ،
و صيرّك ما أنت عليه ،
قـــد صـــار بـــشراً و ولــــــــــــــــــــــــــد ،
و مـــــــات من أجــــلك .
أيهــــا المريــــض كيـــف تبرأ من مرضــك ،
وأنت تخجل من دوائــك ؟
أختر الوقــــــت :
ها هوذا الزمن قـــد حضـــــــر ،
لأنه ســـــــوف يأتي ممجــــــداً ،
من قـــــــــــــــــــــــد أحتُقـــــــر ؛ وديـــــــــــــــــــاناً من قد حُكم عليه ،
وسوف يقيم الناس من قد قُتــــــــــل ،
وسوف يؤيده الكل بعد أن رُذل .
تأمـــــــــــــل في الحــاضر والمســتقبل :
الحقيقة الآن هي موضــــوع إيمــــــان ؛
أما بعد فستظهر وتنجـــلي ؛
اخــــــــــتر الآن النصــــــــــــــــــــــيب ،
الذي تريده لك في المستقبل .
أتخجل من اسم المسيح ؟
ان ذاك الذي تخجــــل منه اليـوم بين النــاس ،
سوف يخجـــــل منك عندما يأتي ممجداً .
" ليمنح الصالحين مــا وعدهــــــــــم به ،
وينزل بالاشـرار مــا هددهــــــــــم به " .
وانت ، اين تكون ؟
وماذا تعمل ان تفرس فيك العلي قائلا ً:
( خجلـــــــت مــــــــن تواضــــــعي
فلــــــــــــن تتمتــــع بمجـــــــدي ) ؟
اطــــــــــــرح عنــــــك الخجل الكاذب
وأقــــــــــــــم محــــله جرأةً خلاصية ،
ان حق لنا ان نسميها جــــــــــــــرأة .
لا تخجل باســــــم المســــــــــــــــيح :
تُهان لانك تؤمن بالمصلوب الذبيح .
انــــك لتؤمــــن حقاً بمـن نفذ فيه حكـــم المـــــوت .
و لكن لولا دمه المسفوك لبقي عليك صك خطاياك .
فضلاً عن ذلك ، أنـــت تؤمـــــــــــــن بهذا المصــــــلوب ؛
لكــن الذي مات فيه هـــو ما اخذه منك ،
وليس تــلك القـــدرة التي بها خلقــــــك .
منك اخذ صــورة العبـد ولأجــــلك أخذهــــــــــــــا ؛
فولد فيهـــــــــــــــــــــا وتـــألم وقـــــــــــــــــــــام ،
وصعد الي الســــــــــــماء .
لقــد قلت أربعة اشياء: ولـــــد ومــــــــــــــــــــات ،
وقــــام وصعد إلي السماء .
اثنان للبداية واثنان للنهاية :
الأول والثاني ولادة ومــــــــــــــــــــــوت ،
والثالث والرابع قيامة وصعود إلي السماء .
فـــي البداية أظـــــهر طبيعتــــك البشــــرية ،
وفي النهاية علمــــك ما ستكون مكافأتــــك .
تعلــــمُ بأنك مولود حكـــم عليه بأن يمـوت ؛
وتجهل أنـه يجــــــــــــــب عليك أن تقـــوم ،
مـن الموت وتصعد إلـــــــي السـماء .
لقـــــد أخـذ ما كنت تعرف وأظهر ما كنت تجهل ؛
فتحمَّل مـــا أخــــــــــــــــذ وترجّ ما أظــــــــــهر :
( أيها التابع المصلوب ، المتعبـد شراً لمـــيت ،
والمعجَـــبُ بمتــــألم ،
عليــــك أن تفـــــــــاخر بإهانة توجّه إليـــــــك
مـــــن أجــل المســيح )
إن خجلت في مثل هذه المناسبة متّ .
تأمـــل كـــلام ذاك الذي ما غش البتة أحداً حيث قال :
{ مــن ينكـرني قدام النـــــــــــــاس ،
أنكـــره قدام ملائكـــــة الله } .
" متى33:10 ".
إذا أهــــين المســـــــيحُ ، فأخر و أرفــــــــع رأســـــــك .
ومم تخشى على جبينــك الذي سلحته بعلامة الصـــليب ؟
المســـــــيح مات لأجـــــــــــــلك يا كــــــافر .
ومع أنــــك كنت عدواً له فقـد صالحــــــك الله بموت ابنه .
ها أنت تلقــــــــــــــــــي مـــن المســيح أعظم محبة :
لقــــــد قدمّ حياته لأجلك يـــوم لم تكــــن لـــه صديقاً .
و أسلم ذاتـه عنــك يـــوم كــــــــنت لـــه عــدواً .
فمـــا أعظــــــــــــــــــــم محبة اللـــــــــه و تضحيته في ســــبيلك .
لقــــد أحبــــــك يا خاطئ حبــاً دفعــــــــه إلي المـوت من أجــــــلك .
أتؤمن بهـــــذا وتخجـــل مـــن الأعتراف به ؟
آمـــن ولا تخجـــــــــل مـــن المجاهرة بإيمـــــانك حباً بخلاصك .
أسمع قول الرسول :
{ بالقلب يؤمن الإنسان للبر وبالفم يعترف للخلاص } .
" رومية 10:10 ".
ما تــــــرددتَ ولا خجلتَ بإيمــانك في البـــــــــــدء ،
يوم قبــــــلت على جبينـــــــــــك ، في مقر الشرف ، علامة المسيح .
ارسم الإشارة من جــــــــــــــــــــــديد عـلى جبينــك ،
لئلا يُفسدَ عليك صفوك لسان غريب .
لا تخجل من عار الصــــــــــليب ،
الذي قبله الله نفسه ، حباً بك ،
ورّددْ مع الرسول :
{ أمَّا أنا فحاشا لي أن افتخـــــــــــــــــر
إلا بصــــــــــليب ربنا يسوع المسيح }.
" غلاطية14:6 " .
إن ذاك الذي صلبه شعب واحـــــد يملُكُ ،
الآن حقاً فـي قلوب جميع المؤمنين بـــه .