الفصل الخامس
في الصـــــلاة الربيــــــة
إن الكلمات التي علمناها سيدنا يسوع المسيح في هــــذه الصــــلاة هي صورة لمطالبينا
بحــــــيث لا يجـــــــوز أن نطـــــلب سوى ما جاء فيها .
إن صليّت بحســـــب الأصـــــول ، أياً كــــــانت تعــابيرك الصلاتية .
وعواطفك السابقة لها النامية معها أو اللاحقة بهــــــــا ،
فلســـت تقـــول سوي ما جـــــاء في الصـــلاة الربيـــة .
إن كـــــــانت لك قضـية وأردتَ أن تســــــــتعطف الإمبراطور بشأنها بحثتَ عــن عالم خبير بالقانون ،
لـــــــــكي يدبّج لك كتــاب استرحام لئلا تسأل ما لا يجوز فيرفض طلبـــــــك ؛
وتعاقــــب بدلاً من أن تنال مبتغاك .
ولمَّا كان الرســــــــــــل يحاولون أن يصلوا دون أن يجدوا سبيلاً إلي ملكــــــــــــوت الله قالوا للمسيح :
علمنا يا رب أن نصلي . وهذا يعني أنــــــك أنت يا مـــــن تســـــنّ لنا الشــــــــــــــــرائع وتســــــاعدنا ،
أو بالأحـــــــــــــرى ، تعــــــــــــــــــاون الله ، أعدّ لنا صـــلواتنا ؛
أخـرج الربّ من كتاب الشـــــرع الســماوي صـــــــورة صـــــــلاتهم قــــائلاً لتـــلاميذه :
صـــلوا هكــــــــــــذا :
أبانا الذي في السماوات .
على كل من يتوسل أن يحصل في بدء الأمر على رضي من يسأله ثم يعرض عليه طلبه .
ينال الطلب الرضى عـــــــــادةً إذا كـــــــــــرَّم من يصــــلي إليــه ؛
ومن المعـــــروف أن التكـــــــــــــــــــريم يكــــــــــــــــــــون فــــــي بدايــــــــــة الطلب ؛
ولهـــذا لــــــــــــم يأمرك ربك بأن تقول سوى : أبانا الذي في السماوات .
وبما أنـــــك مدعـــوّ إلـــــــــــي الميراث الأبــــدي لتكون شريكاً فيه للمســـــيح
وتبلغ التبني الــــذي للـــــــبنين بنعمـــــة من الله ودون أي استحقاق منــك ؛
فأنك تطــــلب هذه النعمة بالذات في بداية الصلاة حــــيث تقول : أبـــــــــــــــانا .
وبهذا الاســم تنشط المحبــــة : وهــــل أحـــــب على الأبنـــــــاء من أبيهــــــم ؟
في هذه المحبة التي تجعل البشر في صلاتهــم يدعون الله أبانا .
نوع من الحدْس بأنــــــــك سوف تنال ما تسأل قبل أن تســـــأل .
وهل يمنع شيئاً عن ابنـــــه الذي يسأله من قــــد أنعم عليه بأن يكــون له ابنـــــاً ؟
وأخيراً كــــــم يُعنى بالنفس ليكــــــون القــــائل " أبانـــــــــــا " جديراً بذلك الآب ؟
إنه إله وآب : إله بالقـــدوة وآب بالصــــــلاح .
ما أســـــعدك يا من وجدت ربــــك أبــــــاً لك !
آمنْ بـــــــه وعدْ نفســــــك بكل شيء من رحمته ، لأنـه قــــدير .
لا تتعلّـــــق بما في الأرض بعد أن وجــــــدت لك أباً في السماء .
بدأت تنتـــــــــــــسب إلي دوحة كريمة :
تحت سلطة ذاك الآب تجد العبـــــــــــد والســــيد أخـــــوين ؛
كمــــــــــــــــــــــــــــا تجد الإمبراطور والجندي
والغـــــــــــــــــني والفقـــير أخوة أيضاً ،
لجميـــــــــــــــــــع المسيحيين المؤمنين آباء عديدون على الأرض
ومن بينهـــــــــــم الإشراف والوضعاء إنما جميعهم يدعون لهــــم في السماء أباً واحداً حقيقياً .
إن كــــــــــــــان أبـــونا هنــــــــــــــــــاك فهنـــــــاك ميراثنا .
ذاك هــو الآب الذي معه تملك كل شيء أنه يعطي الميراث ،
قبل أن يموت لأنه لا يموت بل ينتـــــظر وصولك إليــــــــه .
وطالمــــــــــــا أنـــــــــك تعـلم مــــــــــن هـــــــــــــــــــــــو ذاك الذي تسأله ،
فأعلم أيضـــــاً بما تســــــــأل ، كيلا تهين بمطلب لك غير لائق أباً لك جليلاً .
ليتقدس اسمك
ذاك ما تقــــول ؛ لا لأنك تتمني على الله أن يتقدس بصلواتك ؛
بل لأنك ترغب في الحصـــــول منـــه على تقديس اسمه فيك .
وبمن يتقدس الله وهو عينه يقدّس ؟ وطالمــــا أنه هو عينه قال :
( كونوا قديســين كما أني أنا قدوس ) " لاويين 2:19 " .
أطلب وأســــأل يا مــــن تقــــدست في العمــــــــــــاد لكي تستمر في الحياة التي باشرت فيها .
وكما أن قديســاً حـــــين يســــأل الله أن يصيره قديساً يســــــــأله أن يســتمر حقاً في قداسته ،
كـــــــــــــذلك العفيــــف يســــأله أن يظــــــلّ عفيفـــاً والبــــــــار بـــــــــــاراً والتــقيّ تقيـــــاً .
وبشـــــــــأن سائر الفضائل الأخـــرى التي نؤكد عليها كهبات إلهية
يســــــــــأل القديسون الله في الصلاة بأن يحفظـــــــهم في النعــــــم التي يعلمون بأنهم قد نالوها منه .
إن حــــازوا تلك النعم حازوا ولا شك نعمة الثبات فيها ؛
وهي كبري هبات الله الحافظــــــــــة لسائر النعـــــــــم .
متى قلت هذا الكلام لله ، باركــــــك ؛ ومتى باركــــــــــك زادك قداسة وسعادة .
ومـــــتى مجّـــــدت الله زادك مجداً وشرفاً ؛ وبذلك لا يخدم مصلحته بل مصلحتك .
وفضلاً عن ذلك فــــأنت تتــــــمنى أن يكون اسم الله مقدسـاً بين البـــــشر ،
أي أن يعرف الناس الله معرفـــــة تمنعهــــــم مـــــــــــن أن يتصوروا أقدس منه وتجعلهم يخافون من أن يهينوه .
عظــيم هـــــــو اسم الجلاله ينطق به الإنسان وفقـــــــاً للاحــــــترام الذي تمليـــه عليــه عظمة جلاله .
واسمه مقدس لدي كل من ينطق به باحترام وخــــــوفاً من إهانته .
وتطلب كـــذلك أن يكون اســــم الله مقدســـــاً لــــــــــدي جميـــــــع من لا يــــــــؤدون له ذاك التكــريم ،
بســــــــــــبب ما هــم عـــليه مــــن الكفـــر ؛ إذ لا يعتبرون مقدساً كل ما تقدس به وفيه وفي قديسيه .
وتصــــــــــلي من أجل الجنـــس البـــــشري والأرض بأسرها
ومن أجل الشعوب الجالســـة كل يوم تتنـــاقش بأن الله ليس عـــادلاً وبأنه لا يحكم بحق ؛
وتصــــلي لكي يصلح سلوك أولئك النـــاس فيقبــــلون إلي بـــــــــرّه بقلب مستقيم مســــــتمسكين به ،
متجهين إليـه ،ممتنعين عن لومه .
ولكن ، يجـب عـلى البـار أن يرضي الأبرار لأن إلـــــه إســـــــرائيل صالح لـذوي القلوب المســتقيمة .
ليأت ملكوتك :
إن ملكوت الله آتٍ ، ســــــــــــــــــــــــــــواء ، أطلبته أم لم تطلبه .
ولِـمَ تطلبــــــــــه إن لم يكن لكي يأتي إليك كما لجميع القديســين ؟
تطلبــــه لــــكي يحصـــيك الله مع قديســـــــيه الذين يأتي ملكـوته من أجلهم .
وتطــــــــــلب هذا الملكوت الآتي في نهاية العالم الذي قيل عنه في الإنجيل المقدس :
( هلــــــــموا يا مبــــــاركي أبــــي رثـــــو الملك المعدّ لكـــــــم منذ إنشاء العــــالم ) " متى34:25 ".
ذاك هو الملك الـــــــذي تتمـــني أن يـــــــأتي قائلاً : ( ليأت ملكوتك ) .
إنك تتمــــــني أن يأتي وأن تكــــون جديــــــــــــراً به ســـوف يـــأتي ،
ولكـــــــــــن ماذا ينفعك مجيئــــــه إن وجــــــــــــدك إلي الشــــــمال ؟
أنت تطــــلب السعادة لنفسك ههنا ؛ وتصـــــلي على هذه النيــــــــة :
أطـلب سعادة الحياة الصالحـــــــة والبلوغ أخيراً إلي ملكـــــوت الله
الـــــذي ســـــــيكون من نصــــــــــيب جميع القديسين .
وتصلي لكي تحيـا حيــاة صــــــالحة قائـــــــــــــــــــلاً : ليأت ملكوتك .
ربّ أوصلْنا إلي ملكوتك وليأت إلينا طالــــــــــــــــــما أنه يجــــــــــب
أن يأتي من أجل قديسيك وأبرارك .
وبينما نقول هــــــــــــذا الكــــــــلام ثبّتنا في الـــــبرّ الذي أعطيتناه .
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض .
وفي هذا أيضاً تســـأل ما هو خــير لك لأنه من الضروري أن تتـــمّ مشــــــــــــيئة اللـــــــــــــه .
ومشــــيئته الله هي أن يمـــلك الأبرار ويهــلك الأشرار ؛
وهــــــــــل يمكــــن ألاّ تتحـــــــــــــــقق هـــذه الإرادة ؟
وأي خــــــير تتمنى لنفسك حين تقول : لتكن مشــــــــيئتك كما في السماء كذلك على الأرض ؟
كمــــا أن الملائكــــة لا يغيظونك في السماء ،
كذلك أنا في الأرض لن أغيــــــــــــــــــظك .
وكما أن جميع البطاركة والأنبياء والرسل هم بمثابة سماء لله ،
فــــــأنت أرض بالنسبة إليهم :
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك الأرض ولتكــــن فيك كما هي فيهم .
كنيســـــة الله كالســــــــــماء وأعـــــــــداؤها كـــــالأرض ؛
وأنت تصوغ تمنيات صالحة لأعدائهـــــا ،
كي يؤمنوا ويصــــــــــيروا مســـــيحيين ، لتكن مشيئة الله في الأرض كما في السماء .
السماء روحــــك والأرض جسمك ؛
وكمـــــا يتجـــدّد روحك بالإيمــان كذلك فليتجدد جسمك بالقيامة ،
ولتكن مشيئة الله على الأرض كما في الســـماء .
عقـــــــــــــلك ، الــــــــــــــذي به تُدرك الحقيقة ثم تغتبـــــط بها ، هو السماء :
( أني ارتضي نامـــــــــــوس الله بحســـــــــــب الإنسان الباطن ) " روميه22:7 ".
أيــــــن هي الأرض ؟ ( أني أري في أعضائي ناموساً آخر يحارب نامــــوس روحــــــــي ) " روميه 23:7 " .
ومتى أنتهي العـــــراك وتمّت الألفـــــــــــــــــة بين الجسم والروح تحققت مشيئتك يا الله
كما في الســــــــماء كذلك على الأرض .
ومتى تقدمت بهـــــذا الطـــــــــــلب تأمّـــل بهـــــذه الأشــــــــياء وأطلبها من أبيك .
ومتى صلّيت قُلْ باســـــــــــتمرار : لتكـــن مشـــــيئتك فيًّ يا رب فــــــــلن أقاومها .
الملائكة والقديسون يعملون إرادتك فعليًّ أنا أيضاً أن أعمـــــــــــــلها .
أعطنا اليوم خبزنا اليومي .
من الواضـــح أنــــــــك تصـــلي الآن لنفســــــك .
حين تقــول : ليتقدس اســــمك يجب أن توضح بأنــــــك تصلي لنفسك وليـــــــــــس لله .
وحين تقول :
لتكن مشيئتك عليك أن تــــدرك أنك لا تطـــــلب خير الله بـــــــــــــــــل خيرك الشخصي ،
متى طــلبت أن تتم إرادته فيك .
وحـــين تقول ليأت ملكـــــوتك ،
عليك أن تدُرك أن ملكوت الله الذي تطلبه يحـــقق سعادتك الشــــخصية .
ولكن ابتــــداء من هذا المقطع حتى نهاية الصلاة يتضـــــــــح جليــــــــاً أنك تصـــلي إلي اللــه من أجلك .
وحين تقول : أعطنـــا اليــــوم خبزنا اليــــــومي تعــــــترف بأنــــــــــــك تستعطي الله ؛
ولكن إيـــاك أن تخجــــــــــــل . مهما بلــــــــــغ غني الإنسان على الأرض فهــــــو لا يزال فقيراً إلي الله .
الفقير المستعطي ينتــــــظر أمام باب الغني .
أمّا الغني ذاتــــه فإنه ينتظر أمام باب الغني الإلهي .
الفقـــير يســـأله وهــــــــو عينــــــــه يســـــــــــأل .
لولا حاجتـــــــــه لما قرع بصلاته مسامع الله . إلي أي شيء يحتاج الغني ؟
أتجاسر فأقول : أنه يحتـــاج إلي ذاك الخبز اليومي بالذات .
ولولا عطيـــة الله له لما ملك كل شيء بوفــرة .
وماذا يبــــــقي له لو أن الله رفع يـــــــده عنـــه ؟
كـــــــــــــــثيرون ناموا أغنيـــاء فاستيقظوا فقراء ؛ أليس كــــــــذلك ؟
وما يتوفر للـــغني لا يتوفـــــر له بقــــــــــــــــدرته بل برحمة من الله .
ولكنك تري الله يشرق شمسه على الصالحين والطالحين
ويمطر غيثــــــــــــــــه على الأبــــــرار والاشـــرار ويعطي خبزه ليشبع جوع من يسبحونه ،
ويحيي أجســـــــــادهم بل يعطيـه كـذلك للـــــــــذين يجـــــــــدفون عـــــــــــــــــــــــــــــــــليه .
إن سبحتَّ قاتك ؛ وإن جدفــــت قـــــــــاتك ، أنه ينتظر توبتك ، فإن لم تغير أهلكك .
علينا أن نفهــــم هـــذا الطــلب اليـــــــومي للخـــــــــــــــــــــبز على طـــــــريقتين :
أما عن حاجـــة للخـــــــــــــبز الجســـــدي وأما عن حاجـــــة للخبز الـــــــروحي .
القوت والكسـوة شـــــــــــيئان ضــروريان لحيــــــــــــــــــــاة الإنسان الجسدية ؛
وبدونهمـــــــــا لا يمكــــــــن للإنســـــــان أن يعـــــــــــــيش : إنما يُدرك الكـــل بواسطة الجزء .
ومــــــــــــــــتى طــــــــــلبت الخــــــــــــبز أردت مـــن خــلاله البــــــاقي كلّـــه ؛
وأردت به أيضاً الغـــــــــــذاء الروحــــــي الذي تأخــــــــذه من مذبــــح الـــرب .
وســــــــــــيكون الخبز اليومي الضروري لهــــــــــــــــــــــــذه الحياة الحاضرة .
وهل يجب عليك أن تتناول الافخارستيا مــــــــتى جــئت إلــــي المســــــــيح وبدأت ملكك معـه ؟
الافخارســــــتيا خــــــبز لك يـــــومي ، تنــاوله حيــــاةً لنفســـك وجســـــدك وقـوةً إلي الوحـدة :
إن بلـغت جسده وصرت فيه عضـــــواً أصبحـــــــــــــت ما أنت تتنـــــــــــاول
وأصــبح هـــــــو حقــــــــــــــــــــــــــاً خـــبزك اليـومي .
إن الشــــــرح الذي تعطيــــــــــــــــــه الكنيسة كل يوم والترانيم والقـــراءات التي تنـــــشدها ،
أو تصغي إليها هي أيضـــــــــــــــــــاً خــــبزك اليومي . وهي ضـــــرورية لك في ســـــــــفرك .
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر لمن خطئ إلينا .
من ذا الـــــــذي يعيش ها هنا بالجســــد ، ولا يثقل على ضميره شيء ؟
من هو الإنسان الــــــــذي يمكنــــــــــــه أن يحيـــــــــا بلا صــــــــــلاة ؟
يمكنه أن يتباهى إنمـــــــا لا يمكنـــــــــــه أن يـــــــدعي الـــــــــــــبرارة ؛
ويحْسُـــــــنُ به ألاّ يستكبر نظير الفريسي الذي صـــــــعد إلي الهيــــــكل فأخفي جراحه وراح يتباهى باستحقاقاته .
أمّا الــــذي كان يقــــــول : ارحمني يا رب أنا الخــــاطئ فقد كان يعــلَم سبب صعوده إلي الهيكــل .
وعـــــــــــــــلم الــرب يســـــــــــــــــــــوع تلاميـــــذه قائــــــلاً لهــم بأن يصلوا هكذا :
أغفر لنا ذنوبنا . لقد وقع الله معنا عهد محبة وأوجب علينا أن نقول : ( كما نغفر لمن خطئ إلينا ) .
إن أردت أن يكون قولك هذا نافــــــداً فقـــــل صادقاً : ( كما نغفر لمن خطئ إلينا ) .
إن لم تقـــــل هذه الكلمات الأخـــيرة أو قلتهـــــــا دون أن تفكّر بها فقـد نطقتَ بالأولى منها بلا جدوى .
أتـــــــــــــرك مــن كــــل قلبــــــــــك ما لك على قريبك ؛ أغفر من قلبـــك حــــــيث يـــــــــري اللـــــــــه .
أغفر لمـــــن خطئوا إليك وأستفض في الصلاة مطمئناً . أغفر بكلمة . من واجبك أن تغفـــــــر لأنك إن لم تغفر هلكت .
مــــــــــــتى سألك إنسان مــدين لك أن تغـــــــفر لــــه ، فأغـــفر لـــه حــــــــــــــــــــــــــــــالاً .
أنا لا أقـول ، إنك لـــــــم تغفــــــــر ، تـــزول الصـــلاة من قلبك بــل أنت تزول من كتاب الله .
ولا تدخلنا في تجربة .
لا يدفع الله بأحد إلي تجربة إنما يســـــــمح بأن يدخــــــــل في تجــــــــــــربة .
كلّ كل مــن تخــــلّي عنـــه لســـــــــــــبب خفي جـــــــــــداً أو بسبب خطـاياه ،
وغالبـــــــاً ما يـــــــــــري من يتخلّى عنه جديراً بالتجربة فيتركه يدخل فيهـا .
ولكـــــــــــــــــــن ، دفعُ الإنسان إلي التجــربة شـــــــــــيء وتجربته شيء أخــــــــر .
لا يمتحن الإنسـان بلا تجربة كما لا يمكنــه أن يمتحن نفسه وفقاً لما جاء في الكتاب :
( وماذا يعلم من لم يمتحن؟ ) ." بن سيراخ 11:34 " .
و لا يمتحن بواسطة الآخرين كما قال الرسول :
( وبلـــيتي التي في جســـدي لم تـــــزدروا بهـــــا ) " غلاطية 13:4 -14 " .
وأعترف هو نفسه بثبـــــات الذين لم تفترْ محبتهم بسبب البلايا الجسدية التي مُنيَ بها .
قبل كل تجربة ، إن الله الذي يعرف كل شيء قبل أن يحدث ، يعرفك أنت أيضاً .
لا تصلّ ههــــنا دفعـــــاً لكـــــــــــل تجــــربة ؛ بل صلّ لكيلا تسقط في تجربة .
وعلى مثــــــال من حتمَّ عليه أن يجربّ بالنار فلا تصلّ كيلا تصل النــار إليـــك بل صـــــلّ كيــــــلا تحــرقك .
النار تمتحـــــن إناء الفاخــــــوري والتجربة تمتحـــن الأبـــرار .
حين تقـــــول : لا تدخلنــــا فــــي تجــــربة ، فهل تطـــــــلب شيئاً أخر ســــوي
أن مـــــــــــن يغشك ويهاجمك من الخارج يعجـــــــــز عــن الدخـــول إليــــــك والتغلب عليك بالحيلة أو بالقوة ؟
ومع ذلك مهما اســـــتعمل خصمــــــــــك من وســـــائل ضدك فإن لم يحتلّ قلبك حيث الإيمان ، يطرح خارجــــاً .
( ولكن إن لم يحــــــرس الرب المدينـــــة فباطلاً يسهر الحارس )"مزمور1:126".
لا تعتدّ بنفسك إن أردت ألاّ يدخل الشيطان من جديد إلي نفســــــك بعد أن ألقيته خارجاً .
ولكن نجنا من الشرير .
صـــــلّ ههنــــا كيلا تدخل في تجربة ؛ وصــــــــلّ كـــــــــــي تنجــــــــــو مـــن الديون التي تطـــــــــــلب ،
ســـــادســــــــــاً أن تــــــــــــترك لك ، وبخـــاصة كــــــــــــي تتحـــــــــرر مــــن الشرّ الذي فيه ســقطت .
وبعــــــــــدئــــذ لن يبقي عليــــــــك أن تخشي تجـــــــــربة أو أي شيء آخـــر .
من الضــــروري أن تكون أبديــــــــة المطالب الثلاثة الأولى :
( ليتقدس اسمك ، ليـــأت ملكـــوتك ، لتكــــــن مشـــــــــيئتك كمــا في الســــــماء كــــذلك على الأرض ).
أما الأربعة الباقية فتختــــــــــــــــــــص بالحياة الحــــــــاضرة .
أعطنا اليـــــــــوم خـــــبزنا اليــــــــومي ، متى بلغت الكمـــــال لن يبقي عليك أن تسأل كل يوم خبزك اليومي .
أغفر لنا ذنوبنـا ، وهــــــل تنطــــــــــــق بهـــــــــــذا الكـــــلام في الملكــــوت حـــيث لن يبـقي عليـك ديــــون .
لا تدخلنـــــــــــــا في التجـــــــــــــــربة ، وهل يسعك أن تنطق بمثــــــــــــــل هــــــــذا الكـــــلام حيث لا تجربة .
نجنا من الشرير ، حــــــــــــــــــــــــــين لا تشعر بأدنى شــــرّ فهل يسعك أن تطلب النجاة منه ؟
المطالب الأربعـة للحيــــاة الحــــاضرة والثـــــلاثة الأخــــرى للحيــــــــــــاة الأبديـــــــــــــــة .
ولكــــن ســـــــل هذا كله لتصل إليــــه ، وصـــــــــــــــــــــــلّ ههنـــــــــــــا لئــــلا تحرم منـــــــــه هنـــــــــاك .
يجـــــب أن تتلـــــــــــو الصـــلاة كـل يــوم :
تتـــــلي هـــــذه الصــــــــلاة الربيـــــــة كل يوم في الكنيسة على مذبح الربّ لكي يصغي المؤمنـــــون إليهـــا .
لا تخــــــــــــــــــــــــف من أن تنـــــــــــسي جزءاً منهــــــا
لأنــــــــــــــك إن لم تستطع أن تتذكرها كما يجـــــــــــــــــب ســـــــــــــوف تتذكـــرها لدي سماعها كل يــوم .